أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الثاني : أنواع التوحيد:

للتوحيد ثلاثة أنواع هي ما يلي:

1- توحيد الربوبية.

2- توحيد الإلوهية.

3- توحيد الأسماء والصفات.

المبحث الأول : توحيد الربوبية :

المطلب الأول: تعريف توحيد الربوبية:

كلمة الرب لغويا تعنى ما يلي:

· المالك ومنه يقال رب الدار أي صاحبها ومالكها .

· والسيد المطاع كقوله تعالى(يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا)يوسف41 .

· والمربي الذي يربي غيره وينشئه شيئا فشيئا .

· والمصلح والمدبر للأمور والقائم على رعاية غيره لذلك سمي الربانيون بذلك لقيامهم بالكتاب .

· والمعبود أي الذي يعبد وتصرف إليه العبادة.

الرب عند الإضافة تقال لله ولغيره وعند الإطلاق لا تقال إلا لله:

فالرب عند الإضافة تقال لله ولغيره فيقال رب الدار ورب الفرس أي صاحبها ومالكها ، أما عند الإطلاق فلا تقال إلا لله الذي تكفل بمصلحة المخلوقات وتدبير أمورهم ، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال(لا يقلْ أحدُكم : أطعمْ ربَّك ، وضئ ربّك ، اسق ربَّك ، وليقلْ : سيدي مولاي ، ولا يقلْ أحدُكم : عبدي أمتي ، وليقلْ : فتاي وفتاتي وغلامي)صحيح البخاري.

فنهى رسول الله في هذا الحديث أن يقول الرجل للعبد إسقي ربك أو وضيء ربك أو إطعم ربك أي سيدك الذي يملك أمرك وذلك لأن إطلاق لفظ الرب يدل على الله ومن ثم يجب أن ينزه الله عن ذلك وحتى ولو كان المقصود بالرب السيد المالك ولكن يقول سيدي ومولاي ، كذلك نهى الحديث السيد أن يقول عبدي وأمتى وأن يقول فتاي وفتاتي وغلامي وذلك حتى لا يكون هناك وجه للشبه بينه وبين الله سبحانه وتعالى فنحن جميعا عبيده وإمائه ، فالعبودية لله وحده.

والرب اسم من أسماء الله الحسنى التوقيفية المطلقة :

ودليله قوله صصص (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)الترمذي وصححه الألباني.

والمقصود بأنه اسم من الأسماء التوقيفية: أنه ثابت في النقل أي القرآن والسنة .

والمقصود بالمطلقة : التي تدل بذاتها دون إضافة على الثناء والمدح والحسن ، فإذا قلنا (سريع الحساب) فهذا اسم من الأسماء المقيدة فالسريع قيد بالحساب ، فالسريع لا تفيد بذاتها المدح والثناء والحسن إلا بإضافة الحساب إليها بعكس إذا قلنا الرب أو الرحمن أو الملك أو الحي أو القيوم فهي تفيد المدح والثناء بذاتها.

والرب هو: المتكفل بخلق الموجودات وإنشائها والقائم على هدايتها ورعايتها وإصلاحها وهو الذي نظم معيشتها ودبر أمرها ، ودليل هذا المعنى قوله تعالى ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ ) الأعراف54.

والإيمان بتوحيد الله في اسمه الرب يقتضي أن يكتسي العبد بثوب العبودية ويخلع عن نفسه رداء الربوبية لعلمه أن المنفرد بها هو الله فله أوصاف العظمة والكبرياء.

وتوحيد الربوبية هو :

الإقرار والإعتقاد بأن الله وحده هو خالق الكون ومالكه والمدبر لجميع شئونه ، فهو المتصرف فيه ، وهو الذي يحي ويميت ، وهو القادر على ما يشاء ، له الأمر كله ، وبيده الخير كله ، المتفرد بإجابة الدعاء.

وهذا التوحيد يكاد لا ينكره أحد ، فقد قال الله سبحانه تعالى في حق مشركي قريش (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) العنكبوت61.

ومعنى قوله (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) :أي فكيف يعدلون وينصرفون من عبادة الله سبحانه إلى عبادة غيره من المعبودات الباطلة .

وقال تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) العنكبوت63.

وقال تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) الزخرف87.

أسماء توحيد الربوبية :

× يسمى توحيد الربوبية بتوحيد الوسيلة : لأنه وسيلة لتحقيق العبادة من خلال معرفة المعبود ، فتوحيد العبادة يدل على توحيد الربوبية بالتضمن أي من عَبَد الله تضمن ذلك إقراره بأنه وحده هو الخالق الملك المدبر ، ويدل على توحيد الأسماء والصفات بالتلازم أي يلزم من توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات فمن أقر أن الله وحده هو الخالق الملك المدبر لزمه أن يثبت ما أثبته الله لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات العليا وأن ينفى ما نفاه الله عن نفسه من صفات النقص..

× ويسمى توحيد الربوبية والأسماء والصفات: لأن موضوعه يدور حول إثبات الوحدانية في ربوبية الله من خلال الأدلة النقلية والعقلية وإثبات أنه سبحانه المتفرد بالخلق والتقدير والملك والتدبير، وكذلك يدور هذا النوع حول الطريقة المثلى في معرفة المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله .

× ويسمى توحيد العلم والخبر: لأنه يحصل العلم به فيما أخبرنا الله به في كتابه وسنة رسوله ، ولو ترك للعقل العنان في وصف الله فسوف يؤدي إلى الضلال في حكمه على ذات الله وأسمائه وصفاته لأننا لم نرى الله ولم نرى له مثيلا.

× ويسمى أيضا توحيد المعرفة والاثبات: لأن المسلم مطالب بمعرفته وإثبات ما أثبته الله لنفسه في القرآن وفي سنة رسوله فالتوحيد بغير إثبات الصفات هو في حقيقته نقص ومذمة.
الخــــــلاصـــــة





1- أن الرب لغة يعني: المالك والسيد المطاع والمربي والمدبر والمصلح للإمور.

2- أن الرب من أسماء الله الحسنى المطلقة.

3- أن الرب إصطلاحا يعني: المتكفل بخلق الموجودات ثم تدبير أمورها ، فلم يخلق الخلق ثم يغفل عنهم .

4- أن توحيد الربوبية : هو الإعتقاد أن الله وحده هو الخالق لهذا الكون وما فيه والمدبر لجيمع شئونه من حفظ ورزق وغير ذلك.

5- أن توحيد الربوبية لم ينكره مشركي العرب فكانوا يعتقدون ويقرون أن الله هو الخالق المدبر لكنهم وقعوا في شرك الإلوهية حيث صرفوا العبادات المختلفة لغير الله من الأصنام والأوثان.

6- أن توحيد الربوبية له أسماء كثيرة منها : توحيد الوسيلة ، توحيد العلم والخبر ، توحيد المعرفة والإثبات.

المطلب الثاني : كفاية توحيد الربوبية للدخول في الإسلام:

توحيد الربوبية لا يكفى وحده للدخول في الإسلام ، فمن أقر أن الله وحده هو الخالق لهذا الكون والمالك له والمدبر لشئونه والمتصرف فيه ولكنه جحد هذا وصرف العبادة لغير الله كان بذلك مشركا ، فقد قال تعالى في حق مشركي قريش(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) العنكبوت61.

وقال تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) الزخرف87.

الخــــــلاصـــــة

إذاً فمشركي قريش كانوا يقرون ويعترفون أن الله هو الخالق المدبر المهيمن ومع ذلك صرفوا أنواع العبادة للأصنام كالذبح وتقديم القرابين لهم والنذور والإستعانة والإستغاثة والدعاء واعتقادهم أنهم ينفعون أو يضرون وغير ذلك.


1- توحيد الربوبية لا يكفي وحد للدخول في الإسلام فلابد مع ذلك من توحيد الإلوهية أي توحيد العبادة بصرف العبادات جميعا لله وحده .

المطلب الثالث :أركان الربوبية:

معنى الربوبية يقوم على ركنين أساسين هما:

1) إفراد الله بالخلق والقدرة والتقدير:

فالله وحده هو الذي يخلق ، وله وحده القدرة التي بها يستطيع تخليق الأشياء ، كما له وحده علم التقدير حيث قدر كل شيء بعلمه ثم كتبه في اللوح المحفوظ ، وإفراد الله بالخلق والقدرة والتقدير يستلزم إفراده بلوازم ذلك من الصفات الإلهية كالعلم والمشيئة والقدرة والملك والغنى والقوة والإحياء والإبقاء وكل ما يلزم من صفات الله لخلق الشيء وتصنيعه ، وخلق الأشياء تحتاج إلى القدرة كما تحتاج إلى علم التقدير ، وهذا الركن هو الأساسي في فهم مراتب القضاء والقدر، وسوف نتناولها بالتفصيل في حينها في كتاب القدر.

2) إفراد الله بالحكمة والتدبير:
فالله قد خلق المخلوقات ولم يغفل عنهم بل تولي تدبير أمورهم لحظه بلحظة ، فالله يتولى تدبير أمر المخلوقات والعناية بهم والقيام على شئونهم وتهيئة الكون لتحقيق الغاية من خلقهم وذلك من خلال نوعين من تدبير الله ، نوع يتعلق بالقدرة وإظهار معاني الربوبية وهو الأمر الكوني ، ونوع يتعلق بالحكمة وإظهار معاني العبودية وهو الأمر الديني التعبدي الشرعي ، وكل أمر من أمور تدبير هذا الكون قائم على الحكمة فله حكمة سواء علمناها أم جهلناها.

الأدلة النقلية على قيام معنى الربوبية على هذان الركنان تتمثل فيما يلي:

1- قال تعالى(قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى*قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)طه49-50.

فلما سئل موسى عن الربوبية أجاب فرعون عن كل معاني الربوبية في معنيين جامعين:

الأول: إفراد الله بالخلق والتكوين والإنشاء من العدم حيث أعطى كل شيء خلقه ووجوده.

الثاني: هو إفراد الله بتدبير الأمر في خلقه وهدايتهم بالقيام بشئونهم وتصريف أحوالهم والقيام بهم.

2- قال تعالى( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ ) الأعراف54.

ففي قوله (أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ) الركنان وهما الخلق والتدبير لأمور عباده ، وهذا إجمالا وتفصيل ذلك قوله (الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)فهذا ركن الخلق ، وقوله (ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ) هذا ركن الأمر والتدبير.

3- قال تعالى(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى *الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى*وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى)الأعلى1-3.

فالركن الأول: (خَلَقَ فَسَوَّى) أي الخلق والإنشاء والتهيئة لغايته التي خلق من أجلها.

والركن الثاني: (قَدَّرَ فَهَدَى) أي دبر أمره بهدايته الكونية والشرعية.

4- قال تعالى(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)يونس3.

5- قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)الحج73.

ففي الآية نفى الله عن آلهتم المزعومة وصفين اثنين هما أساس الربوبية وهما:

1- الخلق والتكوين لأقل المخلوقات وهو الذباب.

2- التدبير فإنهم عجزوا عن تدبير أمور أنفسهم باسترداد شيء ضئيل مما يخصهم لو سلبه الذباب منهم وهذا منتهى وصفهم بالعجز والضعف فكيف تكون آلهة معبودة من دون الله.

6- وعن عائشة أم المؤمنين قالت (قدم رسول الله مِن سفرٍ ، وقد سَترتُ بِقِرَامٍ لي على سَهْوَةٍ لي فيها تماثيلُ ، فلما رآهُ رسول الله صصص؟َتَكَهُ وقال:(أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ الذين يُضَاهُونَ بخلقِ اللهِ)صحيح البخاري.

والمقصود بالقرام :الستارة .

سهوة :طاقة في الحائط (فجوة).

لي فيها تماثيل :أي صور.

تكه : شقه وقطعه.

والمقصود أن السيدة عائشة كانت تستر الطاقة الموجودة في الجدار بستارة فيها صور فأنكر النبي ذلك وقال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذي يضاهون بخلق الله أي يتشبون بالله في خلقه للأشياء ، والخلق من أركان الربوبية.

7- وقوله صصص (من صوَّرَ صورةً في الدُّنيا كلِّفَ يومَ القيامةِ أن ينفخَ فيها الرُّوحَ ، وليسَ بنافخٍ)صحيح البخاري.

ووجه الإستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر العلة في عقوبتهم وعذابهم وهي المضاهاه بخلق الله لأن الله تعالى منفرد بالخلق والأمر فهو خالق كل شيء وهو الذي صور جميع المخلوقات فأحسن صورها ، فالمصور لما صور إنسانا أو حيوانا على نحو ما خلقه الله فإنه تشبه بالله في الركن الأول من أركان الربوبية وهو الخلق فكلفه الله يوم القيامة بالركن الثاني وهو تدبيره وتحريكه تبكيتا وتعجيزا فكلفه أن ينفخ فيها ، ويعذب المصور لأنه أشرك في الربوبية بتشبهه بالله في الركن الأول منها وهو الخلق.

[IMG]file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] اللوازم المترتبة على إفراد الله بالخلق والتدبير:

1- إفراد الله بالملك:

فمن إنفرد بالخلق انفرد بالملك والملكية ، فمن خلق شيء أو صنع شيء تملكه ، فهو الملك على ملكه والمالك له ، وليس كل ملك مالك وليس كل مالك ملك ، فقد يملك الإنسان ولا يستيطع التصرف في ملكه وقد يكون ملكا ولا يملك ما في مملكته.

2- إفراد الله بمراتب القضاء والقدر:

وهي المراحل التي يمر بها المخلوق من كونه معلومة في علم الله في الأزل حتى يصبح واقع مشهود وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وسوف نقوم بشرحها تفصيلا في حينها في الكتاب الخاص بالركن السادس من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره.

3- إفراد الله بنوعين من التدبير:

الأول: التدبير الكوني:

وبه خلق جميع الموجودات ومتمثل في مشيئة الله وإرادته الكونية وقضائه الكوني ويشمل ، التصرف في المخلوقات وهذا التدبير لا يمكن أن يرد أو يتخلف وقوعه ، وإفراده بأنواع التقدير سواء الأزلي في اللوح المحفوظ – والميثاقي في عالم الذر – والعمري- والسنوي- واليومي ، وسوف نتناول كل هذه الأنواع بالتفصيل في حينها في كتاب الإيمان بالقدر.

الثاني: التدبير الشرعي الديني:

ويخص الإنس وسائر المكلفين وموضوع لصالحهم ومتعلق بمشيئتهم ويمكن أن يرد وأن يتخلف وقوعه ويلزمهم فيه إفراد الله بالعبودية والعمل بالشريعة الإسلامية.

[IMG]file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] الدليل العقلى على وجود الرب:

يستدل على وجود الرب بالبديهياتوهيالأشياء البديهية التي تدل على نتيجة معينة ولا يختلف عليها الناس :

كما استدل الأعرابي على وجود الله بالبديهيات فقال( البعرة تدل على البعير و الأثر يدل على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير).

فهو استدل بأن لكل شيء دلالة ولكل فعل فاعل ولكل صنعة صانع ولكل سبب لابد له من مسبب ولكل نتيجة لابد لها من سبب ولكل علة لابد لها من معلول ، فالسيارة التي تسير لا بد لها من قائد والكتاب المكتوب لابد له من كاتب وهكذا.

والإمام الذي كان يناظر الملحدين الذين ينكرون وجود الله فتأخر عليهم وكان يفصله عنهم البحر فلما وصل قالوا لما تأخرت؟ قال لهم لقد رأيت أمرا عجبا وأنا في الطريق بينما أن انتظر لعبور البحر إذا رأيت الأشجار وقد قطعت وتشققت من نفسها ثم انتظمت الألواح في شكل سفينة وثبتت بالمسامير ثم نزلت إلى الماء وتحركت بدون قائد وسارت عبر الأمواج والأعجب أنها تعرف وجهتها ذهابا وإيابا فتذهب وتتحرك بين الموانئ بشكل منتظم وتحمل البضائع على متنها ثم عندما تصل إلى الميناء الآخر فإنها تنزلها على الشاطيء قالوا كيف ذلك ؟وكيف تصنع بلا صانع ؟ وتسير بلا قائد ؟ قال أنكرتم ذلك على السفينة أن تصنع بلا صانع وأن تسير بلا قائد ، فكيف بهذا الكون قد خلق بلا صانع وخالق ومدبر؟ فأسلموا.



1-
الخــــــلاصـــــة

أركان الربوبية الرئسية هي إفراد الله بالخلق والتدبير.

2- إفراد الله بالخلق يعني : أن الله وحده هو الخالق ، والخلق يحتاج إلى تقدير وقدرة للتصنيع والإيجاد.

3- إفراد الله بالتدبير يعني: أن الله وحده هو المدبر لشئون هذا الكون ، والتدبير يحتاج إلى حكمة.

4- أن المصورون( الذي يصنعون التماثيل المجسمة والذين يرسمون ويشكلون بالريشة ) أشد الناس عذابا يوم القيامة لأنهم تشبهوا بالله في الركن الأول من أركان الربوبية وهو الخلق.

5- إفراد الله بالخلق والتدبير يستلزم إفراده بالملك ، وإفراده بمراتب القضاء والقدر ، وإفراده بأنواع التدبير المختلفة.
6- أنه يستدل على وجود الرب بالبديهيات التي لا يخلتف الناس عليها.

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية


حمل الكتاب مرفق بالأسفل في المرفقات


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: السراج المنير.pdf&rlm;
: 5.71 ميجابايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf