أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفرق بين النبي والرسول وبيان أقوال المذاهب
( هذا مبحث من كتابى عصمة الأنبياء تحقيق الكلام فيها ورد شبهات المبطلين )
( لم يطبع بعد )
إنّ حكمة الله وعلمه قاضيان بأن لا تمنح النبوة والرسالة إلاّ للمستعد لها والقادر على حملها، وإذا تأملت في سيرة أنبياء الله ورسله رأيتهم أبرّ الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأحضرهم بديهة، وأشدّهم تحملاً، وأرقهم طباعاً،.. فلا عجب أن يختارهم الله ليكونوا أمناء وحيه، والعاملين على إقامة دينه، فهم القمم السامية التي تعجز النفوس عن أن تبلغ مداها.
هذا وقد اختلف الناس في الفرق بين النبي والرسول ، أم أنه لا فرق بينهما على النحو التالي :
أولاً : قــول المعتزلـــة :-
ذهبت المعتزلة إلى أنه لا فرق بين النبي والرسول وأنها بمعنى واحد ومنزلة واحدة ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلى : « من ذكرناه بأنه رسول الله ، فإنا نصفه بأنه نبي مطلقاً أو نقول هو نبي الله ولا ينفك أحد الوصفين من صاحبه ....
ثم يؤكد ذلك قائلاً : ... لا يكون الرسول إلا نبياً ، ولا يكون النبي إلا رسولاً».([1])
ويقول أيضاً : « اعلم أنه لا فرق في الاصطلاح بين الرسول والنبي وقد خالف فى ذلك بعضهم واستدل بقوله تعالى : ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ...الحج: ٥٢.، قالوا : فصل القديم بينهما فيجب أن يكون أحدهما غير الآخر ، والذي يدل عليه اتفاق الكلمتين في المعنى هما أنعما يثبتان ويزولان معاً في الاستعمال حتى لو أثبت أحدهما ونفى الآخر لتناقض المعنى ».([2])
وهذه الآية دالة علي التفريق لأنه عطف النبي على الرسول، وذلك يوجب المغايرة وهو من باب عطف العام على الخاص ، كما سيأتي في أدلة المفرقين .
واحتجوا أيضاً : أن الله تعالى خاطب محمداً مرة بالنبي ومرة بالرسول، فدل على أنه لا منافاة بين الأمرين .
وقد خالف الزمخشرى المعتزلة في هذه المسألة حيث قال في تفسير الآية السابقة: « من رسول ولا نبي دليل بين على تغاير الرسول والنبي ... ثم عرف الفرق بينهما قائلاً : والفرق بينهما أن الرسول من الأنبياء: من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. والنبي غير الرسول: من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله ».([3])
وقد جنح بعض العلماء من الأشاعرة إلى قول المعتزلة ، فقالوا بأن الكلمتين مترادفتان وأنهما ذات مدلول واحد ، فكل نبى يسمى رسولاً ، وكل رسول يسمى نبياً ، غير أنه يسمى رسولاً بالنظر إلى ما بينه وبين الناس ، ويسمى نبياً بالنظر إلى ما بينه وبين الله تعالى ، وكلاهما متلازمان ، وممن ذهب إلى هذا القاضي عياض من المالكية وغيره .([4])
ثانيــاً : قول أهل السنة ومن وافقهم :-
اتفق أهل السنة والجماعة ومن انتسب إليهم من الصفاتية على أن النبي غير الرسول، واستدلوا على الفرق بينهم بعدة أدلة منها الآتي :
- قوله تعالى : ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖالحج: ٥٢ .
قالوا : العطف يقتضي المغايرة، وكذلك مجيء «لا» في قوله: «ولا نبي» فهذا يدل على أن النبي غير الرسول .
- قوله تعالى : ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ مريم: ٥١.
- قوله تعالى : ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ مريم: ٥٤.
قالوا : ووصف بعض رسله بالنبوة والرسالة مما يدُل على أن الرسالة أمر زائد على النبوة .
يقول السفارينى رحمه الله : « بين النبي والرسول عموم وخصوص مطلق، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا. والرسول أفضل من النبي إجماعاً ».([5])
ومن أوجه فضل الرسل على الأنبياء أن الرسالة في أصلها قدر زائد على النبوة فهي نبوة وزيادة، فالرسل ساووا الأنبياء في النبوة، وفضلوا عليهم بالرسالة - صلوات الله وسلامه على الجميع .
يقول القرطبي رحمه الله : « معلوم أن من أرسل أفضل ممن لم يرسل، فإن من أرسل فضل على غيره في الرسالة واستووا في النبوة».([6])
واستدلوا أيضاً على التفريق بحديث أبى ذر قال :« قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ النَّبِيُّونَ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ» قُلْتُ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ».([7])
فقد بين النبي ﷺ في هذا الحديث أن الأنبياء غير المرسلين ، وأن المرسلين من جملة الأنبياء ، وهذا ما كان يفهمه أبو ذر لذا سأله : كم المرسلون منهم ، أي من الأنبياء فعلمنا أن الرسل أخص من النبيين .والله أعلم
وأيضاً حديث البراء بن عازب الذي في الصحيح قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ». قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: «لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».([8])
والشاهد أن النبي ﷺ فرق بين النبي والرسول ولو أنهما بمعنى واحد كما زعمت المعتزلة لما رده النبي ﷺ .
قال القسطلانى رحمه الله : وجه المنع لأنه لو قال ورسولك لكان تكرارًا مع قوله أرسلت، فلما كان نبيًّا قبل أن يرسل صرّح بالنبوّة للجمع بينها وبين الرسالة، وإن كان وصف الرسالة مستلزمًا وصف النبوّة مع ما فيه من تعديد النعم وتعظيم المنّة في الحالين .([9])
ثم إن أهل السنة بعدما اتفقوا على التفريق بينهما ، وأيضاً أجمعوا على أن مقام الرسالة أشرف من مقام النبوة ، اختلفوا في تحديد الفرق بين النبي والرسول، وتحديد مسمى كل منهما على عدة أقوال أشهرها قولين :
* الأول : قول جمهور أهل العلم : ذهب الجمهور من العلماء إلى أن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، ولهذا يسمى نبياً ولا يسمى رسولاً لأنه لم يؤمر، لكنه لم ينه عن إبلاغه، وأما الرسول فهو من أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه،وكل من النبي والرسول يوحى إليه .([10])
قولهم: إن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
فيه ملاحظتان : الأولى : أنه أوحي إليه بشرع يدل على أنه يكون على شريعة يستقل بها.
وثانياً: أنه لا يؤمر بالتبليغ؛ بل إنما هو مكلف بنفسه؛ فكأن الشريعة التي أوحي بها إليه مختصةٌ به فيتدين بدين يخصّه، هذا ما يفيده هذا التعريف، ومعناه أنه لا يؤمر، ولا يدعو، ولا ينهى! وهذا خلاف ما وصف الله به الأنبياء؛ كأنبياء بني إسرائيل، قال سبحانه وتعالى: ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ المائدة: ٤٤، فكان أنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة، وكانوا يسوسون الناس كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، ...»([11]).([12])
كذالك أعترض عليهم : بأن الإنسان الذي دون النبي مأمور بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وإبلاغ الناس أمور دينهم، وعدم كتمان العلم.، فكيف بالنبي الذي هو منبأ عن الله سبحانه وتعالى؛ لاشك أن مسؤوليته أعظم، وموقفه أخطر. وقد دلت النصوص على أن الأنبياء مأمورون بالإبلاغ؛ فقال تعالى: ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖالحج: ٥٢ .، يدل على أن كلاً منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير .
وقوله تعالى : ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ الزخرف: ٦ ، دل على أن النبي مرسل .
وقوله ﷺ : « عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ... ».([13])
* الثاني : قول المحققين :
ذهب كثير من المحققين على رأسهم شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ، إلى أن النبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبئ بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ولميرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي ليس برسول .([14])
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : الأنبياء ينبئهم الله؛ فيُخبرهم بأمره، ونهيه، وخبره. وهم يُنبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله به من الخبر، والأمر، والنهي. فإن أُرسلوا إلى كفار يدعونهم إلى توحيد الله، وعبادته وحده لا شريك له، ولا بُدّ أن يكذّب الرسلَ قومٌ؛ قال تعالى: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ الذاريات: ٥٢، وقال: ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫفصلت: ٤٣؛ فإنّ الرسل تُرسَل إلى مخالفين؛ فيكذّبهم بعضهم .
وقال: ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ يوسف: ١٠٩ - ١١٠.
فقوله: ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ الحج: ٥٢ ، دليلٌ على أن النبيّ مرسل، ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق؛ لأنّه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقّ؛ كالعالِم، ولهذا قال النبيّ ﷺ : « العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ».([15])
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة؛ فإنّ يوسف كان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوراة ...
إلى أن قال : والإرسال: اسمٌ عامٌ يتناول إرسال الملائكة،وإرسال الرياح، وإرسال الشياطين، وإرسال النار .... ثم ساق الآيات الدالة على ذلك إلى أن قال : فرسل الله الذين يبلّغون عن الله أمره ونهيه: هي رسل الله عند الإطلاق. وأما من أرسله الله ليفعل فعلاً بمشيئة الله وقدرته: فهذا عامٌ يتناول كلّ الخلق؛ كما أنهم كلّهم يفعلون بمشيئته، وإذنه المتضمّن لمشيئته، لكنّ أهل الإيمان يفعلون بأمره، ما يحبه ويرضاه، ويعبدونه وحده، ويطيعون رسله، والشياطين يفعلون بأهوائهم، وهم عاصون لأمره، متبعون لما يسخطه، وإن كانوا يفعلون بمشيئته وقدرته .([16])
ومما سبق يتضح أن أهل السُّنّة والجَماعة اتجهوا إلى التَّفرقة بين النَّبي والرَّسول في الأمور التالية :
أولاً: النَّبيّ: مَن أُوحيَ إليه بشَرْع يَعمل به واختُصّ به. والرَّسول فقط هو: مَن أوحِي إليه بشَرْع يَعمل به ويُبلِّغه، ولم يَختَص بشيء منه. فإن اختصَّ بالبَعض وبلَّغ البَعض فهو نَبيّ ورَسول، كرسول الله محمدٍ ﷺ .
ثانياً: النّبيّ: هو الذي يُنبِئه الله، وهو يُنبِئ بما أنبأه الله به. فإن أُرسِل مع ذَلك إلى مَن خالَفه ليُبلِّغه رسالة من الله، فهو رَسول .
ثالثاً: النَّبيّ يكون مقرِّرِاً لمَن سَبق تَبليغُهم، أمّا الرَّسول فهو مُبلِّغ للأحكام .
رابعاً: الرَّسول يكون مَعه كتاب، بخِلاف النَّبيّ فإنه قد لا يَكون معه كتاب أحياناً، كهارون مع موسى، وإسماعيل وإسحاق ويعقوب من إبراهيم .
خامساً: أن الرَّسول من الأنبياء هو: مَن جَمع إلى المُعجزة الكتاب المنزّل عليه. والنَّبي غير الرَّسول هو: مَن لم ينزّل عليه كتاب، وإنما يَدعو الناس إلى شَريعة مَن قَبْله.
سادساً: أنّ كلمة «النَّبيّ» إذا ما أطلِقت فإنها تَنصَرف على مَن بعَثَه الله من البَشر. أمّا كلمة «رَسول» فتُطلَق على ما يلي:
1 - الملائكة، قال تعالى: ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ هود: ٨١ .
2 - الرياح، قال تعالى: ﮈ ﮉ ﮊ الحجر: ٢٢، وقال تعالى: ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ المرسلات: ١ - ٣.
قال ابن كثير -رحمه الله-: فيما روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنها الريح، يؤيّد ذلك: قول الله تعالى: ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫالأعراف: ٥٧.
وقيل: «المرسلات» هي: الملائكة، إذا أرسلت بالعُرف أو كعُرف الفَرس يتبعُ بعْضهم بعضاً .
3 - الشياطين، قال تعالى: ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ مريم: ٨٣، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «تغويهم إغواء». وقيل: تحرّضهم على محمد ﷺ وأصحابه. وقال قتادة: تزعجهم إزعاجاً إلى معاصي الله .
4 - تُطلق على الرُّسُل من غَير الأنبياء من البَشر، وهم السُّفراء وحامِلو الرسالات بين الدول، قال تعالى: على لسان بلقيس ملكة سبإ: ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ النمل: ٣٥ .
أمّا المعتزلة وبعض الأشاعرة، فهم لا يفرِّقون بين النَّبي والرَّسول([17])، ويَستدلّون بما جاء في القرآن الكريم من إطلاق كلّ منهما على الآخر كما سبق بيانه ، غير أنَّ الأوْلى هو إتباع منهج أهل السُّنّة والجماعة في التَّفرِقة بين النَّبيّ والرسول لتضافر أدلته وظهور حجته .

([1] ) انظر : المحيط بالتكليف للقاضي عبد الجبار ( 3/420 ) تحقيق /يان بترس ، دار المشرق بيروت .

([2] ) انظر : شرح الأصول الخمسة ص567 .

([3] ) تفسير الزمخشرى المسمى « الكشاف » ( 3/165 ) ط/دار الكتاب العربي بيروت .

([4] ) كبرى اليقينيات الكونية للبوطى ص183 .

([5] ) لوامع الأنوار البهية للسفارينى ( 1/49 ) .

([6] ) تفسير القرطبي ( 3/263 ) .

([7] ) حسن بطرقه وشواهده : أخرجه أحمد فى مسنده برقم ( 22288 ) ، والطبراني فى الكبير برقم ( 7871 ) ، وأبو نعيم فى الحلية ( 1/166 ) ، والحاكم في المستدرك برقم ( 4166 ) ، والبيهقى في الكبرى برقم ( 17711 ) ، والشجري في آماليه برقم ( 914 ) ، وابن حبان برقم ( 94 ) ، وحسنه بمجموع طرقه الألباني في الصحيحة تحت رقم ( 2668 ) .

([8] ) متفق عليه : أخرجه البخاري برقم ( 247 ) واللفظ له ، ومسلم برقم ( 2710 ) ، وغيرهما .

([9] ) إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ( 1/313 ) لشهاب الدين القسطلانى .

([10] ) انظر : تفسير القرطبي ( 12/ 80 ) ، شرح العقيدة السفارينية ص527 للشيخ ابن عثيمين .، أعلام النبوة للماوردى ص51 .، شرح أصول اعتقاد أهل السنة ( دروس صوتيه مفرغة للشيخ/محمد حسن عبد الغفار الدرس رقم 36 ) .

([11] ) متفق عليه : أخرجه البخاري برقم ( 3455 ) ، ومسلم برقم ( 1842 ) ، وغيرهما .

([12] ) انظر : شرح الطحاوية للبراك ص78 .

([13] ) متفق عليه : أخرجه البخاري برقم ( 6541 ) ، ومسلم برقم ( 220 ) واللفظ له ، وغيرهما .

([14] ) انظر : النبوات لابن تيمية ( 2/714 ) ، شرح الطحاوية لابن أبى العز الحنفى ( 1/117 ) ط/الأوقاف السعودية، والرسل والرسالات للأشقر ص14، وأضواء البيان للشنقيطى ( 5/735 )

([15] ) حسن : أخرجه أبو داود برقم ( 3641 ) ، والترمذي برقم ( 2682 ) ، وابن ماجه برقم ( 223 ) وأحمد برقم ( 21715 ) وغيرهم ، وحسنه الأرنؤوط ، والألباني في المشكاة برقم ( 212 ) .

([16] ) انظر : النبوات لابن تيمية ( 2/717 وما بعدها ) .

([17] ) أصول الدعوة وطرقها ( 1 ) جامعة المدينة العالمية بماليزيا ص45 46 بتصرف يسير .