أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم العوني:
"يذكر بعض العلماء أن لفظ اليدين بصيغة التثنية لم يستعمل في لغة العرب بمعنى النعمة أو القدرة .
بينما وجدت الله تعالى يقول في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى االله عليه وسلم ، في قصة نزول عيسى عليه السلام ، عند خروج يأجوج ومأجوج ، يقول صلى الله عليه وسلم في ذكر ذلك : ((بينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم. فحرز عبادي إلى الطور)) .
فهل أقدم قول الله تعالى في هذا الحديث القدسي عن القدرة (( لا يدان )) ؟ أم أقدم قول أولئك العلماء الذين أنكروا ورود هذا الاستعمال في لغة العرب ؟"انتهى.
اقول وبالله التوفيق على استدراك الدكتور استدراكات :
الاول ان في موطن الشاهد خلاف في الروايا ت فليته ذكره وان لم يكن مؤثراً عنده .
ثم لم يبين من يقصد بقوله بعض العلماء ثم في قوله وجدت ما يوهم انه لم يسبق بذلك ونقول لمن فهم هذا انه غير صحيح بل سبق الدكتور في ذلك فهي شبهة قديمة يهوش بها اهل البدع منذ أمد مذكورة في كتب الشيخ بن عثيمين وأجوبة الشيخ البراك ومواقع أهل البدع وردودهم فبئس السلف هم وان كان الدكتور لم يقصد المتابعة فقد حصلت الموافقه وفي ذلك مافيه.
وإنما قلت أنها شبهة لانها ليست بدليل صحيح يستدرك به على أهل العلم فلو كانت على وفق ماساقها الدكتور فلا يستدرك بها كما سيأتي ثم لو صح الاستدراك بها ولايصح فليست بدليل في أصل المسألة وهو اثبات صفة اليدين لله سبحانه كما عليه اهل السنة كابراً عن كابر .
واليك سياق كلام من قال بأن اليدين إذا ثنيت في كلام العرب فهي على ظاهرها ولا يراد بها القدرة او غيرها .
الإبانة - الأشعري - (1 / 139)
فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى : ( مما عملت أيدينا ) من الآية ( 71 / 36 ) وقوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) على المجاز ؟
قيل له : حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة
ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة كذلك قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) ( 1 / 140 ) على ظاهره أو حقيقته من إثبات اليدين ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة
ولو جاز ذلك لجاز لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم فهو على الخصوص وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان لم يجز لكم ما ادعيتموه أنه مجاز أن يكون مجازا بغير حجة بل واجب أن يكون قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم : فعلت بيدي وهو يعني النعمتين .
فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى : ( مما عملت أيدينا ) من الآية ( 71 / 36 ) وقوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) على المجاز ؟
قيل له : حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة
ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة كذلك قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) ( 1 / 140 ) على ظاهره أو حقيقته من إثبات اليدين ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة
ولو جاز ذلك لجاز لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم فهو على الخصوص وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان لم يجز لكم ما ادعيتموه أنه مجاز أن يكون مجازا بغير حجة بل واجب أن يكون قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) من الآية ( 75 / 38 ) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم : فعلت بيدي وهو يعني النعمتين ( 1 / 141 )
وقال شيخ الاسلام بعد كلام الاشعري رحمه الله:
بيان تلبيس الجهمية - (2 / 27)
قلت وهذا القول الذي ذكره الأشعري في الإبانة ونصرة ذكره في كتاب المقالات الكبير الذي فيه مقالات الإسلاميين ومقالات الطوائف غير الإسلاميين وكتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين أنه قول جملة أصحاب الحديث وأهل السنة فقال بعد أن ذكر مقالات الشيع ثم الخوارج ثم المعتزلة ثم المجسمة ثم الجهمية ثم الضرارية ثم البكرية ثم قوم من النساك ثم قال هذه حكاية قول جملة أصحاب الحديث وأهل السنة جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل السنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقاة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقال شيخ الاسلام وفيه بيان مقصوده والاستعمال الذي نفاه في العربيه بل وغيرها وظاهر فيه أن كلام المستدرك عليه وهم :
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (6 / 365)
( .... أَنَّ لَفْظَ " الْيَدَيْنِ " بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي النِّعْمَةِ وَلَا فِي الْقُدْرَةِ ؛ لِأَنَّ مِنْ لُغَةِ الْقَوْمِ اسْتِعْمَالَ الْوَاحِدِ فِي الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ : { إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ } وَلَفْظُ الْجَمْعِ فِي الْوَاحِدِ كَقَوْلِهِ : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ } وَلَفْظُ الْجَمْعِ فِي الِاثْنَيْنِ كَقَوْلِهِ : { صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } أَمَّا اسْتِعْمَالُ لَفْظِ الْوَاحِدِ فِي الِاثْنَيْنِ أَوْ الِاثْنَيْنِ فِي الْوَاحِدِ فَلَا أَصْلَ لَهُ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ عَدَدٌ وَهِيَ نُصُوصٌ فِي مَعْنَاهَا لَا يُتَجَوَّزُ بِهَا وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ :عِنْدِي رَجُلٌ وَيَعْنِي رَجُلَيْنِ وَلَا عِنْدِي رَجُلَانِ وَيَعْنِي بِهِ الْجِنْسَ ؛ لِأَنَّ اسْمَ الْوَاحِدِ يَدُلُّ عَلَى الْجِنْسِ وَالْجِنْسُ فِيهِ شِيَاعٌ وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَمْعِ فِيهِ مَعْنَى الْجِنْسِ وَالْجِنْسُ يَحْصُلُ بِحُصُولِ الْوَاحِدِ . فَقَوْلُهُ : { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } لَا يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْقُدْرَةُ ؛ لِأَنَّ الْقُدْرَةَ صِفَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعَبَّرَ بِالِاثْنَيْنِ عَنْ الْوَاحِدِ .وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ النِّعْمَةُ لِأَنَّ نِعَمَ اللَّهِ لَا تُحْصَى ؛ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعَبَّرَ عَنْ النِّعَمِ الَّتِي لَا تُحْصَى بِصيغَةِ التَّثْنِيَةِ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " لِمَا خَلَقْت أَنَا " لِأَنَّهُمْ إذَا أَرَادُوا ذَلِكَ أَضَافُوا الْفِعْلَ إلَى الْيَدِ فَتَكُونُ إضَافَتُهُ إلَى الْيَدِ إضَافَةً لَهُ إلَى الْفِعْلِ كَقَوْلِهِ : { بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } وَمِنْهُ قَوْلُهُ : { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا } . أَمَّا إذَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْفَاعِلِ وَعَدَّى الْفِعْلَ إلَى الْيَدِ بِحَرْفِ الْبَاءِ كَقَوْلِهِ : { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } فَإِنَّهُ نَصٌّ فِي أَنَّهُ فَعَلَ الْفِعْلَ بِيَدَيْهِ وَلِهَذَا لَا يَجُوزُ لِمَنْ تَكَلَّمَ أَوْ مَشَى : أَنْ يُقَالَ فَعَلْت هَذَا بِيَدَيْك وَيُقَالُ : هَذَا فَعَلَتْهُ يَدَاك لِأَنَّ مُجَرَّدَ قَوْلِهِ : فَعَلْت كَافٍ فِي الْإِضَافَةِ إلَى الْفَاعِلِ فَلَوْ لَمْ يُرِدْ أَنَّهُ فَعَلَهُ بِالْيَدِ حَقِيقَةً كَانَ ذَلِكَ زِيَادَةً مَحْضَةً مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ وَلَسْت تَجِدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَا الْعَجَمِ - إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - أَنَّ فَصِيحًا يَقُولُ : فَعَلْت هَذَا بِيَدَيَّ أَوْ فُلَانٌ فَعَلَ هَذَا بِيَدَيْهِ إلَّا وَيَكُونُ فَعَلَهُ بِيَدَيْهِ حَقِيقَةً . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَا يَدَ لَهُ أَوْ أَنْ يَكُونَ لَهُ يَدٌ وَالْفِعْلُ وَقَعَ بِغَيْرِهَا . وَبِهَذَا الْفَرْقِ الْمُحَقَّقِ تَتَبَيَّنُ مَوَاضِعُ الْمَجَازِ وَمَوَاضِعُ الْحَقِيقَةِ ؛ وَيَتَبَيَّنُ أَنَّ الْآيَاتِ لَا تَقْبَلُ الْمَجَازَ أَلْبَتَّةَ مِنْ جِهَةِ نَفْسِ اللُّغَةِ ........)
ثم اقول لو ان الدكتور هداه الله ذكر ماذكر في كتاب مؤلف في نصرة مذهب السلف وبيان معتقدهم في هذه المسألة لكان الأمر أهون ولكن الاجتزاء هكذا وتعمد الاستدراكات والردود الجزئية يتوجس السلفي منه .
فليت الشيخ حفظه الله يبين معتقده فيما تأولته المبتدعة من الاشاعرة وغيرها وينصر أهل الحق ويعضد أدلتهم ويشيدها .
وتقوية مذاهب أهل الباطل وتوهين أدلة أهل السنة يخشى منه على فاعلة وقد حدثني الشيخ عبد الله السعد انه كان يحكى عن الاسمري قبل أن يظهر منه ماظهر انه اذا سئل قرر مذهب الاشاعرة على احسن تقرير ثم قال ولكنه باطل؟انتهى.
ومابرح حتى صرح بذم مذهب السلف ومدح مذاهب المبتدعة فلا يدرى أهذا كان حاله ويخفيه أم أنها عقوبة .