أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الصفة
تتأرجح
بين المضاف إليه والمضاف
قال تعالى"سبح اسم ربك الأعلى "(الأعلى1) وكلمة الأعلى صفة للرب "المضاف إليه" ، وأرى أن هذا هو الأصل ،بسبب القرب المعنوي بين الصفة والموصوف ،أي أن الأصل هو الجمع بين الصفة والمضاف إليه ، بسبب الاحتياج المعنوي بينهما ،والربط مع القريب أولى من الربط مع البعيد ، ما لم يوجد مانع معنوي يمنع ذلك ، كما أن جعل الأعلى صفة للمضاف "اسم" يستدعي أن يكون هناك اسم أعلى للرب واسم أسفل ، وهو ما يخالف العقل والدين .
ولكن الله تعالى يقول كذلك "وناديناه من جانب الطور الأيمن"(مريم 52) والأيمن صفة للجانب "المضاف"وليست صفة للطور"المضاف إليه " لأن هذا يستدعي أن يكون هناك طور أيمن وطور أيسر ، ولا يوجد إلا طور واحد ،والمقصود من الآية :جانب الطور الأيمن بالنسبة لسيدنا موسى عليه السلام ،أي عن يمينه ، ويقابله جانب الطور الأيسر بالنسبة لسيدنا موسى ،فهما جانبان أيمن وأيسر بالنسبة للنبي موسى عليه السلام ، وقد تم الربط بين الصفة وبين المضاف ،لأن الربط بين الصفة والمضاف إليه لا يمكن أن يتم بسبب عدم وجود الاحتياج المعنوي أو الأهمية المعنوية بينهما ،أو بسبب المانع المعنوي ، وإن شئت فقل:هو عدول عن الأصل .
ومثل ذلك قوله تعالى "فلما أتاها نودي من شاطيء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة " فقد ربط بين الصفة والمضاف ،لأن الربط بين الصفة والمضاف إليه لا يمكن أن يتم ،ويمنعه العقل ،لأنه لا يوجد هناك واديان ،بل هناك شاطئان عن يمين النبي وشماله .
ويمكن أن نقول :كتبت بقلم الحبر السائل ، والسائل :صفة للحبر وليس للقلم ، لأن جعله "للقلم" يستدعي أن يكون هناك قلم سائل وقلم غير سائل ،وهو مستحيل ، ونقول :استمتعت بشرب كأس العصير الزجاجي ، والزجاجي صفة للكأس ،لأن العصير لا يكون زجاجيا وغير زجاجي ، فالمعنى يحدد ذلك ، ونقول:ناقشت أصحاب المذهب القديم ،وناقشت أصحاب المذهب القدماء،فالصفة تكون للمضاف إليه أو للمضاف ، رغم الفصل بين الصفة والموصوف بالمضاف إليه ،والقرآن الكريم يعلق بالقريب ، ولا يعلق بالبعيد إلا عند اللبس مع القريب أو عدم الاحتياج المعنوي ، فاللغة محكومة بالاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية من أجل أمن اللبس .