يتبع
-----------------------------------------------------------
العصبية القبلية
بينما يرى مدير ثانوية النعيرية علي جابر المري بأن ظاهرة العنف في المدارس تعتبر من أهم المشكلات التي تواجه الحقل التربوي نظراً لتأثيرها السلبي على الطلاب والمعلمين ويرى المري أن أسباب العنف تعود إلى العنصرية القبلية وتفشي ثقافة سلبية عن القبلية لدى معظم الطلاب، كما أن عدم متابعة الأسرة للابن في المدرسة والشارع يؤدي إلى انحراف في سلوكياته وتولدت لديه اتجاهات عدوانية تجاه مدرسته وبيئته بسبب بعض المفاهيم الخاطئة التي يتلقاها الطالب من أقرانه في الشارع، ويرى المري أن هنالك حالات عنف تحدث أحيانا من الطالب تجاه المعلم بسبب عدم رغبة الطالب بالدراسة أو بسبب السهر والإهمال من قبل الطالب وربما يكون السبب هو لجوء بعض المعلمين لأساليب غير تربوية في علاج بعض المشاكل البسيطة في المدرسة، ويختتم المري رأيه في أسباب العنف في المدارس بأن وجود الإدارة القوية والصارمة والمتفهمة للطلاب وحل مشكلاتهم يمنع وقوع تلك الأحداث.
دور الأسرة
مدير الخزاعي المتوسطة بالنعيرية عبدالله الحميدي يرى أن أسباب العنف تعود إلى تربية الفرد في بيئته، ففي أسرته يتعلم السلوك السيئ أو الحسن فأثبتت الدراسات أن شخصية الطفل تتشكل بنسبة 80% في السنوات السبع الأولى.ويرى المعلم سالم المطيري أن أهم أسباب العنف داخل المدارس غياب دور الأسرة الرقابي على أبنائهم الطلاب، مشيرا إلى أننا نواجه مشاكل في المدارس بسبب قضايا القبلية والتي تتسبب في مشاكل ليست على مستوى الأبناء فحسب بل على مستوى أولياء الأمور في أغلب الأحيان وتتطور المسائل عندها إلى حدود تفوق الوصف ويصعب حلها.
توعية المجتمع
وطالب المعلم محمد الناصر بضرورة توعية المجتمع بخطورة العنف في المدارس وبضرورة تفعيل قرارات تحمي كيان المدرسة وتحافظ على هيبتها، وأن تعلن قرارات العقوبة ليرتدع الآخرون، فلا يجب أن تهان كرامة المعلم في مكان عمله بين طلابه.
متابعة أولياء الأمور
وأكد ولي الأمر ثويني الحربي على ضرورة تفهم المعلمين لطبيعة عملهم أثناء تعاملهم مع الطلاب، حيث لا يقسون عليهم في العقاب وخصوصاً التهديد والوعيد، ويرى الحربي أن زيارة ولي الأمر للمدرسة بشكل مستمر تقلل من حدوث المشاكل والعنف من الطرفين، حيث تعلم المدرسة أن خلف هذا الطالب ولي أمر يتابع ابنه ويحرص على تعليمه.بينما يعتقد جديع الخالدي أن التدريب والخبرة تنقصان كثيرا من المعلمين وخصوصاً أن أغلب المعلمين في المرحلة الابتدائية هم من المعينين الجدد، حيث نسمع ونرى أحداث عنف تجاه الطلاب من قبل المعلمين لقلة خبرتهم وعدم درايتهم بسلوكيات الطفل في هذه المرحلة، ولا يبرئ الخالدي ولي الأمر من التقصير في متابعة ابنه، ويستغرب الخالدي تصديق بعض أولياء الأمور لأبنائهم الطلاب حين يشتكي من معلم معين، فيأتي ولي الأمر إلى المدرسة يشتم ويلعن وربما حدث التماس مع المعلم أو الإدارة ووقعت المشاكل والتحديات والشكاوى وهذا لا يليق بالمدرسة والذي ينبغي أن نحرص كلنا كمجتمع آباء ومعلمين وطلاب على قدسية هذه المدرسة واحترامها من الجميع، لأن تقديرنا لمكانة المدرسة هو تقدير للعلم والمعرفة.
احترام المعلم
ويرى مشرف الإدارة المدرسية بإدارة التعليم بالهيئة الملكية في الجبيل علي الشهري أنه يوجد في الوسط التعليمي شريحة كبيرة من المعلمين لا يطبقون مبادئ التربية ونظريات علم النفس التربوي وعلم الاجتماع التي درسوها، فهذه الشريحة أبعد ما تكون عن الاحتواء وفهم طلابها، ويتعاملون مع الطلاب بصورة لا تمت للتربية بصلة، وتتسم بعدم الانتماء للعملية وأهدافها.كما أن نظرة الأسرة والمجتمع للمعلم يشوبها بعض القصور حول ضرورة احترام المعلم، فيجب على الأسرة أن تربي أبناءها على احترام المعلم والمدرسة ولكن هذا لا تتحقق نتائجه إلا باحترام المعلم لأبناء المجتمع. كما أن عدم وجود الرادع الإداري في الأنظمة المعمول بها حاليا يساعد على ظهور حالات العنف المتبادلة بين المعلمين والطلاب، الأمر الذي يستدعي تطويراً للائحة العقوبات ضد السلوكيات السلبية الصادرة من الطلاب.
تفهم المعلمين
ويرى بندر بن مصلح الغامدي المشرف التربوي بإدارة التعليم بالهيئة الملكية في الجبيل أن المشكلة تعود لعدم تفهم المعلمين لظروف المرحلة العمرية، فما يحصل من الطلاب ليس إلا ردة فعل لتصرف يصدر من المعلم غير المتفهم لمشاعرهم، حيث يصطدم معه الطلاب، في حين أن المعلم المتفهم لظروف الطلاب تجده محبوباً لأنه يعطي طلابه فرصة للتعبير وتقبل أحاسيسهم.
وفي حال وجود معلم متفهّم فلسنا بحاجة إلى لائحة عقوبات صارمة، بل لائحة تنظيمية فقط.أما مدير متوسطة الخليج بالهيئة الملكية في الجبيل محمد بن صالح الغامدي فقال إن التعليم مهنة وليس وظيفة ويجب ألا ينتسب لها إلا من يرغب هذا المجال ولديه الاستعداد للتعامل مع جميع الظروف المحيطة بالعملية التربوية وفي مقدمة ذلك محورها وهو الطالب. فـقلـّة الخبرة وعدم التأهيل الجيد للمعلمين للتعامل مع المواقف اليومية داخل المدرسة، ودخول عدد كبير في مجال التربية والتعليم للحصول على وظيفة في ظل عدم توفر البديل المناسب وغيرها أسباب تؤدي إلى إشكاليات تربوية من بينها العنف.
لائحة التقويم
وأضاف مدير هجر الابتدائية بالهيئة الملكية في الجبيل خالد العماش أن حالات العنف تعتبر مؤشرات تحذيرية تجبرنا على تطوير المدرسة التقليدية واللجوء إلى المدرسة الجاذبة وبسرعة تواكب التغير بالمجتمع، حيث إن أساليب المجتمع في التعليم لا تواكب التغير في المجتمع مما أوجد نظرة سلبية لدى المتلقي ومقارنة غير عادلة بين المدرسة وما يحيط بها.ويرى أن أسباب المشكلة تعود إلى الشعور بطول الفصل الدراسي وعدم وجود إجازات خلاله تعودها الطلاب والمعلمون، كما أن تعديل لائحة تقويم الطالب أدت إلى قلة سلطة المعلم غير المؤهل تربوياً، مما تسبب في ظهور حالات عنف متبادل بين المعلم والطالب.ويرى ماهر الحربي (ماجستير تربية) أن واقع العملية التعليمية اليوم يتطلب تدريب المعلمين على كيفية حل المشاكل السلوكية أكثر من مطالبتهم بإجادة عرض الدرس وتقديمه، على ألا تقل مدة التدريب عن سنتين في أقل تقدير. كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار كثرة وحدات المنهج التي تكلف الطلاب واجبات عدة قد تثقل عليهم، مما يؤدي إلى عدم تقبل بعضهم لتعليمات معينة من معلم بعينه مما يؤسس لحالة نفور وعدم توافق تتسبب لاحقا في عنف متبادل.
عصابات لطلابية
وأشار محمد الخالدي- مدير مدرسة- إلى أن التفحيط أحد مظاهر العنف، مشيراً إلى تعمد بعض المراهقين العبثيين بممارسة هذه المخاطرة أمام بوابات وساحات المدارس واختيارهم وقت انتهاء اليوم الدراسي بقصد لفت انتباه الطلاب الأحداث إليهم وتقليدهم وما يصاحب ذلك من اشتباكات لا يستطيع المعلمون فك نزاعها هذا وحده عامل مشجع على الفلتان الأخلاقي عند الطلاب وبالتالي ينعكس سلبا على معاملتهم لمعلميهم، إضافة إلى تفشي ظاهرة العصابات الشبابية التي تحسب نفسها أقوى الموجودين على الساحة وبالتالي تهديد المعلمين بالضرب أو تخريب وتكسير سياراتهم أمام المدارس.ويربط المرشد الطلابي إبراهيم المجناء المشكلة بما يعتبره فقدان البيئة التربوية المنزلية والدلال الزائد وتوفير وسائل تساعد على الفلتان كتسليم المراهق مفتاح السيارة وهو في المرحلة المتوسطة، دون أن يسأل أين يذهب؟
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...o=2404&id=3560