تقصير أيام الدراسة
00
عاد طلابنا وطالباتنا إلى المدارس بعد فترة انقطاع طويلة تزامنت فيها الإجازة الصيفية مع شهر رمضان المبارك مع إجازة العيد.
لعلكم تذكرون التقرير الذي صنف المملكة بأنها الأقل من حيث عدد أيام الدراسة على مستوى العالم (كوريا الأكثر) وإذا ما أضفنا إلى ذلك فترة اليوم الدراسي القصيرة نسبياً مقارنة بالبرامج الدراسية المفتوحة في الدول الأخرى، فإن أبناءنا وبناتنا يظلون هم الأقل بقاء على مقاعد الدراسة في العالم.. وبلا منازع.
المدرسة كالسجن بالنسبة للطالب والمعلم على حد سواء وهو شعور لا يمكن لعاقل أن يجادل عليه، وهذا الشعور الدفين، وإن كانت له أسبابه وتراكماته التي لسنا بصدد الحديث عنها حالياً، إلا أن مثل هذا الشعور هو أبرز مؤشرات ضعف وهشاشة العملية التعليمية في مواقع ومقرات التعليم.
كل يعمل من طرفه على تقصير اليوم الدراسي ما أمكن.. خلاف الأوقات المهدرة أثناء اليوم الدراسي ذاته، وما لم يأتِ عن طريق النظام يأتي عن طريق الممارسة.
ولكي نكون منصفين فإن هذه الإشكالية التعليمية ليست سوى جزء من ثقافة عامة جعلت من البقاء على مقاعد العمل أو الإنتاج أو التدريب أو التعليم.. إلخ الأقل عموماً في المؤسسات الحكومية على مستوى العالم كله تقريباً.
في بعض دول العالم لا تزال فترة العمل الرسمي ستة أيام في الأسبوع ونظام الخمسة أيام خرج من رحم النظام الرأسمالي الذي عوّض هذا اليوم بزيادة ساعات العمل اليومي لبقية أيام الأسبوع، حيث يندر أن تجد مؤسسة حكومية مقفلة قبل الساعة السادسة مساء بما في ذلك مؤسساتنا التي تعمل في الخارج كالسفارات والقنصليات.. إلخ.
رغم أننا في بداية الطريق لبناء الذات ومقارعة الأمم وتكريس ثقافة العمل، فلا أعلم سر هذا الاسترخاء العملي والتعليمي، ولماذا كل هذه العداوة مع مواقع العمل والدراسة وهذا الضجر والتجهم الذي يسيطر على القسمات والنفوس.. رغم أن معظمنا لا يعمل أساساً إلا بنصف المحركات التي يعمل بها بقية عباد الله في أرض الله الواسعة.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...1014233692.htm