,
,
,
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ...
أمَّا بعد :
فهاأنا ذا قد حضرت أخي العزيز خالد كي أتناول معك بعض المحاور التى ذكرتها في هذا المقال ...
.
حينما كان المسلمون في معركة تبوك وفي طريقهم لتلك المعركة , كان من ضمن الركب أناس منافِقُون ذهبوا للجهادِ ليس لأجل الجهاد بل حياءً من أن يُعلَم أنهم منافقون , وبالفعل كانت معركة حاسمة نزلت مباشرة حينها سورة الكاشِفة والفاضِحة ( التوبة) حيث أن المسلمين بعد نزول هذه السورة ورد عنهم أن صبية المدينة المنورة كانوا يشيرون بالأصابع على المنافقين لأنهم أصبحوا مكشوفي الأوراق ولاحيلة لهم كي يتستروا خلف الإسلام وهو منهم ومن سوء صنيعهم بريء..
كانت في تلك المعركة عصبة تريد أن تمرر الطريق وصعوبته بالدعابة والمزح وكما يسميه البعض( نكتة) فتناولوا الصحابة رضوان الله عليهم ووصفوهم بصفة لاتنبغي فقالوا: لانرى أكثر من قرَّائنا هؤلاء أرغب بطوناً وأجبن عند لقاء العدو ...وضحك الجمع كله منافقهم النفاق الإعتقادي مع أولئك النفر من الصحابة الذين لم يبلغ بهم الإيمان مبلغ الإنكار لمثل هذه الكلمات..
لم يصبحوا إلا وقد نزل في شأن هذه العصبة آيات تتلى إلى يوم القيامة!!
فزعوا ياخالد وانتبه أهلُ الإيمانِ منهم , وشعر بالخوف أهل النفاق العقدي فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون أن يوجدُوا لأنفسهم مخرجاً من هذا المأزق الحرِج : فقالوا : إنما كنا نمزح ونلهوا ونقطع الطريق والليل بهذا وماقصدنا غير ذلك!!
فقال الحق سبحانه وعز من قائل:" قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"...
فلازال بعض الصحابة الذين كانوا فقط يضحكون في تلك الجلسة ممسكي بتلابيب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون يارسول الله استغفر لنا والله ماأردنا غير اللهو وأقدامهم تمزقها الصخور وهو لايرد عليهم سوى بقول:" قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون"..
ثم نزل قوله تعالى:" إن نعفُ عن طائفةٍ منهم نعذب طائفةً.."
فشملهم العفو ولكن بعد أن شارفوا على طريق الهلاك...
من منطلق هذه المقدمة والتى ربما هي طويلة نوعاً ما, ولأن الموضوع هنا يستحق وقفة صادقة من قلمي وقلبي أقول مستعينة بالله:
أخي خالد قضية النقاش حول طاش هي قضية هيِّنة وسهلة للغاية من ناحية الحكم الحقيقي فيها ..
فحينما نرى الإعلام الكافر الغربي والشرقي الشيوعي لايتطاول على قساوسته أو أهل الدين عندهم مهما تكُن القضية المراد نقدها أو حلَّ قضاياها بطريقة ( التمثيل) على رغم من كثرتها وقوتها كذلك بل تصل ببعضها لأمور لايمكن حتى التحدث مع النفس عنها ناهيك عن نشرها على رؤوس الملأ وهم أهل باطل وليسوا بأهل حق فماهو الأجدر بنا كمسلمين !!
ديننا لازلنا ندعوا إليه ونريد أن نرى الأفواج مقبلة عليه ..فالإسلام ينتشر وهناك من لايعرفه إلا من خلال الإعلام فقط..
وأولئك الكفرة كذلك ينادون لدينهم وينصرون ويهودون ويشيعون الخ!!
إذا! الدين يحتاج لمن يعاضِده ويقويه لا أن يسخر منه وينتقده لفعل بعض الشخوص المحسوبين عليه وهو من فِعلِهم براء!!
خالد:
الكفرة يقدسون قساوستهم ويجعلون لهم صورة لايمكن تخيُلُها ولاينقدونهم بشكل إعلامي لأنهم يعرفون الأهداف المترتبة على مثل النقد العلني أياً كان النقد ومهما ترتب عليه من نتائج إيجابية !!
فهم يقيسون الفعل والمترتب عليه ثمَّ يقدمونه للآخرين ..يجيدون دراسة الأمور قبل طرحها وكم سمعنا عن ايقاف بعض العروض لعض الأفلام التى تهدم ولاتخدم دينهم ومبادئهم الكفرية !!
أمَّا نحنُ هنا ومن خلال مسسلسل الطاش فالأمر مغاير تماماً ..
فالنقد لدين رباني ولصورة رسمها لنا قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم , ومن يرى الصورة مباشرة يربطها بالإسلام ولايفكر لوهلةٍ واحدةٍ أن هذه الصورة " المراد " منها تعديل سلوك أو نقد تصرف نهائي!!
بل المرتبط بها هو : كل مسلم في مشرق الأرض ومغربها , وأخالُك تعرف مافعل ابن لادن ومن سار على نهجه من أفعال مشينة ربطها الكفَّار بإسلامنا بل وحتى بشكليات أهل الورع والدين لدينا فأصبحت اللحية والثوب القصير دليل قطعي على الإرهاب عند كل كافر!!وكيف تم وصم الإسلام بسمات هو منها بريء لأنهم فقط منتمين لهذا الدين!!
أرأيت أخي!!
إذاً النقد الإعلامي للتصرف الخاطيء من أهل الدين مرفوض جملةً وتفصيلاً ,لا لشيء إلا لأن الضرر المترتب عليه يعتبر أضعاف النتيجة الإيجابية المتوقعة له..
وماكان كثيرة مسكر فقليله حرام .. هذه قاعدة فقهية ..
ثمَّ ياخالد:
الشخص صاحب اللحية والذي تزيَّا بالزيِّ الإسلامي وفعله مخالف لقوله , هذا شخص يسبب ضرر في مجتمعه ومحيطه الضيق من أسرته وقرابته , بل قد يجعل البعض يكره أهل الدين بسبب ماترسب في ذهنه من أن كل الأشخاص على هذا الطريقة !! وهو مالانرتضيه ولانقبل به البتَّة...وهناك آخر جاهل يعتقد أن الدين هو الآمر بمثل هذا الفعل !! وهذا أعدُهُ ياخالد الطامَّة بعينها....
لاتغضب ياعزيزي من حواري لك فأنا على ثقة أن الصورة الآن أمامك قد باتت جلية وواضحة تماماً..
فالأثر الذي ترتب على طاش كان ردة فعل عكسي لما كان مرجوا .. وليس هذا لجهل المتلقي بقدر ماإن المتلقي لديه قناعات وإيمانيات أن الدين وكل صورهِ من "لحية "و"ثوب قصير" وسمات معينة لابد وأن تكون بعيدة كل البعد عن السخرية من أي شخص ناهيك عن تلك الأقلام التى كتبت حلقات طاش وعليها ماعليها من أفكار منحرفة وزلات كثيرة تجعلنا نرفض حتى قبول النقد منهم ناهيك عن السخرية والإستهزاء بصورة الدين عن طريق التعرُض لشخوص من المفترض أن يكونوا أهل الثقة...
خالد:
لو أبحرت في التاريخ لرأيت أن قصص المنحرفين والأشخاص الذين حادوا عن طريق الحق بعد الهداية ومعرفتهم للنور قليلة , رغم أنها كثيرة ولكن لأن الخوض فيها يعتبر فتنة للعامة من المسلمين كان الصمت أولى من الحديث..
.
.
نقد قضية اجتماعية لاتمس الدين هو أمر مقبول نوعاً ما إذا ماخلى من السخرية والإستهزاء والذي لايراد منه سوى الضحك لأجل الضحك ( وما أكثر هذه الصورة في طاش)...
إذاً:
لابد من ابعاد العلماء الربانين عن عين وقلم المغرضين ليس لشيء ولكن لأجل الدين فقط لاغير..
وأنتَ تعلم أن شواذ القواعد لاتجعل قياس للأصول وهذا المعمول به في الفقه ياعزيزي ولابد أن نعمل به في كل أمور حياتنا كي تصبح صالحة ونقية وخالية من كل شائبة..
.
.
عبدة البقر الذين ضربت بهم مثل قال عنهم الخالق:" أولئك كالأنعام بل هم أضل.."
فلاوجه للمقارنة بين من لايعرف ربَّه وبين من يخطيء في الإتباع لرجل يخالُه صاحِب حق...
فالتشبيه هنا ياخالد للغاية قبيح وحاشا لله أن يكون هناك وجه شبه ولا لوهلة واحدة
.
أما نقطة معرفة الرجال بالحق لاالحق بالرجال فأنا معك فيها قلباً وقالباً...
لكن هذا لايجيز لأي شخصِ كائناً من كان أن يسخر ويصوِّر للعامة من المسلمين صورة الدين وأهله بتلك الصورة والتى هي أقرب للنفاق الإعتقادي أكثر منها للكبيرة والمعصية...
.
خذ الحذر أخي خالد من مزالق القلم فلابد أن نكون على حيطة من جرةِ قلمٍ ندفعُ تبعتها كلُ إيماننا,,,,
,
,
لعلي أعود مرةً أخرى ...
أناقش فيها حلقة مجلس الشورى وماجرى فيها من أحداث أقل وصم لها يمكن قوله هو: الكفر بعينه...
تلميذة غرابيل المشاغبة
أمل عبدالعزيز..
.
[img]http://nnoonna.********************************************/rd.gif[/img]