صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 50

الموضوع: تــفــيــئــوا مــعــنــا فــي ظــلال آيــة

  1. #31
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    أحد الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة :

    [align=center]
    قاريء قرأ القرآن ، ولم يعمل به .


    إن حفظ المتون ، وجمع الفنون ، وإلقاء الخطب الرنانة ، والجلجلة بالمواعظ الطنانة

    سهل يسير ، يجيده الجمع الغفير ، ويقوم به الكثير

    لكن تطبيق هذه التعاليم ، والعمل بها ، وتنفيذ أوامرها ، واجتناب نواهيها

    والصدق في حملها ، ومراقبة الله في دلالتها

    أمر شاق صعب متعب

    لا يقوم به إلا ربانيون ، طهرت أرواحهم ، زكت ضمائرهم

    نبلت أخلاقهم ، حسنت سيرتهم ، صفت سريرتهم :

    [/align]
    [poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    يا أيها الرجل المعلم غيره = هلاَّ لنفسك كان ذا التعليم

    ابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
    [/poet]
    أنـا
    سيلـي
    تـراه أكبـر
    مـن إنـه
    يحجـزه ســدك


    αĺȷoɦʁαɦ

  2. #32
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    يا أيها الدعاة إلى المباديء المقدسة

    [align=center]

    يا حملة الرسالة ، يا أُمناء الكلمة

    لم تقولون ما لا تفعلون ؟

    فقهاء في القول ، جهلة في الفعل ، أولياء على المنبر ، عتاة في الميدان .

    إن دمعةٍ من خاشع أصدق من مائة خطبة من واعظ
    وإن قطرة من شهيد أبلغ من مائة قصيدة حماسية من شاعر
    وإن غضبةٍ لله من عالم أوقع في القلوب من مائة درس في النهي عن المنكر
    إن أعظم ما يفعله صاحب الدعوة أن يكون سراجاً وهاجاً بعمله ، وصدقه ، وإخلاصه ، وخلقه .

    إن فرعون قال : ما أريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد

    ويشهد الله أنه كاذب خبيث ماكر

    والمنافقون قالوا : نشهد إنكـ لرسول الله فقال الله
    : " والله يشهد إنهم لكاذبون "

    والرعديد الجبان يقول في غزوة تبوكـ : " ائذن لي ولا تفتني "

    أي أخشى على نفسي إذا غزوت الروم من فتنة النساء ، فيقول الله : " ألا في الفتنة سقطوا "

    إن مصيبة أحبار اليهود ومن شابههم من هذه الأمة :
    أنهم تعجلوا ثواب علمهم في دنياهم الفانية الزهيدة
    أرضوا الناس بسخط الله
    فطوعوا النصوص لشهواتهم ، ولوو أعناق الأدلة لأهوائهم
    إن خدم الدليل مقاصدهم ، فهو ثابت محكم صحيح صريح
    وإن عارض الدليل أغراضهم ، فهو محتمل مؤول ، له وجوه ، وله معانٍ أخرى
    إن وقعوا في ملذات الدنيا استدلوا بقوله
    : " قل من حرم زينة الله " إن تركوا الأمر والنهي والقيام لله ذكروا الحكمة والرفق واللين
    إن سعوا للمناصب والجاه أوردوا قول يوسف عليه السلام :


    " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "


    والله عز وجل لا يُلعب عليه كما يُلعب على الصبيان

    ولا يُخادع كما يُخادع الولدان

    فهو العالم بالسرائر ، المطلع على ما في الضمير ، العليم بالنيات ، الخبير بالخفيات


    " يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور " [/align]





    [align=center]مصدر درس اليوم :

    بهجة التفاسير / د . عائض القرني .[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 21-10-2005 الساعة 04:50 AM

  3. #33
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    الدرس السابع

    القيامة الصغرى

    [poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    تزود من التقوى فإنك لا تدري = إذا جنَّ ليلُ هل تعيش إلى الفجر

    فكم من فتى يمشي ويصبح لاهياً = وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

    وكم من عروسٍ زينوها لزوجها = وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر

    وكم من صغار يرجى طول عمرهم = وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر

    وكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ = وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر
    [/poet]

    [frame="1 80"]
    قال تعالى : " وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ "

    [ ق : 19 ] [/frame]


    أي : " وجاءت " : هــذا الــغــافــل الــمــكــذب بــآيــات الــلــه .

    " سكرة الموت بالحق " : الــذي لا مــرد لــه ولا مــنــاص مــنــه .

    " ذلكـ ما كنت منه تحيد " أي تــتــأخــر وتــنــكــص عــنــه .


    * تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .

    [align=center]* * *[/align]

    [align=center]سكرات الموت :

    للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار

    وسكرات الموت هي كرباته وغمراته

    وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات

    ففي مرض موته صلوات الله وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء

    فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ، ويقول :
    [ لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات ] أخرجه البخاري .

    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 24-10-2005 الساعة 07:25 AM

  4. #34
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    ما هو الموت ؟

    [align=center]
    الموت : هو السكون . وكل ما سكن فقد مات .

    والموت هو انقطاع ، ومفارقة ، وحيلولة ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار

    والموت مخلوق خلقه الله بقدرته

    " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " [ الملكـ : 1 ، 2 ]

    ومعناه إنعدام الحياة قبل وجودها وبعد وجودها

    فالموت ضد الحياة .


    [/align]
    أنـا
    سيلـي
    تـراه أكبـر
    مـن إنـه
    يحجـزه ســدك


    αĺȷoɦʁαɦ

  5. #35
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    الاختلاف في موت الروح

    [align=center]
    اختلف الناس : هل تموت الروح أم لا ؟

    فقالت طائفة : تموت لأنها نفس ، وكل نفس ذائقة الموت

    وقد قال تعالى : " كل من عليها فان ويبقى وجه ربكـ ذو الجلال والإكرام " [ الرحمن : 26 : 27 ]

    وقال تعالى : " كل شيء هالكـ إلا وجهه " [ القصص : 88 ]

    قالوا : وإذا كانت الملائكة تموت ، فالنفوس البشرية أولى بالموت .

    وقال آخرون : لا تموت الأرواح ، فإنها خُلقت للبقاء ، وإنما تموت الأبدان .

    قالوا : ودل على ذلكـ الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة

    إلى أن يعيدها الله في أجسادها .

    والصواب أن يقال : موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها ، وخروجها منها

    فإن أُريد بموتها هذا القدر ، فهي ذائقة الموت .

    وإن أُريد أنها تُعدم وتفنى بالكلية فهي لا تموت بهذا الاعتبار .

    بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب .

    وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة : " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى " [ الدخان : 56 ]

    وتلكـ الموتة هي مفارقة الروح للجسد .

    وأما قول أهل النار : " ربنا أمتنا أثنتين وأحييتنا أثنتين " [ غافر : 11 ]

    وقوله تعالى : " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم " [ البقرة : 28 ]

    فالمراد : أنهم كانوا أمواتاً وهم نُطف في أصلاب آباءهم ، وفي أرحام أمهاتهم

    ثم أحياهم بعد ذلكـ ، ثم أماتهم ، ثم يحييهم يوم النشور

    وليس في ذلكـ إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة ، وإلا كانت ثلاث موتات .

    " وكنتم أمواتاً " : وذلكـ قبل نفخ الروح في الإنسان . هو ميت ، جماد .

    " فأحياكم " : أي بنفخ الروح .

    " ثم يميتكم " : ثانية ، وذلكـ بعد أن يخرج إلى الدنيا .

    " ثم يحييكم " : الحياة الآخرة التي لا موت بعدها .[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 24-10-2005 الساعة 08:02 AM

  6. #36
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    ذكر الموت والاستعداد للقاء الله

    [align=center]

    كثير من الناس يقبلون على الدنيا ، ويغترون بمباهجها ومفاتنها

    ويظنون أنهم فيها خالدون

    فينكبون على الشهوات ، ويزهدون في الطاعات

    فوافاهم الأجل ، وليس لهم إلا ما قدموا من العمل

    ولما عرف السلف الصالح حقيقتها ، فلم يركنوا إليها

    وعملوا للآخرة ، وقدموا توبتهم ، واتقوا ربهم


    قال الإمام الشافعي رحمه الله :

    [poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    إن لله عــبــــــــــاداً فُطناً = تركوا الدنيا وخافوا الفتنا

    نظــــروا فيها فلما علـموا = أنها ليست لحـــــي وطــنا

    جعلــــــوها لجةً واتــخذوا = صالح الأعمال فيها سُفــناً
    [/poet]

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) رواه النسائي .

    فالموت يأتي فجأة ، لا يقرع الأبواب ، ولا يمنعه حجاب

    يُقبل على الصغير والكبير ، ولا يقبل البديل


    قال تعالى : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون " [ الأعراف : 34 ]

    لذا يجب أن يستعد الإنسان الذي أيقن بأن الموت قادم لا محالة

    " كل نفسٍ ذائقة الموت " [ الأنبياء : 35 ]

    بالمبادرة بالتوبة النصوح ، والعودة إلى الله ، والالتزام بالطاعة ، والبعد عن المعاصي ، ورد المظالم

    لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له مظلمة لأحدٍ من عرضه أو شيء ، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري .



    والموت يفاجيء الصحيح والمريض

    لذا يجب التزود لما بعد الحياة

    حيث نُودع في القبور ، إلى يوم البعث والنشور

    ثم ننتقل إلى دار القرار ، في الجنة أو النار .



    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 24-10-2005 الساعة 07:59 AM

  7. #37
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    7
    أخواتي في الله هل من جديد في الدروس
    من زمان لم نتفيأ ظلال آيه أرجو أن لا تتأخروا علينا كثيرا ً

    محبتكم تماره

  8. #38
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    إن شاء الله راح نبدأ الدروس من جديد

    ألف شكر على متابعتكـ

    وأسأل الله أن لا يحرمكـ أجر الحضور .
    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 18-12-2005 الساعة 02:36 AM

  9. #39
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    الدرس الثامن

    ألهاكم التكاثر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    [align=center]في تسارع وتوالي تمضي دقات القلب مجسدة إيقاع الحياة ..
    فمن خلال ما نراه وما نسمعه من تساقط أوراق الأعمار من حولنا ، نجزم بأن هذه الدقات المتوالية ستتوقف يوماً بل قد تتوقف الآن ونحن لم نكمل قراءة هذه السطور :
    أيـام عمرك كلها عدد
    ولعل يومك آخر العدد.
    نعم .. نحن مقصرين في حق أنفسنا .. ومندفعين خلف بريق الدنيا وسرابها ..
    فهل نجد عزاءً لأنفسنا ؟
    لا وألف لا ..
    " بل الإنسان على نفسه بصيرة " [/align]


    [frame="1 80"][align=center]قال تعالى : " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ "

    [ التكاثر : 1 ] [/align][/frame]


    " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " : هذه الجملة جملة خبرية يخبر الله عز وجل بها العباد مخاطباً لهم يقول: " ألهاكم التكاثر "

    ومعنى " ألهاكم " : أي شغلكم حتى لهوتم عن ما هو أهم من ذكر الله تعالى والقيام بطاعته

    والخطاب هنا لجميع الأمة إلا أنه يخصص بمن شغلتهم أمور الآخرة عن أمور الدنيا وهم قليل

    وإنما نقول هم قليل لأنه ثبت في الصحيحين أن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: ( يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديكـ والخير في يديكـ ، فيقول : أخرج من ذريتكـ بعثاً إلى النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألفٍ تسع مئة وتسعة وتسعين )

    واحد في الجنة والباقي في النار ، وهذا عدد هائل !

    إذا لم يكن من بني آدم إلا واحداً من الألف من أهل الجنة والباقون من أهل النار

    إذاً فالخطاب بالعموم في مثل هذه الآية جارٍ على أصله

    لأن الواحد من الألف ليس بشيء بالنسبة إليه

    وأما قوله: " التكاثر " فهو يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم ...

    وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر

    ويدل لذلكـ قول صاحب الجنة لصاحبه : " أنا أكثر منكـ مالاً وأعز نفراً " [ الكهف: 34 ] .

    فالإنسان قد يتكاثر بماله فيطلب أن يكون أكثر من الآخر مالاً وأوسع تجارة

    وقد يتكاثر الإنسان بقبيلته ، يقول نحن أكثر منهم عدداً ، كما قال الشاعر :

    [poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    ولست بالأكثر منهم حصى = وإنما العزة للكاثر
    [/poet]
    أكثر منهم حصى

    لأنهم كانوا فيما سبق يعدون الأشياء بالحصى .

    فمثلاً : إذا كان هؤلاء حصاهم عشرة آلاف، والآخرون حصاهم ثمانية آلاف صار الأول أكثر وأعز

    كذلك يتكاثر الإنسان بالعلم ، فتجده يكاثر على غيره بالعلم لكن إن كان بالعلم الشرعي فهو خير ، وإن كان بالعلم غير الشرعي فهو إما مباح وإما محرم .

    وهذا هو الغالب على بني آدم التكاثر .

    فيتكاثرون في هذه الأمور عما خلقوا له من عبادة الله عز وجل .

    فالإنسان مجبول على التكاثر إلى أن يموت

    بل كلما ازداد به الكِبر ازداد به الأمل

    فهو يشيب في السن ويشب في الأمل

    حتى إن الرجل له تسعون سنة مثلاً تجد عنده من الآمال وطول الأمل ما ليس عند الشاب الذي له خمس عشرة سنة .

    هذا هو معنى الآية الكريمة

    أي : أنكم تلهوتم بالتكاثر عن الآخرة إلى أن متم .



    [align=right]* تفسير القرآن الكريم / جزء عم لابن عثيمين رحمه الله .[/align]

  10. #40
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا


    إن الزمن غالٍ ثمين ، ونفس الإنسان أيام وساعات

    فكلما مضى يوم مضى بعضُه

    والعاقل اللبيب لا يرضى أن يذهب بعض عمره إلا بما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته .

    وإنه لممّا يعين على ذلك محاسبة النفس وتدقيق النظر في الأعمال كل وقت وآن .

    ثم تأتي المراجعة الشاملة في نهاية العام

    فيعرف الإنسان حقيقة حاله : أهو في مكانه لم يبرحه أم أنه خطا في طريق الخير خطوات

    وسار صعداً نحو الكمالات

    أم أنه تعس وانتكس وتراجع وتقهقر ؟!.

    فإذا قام المرء بهذه العملية يكون قد عمل بالأمر ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ) .

    فإذا ما ظهر للمرء بعد هذه المحاسبة أنه في مكانه ، فهو خاسر .

    فالأصل الصحيح أن يتقدم المسلم وأن يرتقي ، لا أن يقف ويجمد .

    أما إذا تبين للمرء أنه تأخر وتراجع

    فهي الداهية الدهياء التي تجب المسارعة إلى الخلاص منها

    فالمرء لا يدري مقدار بقائه في هذه الدار

    والأجل إذا جاء لا يؤخر

    والمؤمن يضع نصب عينيه هذه الوصية : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .

  11. #41
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316

    أقوال في محاسبة النفس:


    - قال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.

    - وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.

    - وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ أجتهد في محاسبة نفسك اليوم تستريح غدا .

    التعديل الأخير تم بواسطة جواهر عبدالله ; 18-12-2005 الساعة 03:46 AM

  12. #42

    عضو ماسي


    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    6,929

    الدرس التاسع

    السؤال عن كيفية صفات الله بدعة .


    صــفــات الــلــه تــعــالــى كــلــهــا صــفــات كــمــال، لا نــقــص فــيــهــا بــوجــه مــن الــوجــوه، كــالــحــيــاة، والــعــلــم، والــقــدرة، والــســمــع، والــبــصــر، والــرحــمــة، والــعــزة، والــحــكــمــة، والــعــلــو، والــعــظــمــة، وغــيــر ذلــك. وقــد دل عــلــى هــذا الــســمــع، والــعــقــل، والــفــطــرة.

    [align=center][frame="1 80"]قال تعالى : " وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً "
    [ الفجر : 22 ][/frame][/align]

    " وجاء ربك " هذا المجيء هو مجيئه ـ عز وجل ـ لأن الفعل أسند إلى الله

    وكل فعل يسند إلى الله فهو قائم به لا بغيره

    هذه القاعدة في اللغة العربية

    والقاعدة في أسماء الله وصفاته كل ما أسنده الله إلى نفسه فهو له نفسه لا لغيره

    وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عز وجل

    وليس كما حرفه أهل التعطيل حيث قالوا إنه جاء أمر الله

    فإن هذا إخراج للكلام عن ظاهره بلا دليل

    فنحن من عقيدتنا أن نجري كلام الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلّم على ظاهره وأن لا نحرف فيه.

    ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه

    ولكن كيف هذا المجيء ؟

    هذا هو الذي لا علم لنا به لا ندري كيف يجيء ؟

    والسؤال عن مثل هذا بدعة

    كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ حين سُئل عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " [طه: 5] .

    فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ لشدة هذا السؤال على قلبه

    لأنه سؤال عظيم سؤال متنطع ، سؤال متعنت أو مبتدع يريد السوء

    ثم رفع رأسه وقال : [ الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ] .

    الشاهد الكلمة الأخيرة ـ السؤال عنه بدعة ـ

    واعتبر هذا في جميع صفات الله فلو سألنا سائل قال : إن الله يقول : " لما خلقت بيدي " [ص 75 ] .

    يعني آدم

    كيف خلقه بيده ؟

    نقول : هذا السؤال بدعة

    قال : أنا أريد العلم لا أحب أن يخفى علي شيء من صفات ربي فأريد أن أعلم كيف خلقه ؟

    نقول : نحن نسألك أسئلة سهلة هل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي الله عنهم ؟

    إما أن يقول نعم ، وإما أن يقول لا ، والمتوقع أن يقول لا .

    هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم بكيفية صفات الله عز وجل أم الرسول عليه الصلاة والسلام ؟

    سيقول : الرسول ، إذاً الصحابة أحرص منك على العلم

    والمسؤول الذي يوجه إليه السؤال أعلم من الذي تسأله ومع ذلك ما سألوا

    لأنهم يلتزمون الأدب مع الله عز وجل

    ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامنا وعقولنا بكيفيات صفاته

    والله عز وجل يقول في كتابه في الأمور المعقولة : " ولا يحيطون به علماً " [ طه: 110] .

    وفي الأمور المحسوسة : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " [ الأنعام: 103 ].

    فنقول : يا أخي إلزم الأدب ، لا تسأل كيف خلق الله آدم بيده ؟

    فإن هذا السؤال بدعة

    وكذلك بقية الصفات لو سأل كيف عين الله عز وجل ؟

    قلنا له : هذا بدعة

    لو سأل كيف يد الله عز وجل ؟

    قلنا : هذا بدعة وعليك أن تلزم الأدب

    وأن لا تسأل عن كيفية صفات الله عز وجل .

    لما قال هنا في الآية الكريمة " وجاء ربك "

    وسأل كيف يجيء ؟

    نقول : هذا بدعة ـ هذه القاعدة التزموها ـ

    وكل إنسان يسأل عن كيفية صفات الله فهو مبتدع متنطع

    سائل عما لا يمكن الوصول إليه

    فموقفنا من مثل هذه الآية : " وجاء ربك "

    أن نؤمن بأن الله يجيء لكن على أي كيفية ؟ الله أعلم .

    والدليل قوله تعالى: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " [الشورى: 11].

    فنحن نعلم النفي ولا نعلم الإثبات

    يعني نعلم أنه لا يمكن أن يأتي على كيفية إتيان البشر

    ولكننا لا نثبت كيفيته وهذا هو الواجب علينا .



    * تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين / جزء عم .

  13. #43

    شـجـون اللـيـل

    الصورة الرمزية (*)~سدوومة~(*)
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    خارج نطاق التغطيه
    المشاركات
    9,685

    أخبرنا الله عن الصفات لا الكيفيات



    نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية

    فنشاهد أن للإنسان يداً ليست كيد الفيل، وله قوة ليست كقوة الجمل

    مع الاتفاق في الاسم ، فهذه يد وهذه يد ، وهذه قوة وهذه قوة

    وبينهما تباين في الكيفية والوصف

    فعلم بذلك أن الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة.

    والتشبيه كالتمثيل

    وقد يفرق بينهما بأن التمثيل التسوية في كل الصفات

    والتشبيه التسوية في أكثر الصفات

    لكن التعبير بنفي التمثيل أولى لموافقة القرآن: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " .

    وأما التكييف : فهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا

    من غير أن يقيدها بمماثل

    وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل .

    أما السمع: فمنه قوله تعالى: " وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً " .

    وقوله: " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " .

    ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا

    لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها

    فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم

    وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به .

    وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له

    أو بالخبر الصادق عنه

    وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله – عز وجل – فوجب بطلان تكييفها .

    وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى ؟

    إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك .

    وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها

    لأنه لا علم لك بذلك .

    وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان ، أو تقديراً باللسان ، أو تحريراً بالبنان .

  14. #44
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    ^
    ^
    ^

    المصدر : التوحيد ـ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين.

  15. #45
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    7
    جزاكن الله خيرا ً

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (( فــي ذمـتي ))
    بواسطة النصرالعالمي في المنتدى منتدى نادي النصر السعودي - العالمي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-10-2012, 05:50 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2012, 10:30 PM
  3. أســرار آيــة الكرســي
    بواسطة راعي الفزعات في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 07-04-2007, 01:05 PM
  4. تــفــيــئــوا مــعــنــا فــي ظــلال آيــة
    بواسطة جواهر عبدالله في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-10-2005, 07:53 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •