[align=center]
[align=left]( و .... حتى يحمل طور سيناء وجه الرب ... ! )[/align]
إلهِي :
إنّي وَهَنَ الحُلْمُ مِنّي
وَاشْتَعَلَ الشِعْرُ غَيْبًا ...
..
كيفَ ألقاكِ .. وأين ؟
لا أرضَ تَعرِفني ، وأنا نسيتُ ملامحي - تلكَ التي
قَضيتُ العُمرَ أجمَعُها لكِ -
يا امرَأةً تَجيءُ من اشتعالِ الريحِ في زَهرِ
البَنفسَج ، من تلاقي زُرقَتين على المواني ، من
ظِلالِ الموتِ ترقصُ في الثواني بين زنبقةٍ
وعوسج ...
كيفَ ألقاكِ .. وأين ؟
لا أرضَ تَعرفني ، وأنا نسيت ، أنا نسيت ملامحي ، تلك التي لم تجتمع بعد ،
يا امرَأةً تَسكنُ في أقصى النداءاتِ القَديمةِ و " الحواديت " ، تَكتبُ فيّ
مَلحَمتي ، على شرَاعِ الوقتِ ، تَهاويم أبخرةِ الطِباقِ ، وأنفَاس الحوانيت ...
مُشْبَعٌ بكِ ، بالحكايا السَاحليةِ المُعتقةِ بين غَيمٍ وموتٍ و
مَدار، يا قِصةً قديمةً كان يرويها ، صَاحبي البحّار :
(امرأةٌ تنثني ، تَمدُّ القَواربَ والحِبَال ،
للتائهين المتعَبينَ من الماضي المُعار، لـ أبناء السبيلِ الـ يَعشقون ،
الناشرون على الأرضِ اليَبَابِ ، اخضِرَار )
يا قصة قديمةً ، مدوخةً ، صوت صاحبي
يتغشّاني بالنعاس ، وتختلط الحكايا :
( امرَأةٌ تنثني ، تُهدهد حلميَ الثائر ، تُهَدِئني
وتَهدَأُ بي ، تُسكّنُ حزنيَ الفائر ، وتسكُن بي ، تُلملم
شِعْرِيَ الثائر ، على كتفي ، وتكتبني القصيد وترسمني
مرايا )
( امرأة تنثني ، يوجعني مسيل الحرفِ في كفّي
فـ أكتبها : الغياب ، يُوجِعُني القَصِيدْ .. ما القَصيد ؟
يا حبيبةَ ما القَصيدْ ؟ )
..
القَصيدُ : امرأةٌ تجيء من نزقي ، تُعيدُ تَرتيبَ المَدائِنَ
داخلي ، توقدُ لَثغةَ الغِنَا المَشطورْ ...
القَصيدُ : لحظةٌ غَامرة ، نَارُ الشِعرِ-التي تُشعلين-
تُقيمُ أودي ، وترتق ما تَمزق من مدىً مَكسورْ ...
القصيدُ : صوتُكِ الـ يَجيء مع الرِِِيح الرَخَاء ، الذِكرَياتُ العَاصِفَاتُ،
وأمّي تَحملُ مِبخَرةً عَتيقَة ، صَوتُ أبي الخَفيضُ
يَقرَأُ آية الكُرسيّ ، موتٌ أولُ منسيّ ، وموتٌ آخرٌ
مَنثورْ ...
..
وأنتِ:
القادمُة أبدًا من عيونِ
العَابرين المُتعَبين ، كم مَرّةً في اليَوم
أحمل وَجهُكِ الدافيء ، أنْ يَجتَالني
لون الضَيَاع .. من لي بـ لونكِ الهاديءِ
قبل أن يَرتَد إليّ طرفي في الشعاع ؟!
وأنتِ : الطهرُ والقَصيدةُ ...
كم من المداءاتِ الشَفيفَةِ تخلقين بي ، كم
من اللحظاتِ الكَثيفَةِ بالحب تُلقِين بي ؟
و
أنتِ : الزمانُ والصَمتُ الـ يكتسي منه المكان ...
قولي ما الوقت .. لو أحببتكِ كل يَومٍ
بين لحظاتي الكَبيرةَ والصَغيرةَ .. ما الوَقتُ لو كنّا
نُحب ؟ لو كنتِ أجمَل من احتِمَالي ، لو كُنتُ أرزَحُ تَحت
فِكرَتكِ حتى يَضِيقُ دَاخِلي بي ، ويسألني الشفاء ... كيف
أشفى ؟ وأنتِ منّي ...
................................. أنتِ منّي ...
.................................................. .أنتِ منّي ...
إيثار زاهر[/align]