من العقل ألا نتحدث اضطراباً أو نجري صداماً أو ننصب ميزاناً أو نعقد سباقاً بين الدين والعلم .طالما أن الدين كل كامل والعلم جزء منه يتكامل .وطالما أن الدين قرآناً يستشهد بهما ولا يستشهد عليهما .
وطالما أن العلم مقتضى من مقتضيات الدين ومطلب من مطالبه ليس إلا.
وإنني على يقين تام بأن السواد الأعظم منا يستعمل لفظ الدين والعلم دونما أن نكون دقيقين في الاستعمال خاصة عندما نستشهد بالعلم لإثبات صحة الدين وصدقه هكذا عَّودنا أشباه العلماء.
ولم نعتد إلا على النطاق الضيق والضيق جدا استعمال اللفظين استعمالاً صحيحا كما ينبغي ويجب .
لذا يتوجب علينا معرفة ماهية كل منهما واستيضاح العلاقة الحقيقة بينهما .
ولهذا سأورد تباعا وبصورة موجزة مجملة :-
ماالدين ؟
ماالعلم؟
وما لعلم كمفهوم خلقي أزلي ؟وكمفهوم كشفي جدلي ؟
وما لعلاقة بين الدين والعلم الكشفي الجدلي ؟وما لهذا وما لذاك ؟
وبيان مرفوضية فريضة التطور المزعوم كثمرة معطوبة من ثمار العلم الكشفي الجدلي وبيان حقيقة أمرها كفرضية وهمية لاحقيقة علمية .
والبرهان والتأكد على أن العلم برمته مخلوق خلقا وموجود أصلا
ولاريب أن مشكلة الذين ينظرون إلى الدين نظرة خاطئة تكمن في نظرتهم إلى العلم نظرة قاصرة .
فهم يحملقون في جزئيات ويشخصون مسميات وحسب أهوائهم وأذواقهم يفسرون معطياتهم .
والواجب أن ينظروا إلى العلم نظرة شمولية من حيث هو كيان خلقي خلقه الله عز وجل برمته وأن مانستكشفه من ذلك الكيان لايعد إلا حلقات أولية غير مكتملة إذا ما أخذت معزولة مفصولة عن الدين لن تكون كافية أو معبرة لوحدها بل ستكون بمثابة حلقات مبتورة الأجزاء ومنثورة الأشلاء هنا وهناك يشطح بها من يشطح عن جادة الحق والصواب وينجو بها من ينجو .
والعلم ليس نتاجا من ذات الشخص نفسه أو ابتداعا من رعاته بل هو موجود أصلا ومخلوق خلقا .
والعلم المكشوف لايعد إيجاد المفقود بل اطلاعا على الموجود .
ولايعد ذلك المكشوف من العلوم جديدا كان معدوما بل قديما عند الله تعالى معلوم وبخاتم الخلق مختوم .