أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله نبدأ اخبار التعليم .
لهذا اليوم ..
السبت 27/ 10
الجزيرة : السبت 28-10-1430هـ العدد : 13533
المدارس وإنفلونزا الخنازير
صالح بن عبدالله الزرير التميمي
تحرص وزارة التربية والتعليم على خلو أبناء المدارس من أي مرض ولعل آخر اهتماماتها بذلك مرض إنفلونزا الخنازير حديث العالم أجمع والمرض الذي بدأ ينتشر سريعاً حيث بدأت الاستعدادات لتحصين الطلاب ضده بتأمين اللقاح الخاص به وقد طالعت أخباراً عن ذلك المرض وخطره على الجميع في عدد الجزيرة 13525 وغيره من الأعداد، وللعدل والإنصاف وإظهار الفضل ونسبته لأهله تشكر الوزارة على الاهتمام بأبنائنا الطلاب من خلال حمايتهم بإذن الله من الإصابة بهذا الداء الخطير.. ولكن لدي بعض الملحوظات: فمثلا المدارس التي تنشئها الوزارة قديماً وحديثاً ملاعبها ترابية لا تصلح للعب فهي تسبب الأمراض الصدرية للطلاب من ربو وحساسية بل إنها تؤثر في البيئة من خلال إثارة الغبار أثناء اللعب والذي يتطاير في الجو ولو أن الوزارة وضعت في الحسبان زراعتها أثناء تنفيذ مشروع بناء المدرسة لكان خيراً، وأقول هذا وأنا أعمل في مدرسة حديثة الإنشاء وملعبها ترابي سيضر حتماً بطلاب المدرسة أعانهم الله عليه، ولولا اجتهاد بعض إدارات المدارس بزراعة الملاعب لكانت كل ملاعب المدارس ترابية، والوزارة تريد المحافظة على صحة الطلاب بكل ما أوتيت من قوة، وترك الملاعب بدون زراعة بلا شك ينافي ذلك ويناقضه!! وإنني استغرب كيف تعجز الوزارة عن توفير ملاعب مناسبة فيها للطلاب لا تكلف مبالغ كبيرة وكذلك لا توجد فيها صالات رياضية للألعاب لأبنائنا تحميهم على الأقل من لهيب الشمس وحرارتها ومن برد الشتاء القارس وفيها يمارسون مختلف الألعاب إذا استثنينا بعضاً منها، ومن الأشياء التي سببت تعباً كثيرا للمعلمين والطلاب أعمال الترميم أثناء الدراسة، وهل يعقل أن عاملاً من عمال الدهانات يقوم بطلي جدران غرف الدراسة والطلاب في داخلها كما حدث في إحدى المدارس مما تسبب في تعب الكثير من طلاب المدرسة مختنقين من رائحة تلك الدهانات ولنفترض أنها طليت قبل يوم أو يومين من بدء الدراسة هل هذا يكفي لا أظن ذلك وقد عانينا مع الكثير من أبنائنا من مرض الحساسية والربو مما تسبب في غياب بعض المعلمين ومجموعة كبيرة من الطلاب بسبب تلك الروائح المزعجة التي كان توقيتها خاطئا لأسباب أتمنى من الوزارة دراستها ووضع الحلول لها إن كانت حقاً تريد المحافظة على صحة أبناء المدارس! وقد عانت الكثير من المدارس من أعمال الترميم التي جاءت في غير وقتها ولولا لطف الله وعنايته بطلابنا لراح ضحية أعمال الترميم وقت الدراسة بعض أبنائنا، ومن يعيش بين كتل ومناشير ودوامر الحديد بلا شك سيتعرض للخطر كما يحصل للطلاب في بعض المدارس الناتجة عن أعمال الصيانة والترميم، كما أن المدارس تفتقد لعيادة صحية من المفترض توفيرها في كل مدرسة إلا صيدلية صغيرة لا تفي بالغرض! زيادة على سوء التكييف وفصل الصيف شاهد على رداءة أجهزة التكييف في مدارسنا البنين والبنات. كما أن ازدحام الطلاب في الفصول سبب من أسباب الإصابة بإنفلونزا الخنازير وهذا موجود وبكثرة في مدارسنا ومع هذا فالفصل الواحد فيه عدد كبير من الطلاب! وباختصار فإن طلاب المدارس يعيشون داخل مدارسهم في بيئة غير صحية لأسباب كثيرة ومنها ما ذكرت آنفاً. وأتمنى أن يكون لما كتب صدى عند الجميع وتأخذ به الوزارة وتضعه في الاعتبار، وفي كل ذلك خير ونفع لنا جميعاً، فهل سنرى في القريب العاجل جميع مدارسنا مهيأة تهيئة كاملة لاستقبال الطلاب وفيها مقومات النجاح والبيئة الصحية التي توفر لهم سبل الراحة والتعلم بجو هادئ مريح؟.
المدارس وإنفلونزا الخنازير