?«معادلة المتر الواحد» فشلت من اليوم الأول?
الرياض - «الحياة»
كشفت انطلاقة العام الدراسي الحالي أمس عن ضعف واضح في الاستعدادات لمواجهة «أنفلونزا الخنازير» في بعض المدارس، من خلال كثافة الطلاب داخل الفصول، وتقارب المسافات في ما بينهم، وغياب النشرات التوعوية عن المرض في تلك المدارس، لتفشل معادلة المتر الواحد الذي تغنّى به مسؤولو التربية من أول يوم دراسي.وبحسب معلمين تحدثوا لـ«الحياة»، فإن مدارس في مناطق عدة عانت من غياب المحاضرات التوعوية للطلاب، وطرق الوقاية من المرض، وعدم تغيير في الوضع العام لتلك المدارس، إضافة إلى قلة أعداد عمال النظافة.وقال معلم (فضل عدم ذكر اسمه)، إن أدوات التعقيم والتنظيف والكمامات متوافرة في المدارس، لكنها اقتصرت على المعلمين فقط، بيد أن المشكلة التي واجهتها مدرسته هي كثافة الطلاب في الفصل الواحد، مشيراً إلى أن هناك فصولاً عدد طلابها تجاوز 50 طالباً.وأضاف: «شددت الوزارة على المسافة بين الطلاب بألا تقل عن المتر، بيد أن الوضع في الفصول لم تكن له علاقة بالاشتراطات، إذ كانت المسافات أمس أقل من ذلك بكثير، بسبب كثافة الطلاب في الفصول»، لافتاً إلى أن بعض الفصول لم تكن فيها تهوية بحسب ما ذكره مسؤولو الوزارة.وذكر معلم آخر أن مدارس افتقدت إل نشرات توعية ولوحات ومحاضرات عن «أنفلونزا الخنازير»، ما جعل انطلاقة العام الدراسي الحالي مشابهة للأعوام السابقة التي لم يظهر فيها المرض، موضحاً أن بعض المعلمين قام باجتهادات فردية أثناء دخولهم الفصول، من خلال تقديم معلومات بسيطة عن الأنفلونزا، لكن تلك المعلومات موجودة لدى الطلاب.وأشار إلى أن منسوبي عدد من المدارس تبادلوا السلام بطرق عدة من دون الاكتفاء بالمصافحة فقط أو ارتداء الكمامات، بل ان الوضع لديهم عادي، ضاربين بعرض الحائط كل البرامج التوعوية بخصوص الأنفلونزا، لافتاً إلى غياب دور المشرف الصحي في مدرسته، الذي تم إسناد تلك المهمة إليه.وأكد أن مدرسته ومدارس أخرى يعمل فيها هو زملاؤه لم يحضر فيها طلاب لديهم أمراض، ونسبة الحضور فيها كبيرة على غير المتوقع من الجميع، وتواجد أولياء أمور بالقرب من أبنائهم، مبيناً أنه لم يشاهد سوى طالب واحد فقط يرتدي كمامة.ولفت إلى أن غرف العزل لم تكن عليها عبارات تدل عليها، إذ ان منها مغلقة حتى نهاية الدوام، في حين لم تقدم بعض المدارس الكمامات للطلاب، بل اكتفت بوجودها في المكاتب، مطالباً بتكثيف التوعية لدى الطلاب من خلال جلب أطباء يحاضرون في المدارس، وإبراز أدوات التعقيم والتنظيف في أماكن واضحة في المدرسة.
Dar Al Hayat