ماهية المبارزة :ـ
تعد لعبة المبارزة بالسيف من أقدم الرياضات ، والمبارزة بالسيف من أقدم أسلحة الحروب بين الجيوش المقاتلة ، إذ أن طبيعة المبارزة بالسيوف هي أن ينازل الفرد منافسه بصفة فردية ويتبادلان الكر مهاجماً أحياناً والفر مدافعاً أحياناً أخرى ، حتى ينال أحدهما من الآخر مقتلاً أو إصابة معجزة تحدد من المنتصر ومن المهزوم .
والمبارزة الحديثة هي إحدى مظاهر النشاط الرياضي لها أهدافها الرياضية والاجتماعية والتربوية والنفسية ، إذ انبعثت عن المبارزة القديمة بعد عدة تطورات ووصلت إلى الوضع الحالي لتمارس وفقاً للقوانين والقواعد التنظيمية الخاصة التي تحكم المنازلة بين المتنافسين المتبارزين دون تدخل أو مساعدة من أحد أثناء اللعب سوى آداب هذه الرياضة العريقة ذات التقاليد النبيلة .
والفكرة وراء رياضة المبارزة هي أن يمس المبارز منافسه قبل أن يلمس من قبل منافسه ، ولكي يكون قادراً على عمل ذلك عليه القيام بحركات الهجوم والدفاع التي تضيف قابلية حركية والتنقل وتتضمن تحضيرات للمساعدة على خلق الفرص المناسبة لتسجيل اللمسة على المنافس . والهدف من المبارزة الحديثة هو تسجيل العدد المحدد قانوناً من اللمسات باستخدام أنسب طرق الأداء المهاري ويتم بمد الذراع المسلحة أو مد الذراع المسلحة مع الطعن أو التقدم للأمام .
والمبارزة هي رياضة اللقاء للقوة والفعل والشجاعة والحلم وتجديد لقيم الرجولة والفروسية. وهي أيضاً رياضة مشابهة للشطرنج من حيث المناورة والخداع بالهجوم والدفاع وقراءة أفكار المنافس وتقدير الموقف واليقظة والتركيز والثقة بالنفس وقوة الشخصية بما يجعل لاعب المبارزة ذا إحساس دقيق في الأوقات المهمة والحرجة والمفاجئة .
والمبارزة هي رياضة العقل والجسم ورياضة الهجوم والدفاع بين المتنافسين يحاول كل منهما أن يسجل لمسة على الآخر بسلاح معين ، ولتسجيل لمسة يجب الهجوم على المنافس ، والهجوم الناجح يتطلب الدقة والإتقان في اختيار المسافة والتوقيت المناسبين . وبصفة عامة المبارزة هي منازلة بالمواجهة الأمامية المباشرة بين لاعب المبارزة ومنافسه يحاول قدر طاقته أن ينال بسيفه في تسجيل اللمسة أولاً ، وقبل أن تسجل عليه وذلك من خلال تبادل جملة المبارزة التي تتكون من المهارات الهجومية والدفاعية ومهارات الرد فيما بينهما.
ورياضة المبارزة ليست حكراً لجنس أو عمر معين بل يمكن لكلا الجنسين مزاولتها وفي أي عمر يشاء لأنها من الألعاب التي يعمر بها الرياضي ، إذ يمكن أن يبدأ مزاولتها في عمر (9-10 سنوات ) ، ومعدل نسبة عمر اللاعب الذي يصل إلى ذروة الكمال في اللعبة وسباقاتها هو بين 20-35 سنة .