المدينة: ( الإثنين 18-07-1429هـ )
العدد : 16525
--------------------------------------------------------------------------------
تطوير التعليم والمعلم «الشبح»
حسن أحمد الكناني - القنفذة
التعليم ليس عملية مفردة تتم بمعزل عن المجتمع ولكنها عملية تكاملية بين كثير من عناصر المجتمع المدني ولا أريد إلقاء الضوء على هذه العناصر فهي كثيرة ويصعب حصرها...سأتحدث عن عنصر من عناصر تطوير التعليم ولعله العنصر الأبرز والأهم إذ أنه يضطلع بمسؤولية عظيمة إزاء جعل التطور واقعا والرقي محققا..
المعلم هو العنصر البشري الذي يتعامل مباشرة من الناشئة وهو الذي يسهم في تمرير المعرفة للطالب بطرق شتى وأساليب متعددة وقد يكون دوره إرشاد الطالب للوصول إلى المعرفة.المعلمون شريحة كبيرة من شرائح المجتمع منهم قرابة 200 ألف معلم ومعلمة يعملون على مستويات أقل من المستويات المستحقة لهم نظاما... هذه المعضلة التي ما فتئت الوزارة تصرح إزاءها أنها جادة في تحسين المستويات على طريقة الترقية لأقرب درجة وعلى المستوى التالي للمستوى الحالي وبزيادة تقارب 9 ريال عند التحسين.قضية المعلمين لا تحتاج تحسينا ولا تحتاج ترقيات، الأولى بها الأقدم خدمة... إنما هو حق كفله النظام بالتعيين على المستوى الخامس وتم تعيينا على المستوى الثاني...فالمعلم الذي تعين عام 1428هـ يستحق المستوى الخامس بالنظر إلى مؤهله. والمعلم الذي تعين عام 1420هـ يستحق المستوى الخامس أيضا بالنظر لمؤهله.
والفرق بينهم يكون في الدرجة تبعا لسنوات الخدمة ... هذا هو النظام.نحن كمعلمين نحتاج لتعديل وضعنا الوظيفي المختل ... أنا أفقد شهريا 2000 ريال من الراتب الذي أستحقه وفقا لمؤهلي الذي عينت عليه.ألا يؤثر هذا في شخصي وأنا أرى اقتطاع هذا المبلغ من رزقي ورزق أبنائي دون وجه حق، ألا يؤثر هذا في رضاي عن وظيفتي وحبي لها وإخلاصي في عملي ، حتما ، لهذا تأثير شديد ورهيب على جودة العمل والرغبة في الإتقان سواء شئنا أو أبينا، هناك عدم رضا وامتعاض وسخط كبير من المعلمين الذين يبحثون عن حقوقهم. كل هذا مع ترديد مسؤوليها أنهم جادون في تحسين المستويات .... ليأتي مندوب الوزارة بعد أول جلسة في قضية المعلمين ليطالب بإسقاط حق من أمضى خمس سنوات ، ما هذا التناقض الرهيب بين التصريحات ولماذا هذا التضليل للمعلمين ولماذا التضييق على أرزاقهم؟
وزارتي الموقرة أدعوك -وآمل أن تستجيبي لدعوتي- أدعوك أن تعتمدي مبدأ المصارحة والمكاشفة مع المعلمين. وأن تجيبي على أسئلتي:
أنتم تقولون إن المعلمين يستحقون المستوى الخامس وأنكم جادون في إعطائنا إياه.
(س1) فلماذا لا توضحون لنا آلية مناسبة لإنجاز هذا الأمر ولا أقصد آلية التحسين للمستوى التالي على درجة أقل فتلك مناسبة للترقيات ونحن لا نطلب ترقيات ولا نطلب ترفا وإنما نطلب حقا.
وتقولون أيضا إن هذا خطأ وزارات أخرى (س2) فلماذا لا تدعموننا عبر اعترافكم بحقوقنا علنًا (وأقصد بحقوقنا المستوى الخامس والدرجة المستحقة مع الفروقات بأثر رجعي) ومطالبة من تسبب في هذه المعضلة بحقوقنا... فنحن منسوبكم وليس من المعقول أن نقوم بمقاضاة الوزارات الأخرى.
(س3) أنتم تسعون لتطوير التعليم عبر مشاريع عدة فعلى من تعتمدون في تطويركم للتعليم هل المناهج وحدها تفي أم هل المنشآت تغطي، أيها السادة: المعلم ركن أساس في هذه العملية قد تجبرونه على الحضور للتدريب وعلى الذهاب إلى المدرسة وعلى البقاء إلى الظهر وعلى دخول الحصص ولكنكم أبدا لن تستطيعوا إجباره على الإخلاص أو الإبداع أو الابتكار.. لأنه وببساطة أصبح مجرد جسد مثقل بالهموم والظنون وشبح يحدث نفسه... (سنعطيك حقوقك ونحن جادون، لا حق لمن تجاوز خمسة أعوام، لا يجوز الاعتداء على من قبلكم في الحقوق) هذه هي العبارات التي تتردد في ذهنه ونفسه وهو الذي يشعر بعدم الرضا الوظيفي، هو الذي يعلم أن هناك من تسبب في اقتطاع ثلث راتبه الشهري الذي هو في أمس الحاجة إليه هو الذي يعلم أن هناك من يساومه في إعطائه حقوقه عبر محاولة إقناعه ألا سبيل لذلك إلا عبر التحسين لأقرب درجة وبشكل تدريجي وهذا الأسلوب يجعل المعلم يصل للمستوى الخامس، ولكن دون درجة مستحقة ولا فروقات بأثر رجعي. لا أعمم مسألة عدم الرضا ولكني أقول هناك الكثيرون الذين يشعرون بالحنق وعدم الرضا الوظيفي.. وعددهم ليس بالقليل وأنتم لديكم الإحصائية وتعرفون الأرقام الحقيقية لعدد من لم يأخذوا حقوقهم.... وتعرفون تماما هل هذا العدد يؤثر على تطوير التعليم أم أنه ليس ذي أهمية.
http://al-madina.com/node/33997