النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/2

  1. #1
    ~ [ نجم صاعد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    36

    نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ونكمل اليوم ما تبقى من هذا الشريط ..
    الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

    انتهينا في الحلقة الماضية من التعليق على الشريط3/1 و نكمل اليوم ما تبقى من هذا الشريط 3/2

    يقول ابن العربي عنها - أي عن طريقة بيعة طلحة لعلي كما تصورها الروايات الضعيفة - : فإن قال طلحة : بايعته و اللج على عنقي ، قلنا اخترع هذا الحديث من أراد أن يجعل في القفا لغة قفي ، كما يجعل في الهوى هوي ، و تلك لغة هذيل لا قريش فكانت كذبة لم تدبر. العواصم من القواصم (8) .
    و قول من قال : بايع علياً يد شلاّء - أي يد طلحة - والله لا يتم هذا الأمر . قال ابن العربي عن ذلك : و أما من قال يد شلاء و أمر لا يتم ، فإن يداً شلت في وقاية رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم لها كل أمر و يتوقى بها من كل مكروه . و قد تم الأمر على وجهه ، و نفذ القدر بعد ذلك على حكمه و جهلَ المبتدع ذلك فاخترع ما هو حجة عليه . نفس المصدر (8-149) .
    قال المحاضر وفقه الله : ( وتتابع الناس بالمبايعة ولم يبايع إلا نفر قليل لم يبايعوا .. - ثم ذكر خطبة علي و قال بعدها : بايع كل الناس إلا مجموعة من الصحابة اعتزلوا و تخلفوا ، على رأسهم سعد بن أبي وقاص و عبد الله عمر .. الخ ) .
    قلت : و في رواية الطبري عن محمد بن الحنفية قال : بايعت الأنصار علياً إلا نفير يسير . تاريخ الطبري (4/429) . و هم سعد بن أبي وقاص و ابن عمر و أسامة بن زيد و محمد بن مسلمة و غيرهم ، قلت : هذا غير صحيح فإن حضورهم لعلي و اعتذارهم عن الوقوف معه في حرب أهل الشام أو فيما يدور بينه وبين المسلمين من القتال في العراق ، لدليل واضح على أن في أعناقهم بيعة تلزمهم بطاعته حين اعتذروا ، و لو كان الأمر خلاف ذلك لتركوه يخرج دون أن يذهبوا إليه و يعتذروا له ، فهم حينئذ غير ملزمين بطاعته .
    و يبرر الباقلاني موقف الصحابة الذين تأخروا عن نصرة علي فيقول في هذا الصدد : فإن قال قائل : فإن
    كانت إمامة علي من الصحة و الثبوت بحيث وصفتم ، فما تقولون في تأخر سعد و ابن عمر و ابن مسلمة
    و أسامة و غيرهم عن نصرته و الدخول في طاعته ؟ قيل له : ليس في جميع القاعدين ممن أسمينا أو ضربنا عن ذكره من طعن في إمامته و اعتقد فسادها ، و إنما قعدوا عن نصرته على حرب المسلمين لتخوفهم من ذلك و تجنب الإثم فيه . انظر هذا الخبر في :التمهيد في الرد على الملحدة (ص233-234) .
    و يذكر ابن العربي : أن قوماً قالوا تخلف عنه من الصحابة جماعة منهم سعد و ابن مسلمة و ابن عمر
    و أسامة ، فيرد عليهم بقوله : قلنا أما بيعته فلم يتخلف عنها ، و أما نصرته فتخلف عنها قوم ؛ منهم من ذكرتم ؛ لأنها كانت مسألة اجتهادية فاجتهد كل واحد و أعمل نظره و أصاب قدره . العواصم من القواصم (ص 150) .
    و خلاصة القول لئن كانت بعض الروايات تستثني من البيعة بعض الصحابة فإن ذلك لا يقدح في خلافة علي رضي الله عنه .
    ذكر المحاضر وفقه الله أن كبار الصحابة ( الذين لم يبايعوا ومن الذين بايعوا مكرهين .. ذهبوا إلى علي رضي الله عنه .. فقالوا : إنا قد اشترطنا إقامة الحدود .. الخ ) .
    قتلت : هذا الخبر على الرغم من ضعف سنده ، فإن في متنه مقالاً ، و في ذلك يقول ابن العربي : فإن قيل بايعوه على أن يقتل قتلة عثمان ، قلنا : هذا لا يصح في شرط البيعة . العواصم من القواصم (ص 150) .
    ذكر المحاضر وفقه الله أن طلحة الزبير طلبا من علي أن يسمح لهم بالاستعانة بقوة من خارج المدينة من أجل أخذ الثأر من القتلة .
    قتلت : و هذا الخبر لا يصح منه شيء ؛ لأن طلحة والزبير رضي الله عنهما كانا حريصين على إصلاح ذات البين وإطفاء الفتنة ومنع إراقة المزيد من دماء المسلمين .
    ذكر المحاضر وفقه الله ، ( أن علي رضي الله عنه بدأ بتغيير الولاة الذي كان قد ولاهم عثمان على الأمصار ، وأن ابن عباس رض الله عنهما قد اعترض عليه و نصحه بعدم فعل ذلك ، وأن علي أصر على تنفيذ هذا القرار ، فكانت هذه أكبر غلطة اتخذها علي كما يقول ذلك أهل السير و المؤرخين ) .
    قلت : إن علياً رضي الله عنه إمام مجتهد له أن يعزل عمال عثمان إذا رأى المصلحة في ذلك ، و قد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو المعصوم خالد بن سعيد بن أبي العاص على صنعاء و عمرو بن العاص على عمان ، فعزلهما الصديق من بعده ، و ولى الصديق خالد بن الوليد و المثنى بن حارثة ، فعزلهما الفاروق من بعده ، و ولى الفاروق عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة فعزلهما عثمان من بعده . تاريخ خليفة (ص97،102،122-123،155،178) و تاريخ الطبري (3/343) (4/241) .
    و هكذا فعل علي لما رأى المصلحة في ذلك ؛ فهل ينتقد عاقل الصديق و الفاروق و ذا النورين في عزلهم هؤلاء العمال الأكفاء ! .
    أما القول بأنه عزل جميع عمال عثمان ، هذا غير صحيح فالعزل لم يتحقق إلا في معاوية في الشام و خالد بن أبي العاص في مكة ، و أبي موسى الأشعري في الكوفة ، على أنه أقره بعد ذلك . تاريخ الطبري (4/442) و تاريخ خليفة (ص201) .
    و أما البصرة فإن واليها خرج من نفسه ، و في اليمن أخذ أميرها يعلي بن مُنية - ذكر المحاضر أن اسمه يعلي بن أمية و هذا وهم - مال جباية اليمن و قدم مكة بعد مقتل عثمان و انضم إلى طلحة و الزبير و حضر معهم موقعة الجمل ، و ابن أبي السرح خرج إلى فلسطين و مكث هناك حتى مات بعد أن تغلب ابن أبي حذيفة على مصر . تاريخ الطبري (4/421) و (4/450) .
    و هكذا فإن أميري اليمن و البصرة عزلا أنفسهما و أمير مصر عزله المتغلب عليها و أمير الكوفة أقره على منصبه فلم يرد العزل إلا في حق معاوية والي الشام و خالد والي مكة .
    و أما القول بأنه عزلهم قبل أن تأتيه بيعة أهل الأمصار ، قلت : إن تولية الإمام للعمال على الأمصار غير مشروط بوصول بيعة أهلها له ، فمتى بايع أهل الحل و العقد ، لزمت بيعته جميع البلدان النائية عن مركز الخلافة ، و لو كانت تولية الخليفة العمال على الأمصار متوقفة على وصول بيعة أهلها له ما تمت بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، لأنه تصرف بإرسال جيش أسامة و محاربة المرتدين قبل وصول بيعة أهل مكة و الطائف و غيرها من البلاد ، و كذلك فعل الفاروق و ذي النورين فإنهما تصرفا في أمور المسلمين أيضاً قبل وصول بيعة الأمصار إليهما .
    ذكر المحاضر وفقه الله بعد ذلك سلسلة من الروايات من طريق سيف بن عمر ، و معظمها ضعيف ، و كان من بين ما ذكر المحاضر أن معاوية رفض البيعة لعلي ، وأنه أرسل رسالة بيد شخصين .. الخ ، ثم قال : فعرف الناس أن معاوية يرفض البيعة لأنه ختم عليها بختمه .. ومعناها أن معاوية لا يقر بالخلافة لعلي ) .
    قلت : و هذا الخبر لا يصح منه شيء ، فمعاوية رضي الله عنه يقر بفضل علي ، وأحقيته بالخلافة ، و حقيقة الأمر أن معاوية كان عاتباً على علي بسبب تأجيله إقامة الحدود على قتلة عثمان رضي الله عنهم أجمعين ، و لكن هذا العتب لم يدفع معاوية إلى الانتقاص من علي بل على العكس فقد كان يصرح لمن حوله بأن علياً أفضل منه .
    وهو ما أخرجه يحيى بن سليمان الجحفي بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية : أنت تنازع علياً ، أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ، و لكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً ، وأنا ابن عمه ، والطالب بدمه فأتوه ، فقولوا له : يدفع إلىّ قتلة عثمان ، وأسلم له ، فأتوا علياً فكلموه ، فلم يدفعهم إليه .. ) . سير أعلام النبلاء للذهبي (3/140) ، الفتح (13/92) .
    ذكر المحاضر وفقه الله أن طلحة والزبير رضي الله عنهما قد خرجا إلى الشام .
    قلت : بل الثابت أن طلحة الزبير رضي الله عنهما استأذنا علياً في العمرة فأذن لهما ، و في مكة التقيا بأم المؤمنين عائشة .
    ذكر المحاضر وفقه الله رواية من طريق سيف بن عمر أن عبد الله بن عمر استأذن أم كلثوم بنت علي برغبته في الذهاب إلى مكة .. ثم ساق خبراً طويلاً يبين خوف علي من قيام ابن عمر من الذهاب إلى الشام وأنه أرسل من يبحث عنه و يرده .. الخ ) .
    قلت : و هذا خبر فيه تحريف و كذب ؛ إذ أن حقيقة الأمر هي ما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح إلى ابن عمر قال : ( لما بويع لعلي أتاني فقال : إنك امرؤ محبب في أهل الشام ، فإني قد استعملتك فسر إليهم ، قال : فذكرت القرابة و ذكرت الصهر ، فقلت : أما بعد فوالله لا أبايعك - أي على قبول ولاية الشام ؛ لأن مدار الرواية على ذلك - ، قال فتركني و خرج .. ) المصنف (7/472) . و مما سبق يلاحظ أن تهجم علي بن أبي طالب على عبدا لله بن عمر يعد من الأخبار المكذوبة على الصحابة رضوان الله عليهم .
    ثم ذكر المحاضر وفقه الله بعض الأحداث المتعلقة بخروج طلحة والزبيرو عائشة إلى البصرة و جميع هذه الأخبار من طريق سيف بن عمر ، و جل ما ذكر المحاضر إما ضعيف وإما ليس له ما يعضده .
    ذكر المحاضر وفقه الله بعد تلك الأحداث ما يلي : ( قدم يعلي بن أمية بأموال اليمن .. فكان عوناً لهم في التجهز والخروج لقتال قتلة عثمان .. الخ ) .
    قلت : إن السبب الحقيقي لخروج جيش مكة إلى البصرة ليس من أجل الحرب ، بل من أجل الإصلاح بين الناس حين اضطرب أمرهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، و ليس من أجل المطالبة بدم عثمان ، و دليل ذلك حديث الحوأب ، ففي أثناء الطريق إلى البصرة مر الجيش على منطقة يقال لها الحوأب ، فنبحت كلابها فلما سمعت عائشة هذا النباح ، طرأ عليها حديثاً فقالت ما هذه المنطقة ؟ قالوا هذه الحوأب ، فتذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث روى أحمد و ابن حبان و الحاكم عن قيس بن حازم أن عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحواب . فقال لها الزبير : ترجعين ؟! - أي لا ترجعي لأنهم يحترمونك - عسى الله أن يصلح بك بين الناس . هذا لفظ شعبة ، أما لفظ يحيى فقال : لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً ، فنبحت الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة فقال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم . قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب . السلسلة الصحيحة (1/846) .
    و قد تخطى المحاضر وفقه الله هذا الحديث ولم يتطرق له لا من قريب ولا من بعيد ، لأنه أخذ بروايات سيف بن عمر التي تبين أن أصحاب الجمل خرجوا من أجل الحرب لا من أجل الإصلاح . و لو تطرق إليه لوقع في التناقض .
    و انتهى الشريط بأن قرر علي رضي الله عنه التوجه نحو الكوفة بدلاً من البصرة لأن عدد جيشه أقل من جيش مكة .
    ولنا لقاء آخر مع الشريط الرابع بإذن الله تعالى .

    اعداد :
    أهل الحديث
    قال الامام أحمد: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى عليه وسلم والأقتداء بهم و ترك البدع وكل بدعه ضلاله.

  2. #2
    ~ [ مراقبة المنتديات العامة ] ~

    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    2,181
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

    ونسأل الله أن يتقبل جهدك ويجعله في ميزان حسانتك

  3. #3
    نجم ماسي الصورة الرمزية صائد الطرائد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    United States of America
    المشاركات
    1,881
    جهد تشكر عليه يا أخي أهل الحديث




    تحياتي لك
    اللهم إجعلني للنـاس قــدوة
    ولا تجعلنـي للنـاس عبــرة

    تخيل انك واقف يوم القيامه وتتحاسب ولست ضامن دخول الجنة وفجأه تأتيك جبال من الحسنات هل تدري من أين ؟؟
    من الاستمرار بقول

    "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-05-2004, 08:47 AM
  2. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان2
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-05-2004, 08:43 AM
  3. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/1
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-05-2004, 02:37 PM
  4. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 1
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-05-2004, 11:55 PM
  5. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-05-2004, 09:47 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •