تعقيبا على حادثة تقبيل قدم معلم
----------------------------------------------------
من العدل عدم الحكم على جميع المعلمين من خلال عمل فردي مشين
بعد حادثة المدرسة الخاصة بالمنطقة الشرقية عندما أجبر معلم متعاقد ومرشد من نفس جنسيته أحد الطلاب على تقبيل قدم المعلم بعد تخويف الطالب من المعلم والمرشد الطلابي الذي يفترض أنه عون للطالب وأقرب الناس له بالمدرسة، هذه القضية بلا شك هزت المجتمع بأكمله ولا نشك مطلقا بأن وزارة التربية ستتخذ الإجراء المناسب لإعادة الكرامة ليس للطالب فحسب بل للوسط التعليمي بأكمله فنحن لا نقر مثل هذه التصرفات الطائشة غير المسؤولة من مربين يفترض توفر روح التسامح والأبوة والعطف فيهم، فهم يتعاملون مع طلاب بالمرحلة الابتدائية مازالوا أطفالا صغارا بحاجة للاحتضان والمعاملة بروح الأبوة نحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم فلو كان هذا المعلم والمرشد الطلابي بمدرسة ثانوية فأشك أنهما سيفتحان مثل هذا الموضوع أمام الطالب بحكم السن، لكن طالب الابتدائية قد تمرر عليه مثل هذه السلوكيات والتهديد والوعيد وللأسف أنها من مرب ومرشد هما أولى باحتضانه ورعايته وليس إذلاله وإهانته، ولا نشك بأن هذا العمل وصمة عار على جبين من اقترفه، ونحن كتربويين لا نقر ذلك مطلقا بل أحزننا كثيرا هذا العمل المشين، لكن ما لفت نظر الكثير منا كمعلمين وإداريين ومرشدين أن الكثير من كتابنا الأفاضل في صحفنا المحلية أو بعض المنتديات والصحف الالكترونية أجحفوا كثيرا في حقنا كمربين بل وبحق جميع منسوبي الوزارة وأخذوا يكيلون التهم وكأنهم يصفون حسابات قديمة وتناسوا بأنهم من خريجي مدارس التعليم العام فهل كان كل معلميهم غير مؤهلين لحمل راية التربية والتعليم؟ ومن تورط بهذه القضية أو بقضايا أخرى فلا يعمم هذا السلوك على ما يقارب من خمسمائة ألف معلم ومعلمة، هذه قضايا فردية يجب أن يحاسب فاعلها وكلي ثقة في وزارة التربية أن تصدر قراراتها وأن تعلن للناس جميعا حتى يعرف من هو خارج الوسط التعليمي بهذه القرارات المتخذة وتكون رادعة لمن تسول له نفسه اقتراف مثل هذا السلوك بحق الناشئة وأتمنى من كل من كتب وتهجم على الوسط التربوي أن يدرك عظم الحمل الملقى على كاهلهم نحو تربية وتعليم أبنائنا وأن يكونوا عونا لهم على أداء رسالتهم، ومن الظلم والإجحاف أن ننتقدهم جميعا لقضايا فردية، فمنهم المخلص والمتفاني والحريص على طلابه بل وجعلهم بمكانة أبنائه يفرح لنجاحهم ويحزن لإصابة أحدهم بمكروه لا سمح الله، فالعدل والإنصاف عدم الحكم على الجميع من خلال عمل فردي لمن لم يؤد الأمانة التي اؤتمن عليها وأتساءل هل نحكم على جميع الأطباء وموظفي وزارة الصحة بالفشل وعدم الأمانة من خلال تصرف طبيب أو ممرض أساء لمريضة أو تحرش بها أو انتهكت عورتها في غرفة العمليات ينظر لها جميع الطاقم الطبي وطلاب الامتياز؟ أو على رجال الأمن البواسل من خلال تصرف أحد أفرادهم؟ أو على وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال موظف مختلس لم يراع الأمانة، ليحكم هؤلاء الكتاب العقل والمنطق. فرجال التربية أهل لهذه الرسالة ومن أخطأ منهم فليعاقب أشد العقوبة لكن يبقى الخطأ من مقترفه ولا يعمم على الجميع، فيكفيهم معاناتهم المستمرة مع طالب اليوم الذي قدره انفتاح العالم بمصراعيه أمامه ليلقى الضريبة ذلك المعلم المسكين. فمدير يضرب بمكتبه ومعلم يطلق عليه الرصاص.. لكن يبقى قلب المعلم متسعا لحب أبنائه الطلاب رغم المعاناة. فلنقف جميعا معه بدلا من إحباطه.
علي موسى آل طاير - بحر أبو سكينة
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...eno=2390&id=85