اليوم وأنا خارجاً من المسجد .. رأيت رجلا عجوزا
متكأ على عكاز الفقر يبكي ويتأوه بحرارة ..
فقد أوقفت قلمي قليلاً .. ليتأوه مع الفقراء ...
آه .. كم هي صعبة هذه الآه
بخروجها من القلب
تضعف القوى
يتلاشى الكبرياء
تتحطم القلوب
تبكي العيون
وكم تصعب وكم تبكي هذه الآه ..
عندما تخرج من قلب عجوزاً واقفاً على قارعة المسجد
يتأوه بحرارة .. يشكي المرارة
يطلبُ الناس من أموال الله
ويتأوه بحرارة .. يمدُ يدهُ للمارة
فيتكرم من يتكرم
ويبخلُ من يبخل
وما زال الكهلُ يطلب المارة
(( يالله من مال الله ))
يرددها بكلمات وآهات تخرج بحرارة
ومتكأً على عكاز الفقر
أرهقتهُ قسوة الزمن
وتصاعدُ دخان المحن
فأصبح يقتات ويأكل من خبز وفتات
وعند المساجد .. يتآوه بحرارة
أخبروني .. إذا كان الكهلًُ يتأوه أمامنا هكذا
فكيف يتأوه ويبكي في ..
وحدته
أمام أبناءه
وزوجته
كيف تقرُ عينه على الوسادة ؟
يا لحرارة التآوه
ويا لقسوة الفقر
أخشى عندما أرى الكهلُ يتأوه هكذا ..
أن يغمى عليّ
أن أبكي
أو أقفُ بجانبه وأتأوه معه
حمداً لله .. حمداً لله .. حمداً لله
على نعمهِ التي لا تحصى
وبالشُكر .. تدوم النعم
قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له )
تأوه ( ذو الــنــون )
[align=center][/align]
رد مع اقتباس
