[align=center]
السلام عليكم
[align=justify]أخي الكريم قارئ هذه الكلمات,,
لا تعجل في قرائتها دون رويةٍِ وتريُث...! فـ والله ماسطرتُ هذا إلا لأجلك أنت دون سواك ومن قلبٍ محبٍ لك فـ لتصبر على قرائتها, علَّكَ تجدُ في ثناياها مايزيدك واقعية ونظرة شمولية لما يدور في حياتنا الإجتماعية ...
ما أثار حفيظتي لهذا الطرح هو واقعنا المؤلم الذي " يسرُ " الأعداء ... ويموتُ كمداً منه الأوفياء..[/align]
أمور متداخلة ..
تيارات متناقضة ..
التعنُت في الآراء ..
هجوم على المنتقدين .. أليس هذا هو الواقِع أحبتي الغالين!!
[align=justify]وهاهو الأمرُ يزدادُ سوءاً يوماً بعدَ يومٍٍ بل أكثر تعقيد واضطراد إذ تطورت المسألة حتى أصبحت (حالة مستعِرة) (وقضية محمومة) ( تناقض وتباين)[/align]
..خيوط شائكة يصعُب حلُها ناهيكم عن وأدُها ..
وهاهي في طور العصيان والزيادة لاالنقصان!! بربِكم من المسؤول!!
[align=justify]من خلال متابعتي لـ بعض الطروحات الجارية على ساحة إعلامنا الموقر في فتراتٍ ليست متباعِدة- كما رأيتُم أنتم - وليس نقلاً عنَّا فقط ..بل أنتم ممن لامس الواقع على أرضِ الحقيقة.. فهي حالة " مدٍ وجزرٍ " كبيرة /آراء متباينة / مابين مطرقةٍ وزندان ...إما في أقصى اليمين " مع " , أو في أقصى اليسار " ضد "
][ مـدخـل ][
لكن أين التوسط ؟!هو الشيء المفقود من هذا الفكر المعقود .. إلا عندَ من رحِم الله ...
حينما يقوم فرد من لبنات هذا المجتمع ( صحفياً كان أو كاتِباً أديباً أو ممثِلاً ).. وغيرهم ممن تقلد زمام النقل الحي للواقع في مجتمعنا بقصد النقد والتطوير , ومحاولة تصحيحٍ لـ مسارِ أي "قضية "من الخطأ إلى الصواب... وليس من المفترض أن يكون كل كاتِب أو محلل أو مفكر صاحب مصداقية في مايذهب إليه من رأي لكن هناك اعتبارات لابد من الأخذ بها , منها
أحقية الفرد في النقد في مايمكن نقده بإطار نقي وأسلوب راقي ينتُج عنه تعديل سلوك خاطيء ,, وهذا مايسميه الآخرين بالديموقراطية ( بغض النظر عن توجه الكاتب في النقد )
عندما نرى كاتب يهمّ بإعدادِ طرحٍ يتحدث عن قضية على وجهِ النقدِ مدحاً كان أو قدحاً.. فالمفترض علينا فعله هو الشد من أزره ,, ومبادرته بوجهات النظر السليمة ( لا العقيمة) رغبةً منَّا في التغيير للأفضل.. ويغمرنا الشعور بالبهجة والسرور.. لأننا وصلنا سوياً إلى مرحلة " النقاش المفيد " وفتح قناة حوارية مؤطرة بأدبٍ ينتُج عنه ( الحل الأمثل) ,بعيداً عن النقاشات التى تمس الثوابت الشرعية التى لامجال للنقد فيها ناهيكم عن المطالبة بالتعديل..فقد سبقنا من هم أفضل منَّا بمراحل في مثل هذه المسائل...
هنا بداية الانطلاق .. نرى عصبةً من المجتمع - حاملة لواء المعارضة - تأبى الحوار أياً كان نوعه , ومهما كانت الفائدة المرجوة منه...منافحين ومكشرين عن أنيابهم وكأنهم يقولون للناقد (( إخرس )) فهذه القضية/ السلوك.. لاشأن لك به لأنه من خصوصيات أهل التقى والورع" والإقتراب منه ممنوع قطعياً,,,فالمنافح اعتراه حب (فلان) من الناس حبًا شديدا حمله ذلك على التعصب المقيت لهذا الشيخ أو تلك المجموعة أو ذاك السلوك المنصبَّ عليه النقد مع اختلاف دوافع هذا الحب علماً أن التعصب لشخص معين أمر باطل لامحالة خصوصاً إن جانَب "المُتَعَصَبُ له" عين الصواب...بل و لأن الحب يجب أن يكون لله وحده، وكما قال الغزالي (وهذه عادة ضعفاء العقول، يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق). لذلك ينبري ضعيف العقل يدافع بشراسة عن (فلان) بغض النظر عن صحة ما ينافح عنه!! (( وهذا مبدأه في النقاش لا تقرب فلان لأنه مقدس ومنزه ))
علماً أنهم في حالة الدفاع المستميت لايتورعون عن وصم ( الآخر) بأقذع الكلمات وأسوأها فهم يسوِّغون لأنفسِهم مالايسوغ لغيرهم من الناس...بل هناك السب والتسفيه واللعن للطرف الآخر، والحجَّة الواهية التي يلقيها في وجه الناقِد مــقولة: (لحوم العلماء والدعاة مسمومة) فهي كلمة حق أريد بها باطل، فلحوم العلماء والدعاة مسمومة من الطعن في العِرض والسب والشتم وماشابهه، لكن ليس لحومهم مسمومة من حيث النقدالبنَّاء والنصيحة الخالصة، لذا كان حتماً ولزاماً التفريق بين هذا وذاك..ولولا هذا لما وُجِدَ في كتب المسلمين (علم الجرح والتعديل)
السؤال الذي يتبادر لذهني هو:
لماذا كل هذا التقديس لصنفٍ من الناس محسوبين على الدين وهو من جرم فعلهم براء !! هل من ينتقد الخطأ رغبةً في التصحيح يُعَــدُ فعلُهُ جُرْمَاً لايُغتَفَر!!؟؟
بل يتم وصم الناقِد بالعلمنة لأنه فقط قال( بعضُ أهلِ اللحى مخطئين).!!!
! أيُعْقَـــل أن تصِلَ بنا العقول إلى " تقديس كلَّ ملتحٍ " غافلين أو متغافلين عن بعض الممارسات الخاطئة من قِبلِ من كان هذا زِيَّهُم!!وهم الفئة المحسوبة على الدين وكل من ينتسِب له صحَّ فكره أم لم يصِح!! ! .... عجبي عجبي عجبي,, ثمَّ واعجباه
** في الهند ولدى عبدة البقر (( للأسف )) طائفة تقدّس البقر, بل وتعتقد فيه اعتقادت لامجال لذكرها ناهيكم عن حصرها ولكن على سبيل المثال( يتبركون ببولها )أكرمكم الله !! ... ولاعجب فمن كان إلهه بقرة فما يتلوه سيكون أشد وأنكى...
وسبحان الله مجتمع يعبد البقرة لكنَّه يتقبل النقد والرأي الآخر في أمورهم الإجتماعية .. أمَّا بقرتهم فإياك وذكرها دون صلاةٍ وتسابيح تلحق ذاك الذكر...لها...لماذا؟ ( لأنك وصلت للقديسة المخصصة لهم)..وقد ينالُون منك مالا يمكنك تصوُرُه...[/align]
][ مشهد ][
[align=justify]في بداية مشوار " طاش " كان هناك نقد للـــ ممارسات الخاطئة سواء كانت اجتماعية / وِزارِية / أجهزة حكومية .. وفي تلك الحقبة الزمنية كنا نشد من أزرهم مؤيدين لهم , بل والكل يضحك معهم , وكانت الحلقات بمثابة البوابة والتى من خلالها سيتم تعديل سلوكيات متفشية في المجتمع بطريقة فكاهية محببة للنفوس وفي ذات الوقت مؤديَّة للغرض المرجو منها ..وباب النقد بات مفتوحاً بعد سنين عجاف من الغلق والصمت علماً بأن التلفاز وتوابعه سلاح يمكن تسخيره لخدمة هذا الإسلوب النقدي المستحدث , السريع الوصول للأفراد .. , ولا ننكر أن لـ"طاش" دوراً لايمكن تهميشه في تعديل بعض السلوكيات الخاطئة أياً كان نوعها , سواء كانت إدارية / إجتماعية / رياضية / وحتى السياسية منها .. بل !![[ رأينا
المقصودين بهذا الموضوع يضحكون ويشجعون ويصفقون ]] ..وليس شرط أن يكون كل المنتقدين يصفقون لكن القليل يكفينا فهو السبيل للوصول إلى الكثير.. ولمَّا عرَجَ القوم بانتقاداتهم لـ بعض الممارسات الخاطئة لـ " بعض الملتحين والمتسمين بسمات أهل الدين وهم ليسواكذلك "بدأت الحرب الشعواء ضد هذا المسلسل , واستجداء الفتاوي من المشائخ بعد العرض الغير صادق لما يندرج في ثنايا المواقف أو التهويل لما قيل لأجل كسب صوت الأفراد لمحاربة هذا المسلسل بكلِه (خيرِه وشرِه) وانطلقت صافرة الإنذار معلنةً الحرب الشعواء على (طاش) ..ولا أكذب لو قلت هناك خطب كاملة في صلاة الجمعة لاتتحدث إلا عن طاش!! فعينُ المشجعين سلفاً, هم المحاربِين بعداً...
رأينا في طاش انتقادات لـ " القضاة " والأمور التي انتقدوها في القضاة هي .. تأخر القضاة عن مواعيدهم في المحاكم , وغطرسة بعضهم .. ! وهذا أمر حقيقي وواقع ملموس محسوس والكل يشهد بذلك .. لكن أن يأتي هذا بصورة النقد " هنا " يبدأ الرفض التام.. لأنهم نقدوا (( ملتحٍ ))
في حلقاتهم ..حينما انتُقِدَ رجالُ الأمن .. وكذلك رجال المرور .. وجهل بعضهم بالأنظمة والتشدد في ذاك الجهل .. لم نرى اعتراضات من قبل المعارضين .. والسبب أن رجال الأمن ليسوا " ملتحين "
قبل أيام قليلة انتشر مقطع بلوتوث من "أهل طاش" ينتقد فيه بعض الممارسات الخاطئة " لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " أليس على رجال الهيئة أخطاء كثيرة ؟! .. ومنها التشديد على المواطنين , وكذلك بعضهم متعجرفين ينفذون "مبدأالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " لكن بطريقة أقرب ماتكون إلى الخطأ منها للصواب .. أليس هؤلاء بحاجة إلى نقد حتى يرون الخطأ فيصححونه؟؟! .. آسف آسف .. إنهم ملتحين لذا يجب أن يُبعد النقد عنهم ويُغض الطرفَ عن خطئهم!!! أليس كذلك ؟!
يقول الإمام مالك - رحمه الله -: كل منا يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار بيده إلى قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم- لا أقصد هنا أن النقد هذا فقط لـ "طاش" ولكن هناك الكثير من الكتاب الذين أبدوا وجهات نظرهم من أجل المصلحة العامة فلقيهم مالقي من سبقهم من أهل النقد , والحديث عن الشراسة هو بحرٌ لاساحل له في مثل هذا الموضوع...,, ولكن تبقى " تجربة طاش على الصفيح الساخن " هي الأبرز !![/align]
[align=justify]في نهاية حديثي ..
][ خـاتـمـة ][
يجب التفريق بين (النقد) و (التجريح)، وبين (النصيحة) و(الفضيحة)، وبين (الصدع بالحق) و(التحامل) فأنا لا أحبذ أن يكون لدينا تيارات فكرية تهدم المصلحة ولا تبنيها لأنها لن تفيدنا بشيء .. وكذلك لا أريد أحداً من الأخوة والأخوات أن يفسّر كلامي هذا بالمعنى " المغاير " بل أتمنى قراءة السطور بتمعّن قبل الرد والمناقشة . وأطالب مجتمعنا بأن يتقبل الآراء المخالفة مهما كانت - إلا ما يمس العقيدة - فهذه لها أهل الاختصاص ولا نتعدّ عليهم مطلقاً..وإنني من المؤيدين قلباً وقالباً لـ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكني في نفس الوقت أرفض رفضاً تاماً " كل سلوك أو ممارسة خاطئة " أياً كان مصدرُها...ومن يفعل الخير من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فنقول لهم( جزاكم الله عنَّا كلَّ خيرٍ)..فالمجتمع بحاجة للتنقية النقية ..بكل مصداقية..[/align]
وأخيراً :
والمرء يعجب من صغـيرة غيره**أي امرئ إلا وفيه مقال
لسـنا نـرى من ليس فيه غميزة**أي الرجال القائل الفعّال
[/align]