[align=center]المعدن: هو الشيء المستقر في الأرض، وكلنا يعلم بأن المعادن منها: النفيس، ومنها: الخسيس، وكذلك الناس معادن، فمن الناس من معدنه نفيس، ومن الناس من معدنه خسيس.
والنفاسة والخسة في معادن الناس، لا علاقة لها بالنسب والحسب، والقبيلة والدولة . وإنما نفاسة معادن الناس وخستهم، بحسب ما معهم من التقوى والدين، والإيمان والخوف من الله، والإلتزام بأحكام الإسلام، وبما اتصفوا به من محاسن الأخلاق، وكرائم الفضائل من العفة، والحلم، والمروءة، وغيرها من الصفات الحميدة،[ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ] رواه مسلم .
فالقضية ليست لأنك من البلد الفلاني، أو أنك تنسب إلى القبيلة الفلانية، وإنما القضية ما مدى قربك، وبعدك عن أوامر الله .
إن معرفة معادن الناس، أمر مهم، وليس هو من فضول المعرفة: بل إنه يتعين على الدعاة خاصة والمصلحين والمربين، معرفة هذه المعادن، وإلا فكيف يريدون أن يتعاملوا مع أناس يجهلونهم، وكيف تريد أن تربي وأن تصلح وأن تنتقل من مرحلة لأخرى، مع أناس تجهل معادنهم، فمعرفة أحوال الناس، وأصناف الرجال، وطبائعهم وأخلاقهم، من المعادن المطلوبة شرعاً لو كان القصد منها الإصلاح والدعوة،
ولا يمكن أن يخرج فرد من الأفراد عنها بحال، وهذه الفئات هي:
الفئة المصلحة الداعية إلى الخير .
الفئة المفسدة الداعية إلى الشر .
فئة الأتباع والمقلدة .
ولا يمكن لأي فرد منا إلا أن يكون واقفاً تحت مظلة من هذه المظلات الثلاث
أما الصنف الأول من الناس: فهم الفئة المصلحة، الداعية للخير، فهؤلاء هم أشراف المجتمع، وأحسنهم قولاً، وأثراً على الناس، وأنبلهم غاية وأسماهم هدفاً، وهؤلاء هم الذين عناهم الله.
الصنف الثاني من الناس : الفئة المفسدة الداعية إلى الشر، والصادة عن الخير، وهؤلاء هم سفلة المجتمع، وهم أراذل الناس، وهم أخس المعادن؛ لأنهم خانوا ربهم، وخانوا أمتهم، وظلموها، وعرضوا الناس للشقاء، والنكد في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.
إن الذي يكره انتشار الخير ويبغض أهله، وينشر الفساد، ويصد عن سبيل الله، إنما هو بين أمرين لا ثالث لهما:
إما أنه لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر . وما الحياة عنده إلا هذه الدنيا، فهو يسعى ليجمع ويظلم ويبطش . فهذا كافر مرتد قولاً واحداً . [/align]
[align=center]اختكم ..ارين[/align]