أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هؤلاء سفهاء
.
.
من الكلمات التى نسمعها عند الإساءة لديننا أو نبينا : لن ننزل إلى مستواهم ولن ننتقص من مكانتنا بالرد عليهم ، إنهم أقل وأحقر من أن نرد عليهم أو نعيرهم أدنى اهتمام ، وبعد هذه الكلمات وأمثالها يعلل قوله بقوله : لأنهم سفهاء

صدقونى حين أقول لكم : بعد سماعى لذلك عرفت معنى قول الحكيم : " عذر أقبح من ذنب "
بالطبع أنا لا أنكر أنى أستفد منه استفادة هائلة جدا ويكفى أنه أعلمنى أنهم سفهاء !!
وأنا لا أدرى بأى منطق يتحدث ، ولا بأى منهج يعظ ويخطب ، هل بمنهج القرآن والسنة ؟ أم بمنهج .... ؟؟!
لم نختلف معك كثيرا فى حكمك عليهم ولكن ما هى وظيفتك ؟؟ ما عملك ؟؟ أليست وظيفتك أن تبين سفاهة السفيه لغير السفيه حتى لا ينخدع الضعيف غير السفيه بأقوال السفيه ؟!
يا سيدى الفاضل : كررت كثيرا –وأكرر- أن هذا الكلام لو صدر من العامة الذين لا علم لهم ولا فقه ولا ثقافة دينية لالتمسنا لهم ألف عذر ، ولكن أن يخرج هذا الكلام من رجل يُنسب إلى العلم أو يَنسب نفسه للعلم فهذه هى المصيبة

سيدى الفاضل : قل لى بربك : ما رأيك فى رجل يقول يد الله مغلولة ؟ هل هو سفيه أم حكيم ؟
أنا على يقين تام أنك ستشاركنى الرأى حين أقول : أننا حين نصفه بالسفاهة نكون قد ظلمنا هذا اللفظ كثيرا
قل لى بربك : " من قال يد الله مغلولة " من الذى رد عليه ؟؟
أنا على يقين تام أنك تحفظ القرآن كاملا –هذا رأيي والله أعلم- وستقول الذى رد عليه هو الله فى سورة المائدة آية رقم 64 وستسمعنى الآية بصوتك وتقول لى : يقول الله تعالى : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "
ــ ما رأيك فيمن ينسب الولد لله ؟
أسفيه هو أم حكيم ؟ بالطبع لن يكون حكيما بأى حال من الأحوال
هل تدرى من الذى قال ذلك ؟
أعلم أنك تعلم وستقول : قالوا عزير ابن الله ، والنصارى قالوا المسيح ابن الله ، وذكر الله ذلك فى قوله : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ "
ــ قل لى بربك : ما رأيك فيمن يقول على النبي –صلى الله عليه وسلم- ( أذن ) هل هو سفيه أم حكيم ؟
ومن الذى حكى لنا قوله ؟
ومن الذى رد عليه ؟
أعلم أنك تعلم أنه سفيه ، وأن الذى حكى لنا قوله هو الله ، والذى رد عليه هو الله ، وذلك فى قوله : " وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
أحييك أولا على حفظك وأقول لك :
لماذا نزل القرآن ؟ نزل ليكون منهجا للجميع فى كل شئ ، وقبل أن يكون منهجا للجميع فهو منهج للدعاة إلى الله فى دعوتهم وتعاملهم وحركاتهم وسكناتهم ، فهل ستكون أنت أفضل من القرآن حين رد على هؤلاء السفهاء ؟؟ هل قال الله هؤلاء سفهاء ولن أرد عليهم لأن الرد عليهم فيه نزول إلى مستواهم الفكرى والعقدى وإلى آخر هذه الكلمات الصادرة عن القلوب العليلة والأفكار السقيمة ؟؟
أخى الداعية
لقد نزل القرآن ليكون منهجا لك وللبشرية كلها فسر على خطاه ، فالقرآن لنا متبوعا وليس تابعا ، وأنت تابع وليس متبوعا

إن القرآن الكريم لم يرد على السفهاء فقط ، بل حكى قولهم وبين طريقتهم فى التعامل مع المؤمنين ثم حكم عليهم بالسفاهة ، وأنا على يقين أننى قبل أن أذكر لك موضع هذا فى القرآن ستبادر قائلا : أنا أعلم أن ما تقول فى سورة البقرة آية رقم 13 وستمتعنى بقراءتها كما فى كل مرة وتقول : يقول الله تعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ "
لقد بين القرآن الكريم منهجهم فى التعامل والردود بعد أن دعاهم المؤمنون إلى الله ولم يتركونهم فى سفاهتهم ، ثم بين حقيقة أمرهم أنهم سفهاء ، ونرى فى هذه الآية أن الله ذكر لفظ " سفهاء " بصيغة مباشرة ، ومع ذلك لم يترك الرد عليهم كما يفعل البعض الآن ممن ظنوا أنفسهم فوق المنهج القرآنى وأحكم من أسلوبه
فهل بعد ذلك نقول : لن نرد عليهم لأنهم سفهاء والرد عليهم سينقص من قدرنا ؟!!