أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله نبدأ اخبار التعليم .
لهذا اليوم ..
الاربعاء 5/ 1
الجزيرة : الثلاثاء 05-01-1431هـ العدد : 13599
بعض المعلمات حولن المدارس إلى حفلات للحمل والخطوبة وما لذ وطاب
من الأكلات ما علاقة لغة الضاد بـ (الفطائر وورق العنب)؟!
علي بن زيد القرون حوطة بني تميم
في صفحة المجتمع من عدد جريدة الجزيرة رقم (13383) كان هناك خبر صغير وطريف عن مدرسة الهلالية الابتدائية للبنات التي أقامت ملتقى الضاد الذي يسلط الضوء على لغتنا العربية الجميلة حيث رافق الخبر صورتان: إحدى الصورتين لصينية فطائر وحقيقة تساءلت عن علاقة لغة الضاد بالأكل والفطائر على وجه الخصوص بل ما علاقة المدرسة بالطعام من الأساس ولكن لنأخذ المسألة بروح الطرافة والدعابة وليعذرني منسوبو تلك المدرسة الذين احترمهم وأقدرهم كثيرا حيث سأستغل تلك الصورة في كتابة مقال نقدي ساخر عن المعلمات والطالبات وحياتهن داخل أسوار مدارسهن وإن كنت أخشى غضب النساء الذي يمكن أن يتحول لبراكين تقذف الصخور على رأسي، ولكن نسأل الله اللطف والسلامة والعافية. وأبدأ مقالي بقصة طريفة رواها لي أحدهم، يقول طلبت مني أختي المعلمة الذهاب إلى مكتبة قرطاسيات لأخذ شيء وضعته زميلتها عند العامل فيها وأوصتني بالاستعجال والحذر عند حملي الكيس فظننت أن به قطعة زجاجية تحتاجها ولا تقبل التأخير ولكن عندما وضعت الكيس في سيارتي استغربت حيث شممت رائحة أكل لذيذة كما أنه لم يكن في طريقي مطاعم وعندما وصلت للمنزل فتحت أختي الكيس وقدمت لي حبة ورق عنب فنظرت إليها والابتسامة تملأ وجهي تعجبا وغضباً، ثم سألتها هل أرسلتني المكتبة من أجل ورق العنب هذا؟ فقالت نعم، فسألتها ولماذا لم تأخذيه منها في المدرسة، فقالت بابتسامة: زميلتي لم تنته منه إلا قبل قليل فاتصلت علي من أجل أن أجربه، فقلت لها: ولماذا لم تحضره هي إلى المنزل ما دامت تتمتع بكل هذا الكرم الحاتمي؟ فقالت لا أحد من أقاربها يعرف منزلنا كما أنها كانت ستذهب إلى المكتبة للشراء منها. هذا الموقف اخترته ليكون مدخلاً لملاحظة شاهدتها عن قرب تتعلق بما يحصل في مدارس البنات من قبل بعض المعلمات اللاتي حولن المدارس إلى أماكن للاحتفالات والأكل، فمرة احتفال بمناسبة حمل ابنة فلانة، ومرة بمناسبة ولادتها، ومرة بمناسبة خطبة أبلة حصة، وحفلة بمناسبة زواجها، ولم يبق إلا حفلة بمناسبة طلاقها وخلاصها من زوجها ونكده، وهذه الاحتفالات لا تحلو إلا بمائدة عامرة من الأطعمة والأشربة، يقول أحدهم لي: كنت في جولة صيانة لإحدى مدارس البنات فدهشت عندما وجدت في غرفة المعلمات كراتين تونة وفول مدمس وصلصة وكراتين جبن وعدداً من أطباق البيض وكيس بصل وثوم ومجموعة من سفر الاكل (سماطات) فظننت أنني لست في مدرسة إنما في مطعم وجبات شعبية؛ حيث من الواضح أن المعلمات يطبخن وينفخن في مطبخ المدرسة وكأنه مطبخهن الخاص، بل ويقول رأيت كذلك في الإفريزر الخاص بالمدرسة أطعمة مثلجة كالبامية والكوسة والملوخية ولحم مفروم بل ورأيت مغلفات كبدة دجاج وقوانص، كما رأيت فرنا كهربائيا من النوع الجيد لكي يغنيهن عن تعبئة اسطوانات الغاز الثقيلة التي يصعب حملها والمكلفة مادياً عند تعبئتها والدولة هي من يتحمل فواتير الكهرباء ويقول رأيت أيضاً علب زعفران وكيسة قهوة محموسة وهيلاً وأكثر من علبة حليب بودرة وكرتون بسكويت شاي، يقول: وما أضحكني أكثر أنني وجدت علبة خميرة فورية، فاستغربت من وجودها في مدرسة إلا إذا كانت المعلمات يصنعن الفطائر والكيك والحلويات والمحمرات. وقد يعتقد البعض أنني أبالغ كثيراً فيما كتبت ولكن من يقترب أكثر من عالم مدارس البنات سيكتشف أنني لم أبتعد كثيراً عن الحقيقة، وللتدليل لا أكثر أذكر أنني قرأت في إحدى الصحف قبل سنوات عن مشاجرة نشبت بين معلمات في غرفة الجلوس بسبب أنهن كن يتناولن فطورهن فالتهمت إحداهن ممن تتمتع بشهية مفتوحة على الدوام نصيب أخرى ذات وزن خفيف حيث ظنت أنها ستخجل وستسكت عن ذلك ولكن لم يدر بخلدها أن تلك المعلمة النحيلة ستتحول إلى لبؤة جريحة ستهجم عليها وتشدها من شعرها وقد يكون السبب أنها تعرضت لمثل هذا التصرف من هذه المعلمة قبل ذلك فانتقمت منها شر انتقام. وقد ذكرت الصحيفة بسخرية أن المعلمات غضبن خاصة عندما انسكب على الأرض إبريق الحليب الخاص بهن بسبب المشاجرة. كما قرأت موقفا ذكرته معلمة عن الوكيلة في مدرستها التي لم تكن تدفع معهن شيئاً من المال وكانت تأكل أكثر منهن مما يجلبنه معهن من منازلهن أو يصنعنه داخل المدرسة وكانت تفعل ذلك دون استئذان، فطلبن منها بعدما مللن من تصرفها أن تشاركهن وأن تدفع مثل ما يدفعن فغضبت وحرضت المديرة التي منعت الفطور الجماعي أو الفردي داخل المدرسة ومنعتهن من إحضار شيء من منازلهن فحدثت مشكلات وخلافات بسبب هذا الموقف. والفطور الجماعي حقيقة لا بد من الاعتراف بها في معظم الدوائر الحكومية رجالا ونساء ولكن في المدارس هناك وقت مخصص للفسحة وهو ما جعل لفطور المدرسات صيتاً وشهرة فالمعلمات لا يحضرن للمدرسة أكلات خفيفة بل أكلات دسمة حتى أن حارس المدرسة والمستخدمة قد يشتكين من ثقل حافظات الطعام وكثرتها التي يحملنها إلى غرفة المعلمات، وبصراحة أستغرب كيف تتقبل نفس بشرية أكل ورق العنب أو الكبة أو حتى السمبوسة في الفترة الصباحية حيث هي أكلات دسمة وتحتاج إلى معدة من نوع خاص، بل أخبرني حارس مدرسة بسخرية وأظنه يمزح أن معلمات طلبن منه إحضار فطورهن كبسة رز بخاري مع الدجاج وقد يكون هذا نتاج حالة وحم تعاني منها إحدى المعلمات وهذه مشكلة جديدة يعاني منها حراس مدارس البنات إذا كانوا من النوع الطيب القلب حيث تستغله بعض المعلمات في تلبية طلباتهن التي لا تنتهي، فمرة خبز تميس ساخن، ومرة فول ومرة كبدة حاشي... أما المشكلة الكبرى فهي إذا نسين إحضار الشطة حيث لا طعم للأكل دونها. وليس الحارس الشخص الوحيد الذي يذهب ضحية لشره بعض المعلمات، بل حتى المعلمة التي تجيد إعداد الوجبات الشعبية حيث عندما يقترب فصل الشتاء الذي تتغير فيه وجبات الفطور كلياً تبعاً للأجواء الباردة يغدقن عليها المديح والثناء حتى تصدق فيصبح يومها مخصصا للطبخ لهن، فيوم تأتي بحنيني، واليوم الآخر محلى وعصيدة، ويوم مراقيش ومراصيع، والمشكلة أن بعض المعلمات لا يجدن طبخ هذه الأصناف ولكن لكي تحصل على إطرائهن تتعب والدتها أو قريبتها كل يوم، وبصراحة أتخيل حال معلمة أكلت فولاً وتميساً وغيرها من الأطعمة الثقيلة على المعدة كيف تستطيع أن تشرح الدرس للطالبات؟! بل كيف تستطيع الوقوف على قدميها خمساً وأربعين دقيقة هي زمن الحصة، ولكن قد تكون المناعة قد تكونت لدى بعض المعلمات من كثرة ما يتناولن من هذه الأصناف.
ومن باب الطرفة أذكر أنني قرأت أن زوج إحدى المعلمات طلب منها محتجاً واحداً من اثنين، إما ألا تجهز له غداءً أبداً أو عليها أن تؤخر الغداء لبعد صلاة العصر بعد أن رأى أنها لا تشاركه الأكل بسبب ما تأكله من أكلات دسمة في المدرسة ولكن ماذا سيفعل زوجها المسكين وقت الاختبارات هل سيتناول الغداء بعد صلاة العشاء حتى تهضم زوجته ما أكلته وهي تصحح أوراق إجابات الطالبات؟. ومما يستحق التأمل أن بعض المعلمات تكون سمينة جداً ووزنها يفضحها وشحومها تكاد تخرج من ملابسها التي تغير مقاسها على الدوام بسبب الزيادة السريعة لوزنها حتى أن معظم راتبها يذهب على ملابسها ولكن نراها تتجاوب مع المعلمات الأخريات فتأكل معهن بشراهة وكأنها تعاني من نقص في وزنها وعندما يعاتبها أحدهم على كثرة أكلها تتظاهر بأنها ليست سمينة حتى أن وزنها لا يتجاوز الخمسة والستين كيلو غراماً ولكن مشكلتها أن عظمها سميك كما أن وزنها يزداد دون مبالغة أربعة كيلو غرامات لو أكلت قطعة صغيرة من الشكولاته. أما ما يستحق الاستغراب فهو أن بعض المعلمات تكون ممن يتمتع بالرشاقة وقوة الإرادة أمام لذة الأكل وإغرائه ولكن بعد أن جربت الأكل في المدرسة بعد إلحاح زميلاتها صارت تتمتع بشراهة تحسد عليها وصارت لا تخجل من امتلاء فمها بالطعام فذهبت الرشاقة وذهبت الإرادة في خبر كان، وعندما تسألها إحداهن تشتكي من مللها من فطور المدرسة ومللها من الأكل ولكنها مجبرة على الأكل حتى لا تغضب المعلمات منها ويتهمنها بالبخل مع أن الحقيقة غير ذلك فهي تريد أن تحلل ما تدفعه من مالها بداية كل شهر حتى وإن ترتب على ذلك زيادة وزنها. والملاحظ أن المعلمات لا يكتفين بتوزيع وتقسيم الحصص والمواد بينهن بل ويقسمن ويضعن جدولاً لإحضار الفطور سواء من المنزل أو المطاعم، وكذلك يضعن جدولاً للقهوة والشاي والحلويات، وجدولاً للطبخ، عدا المديرة التي مهمتها الأكل فقط. ومما قرأته أن المعلمات قررن الالتزام بحمية لمدة فصل دراسي من باب التجربة بسبب زيادة وزنهن فامتنعن عن تناول فطور المدرسة الدسم، وصارت الواحدة تفطر على أجبان ولبنة قليلة الدسم وخبز نخالة وتوست صحي وخبز بر وامتنعن عن القهوة والتمر في المدرسة لأنه يصاحب شربها قائمة طويلة من الحلويات والشكولاتة وبالفعل استطعن أن يخسرن عدداً لا بأس به من أوزانهن ولكن عندما أردن أن يكافئن أنفسهن مع نهاية الفصل الدراسي على ما قمن به من مجهود أحضرن لهن صحن مفطح. ومما قرأته كذلك أن مجموعة من المعلمات ممن يعشقن البيتزا قاطعن المطاعم عن بكرة أبيها مع أنها كانت بالنسبة لهن شيئاً أساسياً وضرورياً في فطور المدرسة بعد أن طلبن وجبة بيتزا من مطعم مشهور وبعد أن قاربن من نهاية أكلها وجدن صرصوراً ميتاً في إحدى القطع من البيتزا.
وإذا كانت العديد من المعلمات يتمتعن بفطور دسم وشهي داخل أسوار مدارسهن فإن هناك معلمات مسكينات وهن المعلمات المعينات بعيداً عن قراهن ومدنهن ويقطعن المسافات الطويلة جيئة وذهاباً إلى مدارسهن هؤلاء المعلمات يفطرن وقد يتناولن وجبة الغداء كذلك داخل سيارات الفانات وطعامهن في العادة بسيط فهو لا يسمن ولا يغني من جوع ولكنه يسد رمقهن حيث لا تستطيع الواحدة أن تأخذ راحتها في الأكل أمام سائق أجنبي عنها قد يراها وهي تأكل وقد يتأذى من رائحة الطعام وهؤلاء المعلمات لا يمثلهن في المعاناة سوى بعض معلمات المدارس الأهلية، حيث لا فطور جماعي في الغالب كما أن مالك المدرسة سيحرص على التضييق عليهن لو فكَّرن بطلب فطورهن من خارج المدرسة حتى يشترين من مقصف مدرسته لكي يحقق المزيد من الأرباح ولكي يسترد شيئاً من الراتب الذي دفعه لهن. وحقيقة فأنا لست ضد تناول المعلمات فطورهن داخل أسوار المدرسة ولكن أعتقد أنه ليس مقبولاً أن تتحول المدرسة أو حتى الدوائر الحكومية الرجالية والنسائية لمكان يمارس فيه ال**ل حيث لا يمكن لمن يتناول وجبة دسمة أن يكون نشيطاً فيشرح للطلبة ويدرسهم ويعلمهم ويدربهم ويفهمهم الدروس كما أنه مما يتنافى مع الذوق العام أن تتصاعد روائح الطبخ والأطعمة من غرفة المعلمات فيشمها الزائر وكذلك الطالبات، وللأسف أن بعض المعلمات جعلن المدرسة مكاناً للفطور والأكل وتناقل خلطات تبييض البشرة وإزالة الشحوم من الأماكن البارزة من الجسم، ومكاناً لوصفات تنعيم اليدين والرجلين وتنعيم الشعر وإطالته، ورأيي المتواضع أنه إن كان ولا بد من الفطور الجماعي فلماذا لا يكون مشتركاً بين المعلمات وطالباتهن وكذلك بين المعلمين وطلبتهم على أن لا يتجاوز الفطور التمر والحليب ومشتقاته كاللبن وال**ادي.
بعض المعلمات حولن المدارس إلى حفلات للحمل والخطوبة وما لذ وطاب من الأكلات