طـريـقـان لا ثـالـث لـهـمـا !!

[align=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عجباً من أولئكـ الذين عند إجتماعهم كالذئاب تنهش في الأجساد ( قال وقالت )

ساخرين ، مستهزئين

كأن غيرهم يوجد فيه عيوب وهم يتصفون بالكمال ..

فبمجرد سماعهم عن أُناس قالوا فيهم بضع كلمات أقاموا الدنيا وأقعدوها ..

نسوا أو تناسوا أن من يدين يدان

عجباً .. مما تسخرون ؟

أمن خُلق أو خلق ؟!

فإن كان ما يقصدون الخُلق .. ففي أخلاقهم فلينظرون

وعند ذلكـ يحكمون ..

فإن أدعوا بسخرهم أنهم مصلحون ..

فليست الأخلاق عن عيب في أخيكـ تبحث ..

وأنما العلاج تطهير القلوب من حقد وحسد ونميمة ..

لقد حذر المختار عليه الصلاة والسلام من النميمة قائلاً : ( لا يدخل الجنة نمام )

وقيل لسانكـ حصانكـ إن صنته صانكـ وإن هنته هانكـ ..

عضو صغير فعله خطير .

وإن كان ما يقصدون بالخلق فخلق الرحمن لا يُعاب ..

فليس الجمال جمال المظهر ..

إنما الجمال جمال الروح والطبائع ، وإن أجتمعن فلا ضير ..

وإن لم يكن فاالكمال للخالق عز وجل ..

فلننظر في أي طريق نسير ..؟!

طريق من سلطوا ألسنتهم على أعراض الناس ؟

أم من ترفعوا بشيمهم وأخلاقهم وأنشغلوا بذكر الله لأنه الدواء لأمراض القلوب.

( كتبته / جواهر عبد الله )

================



الأسباب الدافعة إلى الغيبة :

1 ـ الغيبة تشفي الغيظ ، حيث يجري من إنسان في حق آخر سبب يوجب غيظه

فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه .

2 ـ موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء

فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض ، رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم ، أو قطع كلامهم

استثقلوه ونفروا عنه ، فيساعدهم ويجاريهم ويرى ذلكـ من حسن الصحبة .

3 ـ إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره

فيقول فلان جاهل ، وفهمه ركيكـ ، ونحو ذلكـ

غرضه أن يثبت في ضمن ذلكـ فضل نفسه ، ويريهم أنه أعلم منه .

وكذلكـ الحسد في ثناء على شخص ، وحبهم له ، وإكرامهم إياه ، فيقدح فيه ليقصد زوال ذلكـ

4 ـ اللعب والهزل ، فيذكر غيره بما يضحكـ الناس به على سبيل المُحاكاة .

كيف يمكن لكـ أخي المسلم علاج هذه الأسباب الأربعة ؟

ــ أما أن الغيبة تشفي النفس ، وتذهب بغيظها

فإن تذكركـ أنكـ بغيبتكـ ممن اغتظت منه أنكـ تعطيه حسناتكـ ، أو تأخذ من سيئاته

تذكركـ هذا يجعلكـ تتوقف عن غيبته ، لأنه من غير الشافي للصدور ، والمذهب للغيظ

إعطائي من أغاظني مما أملكه ، أو تحملي ديوناً من ديونه !

ــ أما موافقة الأقران ، ومجاملة الرفقاء ، فيساعدني عليهما :

تصوري لهم بأنهم الوسطاء الذين جاءوا ليأخذوا من حسناتي ليعطوها من اغتبته ..

أفأعطيهم ؟

لا .. لن أمكنهم من ذلكـ .. ولن أتحدث بشيء ، حتى لو اضطرني هذا إلى الإنسحاب من المجلس كله .

ــ أما رفع الشخص نفسه بتنقيص غيره فيمكن الانتصار عليه بتذكر أصل الإنسان ومآله

وأن من يسمعني لن يقنع بهذه المحاولة ، وسيدركـ أنني أفعل ذلكـ تعويضاً عن نقص فيني أنا .

ــ ويبقى اللعب والهزل وإضحاكـ الآخرين

وفي حديثه صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي تحذير من هذا الإضحاكـ

يقول عليه الصلاة والسلام : ( ويل للذي يحدث بالحديث ليضحكـ منه القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له )

وقال ابن المباركـ رحمه الله تعالى : ( إذا حاكى إنسان إنساناً بأن يمشي متعارجاً أو متطاطئاً

أو غير ذلكـ من الهيئات ، يريد تنقيصه بذلكـ فهو حرام )

وعن أبي هريرة ري الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحكـ منها جلساءه ، يهوي بها أبعد من الثريا ) . متفق عليه .


[/align]

[align=center]
قبل أن ينفد الرصيد

فوجيء سامر ، حين كشف على حسابه في المصرف الذي يتعامل معه

أن هناكـ خمسين ديناراً خصمت عليه ، دون أن يذكر عنها شيئاً

صار يسأل نفسه : أتراه خطأ من المصرف ؟

أم أنني سحبت المبلغ ونسيت ؟

أم أن أحداً استخدم بطاقتي الآلية بعد أن كشف رقمها السري ؟!

لم يجد سامر إجابة شافية

ولم يرى إلا التوجه إلى موظف الحسابات المسؤول

وينقل إليه شكواه من خصم الخمسين ديناراً التي لم يسحبها من حسابه

ضرب الموظف المسؤول على جهاز الكمبيوتر رقم حساب سامر

وظهرت على الشاشة جميع العمليات التي تمت على حسابه خلال الشهر الأخير

وبعد تأمل قصير التفت إلى سامر وقال له :

لقد خُصمت الخمسون ديناراً من حسابكـ في التاسع من الشهر الحالي

وحولت إلى حساب يعود لشخص يدعى عبد الرحمن .

بدت أمارات الدهشة واضحة على وجه سامر وهو يقول :

أعرف عبد الرحمن .. لكني لم أحول إلى حسابه شيئاً !

رد الموظف المسؤول : لعلكـ حررت له شيكاً بالمبلغ ؟

نفى سامر هذا تماماً وقال : لا .. لا .. لم أحرر له أي شيكـ .

قال الموظف : تفضل بمراجعة مدير القاعة المصرفية

وسيساعدكـ في كشف سبب هذا التحويل من حسابكـ إلى حساب عبد الرحمن .

استقبل مدير القاعة المصرفية سامراً بحفاوة ودعاه إلى الجلوس

وبادر سامر يشرح له اكتشافه خصم خمسين ديناراً من حسابه إلى حساب شخص يدعى عبد الرحمن

على الرغم من أنه لم يقم بهذا التحويل ، ولا علم له به .

هون مدير القاعة على سامر وقال له : لا تقلق .. سأعرف لكـ سر هذا التحويل في الحال .

أملى سامر رقم حسابه على المدير الذي قام بضربه على جهاز كمبيوتر خاص عنده

ثم التفت مبتسماً إلى سامر وهو يقول له : أتعرف عبد الرحمن ؟

رد سامر : أعرفه .. لكني لم أحول له شيئاً .

قال المدير : أنت لم تحول إليه .. لكننا نحن حولنا إليه خمسين ديناراً من حسابكـ

قال سامر معترضاً : بأي حق ؟

أجاب المدير : لطفاً .. هل تذكر يوم الخميس الثامن من الشهر الحالي ؟

لقد كنت في ديوانية مع بعض صحبكـ

وورد خلال أحاديثكم ذكر عبد الرحمن

فعرضت به ، وانتقصت منه ، واغتبته بخمس كلمات

فخصمنا من حسابكـ عشرة دنانير عن كل كلمة ، وأودعناها في حساب عبد الرحمن .

احمر وجه سامر خجلاً واضطرب في جلسته .

واصل المدير حديثه فقال :

إنه نظام جديد أمرت به الحكومة ، وبدأنا تنفيذه من بداية الشهر الحالي .

في اليوم نفسه ، وفي الديوانية نفسها ، كان سامر يلوذ بالصمت

يفكر في كل كلمة قبل أن ينطق بها

وحين كان الجالسون يذكرون أحداً بسوء كان سامر يحاول تغيير مجرى الحديث

ليخوضوا في حديثٍ غيره .

أصر عليه أحدهم بأن يحدثهم عن فلان الذي أساء إليه

فوقف سامر مغضباً وهو يقول : أتريدون ألا يبقى من راتبي شيء ..

وأعيش مفلساً طوال الشهر المقبل ؟!!

وخرج لا يلوي على شيء

أردت بهذه القصة الرمزية أن أعين القراء على تصور الخسارة الكبيرة في رصيدهم من الحسنات

كلما اغتابوا صديقاً ، أو قريباً ، أو زميلاً

ولا شكـ في أن خسارة الحسنات أهم من خسارة الدنانير والريالات والدراهم .

حتى الذين لا يتصورون خطورة خسارة الحسنات

فإنه يمكن ضرب المثال التالي الذي يبين أن المغتاب يخسر مالاً :

امرأة تصدقت بمبلغ من المال فكسبت من صدقتها هذه خمسين حسنة

ثم اغتابت جارتها بكلمات ، فأخذت منها هذه الجارة يوم القيامة من حسناتها خمسين حسنة

مقابل ما اغتابتها به

فكأن الجارة أخذت منها هذا المبلغ الذي تصدقت به

لأنها كسبت الأجر الذي كانت قد كسبته من تصدقها بذاكـ المال .

ولعل ما قاله ابن المباركـ رحمه الله تعالى يؤكد هذا الفهم :

لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي .

وقيل للحسن البصري رضي الله عنه :

إن فلاناً اغتابكـ ، فأهدى إليه طبقاً من رطب

فأتاه الرجل وقال له : اغتبتكـ فأهديت إلي !

فقال الحسن : أهديت إلي حسناتكـ فأردت أن أكافئكـ .

وقال : ( إياكم والغيبة ، والي نفسي بيده ، لهي أسرع في الحسنات ، من النار في الحطب ) .[/align]

[align=center]
إسلوب الإشغال

كان الفتى الكبير يلاحق طفلاً صغيراً يريد ضربه

والطفل الصغير يهرب من بين يديه يلتمس النجاة في مكان آمن .

أخيراً نجح الطفل في الوصول إلى العمارة التي يقع فيها بيته ، فدخل فيها مسرعاً

لكن الفتى الكبير لمحه ، فأسرع وراءه بخطواته الكبيرة والسريعة

وما إن وصل إلى باب العمارة حتى تصدى له الحارس وسأله : من أنت ؟

أجابه : أنا فلان .

سأله ثانية : من تريد ؟

أجابه : أريد أن ألحق بطفل دخل الآن .

سأله الحارس : ماذا تريد منه ؟

قال الفتى : أريد أن أضربه .

سأله الحارس : لماذا تريد أن تضربه ؟

رد الفتى : لقد أثار غضبي .

سأله : بم أثار غضبكـ ؟

قال : كان ينظر إلي !

قال الحارس : تضربه لمجرد أنه كان ينظر إليكـ ؟

قال الفتى : لم تعجبني طريقة نظره إلي .

قال الحارس : وتريد أن تضربه من أجل ذلكـ ؟

قال : نعم .

قال الحارس : حسناً .. إذهب إليه واضربه ، ولكنكـ لن تستطيع ذلكـ .. لأنه أصبح الآن داخل بيته .

صاح الفتى : لقد تعمدت إشغالي حتى صار في بيته .

هذا الإشغال إسلوب من الأساليب التي يمكن أن تساعدكـ في الحيلولة دون وصول الكلمة من الذهن إلى اللسان .

فحين يثور خاطر الكلمة في ذهنكـ ، أشغله بالأسئلة التالية :

ــ هل هذه الكلمة ضرورية إلى هذا الحد ؟

ــ لو لم أقلها هل ينقصني شيء ؟

ــ ألا يمكن أن لا تعجب أحداً ؟

ــ حتى لو أعجبت أحد الجالسين ألا يمكن أن يخالط هذا الإعجاب حسد منه لي ؟

ويكون في قولها رياء منهي عنه ؟

ــ هل هذه الكلمة معبرة أم كلمة أخرى ؟

ــ لو انتظرت قليلاً فلربما جد كلمة أنسب منها .. ثم لماذا أنطق بها ؟

وهكذا ..تتابع الأسئلة التي تشغل ذهنكـ عن إرسال الكلمة إلى اللسان

فتظل قابعة في الخاطر ، محتمية فيه

فتنجو مما يمكن أن تجره عليكـ من حسد وكراهية وشقاق في الدنيا

وذنوب تحاسب عليها في الآخرة .

جرب الإشغال ، ومارسه ..

فهو من الوسائل التي تساعدكـ مع الزمن على تنمية ملكة الصمت لديكـ .[/align]

هذا الطريق الوعر

إذا كان هناكـ طريق محفوف بالمخاطر ، إذا سلكته ومشيت فيه لم تسلم من أشواكه

ومن الزجاجات المكسورة فيه ، ومن الحفر التي تنتشر في كل جنباته ونواحيه

طريق كثرت فيه الحيوانات الضالة ، من كلاب شرسة ، وذئاب مفترسة ، وقطاع طرق ومجرمين .

أكنت تسير في هذا الطريق ؟

أكنت تسمح لأحد ممن تحب وتخاف عليه أن يسلكه ويمشي فيه ؟

أم كنت تمنعه وتحذره !

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟

قال : ( أمسكـ عليكـ لسانكـ ، وليسعكـ بيتكـ ، وأبكـ على خطيئتكـ ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .

هكذا اللسان .. طريق محفوف بالمخاطر ، من يمشي فيه يكون في غاية الحذر

يرفع رجله عن هذه الزجاجة المكسورة

ويبتعد عن تلكـ الحفرة العميقة

ويتجنب كلباً شرساً ويتحاشى إثارته .

حاولوا حين تضطرون إلى الكلام أن تتصوروا أنفسكم تمشون في طريق وعر

فلا تخطو خطوة إلا وأنت تنظر أين تضع قدمكـ ؟

تصور الكلمة خطوة .. أين ستنزل ؟ .. وماذا سينتج عنها ؟

من تصيب ؟ .. هل تأتي بخير ؟ .. لو لم أتفوه بها هل أخسر شيئاً ؟

جاء في الأثر : ( ينبغي للرجل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه )

حين تكون في مجلس .. جميع من فيه يخوض في أعراض الناس ، أو يسخر من بعضهم أو يفتري على غيرهم

قل لنفسكـ : إني أمشي في طريق خطرة ، علي أن أكون حذر .

قال المهلب لبنيه : ( اتقوا زلة اللسان ، فإن الرجل تزل قدمه فينتعش ، ويزل لسانه فيهلكـ )

[align=center]

جهاز تسجيل دائم

كان منطلقاً في كلامه ، يتحدث عن فلان وعيوبه التي يراها هو فيه

ويسخر من شكله الذي يشبه كذا وكذا ، وينقل جانباً من أساليبه التي يصفها بأنها معوجة ..

بينما هو كذلكـ إذ لكزه من كان بجانبه وهو يهمس في أذنه :

أنظر إلى ذاكـ .. إنه ممسكـ بجهاز تسجيل .. كل ما قلته من كلام مسجل عليه .

توقف صاحبنا عن الكلام ، وقام من فوره إلى صاحب المسجل يطالبه بتسليمه الشريط

أو العمل على مسحه أمامه .

كل منا يتوقف عن الكلام ، ويمسكـ عن الحديث ، حين يعلم أن هناكـ جهازاً يسجل عليه كل كلمة يتفوه بها

وينطقها لسانه ، وتتحركـ بها شفتاه .

لماذا إذاً لا ننمسكـ عن الكلام ؟ .. أو نراقبه على الأقل

ونحن نعلم أن هناكـ ملكين يسجلان كل كلمة تنطق بها !!

" ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد " ( ق : 18 )

قال مجاهد : وكل الله بالإنسان ، مع علمه بأحواله ، ملكين بالليل ، وملكين بالنهار يحفظان عمله

ويكتبان أثره ، إلزاماً للحجة

أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات ، والآخر عن شماله يكتب السيئات

فذلكـ قوله :

" إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد " ( ق : 17 )

وروي من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إن مقعد ملكيكـ على ثنيتكـ : لسانكـ قلمهما ، وريقكـ مدادهما ، وأنت تجري فيما لا يعنيكـ

فلا تستحي من الله .. ولا منهما )

قال القرطبي : المراد بالقعيد هاهنا : الملازم الثابت ، لا ضد القائم

أي أن الملكـ ملازم لكـ ، لا ينفكـ عنكـ ، يسجل عليكـ كل كلمة يلفظها فمكـ

والآن كيف تستفيدون من هذا في إجراء رقابة دائمة على لسانكـ ؟

إن معرفتكـ بأن جهازاً يسجل كل كلمة تصدر عنكـ تجعلكـ ممسكـ عن الكلام

أفلا تجعلكـ معرفتكـ أن ملكين يسجلان عليكـ كل كلمة أكثر إمساكاً ورقابة وصمتاً ؟!

إذا ما اندفعت الكلمة إلى لسانكـ لتخرج من فمكـ .. أطبق عليها شفتيكـ

وأنت تستحضر في ذهنكـ الملكـ مستعداً ليسجل عليكـ تلكـ الكلمة .

خاطب نفسكـ دائماً ، تسجيل الملكـ أخطر من تسجيل أي إنسان آخر

فلماذا أتقي جهاز تسجيل الإنسان .. ولا أتقي تسجيل الملكـ ؟

إن عملية الاستحضار هذه أوتكرارها يكسبكـ مع الزمن ملكة الصمت

إلا عن الكلمات الطيبة ، الصالحة ، التي يرضى الله عنها .

تذكر أنه يمكنكـ مسح شريط التسجيل ، أو إخفاؤه ، أو إتلافه ..

أو الاعتماد على احتمال أن لا تسمعه من تكلمت عليه

لكنه لا يمكن مسح ما يكتبه الملكـ ، ولا إخفاؤه ، ولا إتلافه ، ولا الاعتماد على ألا يعلم به الله

لأنه سبحانه يعلم كل شيء .. ولا يغيب عنه مثقال ذرة .[/align]

[align=center]




غمسة في قدر يغلي فيه الماء

لو أن أحداً منا ممسكاً بشعر رأسكـ من الخلف ، وكلما نطقت بكلمة لا يرضى الله عنها

دفع برأسكـ بقوة في قدر فيه ماء يغلي فتسلخ لحم وجهكـ من هذه الغمسة

أكنت تكرر نطق كلمة أخرى تغضبه سبحانه ؟!!

هذه الغمسة الواحدة ستلجم لسانكـ إلى الأبد

ولن تنطق بحرف إلا بعد أن تحسب له ألف حساب

وتراجعه ألف مراجعة ، وتقلبه على مائة وجه

هذا ما سيحدث ، بل أشد منه ، ولكن ليس الآن ، بل يوم القيامة

اليوم الذي يحصد فيه جميع ما نطقت به من كلمات في الدنيا ، ليكب بوجهكـ على النار

أليس هذا ما نفهمه من حديثه صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :

( هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟ ) رواه الترمذي

إذاً كل كلمة تغضب الله تعالى ، حصادها أن يكب صاحبها على وجهه في النار !

لنستحضر حين نشتهي كلمة الغيبة ، أو أي كلمة ليست من رضا الله

يداً ممسكة بشعور رؤوسنا من خلفنا ، تدفع بها في قدر ماء مغلي ، أو موقد جمر مشتعل

فلعل هذا الاستحضار ينفع في جعل الكلمة ترجع من حيث أتت

وتبقى حبيسة الفم ، خلف قضبان الأسنان

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها .. ينزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) متفق عليه .[/align]

[align=center]

إعلان الاستنفار التام

لا شكـ في أن كثيرين ينوون التحكم في أحاديثهم ، ويتواعدون مع أنفسهم على مراقبة ألسنتهم

ولكنهم مع ذلكـ يخفقون ، فلا ينجحون في حبس كلمة الغيبة

ومنع كلمة السخرية ، ودفن الكلمة الجارحة .

إنهم يندمون بعد ذلكـ ، ويجددون العهد على ألا يعود لسانهم إلى الإنطلاق كيفما اتفق

وكما يحلو له ، ولكنهم يخفقون من جديد !

لماذا يخفقون مع توفر النية الصادقة ؟!!

من أبرز أسباب هذا الإخفاق :

ضعف العزم ، وفي مقدمة أسباب ضعف العزم : عدم الاستنفار التام .

ماذا أريد بعد الاستنفار التام ؟

لو هدد مجتمع أي دولة تعيش آمنة عدو خارجي ، كبير قوي ماذا سيحدث فيه ؟

سيعلن الاستنفار التام

فالأطباء والمهندسون والطلبة والعمال والفلاحون ..

جميعهم سيتدربون على السلاح وسيشتركون جميعاً في الاستعداد لمواجهة هذا العدو القادم

والتصدي له لحماية المجتمع كله منه .

هذا ما يحتاجه الإنسان الذي ينوي لجم لسانه عن الكلام الذي ليس فيه خير .

إنه عادةً ينوي ذلكـ ، لكنه لا يستنفر

فهو يواصل حياته العادية دون استنفار جميع الحواس والمداركـ لضبط اللسان ، ومراقبته

وحثه على التزام الصمت .. إلا عن كلمات الخير .

ولا شكـ ان هذا الاستنفار مُتعب ، ويأخذ جهداً وطاقة

لكنه استنفار مؤقت ريثما يتم التصدي لهذا العدو .

أحتاج إذاً حين أستيقظ كل صباح ، وأصلي الفجر

أن أذكر نفسي بأن لي اليوم غاية واحدة :

مواجهة اللسان ومنعه من أن ينطق بأي كلمة لا ترضي الله تعالى .

وما أجمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلغه في التعبير عن مثل هذه الحال :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر ــ بتشديد الكاف ــ اللسان ، تقول :

اتق الله فينا فإنما نحن بكـ : فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ) رواه الترمذي .

إخوتي ..

إبدأوا إسبوعاً تستنفرون فيه أنفسكم لمواجهة عدو واحد :

كلمات لا يرضى عنها الله تعالى .

راقبوا ألسنتكم مراقبة الجيش لعدو قد يهجم في أي لحظة .

أجلوا الغايات الأخرى إلى ما بعد

اصرفوا جميع الاهتمامات من أجل إهتمام واحد : [blink]مراقبة اللسان .[/blink]

لا تشغلوا أذهانكم بأي تفكير سوى التفكير في : مراقبة اللسان .

وأنت ممسكـ بسماعة الهاتف تكلم صديقكـ :

تخيل عينيكـ تراقبان لسانكـ ، وأذنيكـ تسجلان ما ينطق به لسانكـ

إذا حاول محدثكـ على الطرف الآخر أن ينال من فلان .. فغير مجرى الحديث

إذا لم تفلح فصارحه بأنكـ لن تغتاب أحداً

إذا أصر فأعتذر له بأنكـ مضطر لإنهاء المكالمة .

الأمر ليس سهلاً .. لكن النتائج عظيمة :

حلاوة في القلب ، وراحة في النفس

ورضا في الضمير ، وحفظ لرصيد الحسنات التي كان يبددها اللسان بتجاوزاته .[/align]

[align=center]

لوحات تذكيرية

تلجأ إدارات المرور إلى وضع لوحات إرشادية على جنبات الطرقات

توضح فيها للسائقين بعض الإرشادات الهامة ..

وصارت جمعيات ولجان خيرية وإصلاحية تضع لوحات إرشادية تذكر المؤمن بالله سبحانه وتعالى

ولا شكـ أن هذا أسلوب نافع في التخفيف من الغفلة التي تطبع كثيراً من المنشغلين بأعمالهم وأهاليهم

فيذكرونه تعالى ولو للحظات قليلة .

وحتى تستفيدوا من هذا الأسلوب .. اكتبوا لوحات تذكركم بالصمت وفوائده

وانفلات اللسان وزلاته .. مما يخفف من نسيانكـ ، ويجدد تذكيركـ

فالحياة تشغل .. وتجعل الإنسان يغفل .

ومن العبارات التي يُقترح أن تكتب كلوحات تذكيرية :

ــ " ولا يغتب بعضكم بعضا "

ــ " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "

ــ " فليقل خيراً أو ليصمت "

ــ " أمسكـ لسانكـ "

ــ " كف عليكـ هذا "

ــ " سلامة الإنسان في حفظ اللسان "

أين تضع هذه اللوحات الإرشادية ؟

ضع واحدة على سماعة الهاتف ، وعلق واحدة على جدار غرفة الجلوس

إذا كنت طالباً ــ طالبة ــ فتعاون مع زملائكـ على تعليق لوحة على أحد جدران الفصل .[/align]

[align=center]


اغلق جميع الأبواب إلا واحد

افترض أنكـ مكلف بمراقبة عشرة أبواب ، ورصد من يخرج منها

ومعاناتكـ الشديدة بسبب ما تحتاجه هذه المراقبة من انتباه يقظ

ومتابعة دقيقة ، وجهد مضاعف .

ثم قدر أن تكليفكـ بمراقبة هذه الأبواب العشرة قد خُفف إلى مراقبة باب واحد

ألن تشعر بالراحة .. وتتنفس الصعداء .. وتسترخي أعصابكـ المشدودة ؟!

إن مراقبة اللسان مع السماح له بالحديث عن كل شيء ، مراقبة متعبة

ولن تحقق المرجو منها ، وضبطها مهمة صعبة

ولو كانت هذه المراقبة قاصرة على مهمة واحدة

وهي السماح لنوع واحد من الكلام دون غيره بالصدور عن اللسان ..

لكانت المهمة أيسر ، وأضمن في النتائج .

والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى المراقبة الثانية

مراقبة تسمح لكلام واحد دون غيره بالصدور عن اللسان .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً ، أو ليصمت ) متفق عليه .

فهذا الحديث صريح في أن ينبغي لا يتكلم المؤمن إلا إذا كان الكلام خيراً

وهو الذي ظهرت مصلحته ، ومتى شكـ في ظهور المصلحة ، فلا يتكلم .

إن الثرثرة هي الوصف الذي ينطبق على كثرة الكلام وترديده

وهي التي تمنع من ضبطه ومراقبته

ويكفي أن الثرثارين من أبغض الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وأبعدهم منه :

عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة : مساوئكم أخلاقاً ، الثرثارون ، المتشدقون المتفيقهون )

والله أسأل أن يوفقنا وإياكم لحفظ الجوارح، سيما الفرج واللسان، ومن الوقوع في الحرام، وصلى الله وسلم وبارك على خير ولد عدنان.


* كيف تمتلكين فضيلة الصمت / محمد رشيد العويد .[/align]

[align=center][glow=FF9900][align=center]ليس لدي ما اقولة

سوي جزيتي خير وجعلها الله في ميزان حسانتك

ولا حرمك اجرها واجر كتابتها لنا اختي الفاضلة

جواهر عبد الله

نحن متعطشون لمثل هذة المواضيع التي كثير ما نغفل عنها بقصد او من غير قصد

دام قلمك الرائع بالحضور دائما

لك مني اطيب تحية

اختك

سدوووومة[/align][/glow][/align]

عااااااادت جواهر عبدالله

وعادت دررها معها

لا فض فوك غاليتي ..لا فض فوك ..لا فض فوك

اقتباس:

---

لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي

---

جزاك الله كل خير وبارك فيك ..

http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_...22e2eb6eaf.gif

اختي جواهر عبدالله

اولاً حمداً لله على سلامتك ..

جزاك الله خيراً على ما طرحتي ..

وجعلها بموازين حسناتك

دمتي اختي بود وتميز

أخوكـ/sam 2

سدووومة

جزاكـ الله خير على حضوركـ

لا عدمت منكـ هذا التواصل

تقبلي أرق التحايا .

أهداب

شكراً لكـ غاليتي على هذا الترحيب

وجزاكـ الله خير على حضوركـ

تقبلي فائق التحايا .

سام 2

الله يسلمكـ

وشكراً على الحضور

لكـ فائق التحايا .

اختي جواهر عبدالله

سبعة درر

او سبعة مواضيع

او كنز من صناعة جواهر عبدالله

لا يسعني سوى قول جزاكي الله خير

اخوكم/اخـــــــلاق

جُزيتِ خيراً جواهر

وجُعل ذلك في موازين حسناتكِ

تقبلي خالص شكري وتقديري...

[align=center]
أخلاق

جزاكـ الله خير على حضوركـ

وألف شكر لكـ .

خيال مآتا

باركـ الله فيكـ غاليتي

وألف شكر لكـ .[/align]