أحد الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة :
[align=center]
قاريء قرأ القرآن ، ولم يعمل به .
إن حفظ المتون ، وجمع الفنون ، وإلقاء الخطب الرنانة ، والجلجلة بالمواعظ الطنانة
سهل يسير ، يجيده الجمع الغفير ، ويقوم به الكثير
لكن تطبيق هذه التعاليم ، والعمل بها ، وتنفيذ أوامرها ، واجتناب نواهيها
والصدق في حملها ، ومراقبة الله في دلالتها
أمر شاق صعب متعب
لا يقوم به إلا ربانيون ، طهرت أرواحهم ، زكت ضمائرهم
نبلت أخلاقهم ، حسنت سيرتهم ، صفت سريرتهم :
[/align]
[poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا أيها الرجل المعلم غيره = هلاَّ لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
[/poet]
يا أيها الدعاة إلى المباديء المقدسة
[align=center]
يا حملة الرسالة ، يا أُمناء الكلمة
لم تقولون ما لا تفعلون ؟
فقهاء في القول ، جهلة في الفعل ، أولياء على المنبر ، عتاة في الميدان .
إن دمعةٍ من خاشع أصدق من مائة خطبة من واعظ
وإن قطرة من شهيد أبلغ من مائة قصيدة حماسية من شاعر
وإن غضبةٍ لله من عالم أوقع في القلوب من مائة درس في النهي عن المنكر
إن أعظم ما يفعله صاحب الدعوة أن يكون سراجاً وهاجاً بعمله ، وصدقه ، وإخلاصه ، وخلقه .
إن فرعون قال : ما أريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
ويشهد الله أنه كاذب خبيث ماكر
والمنافقون قالوا : نشهد إنكـ لرسول الله فقال الله : " والله يشهد إنهم لكاذبون "
والرعديد الجبان يقول في غزوة تبوكـ : " ائذن لي ولا تفتني "
أي أخشى على نفسي إذا غزوت الروم من فتنة النساء ، فيقول الله : " ألا في الفتنة سقطوا "
إن مصيبة أحبار اليهود ومن شابههم من هذه الأمة :
أنهم تعجلوا ثواب علمهم في دنياهم الفانية الزهيدة
أرضوا الناس بسخط الله
فطوعوا النصوص لشهواتهم ، ولوو أعناق الأدلة لأهوائهم
إن خدم الدليل مقاصدهم ، فهو ثابت محكم صحيح صريح
وإن عارض الدليل أغراضهم ، فهو محتمل مؤول ، له وجوه ، وله معانٍ أخرى
إن وقعوا في ملذات الدنيا استدلوا بقوله : " قل من حرم زينة الله " إن تركوا الأمر والنهي والقيام لله ذكروا الحكمة والرفق واللين
إن سعوا للمناصب والجاه أوردوا قول يوسف عليه السلام :
" اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "
والله عز وجل لا يُلعب عليه كما يُلعب على الصبيان
ولا يُخادع كما يُخادع الولدان
فهو العالم بالسرائر ، المطلع على ما في الضمير ، العليم بالنيات ، الخبير بالخفيات
" يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور " [/align]
[align=center]مصدر درس اليوم :
بهجة التفاسير / د . عائض القرني .[/align]
ذكر الموت والاستعداد للقاء الله
[align=center]
كثير من الناس يقبلون على الدنيا ، ويغترون بمباهجها ومفاتنها
ويظنون أنهم فيها خالدون
فينكبون على الشهوات ، ويزهدون في الطاعات
فوافاهم الأجل ، وليس لهم إلا ما قدموا من العمل
ولما عرف السلف الصالح حقيقتها ، فلم يركنوا إليها
وعملوا للآخرة ، وقدموا توبتهم ، واتقوا ربهم
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
[poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إن لله عــبــــــــــاداً فُطناً = تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظــــروا فيها فلما علـموا = أنها ليست لحـــــي وطــنا
جعلــــــوها لجةً واتــخذوا = صالح الأعمال فيها سُفــناً
[/poet]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) رواه النسائي .
فالموت يأتي فجأة ، لا يقرع الأبواب ، ولا يمنعه حجاب
يُقبل على الصغير والكبير ، ولا يقبل البديل
قال تعالى : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون " [ الأعراف : 34 ]
لذا يجب أن يستعد الإنسان الذي أيقن بأن الموت قادم لا محالة
" كل نفسٍ ذائقة الموت " [ الأنبياء : 35 ]
بالمبادرة بالتوبة النصوح ، والعودة إلى الله ، والالتزام بالطاعة ، والبعد عن المعاصي ، ورد المظالم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له مظلمة لأحدٍ من عرضه أو شيء ، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري .
والموت يفاجيء الصحيح والمريض
لذا يجب التزود لما بعد الحياة
حيث نُودع في القبور ، إلى يوم البعث والنشور
ثم ننتقل إلى دار القرار ، في الجنة أو النار .
[/align]