المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقـول الرمادييـن !



عميد اتحادي
02-04-2013, 03:30 AM
’،


" الخُبــــــــز"











هو نتاج رحلة طويلة من العناء و المكابدة ..




هو ما يقتات عليه ملايين البشر ..




هو ما تدفع الدول مبالغاً طائلة لـ تطويره !!




- نعم بعض الدول تُطَوِّرُ الخبز و تعتني به كأهم مواردها

و الخبز كان ولا زال أداة تنشر بها ثقافات البلدان و ذلك عن طريق تصديرها ..



" المخبـــــــــــــــز"



مكان حيث توضع فيه المخبوزات لتطويرها و جعلها صالحة للالتهام ..




كان سبب انهيار الكثير من المخابز هو عدماهتمامها بكيفية وصول الخبز إليها !




بل كان الخبازون يجعلون من المخبوز ملكية لهم ..




و بذلك ينسبون إلى ذواتهم كل الفضل جاعلين من الشخصيات الأخرى




" نكرات " و " التعريف " لهم !




فانهارت المخابز بسبب جرائم الخبازين .. و على ذكر الخبازين !!





" الخبـــــــــــــاز "




هو تلك الآلة المتحكمة بطريقة الخبز و كيفية اخراج المخبوز بصورة مهذبة




لا تضر أحداً .. و بعض الأحيان لا تنفع أحداً !!




نعم هي آلة لتجردها من المنطق .. وقد مرت هذه الآلة بتطورات منذ نشأتها




فقد كانت مهنة الخباز قديماً حكراً على بني البشر ، و لكن الخبازين ارتكبوا جرائم كالتي ذكرناها .. جردتهم من البشرية ، فقرر مجتمع الرماديين ان ينفي عنهم البشرية ..




و يصنفهم ضمن الآلات .. و للعلم تصنيف مجتمع الرماديين غير مقبول إلا عند المزارعين .. !




سنشرح الأمر لاحقاً ..



" المُزارع "




هو الذي يبذل كل المجهود و يبدأ من البذرة ، و الفضل بعد الله يعود إليه عندما تصبح البذرة ثمرة .. !




و لأن الخبز ليس سوى نتاج للثمرة و الثمرة نتاج البذرة فإن الفضل في كل العمليات السابقة عائدٌ إلى حضرة الزارع المجتهد .. العفيف !




و بعد كل الضباب القابع فوق شخصية المزارع و الغموض الذي يلف شخصيته




لم يعطه أحدٌ حقه غير مجتمع الرماديين .. لأنهم نفس الطبقة " تقريباً "


و لأنهم يعانون المشاكل عينها !




فقرر مجتمع الرماديين انه لا يوجد - انسان - أو - كائن بشري - المذكورة أسمائهم أعلاه غير هذا المزارع الكادح ، فكانت هذه بذرة الصداقة بين المزارعين و الرماديين ..




" مجتمع الرماديين "



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/ouu10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/ouu10.png)


الشخص الرمادي هو الذي سيأسره اللون الرمادي في الصورة ..

بعكس الآخرين الذين سيفهمون الرمادي على أنه إيحاء بالكئابة !




الشخص الرمادي يحب الكلاسيكيات ، مبدع و لكن إبداعه " خام "




بلا مؤثرات و خارجية و لا ثقافات أجنبية دخيلة !!




الرمادي رجلاً كان أو امرأة هو كنز دفين لا يظهر حقيقته لأقرانه و لا لغيره !


له عقلٌ أكبر منه ..




المهم أن الرماديين لكونهم أكثر الناس رقياً و تجرداً من النرجسية و الأنانية




أنشئو سوياً مجتمع الرماديين فاستطاعوا ان يمتلكوا ما عجزت القوى العظمى عن امتلاكه و كان ذلك عن طريق قوة امتلكوها تسمى " القناعة "




بها كانوا اسعد الناس و أغناهم ..




هذه كل الشخصيات التي يجب ان نتعرف عليها قبل خوض غمار الحقيقة المرة !




ملحوظة : الفقرة القادمة تحتوي على صور للبالغين فقط .. لا يجب بالضرورة ان يكون لها علاقة بالحديث الذي فوقها او الذي تحتها .. !




بدأ كل شيء عندما سار المزارع في الأرض و مشى في مناكبها ، فطابت له النسائم و لذ له العيش !




كانت تلك اعادة تدوير لكل ما يملكه المزارع من إرث و تواريخ قابعة في دماغه




كان يعيد التأمل في العالم و يتخيل صورة الأرض و هو واقف عليها !




ثم يتخيل الشمس و هي تلمع في عينيه ، ثم يرى نفسه العاقل الوحيد في وسطه الذي يعيش فيه ..



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/n5653210.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/n5653210.png)


منذ تلك النظرة ، أصبحت الوحدة هي الحالة الفضلى لكل بشري




كانت نظرة جلبت الهدوء




بها بدأ الهدوء يدب في كل التفاصيل ،




كانت هي البذرة .. و كل الثمار اللاحقة أتت من نتاج تلك النظرة !!


هالة من السكون اجتاحت العالم و أصبح الصمت محراباً لكل المعاني



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/mirama10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/mirama10.png)



عندما اطبقت الأفواه أصبح الوجود بارزاً أكثر بلا ضوضاء

بلا أصوات كثيرة تحجب الرؤية !

الكل يبتسم للآخر ، و يتمنى أن يعرف ما يدور بداخله ..




و هذا كان سبباً في تطوُّر نزعة حب الاستطلاع عند الكائن البشري




و هذه النزعة جعلته يكتشف جمال الأفق و روعة السحب .. و افتتن الرجل




بـ فتنة النعومة ، بـ سادنة القمر ، بـ التي خلقها الله من ضلعه !




فكان يشاركها في كل شيء .. حتى جعلها " في بعض الأحوال " أغلى من ذاته ..





http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/tumblr10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/tumblr10.png)


و بعد ان تذوق البشري لذة الحديث مع حواء




و عذوبة أفكارها ، قرر أن يجعلها حكراً عليه ..




لن تخرج للعالم و لن يمتلكها أحد غيره !




* ماتت دهشة البشري بحواء ، فقد استهلكها و أصبحت شيئاً عادياً ..




فقدان الدهشة و الاعجاب بحواء جعل البشري يستكشف الأفق مرة أخرى !




يبحث عن الاندهاش كقيمة حياتية ، الجميل في الأمر أنه وجد الاندهاش




لكن ليس كـ قيمة حياتية بل كـ أسلوب حياة ..




بدأ الاستيطان يدب في منابر السكون و اختفى سجو المفاصل البشرية




و ظهر الصخب في ملامح الصور ، كما ترون .. كل شيء يدل على صخب التغيير



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/oooo15.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/oooo15.png)



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/9j7azs10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/9j7azs10.png)



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/life_t10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/life_t10.png)


بعد ان شهد البشري هذا المقدار الهائل من الصخب ،




أراد أن يعيد إحياء ذاكرته .. فشغله عن ذلك استمرار الصخب




كثرة التفاصيل ، و فوضى الصباحات .. !




الضوضاء لم تعطي البشري فرصة ليتذكر أصله و أساس مدرسته الفكرية




- إن تمعن جيداً لوجد أن أساس كل هذه المحطات هي نظرة المزارع الأولى




و تأمله للوجود ،




و إن التفت للمزارع لوجده منهمكٌ في سبب خلقه و تكوينه


منهمكٌ في الشيء الذي أوجده الله ليقوم به على أكمل وجه ..



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/jl7e0l10.png (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/jl7e0l10.png)


على عكس البشري المبتعد عن أفلاك المزارعين ،




انشغل بأشياء أخرى مثل :



http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/uuuuuu11.jpg (http://i16.servimg.com/u/f16/13/76/93/58/uuuuuu11.jpg)


كل شيء في الصورة السابقة مألوف إلا ..

اللون الأبيض ،




فهو فسحتهم للبحث عن النقاء وسط كل الضجيج




* إذاً انشغل البعض بالدين و البعض بملاهي الحياة و الصنف الأخير ....

اشتغل بالخبز .. !

نعم هذه هي كل الحكاية ..




الخُبز هو الفكرة ،




الخبَّاز هو المسئول عن تصدير الأفكار للعالم ،




المخبز هو عقل المفكر الذي ينمي الأفكار ،




المزارع هو الذي يمسك طرف الخيط و يزرع بذرة الفكرة




فيستغل الخبازون بساطته ليتبنو أفكاره البسيطة ،




الرمادي هو الذي شابه المزارع في المنهج إلا أنه يستمد




كل أفكاره من تعلقه بماضيه و ماضي أمته

قريباً جداً ستنهار مخابز العالم !




و لن تزرع البشرية إلا فوق حـ( ع )ـقول الرماديين !




وقتها :




ستجدني عند الحقل ،




ازرع بعض العقل ،




ازرع نفسي شمس نضالٍ ،




تثمر بعض الظل ،




انزع عن نفسي شهواتي ،




اجني ثمر النُبل ،




فوق مرافي الخُبز الداكنِ ،




يجثم شبح الجهل ،




دع مأساة الخُبز و نادي ،




إن سكوتك بعض الذل ،




الدنيا كسرةُ مخبوزٍ ،




و الموقف جدٌ لا هزل ،




و الخباز مرائٍ ، كاذبُ ، أفاكٌ أيضاً و مُضِل ،




أين صلاح الدين يطهر هذي الأمة من ذا الكحل ،




من زيف حياةٍ أبهرها ، من تقصيري و كذا البُخل ،




فأنا المفلسُ و المتقاعسُ و المشغوف بلدغ النحل ،


دع مأساة الخُبز و دندن ،


هُز كيان الكون و قل :


إني المسلم من بلساني نُظِمَت كل عقودِ الدُر ،




إني المؤمن من تاريخي يأسر كل لبيبٍ حُر ،




فوق حقول رماد الدنيا ، سوف أقيم محافل وجدي ،




^
^



للعقول الرمادية :)
طويل بس حلو للي يفهمه
ان شاءالله يعجبكم
م / ن

:$

..