المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][`~*¤!||!¤*~`][ رحـله التعرف على الأنبياء ][`~*¤!||!¤*~`][



بـــشـــرى
17-07-2006, 05:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

في هذا الموضوع سنخصص كل 3 أيام للتعرف على نبي مـن أنبياء الله

و أي شخص لديه أي معلومـه أو أي إضافـه عن أي نبي يدلي بهـا لكي تعم الفائده

بـــشـــرى
17-07-2006, 05:38 AM
سنبدأ بـ سيدنـا

http://www.ir11.com/get.php?filename=1153103755.jpg

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة

وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض

ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك

وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء


خلق آدم عليه السلام ..


أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض.

فقال الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}.

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض، أو إلهام وبصيرة، يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق، ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض، وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له، هو وحده الغاية للوجود.

وهو متحقق بوجودهم هم، يسبحون بحمد الله ويقدسون له، ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته! هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب.

لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى، في بناء هذه الأرض وعمارتها، وفي تنمية الحياة، وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها، على يد خليفة الله في أرضه.

هذا الذي قد يفسد أحيانا، وقد يسفك الدماء أحيانا. عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء، والخبير بمصائر الأمور: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}. وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة.

وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله. ولا حاجة بنا إلى الخوض في شئ من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه. إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن.

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر -ولهذا يجئ الناس ألوانا مختلفة- ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون.

الـوافـي
17-07-2006, 07:39 AM
أخيتي
الغاااااااااااااااليه
بشرى
جزاك ربي الفردوس من الجنه
تسلم يمناك الذهبية على ما تقدمي لنا من المفيد
أخوكم
أبو مهاوي

خــــالـــــد
17-07-2006, 11:07 AM
بشرى
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
الله يجزاك الجنّة

فكرة رائعة ومميزة

أتمنى الاهتمام بها والاستمرار

جزيتي خيراً

وبـ انتظار مسيرة الرحلة

أشكرك
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

السفيره
17-07-2006, 12:34 PM
جزاك الله كل الخير

*أهداب*
17-07-2006, 08:42 PM
بالتوفيق ..يابشرى
وجزاك الله كل خير ....ولدي هذه الإضافة السريعة

فائدة الفرق بين الرسول والنبي

إن الشائع عند العلماء أن الرسول اعم من النبي
فالرسول (هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه )

أما النبي
(هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتغليه )

وعلى ذلك فكل رسول نبي..وليس كل نبي رسول


ورجح الشيخ عمر الأشقر في كتابه (الرسل والرسالات )
أن الرسول هو من اوحي إليه بشرع جديد بينما النبي هو المبعوث لتقرير شرع قبله ..
والله اعلم

بـــشـــرى
19-07-2006, 03:17 AM
للرفع

**MooN**
25-07-2006, 12:17 AM
مشكوووووووووورة اختى

** بشرى **

على الفكرة الرائعه

وجزاك الله خير


واسمحيلى أختى بهذه الاضافة


هبوط آدم عليه السلام وإبليس إلى الجنّة



" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ "(35) البقرة .

يأمر الله عز وجلّ في الآية الكريمة آدم عليه السلام بعد تمام نشوئه أن يسكن الجنّة وهو على هيئة زوج مُركب لقوله تعالى " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ " ، وبذلك يكون قد اكتمل النـزول الفعلي لآدم عليه السلام إلى الجنّة وهو على هيئة زوج مُركب ، كما أن ظهور كلمة " زَوْجُكَ " لأول مرة في هذه المرحلة وعدم ورودها قبل ذلك في الآيات ذات العلاقة التي تخص خلق الأنفس في السماء العُلا دليل نستخلص منه أن آدم عليه السلام قد أصبح بعد نزوله إلى الجنّة كهيئة زوج مُركب النشء ، وأن نشء الزوج ( الجسد ) قد أصبح ضرورياً كي يجانس بين ماهيّة نفس آدم عليه السلام التي من خلق السماء العُلا الغير مادي ، وبين نشء المادة أو ما تشكل منها في خلق الجنّة ، بمعنى أن الأنفس وهي بحال النشء المجرد بحاجة إلى وسيط يؤلف بين ماهيتها والمحيط المادي الذي تعيش فيه ، كذا فكلمة " زَوْجُكَ " لا تعني حواء مثلاً لسبب عدم ذكرها فيما سبق من تواتر لمحدثات خلق الناس ( اقرأ باب خلق الزوج ) ، لكن الآيات الكريمة تُضيف في مناداة آدم عليه السلام وكأنهما خلقان منفصلان لقوله تعالى " وَكُلَا مِنْهَا " ، وكذلك " حَيْثُ شِئْتُمَا " ، وقوله تعالى "وَلَا تَقْرَبَا" ، وكذلك " فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " ، ثم تتواتر الآيات الكريمة على نفس النهج إلى قوله تعالى " وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ "(19) الأعراف ، وبذلك تصبح التثنية في مناداة آدم عليه السلام تعود لسبب خلقه المزدوج التركيب مع زوجه المكون من نفس وجسد دون روح ، والذي يَختلف عن نشء الأنفس بحال التجرد ، أو عن خلق زوج الأرض من حيث أن النفس والجسد يتغشى بعضه بعضا ، بمعنى أن النفس تبقى من زوج الجنّة كذات مستقل في قرارها وكذلك جسد وإن جمعهما نشء واحد مُركب التكوين ، لذا يصبح السبب الأساس في مناداة آدم عليه السلام كذات مستقل ، وكذلك زوجه أو ما تمثل له جسداً يعود إلى أن نشء الجنّة لا يتغشى بعضه بعضا ( اقرأ باب زوج الجنّة ) .

" فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى "(117) طه .

تَبيّن فيما سبق بآيات بيّنات أن الله عز وجلّ خلق آدم عليه السلام أول مرة وإبليس على ماهيّة خلق السماء العُلا ، ثم خلق أجسادهم من مادة الجنّة فأسكنهما فيها حين شاء وقدر أن ينـزلهما إلى الجنّة ، كما تَبين من الآيات الكريمة ذات العلاقة ، أن نشء زوج الجنّة يَختلف في ماهيّته عن نشء زوج الأرض من حيث إنه لا يتغشى بعضه بعضاً ، بمعنى أن الجسد يبقى ذاتاً مستقلاً في القرار وفي التكليف ، وكذلك الأنفس ، وبالمثل نجد في الآية الكريمة ذات العلاقة ، أن الله عز وجلّ قد حذر آدم عليه السلام من عداء إبليس له ولزوجه ( نفس آدم كذات مستقل في القرار ، بالإضافة إلى جسده كذات مستقل في القرار ) ، وقوله تعالى " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ " به تحذير يكشف عن عداء إبليس من آدم عليه السلام ولِما تمثل له زوجاً في نشء الجنّة ، وقوله تعالى " فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى " بمعنى إن أخرجك أنت وزوجك منها مما سيؤدي ذلك إلى شقائك ( بحال الفرد! ) في الأرض .

البيّن من الآية الكريمة في قوله تعالى " فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا " به إشارة لخلق آدم عليه السلام في الجنّة وهو على هيئة زوج مُركب ... أي أن الإشارة لآدم عليه السلام كنفس بالإضافة إلى ما كُلف أن يمتثل له جسداً ، كما يتضح من الآية الكريمة أن التحذير يخص آدم عليه السلام كنفس وليس جسده ، وهذا بيّن لسبب ما تنتهي إليه الآية الكريمة من قوله تعالى " فَتَشْقَى " كإشارة لآدم عليه السلام دون زوجه ... سيتضح ذلك أكثر في الآيات الكريمة التالية .

" إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى "(119) طه .

ثم تستمر الآيات الكريمة بمناداة آدم عليه السلام بحال الفرد واصفة له من نعيم الجنّة بقوله تعالى " إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى " ، وقوله تعالى " وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى " وهي من المقومات غير المتوافرة في نشء زوج الحياة الدنيا

بـــشـــرى
25-07-2006, 12:25 AM
أخيتي
الغاااااااااااااااليه
بشرى
جزاك ربي الفردوس من الجنه
تسلم يمناك الذهبية على ما تقدمي لنا من المفيد
أخوكم
أبو مهاوي

ويجزاك الغالي على حضورك

وتواجدك

وننتظـر ماتطرحه هنـا

أختك .. بـــشــرى

بـــشـــرى
25-07-2006, 12:29 AM
بشرى
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
الله يجزاك الجنّة

فكرة رائعة ومميزة

أتمنى الاهتمام بها والاستمرار

جزيتي خيراً

وبـ انتظار مسيرة الرحلة

أشكرك
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192



أشكرك أخي .. خـــالـــد

على هذا التواصل و الإهتمـام

ودمت على طاعة الرحمـن

أختك .. بـــشــــرى

بـــشـــرى
25-07-2006, 12:31 AM
جزاك الله كل الخير


ويجزاك على الطله الطيبه

أختك .. بـــشــرى

بـــشـــرى
25-07-2006, 12:34 AM
بالتوفيق ..يابشرى
وجزاك الله كل خير ....ولدي هذه الإضافة السريعة

فائدة الفرق بين الرسول والنبي

إن الشائع عند العلماء أن الرسول اعم من النبي
فالرسول (هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه )

أما النبي
(هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتغليه )

وعلى ذلك فكل رسول نبي..وليس كل نبي رسول


ورجح الشيخ عمر الأشقر في كتابه (الرسل والرسالات )
أن الرسول هو من اوحي إليه بشرع جديد بينما النبي هو المبعوث لتقرير شرع قبله ..
والله اعلم


جزاك الرحمـن أخيتي .. أهــداب

على هذه الإضافه المهمه

جعلهـا الله في موازين أعمالك

ونحن في إنتظار المزيد

ودمت على طاعة الرحمـن

أختك .. بـــشـــرى

بـــشـــرى
25-07-2006, 12:35 AM
أشكرك أختي .. القمـر

على هذه الإضافه

فجزاك الله تعالي خير الجزاء

أختك .. بـــشــرى

بـــشـــرى
25-07-2006, 03:10 PM
هنـا بعض الأيآت التي نزلت

في سيدنـا آدم عليه السـلام ..

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_2.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_4.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_6.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_8.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_10.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_12.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_14.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_16.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_18.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_20.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_22.gif

http://www.prophetstory.com/quran_aya/aya_24.gif

بـــشـــرى
25-07-2006, 03:26 PM
الأحاديث النبويه المذكوره عن سيدنـا آدم ..


‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال كان ‏ ‏أبو ذر ‏ ‏يحدث ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏فرج ‏ ‏عن سقف بيتي وأنا ‏ ‏بمكة ‏ ‏فنزل ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرج صدري ثم غسله بماء ‏ ‏زمزم ‏ ‏ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي ‏ ‏فعرج ‏ ‏بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏لخازن السماء افتح قال من هذا قال هذا ‏ ‏جبريل ‏ ‏قال هل معك أحد قال نعم معي ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال أرسل إليه قال نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه ‏ ‏أسودة ‏ ‏وعلى يساره ‏ ‏أسودة ‏ ‏إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح ‏ ‏والابن الصالح قلت ‏ ‏لجبريل ‏ ‏من هذا قال هذا ‏ ‏آدم ‏ ‏وهذه ‏ ‏الأسودة ‏ ‏عن يمينه وشماله ‏ ‏نسم ‏ ‏بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة ‏ ‏والأسودة ‏ ‏التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فذكر أنه وجد في السموات ‏ ‏آدم ‏ ‏وإدريس ‏ ‏وموسى ‏ ‏وعيسى ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد ‏ ‏آدم ‏ ‏في السماء الدنيا ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏في السماء السادسة قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فلما مر ‏ ‏جبريل ‏ ‏بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بإدريس ‏ ‏قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا ‏ ‏إدريس ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بموسى ‏ ‏فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏موسى ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بعيسى ‏ ‏فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏عيسى ‏ ‏ثم مررت ‏ ‏بإبراهيم ‏ ‏فقال مرحبا بالنبي الصالح ‏ ‏والابن الصالح قلت من هذا قال هذا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏فأخبرني ‏ ‏ابن حزم ‏ ‏أن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏وأبا حبة الأنصاري ‏ ‏كانا يقولان قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم عرج بي حتى ‏ ‏ظهرت ‏ ‏لمستوى أسمع فيه ‏ ‏صريف الأقلام ‏ ‏قال ‏ ‏ابن حزم ‏ ‏وأنس بن مالك ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على ‏ ‏موسى ‏ ‏فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شطرها فرجعت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏قلت وضع شطرها فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏فقال راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها ‏ ‏حبايل ‏ ‏اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏حدثنا ‏ ‏عمر بن حفص بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عبد الله بن مرة ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏الأول ‏ ‏كفل ‏ ‏من دمها لأنه أول من سن القتل ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي عدي ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏لعله قال ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن صعصعة ‏ ‏رجل من قومه ‏ ‏قال ‏
‏قال نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بينا أنا عند ‏ ‏البيت ‏ ‏بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت فانطلق بي فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء ‏ ‏زمزم ‏ ‏فشرح ‏ ‏صدري إلى كذا وكذا قال ‏ ‏قتادة ‏ ‏فقلت للذي معي ما ‏ ‏يعني قال إلى أسفل بطنه فاستخرج قلبي فغسل بماء ‏ ‏زمزم ‏ ‏ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض يقال له ‏ ‏البراق ‏ ‏فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقيل من هذا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قيل ومن معك قال ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قيل وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا وقال مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتينا على ‏ ‏آدم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وساق الحديث بقصته وذكر أنه لقي في السماء الثانية ‏ ‏عيسى ‏ ‏ويحيى ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏وفي الثالثة ‏ ‏يوسف ‏ ‏وفي الرابعة ‏ ‏إدريس ‏ ‏وفي الخامسة ‏ ‏هارون ‏ ‏صلوات الله عليهم ‏ ‏قال ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السادسة فأتيت على ‏ ‏موسى ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فنودي ما يبكيك قال رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي قال ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السابعة فأتيت على ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وقال في الحديث وحدث نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا ‏ ‏جبريل ‏ ‏ما هذه الأنهار قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي ‏ ‏البيت المعمور ‏ ‏فقلت يا ‏ ‏جبريل ‏ ‏ما هذا قال هذا ‏ ‏البيت المعمور ‏ ‏يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ثم أتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ثم فرضت علي كل يوم خمسون صلاة ثم ذكر قصتها إلى آخر الحديث ‏
‏حدثني ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معاذ بن هشام ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن صعصعة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏فذكر نحوه وزاد فيه فأتيت ‏ ‏بطست ‏ ‏من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فشق من ‏ ‏النحر ‏ ‏إلى ‏ ‏مراق ‏ ‏البطن فغسل بماء ‏ ‏زمزم ‏ ‏ثم ملئ حكمة وإيمانا ‏

صحيح مسلم بشرح النووي

طيف
25-07-2006, 04:48 PM
جزاك الله كل الخير..

**MooN**
25-07-2006, 11:20 PM
اسمحيلى أخيتى بهذ الاضافة

ذكر قصة ابنى آدم قابيل و هابيل


قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ. لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {

ونذكر هنا ملخص ما ذكره أئمة السلف في ذلك.

أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى "البطن" الآخر وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً، وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات على بنيه فأبين، والأرضين والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك.



فلما ذهب قربا قربانهما؛ فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي،

فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.

وروي عن ابن عباس: وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه يده!

وذكر أبو جعفر : أن آدم كان مباشراً لتقريبهما القربان والتقبل من هابيل دون قابيل، فقال قابيل لآدم: إنما تقبل منه لأنك دعوت له ولم تدع لي. وتوعد أخاه فيما بينه وبينه.

فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل في الرعي، فبعث آدم قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذا هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني.

فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.

فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه فقتله.

وقيل: إنه إنما قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم فشدخته.

وقيل: بل خنقه خنقاً شديداً وعضه كما تفعل السباع فمات. والله أعلم.

وقوله له لما توعده بالقتل: {لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} دل على خلق حسن، وخوف من الله تعالى وخشية منه، وتورع أن يقابل أخاه بالسوء الذي أراد منه أخوه مثله.

ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله: هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه".



وقوله: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} أي إني أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك وأقوى، إذ قد عزمت على ما عزمت عليه، أن تبوء بإثمي وإثمك، أي تتحمل إثم مقاتلتي مع ما لك من الأثام المتقدمة قبل ذلك

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقتل نفساً ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل".



{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ}.



ذكر بعضهم أنه لما قتله حمله على ظهره سنة، وقال آخرون حمله مائة سنة، ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين أخوين، فتقاتلا فقتل أحدهما الآخر، فلما قتله عمد إلى الأرض يحفر له فيها ثم ألقاه ودفنه وواراه، فلما رآه يصنع ذلك {قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي} ؟ ففعل مثل ما فعل الغراب فواراه ودفنه.

وذكر أهل التواريخ والسير أن آدم حزن على ابنه هابيل حزناً شديداً
وقد ذكر مجاهد أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه؛ فعلقت ساقه إلى فخذه، وجعل وجهه إلى الشمس كيفما دارت، تنكيلاً به وتعجيلاً لذنبه وبغيه وحسده لأخيه.

و قد رزق الله آدم بعد وفاة ابنه هابيل بإبن سماه آدم و حواء " شيث "
ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قتل هابيل.

قال أبو ذر في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف، على شيث خمسين صحيفة".


ذكر وفاة آدم و وصيته لابنه شيث


ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار، وعلمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك.

قال: ويقال أن أنساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا. والله أعلم.

ولما توفي آدم عليه السلام - وكان ذلك يوم الجمعة - جاءته الملائكة بحنوط، وكفن من عند الله عز وجل من الجنة، وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثاً عليه السلام.



عن أبي بن كعب، قال:

إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟

قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة،

فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل.



فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره،ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

واختلفوا في موضع دفنه: فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط عليه في الهند، وقيل بجبل أبي قبيس بمكة

وقد ماتت بعد حواء بسنة واحدة.

واختلف في مقدار عمره عليه السلام: وقد ذكرنا في الحديث عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعاً: أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة.



وقال عطاء الخراساني: لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبع أيام. رواه ابن عساكر.

فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي ذر مرفوعاً أنزل عليه خمسون صحيفة

بـــشـــرى
28-07-2006, 12:58 AM
http://www.ir11.com/File/1154037856.jpg

نبذة:

كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين

سيرته:

حال الناس قبل بعثة نوح:

قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام:

كان نوح كان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكل لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.

تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح.

في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:

فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا

قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون.

قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح.

رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة.. استمرت الحرب بين الكافرين ونوح.

في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل.

هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.

كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة.

قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم.

وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل.. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.

وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):

قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) (هود)

أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى. تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال. غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم.. فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه. بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم إلى الشر.. وهذا من تمام الحرية وكمالها. يختار الإنسان بحريته فييسر له الله تعالى طريق ما اختاره. اختار كفار قوم نوح طريق الغواية فيسره الله لهم.

وتستمر المعركة، وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذا انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدءوا يخرجون عن حدود الأدب ويشتمون نبي الله:

قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) (الأعراف)

ورد عليهم نوح بأدب الأنبياء العظيم:

قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) (الأعراف)

ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال. ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.

وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس. ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.