المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمة الإسلام تمرض لكنها لا تموت



معلم
10-06-2012, 12:30 AM
في القرن السابع الهجري أصاب الأمة الإسلامية بلاءٌ وكربٌ وكارثةٌ لم يحدث في التاريخ مثيلها منذ خلق الله آدم وحتى عصرنا هذا

تلك الأحداث كانت عظيمةً وجسيمه ،

قال عنها ابن الأثير في كتابه الكامل
"لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها كارهاً لذكرها, فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام و المسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك، فياليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً".

تلك الحادثة العظمى هي اجتياح التتار الهمجيين لبلاد الإسلام ،

ذلك الإجتياح الذي لم تسطر كتب التاريخ شبيهاً له في شناعته وبشاعته ووحشيته،

لقد كان التتار وحوشاً لا مكان للإنسانية في قلوبهم

ولقد كانوا يمرون على بعض المدن الإسلامية فيقتلون سكان المدينة كلهم عن بكرة أبيهم ،

كانوا يقتلون الأطفال والشيوخ والرجال والنساء ،

وكانت الأمة الإسلامية في تلك الفترة تعيش حالة من الضعف والتفكك والفرقه

بل إن كتب التاريخ تذكر لنا أن بعض الملوك المسلمين كانوا يتعاونون مع التتار ضد بعض الأقاليم الإسلاميه

واستعمل التتار كثيراً من الأدباء والشعراء في الداخل كي يشيعوا في أوساط المسلمين أخباراً كاذبة تصف التتار بأنهم وحوش وأنهم جيوش لا تُهزم أبداً
وأن نساءهم كنّ يقاتلن كرجالهم
وأنهم كانوا يأكلون لحوم البشر
فضعفت معنويات المسلمين كثيراً وخارت عزائمهم

أخذ التتار يجتاحون الأقاليم الإسلامية واحدة تلو الأخرى

فسيطروا في بادئ الأمر على بلاد المشرق الإسلامي

وكانت أخبار هذا الاجتياح تصل الى بلدان العالم الإسلامي الأخرى فلم يحرك أحدٌ ساكناً
وكأن الأمر لا يعنيهم

وفي سنة ست مئة وست وخمسين للهجرة حدثت المصيبة الأعظم
فقد سقطت عاصمة الرشيد بغداد
وسقطت بسقوطها الخلافة العباسية العظيمة التي دامت قرابة خمسة قرون

وأُهين خليفة المسلمين المستعصم بالله غاية الإهانة وقتل ركلاً بالأقدام
واغتصبت النساء الهاشميات واستباح هولاكو قائد الجيش التتري بغداد أربعين يوماً فأخذ جنوده يقتلون كل حي في بغداد
حتى وصل عداد القتلى في بغداد الى مليون قتيل

وبعد أن سقطت العراق اتجه المغول الى بلاد الشام فاحتلوها وقتلوا وسفكوا الدماء ولم يتبقَ لهم سوى مصر

لقد أصبح لدى المسلمين في تلك السنوات اعتقاد بأن القيامة ستقوم وأن هذه هي نهاية الدنيا وذلك لعظم ما رأوه وعاشوا لحظاته

ولم يدر في خلد أحد أن جيشاً سيوقف التتار

الاّ أن الله هيأ للمسمين رجلاً مخلصاً هو سيف الدين قطز ملك مصر رحمه الله
فقاد المسلمين في معركة عين جالوت فقلب الله به انتصارات التتار المتتالية الى هزائم متتاليه وأنقذ الله به الأمة الإسلامية من الهلاك.


كان ذلك سرداً تاريخياً أردت أن أقارن من خلاله بين حال أمة الإسلام في عصرنا وبين حالها في تلك الفترة العصيبه



عاشت الأمة الإسلامية في ذلك الزمن تفككاً يشبه الى حد كبير التفكك الذي تعيشه الأمة في عصرنا

كان زعماء المسلمين يتآمرون على بعضهم كما هو حال الزعماء في زماننا

احتلت أراض وبلدان من العالم الإسلامي في ذلك الوقت كما هو الحال في عصرنا بل إن معظم العالم الإسلامي وقع تحت الإحتلال المغولي

كثر القتل من قبل الأعداء في ذلك الزمن وكثر القتل في زماننا ولكن الفرق شاسع فلم يعدل جرائم التتار أي جرائم في التاريخ


ساهم أتباع المذاهب المنحرفة كابن العلقمي الرافضي في اسقاط الدولة العباسية والتعاون مع التتار ، وكذلك هوالحال في زماننا فالرافضة مازالوا أعواناً للأعداء ضد المسلمين


كان للتتار عملاء في الداخل وأبواقٌ يروجون لهم ويساهمون في إنجاح أهدافهم كما هو الحال في عصرنا تماماً فالعملاء والأذناب من المثقفين هم تكرار لألائك الأذناب


والهدف من ذلك السرد التاريخي ومن تلك المقارنة هو القول بأن الأمة الإسلامية تمر بمراحل ضعف وسقم ولكنها لابد أن تعود وتقف على قدميها بتوفيق الله ورحمته
فلا يدخلن اليأس الى قلوبكم فالأمة الإسلامية حتماً ستعود إلى المكانة التي يريدها الله


الأمة الإسلامية تمرض لكنها لا تموت