المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوائم السِياميِّة وقصص من الماضي



فهده
12-01-2010, 11:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.x5up.com/upfiles/VQn45006.jpg




التوائم السيامية هي ظاهرة نادرة الحدُوث، يكون فيها التوأمان ملتصقين في منطقةٍ ما من جسميهما، وهي حالات عرفها التاريخ قديماً ولا تزال تحدث.قال في مختار الصحاح مادة (ت أ م): أتأَمَتْ المرأة اِذا وضعتْ اِثنين في بطن فهي ـ يعني الأم ـ مُتئِم، والولدان توأمان، ويقال هذا توأم هذا، والأنثي توأمة والجمع توائِم وامرأةٌ مِتآم؛ أي تلد التوأم كثيراً.

والتوائِم السيامية هي في الأصل توائِم أُحادية الزايجوت (monozygotic) منْحدرة من بويضةٍ واحدةٍ، قد خُصِّبت بحيوان منوِي واحد، ثم انْشطرتْ بعد تكوين الزايجوت إلى توأمين؛ وعلى حسب وقت الانشطارِ يكون وضع التوائم. فإِذا حدث الانشطار في الأيام الثلاثةِ الأولى من تكوين الزايجوت يتولد من ذلك توأمان سليمان لكل منهما مشيمة وكيس ماء منفصل عن الآخر،
وإذا كان الانشطار في الأيام التي تلي تكوين الزايجوت بـ 4 إلى 7 أيام يقتسم التوأمان مشيمة واحدة، ولكن يعيش كل منهما في كيس ماء منفصل عن الآخر. والانشطار الذي يحدث من 8 إلى 12 يوماً لا يقتسم التوأمان فقط مشيمة واحدة، بل يعيشان معاً في كيس ماء واحد، وهو حمل لا يخلو من تعقيدات ومشاكل كثيرة. أما الانشطار الذي يحدث بعد أكثر من 13 يوماً من تكوين الزايجوت فهو المرحلة التي ينتج عنها تكوين التوائم الملتصقة (conjoined twins or Siamese)، ويمكن أن يكون الالتصاق بجانبي الرأس أو جانبي الجسم أو الصدر مع الصدر من الأمام، أو من الخلف - الظهر مع الظهر - وغيرها من الأوضاع والصور العديدة، وأكثر هذه الصور انتشاراً أن يكون الالتصاق عن طريق الصدر مع الصدر. وتكثر حالات التوائم السيامية في الإناث مقارنة بالذكور، وتكون هذه التوائم عرضة لعيوب خَلقية في القلب، ولا يقتصر حدوث هذه التوائم السيامية على بني البشر فقط، بل هي موجودة أيضاً في بعض الحيوانات من ذوات الثدي كالقطط والأبقار.
وقد اشتهر التوأمان جانج وأنج (Chang & Eng) في التاريخ الحديث، ومنهما جاءت تسمية التوائم السيامية (Siamese) وتعني تايلاندي من (Siam)، وهي الاسم القديم لتايلاند، وهما ملتصقان بغضروف في مقدمة الصدرxiphopagus )). وقد وُلد التوأمان في القرن التاسع عشر وباعتهما أمهما لمهرجي السيرك ليجتمع الناس لرؤيتهما، وقد عاشا وأنجب كل منهما أطفالاً أسوياء.

(أنظر إلى تقارب اسميهما أنج/ جانج، يبدو أن هذا العرف قديم في الأمم، ومثله خالد وخالدة والحسن والحسين، بيد أن الحسن والحسين ِسبطا رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانتاه في الجنة، لم يكونا توأمين على عكس ما يتوهمه كثير من الناس، بل كانا طريدين، وانظر ترجمتهما في البداية والنهاية لابن كثير(1)).
وقد كتب المؤرخون المسلمون عن حالات مماثلة في القرون الأولى من الهجرة، فقد كتب ابن الجوزي في المنتظم(2) ونقل عنه ابن كثير في البداية والنهاية: قال ثابت بن سنان المؤرخ: إن بعض بطارقة الأرمن أرسلوا إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين من الأرمن ملتصقين في العام 325 هجرية باعتبارهما يمثلان أعجوبة، وقد كانت أعمارهما بين 25 إلى 30 سنة، وكان التصاقهما من جانب واحد في المعدة (وربّما يُقصد من جهة الجانب)، ولهما بطنان وسُرَّتان ومعدتان، وأوقات جوعهما وعطشهما تختلف، وكذلك أوقات البول والبراز، ولكل واحد منهما صدر وكتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وقدمان، ولكل واحد منهما إحليل، وكان أحدهما يميل إلى النساء، والآخر يميل إلى الغلمان (وهو على عكس ما يعرف في الطب اليوم أنهما متقاربان في الطباع والأمزجة؛ لانحدارهما من جينات واحدة، وهي في الأصل بويضة واحدة انشطرت إلى اثنين)، وكان أحدهما إذا دخل إلى المستراح دخل قرينه معه. وهما ملتصقان من جانب واحد من حد فويق الحقو إلى دون الإبط، وتراهما يلبسان قميصين وسروايلين، ولالتصاق كتفيهما وأيديهما يجعل كل واحد منهما يده التي تلي أخاه من جانب الالتصاق خلف ظهر الآخر ويمشيان على هذا النحو، وكانا يركبان دابة واحدة؛ وحدثهما أبوهما أنه لما أراد أن يفرق بينهما فقيل له إنهما يتلفان؛ لأن التصاقهما من جانب الخاصرة، وإنه لا يجوز أن يسلما فتركهما، وانظر إلى هذا التفكير الجراحي المتقدم على زمانه في ذلك الوقت، بيد أنه قد يتعذر الانفصال حتى في أيامنا هذه إذا كانت الأعضاء المشتركة حساسة ولا يمكن فصلها، كالذي حدث للتوأمتين الإيرانيتين اللتين ماتتا أثناء محاولة فصل دماغيهما في عملية استغرقت ما يقرب من 18 ساعة).

وكان الناس بالموصل يصيرون إليهما، فيتعجبون منهما ويهبون لهما، وأنهما خرجا إلى بلدهما فاعتل أحدهما ومات وبقي أياماً حتى انتنّ وأخوه حي لا يمكنه التصرف، ولا يمكن للأب دفن الميت.. إلى أن لحقت الحي علة من الغم والرائحة فمات أيضاً (كان الواجب فصلهما؛ إذ كانت الفرصة مواتية)، ودفنا جميعاً. وكان ناصر الدولة الحمدان قد دعاهما إلى الإسلام فأسلما، فاوهب لهما. وقد أراد ناصر الدولة فصل أحدهما عن الآخر وجمع الأطباء لذلك، فلم يتسنَّ لهم ذلك. (هكذا ينبغي أن يكون حال الأمير المسلم في كل زمان ومكان، ومثله الطبيب المسلم، ومن هم مثلهم مِمّن يلتمسهم الناس لحوائجهم فإنهم أحرى أن يُجابوا إذا ما دعَوَا غيرهم للإسلام وسلوك منهج الاستقامة). ألا رحم الله الذين كتبوا هذا التاريخ بهذا التفصيل الدقيق الموثق.
فللّه درهم.

المراجع :

(1) البداية و النهاية لابن كثير
ترجم لهما ابن كثير رحمه الله (باختصار):
الحسن بن على بن أبى طالب أبو محمد القرشى الهاشمى سبط رسول الله صلي الله عليه و سلم ابن ابنته فاطمة الزهراء وريحانته وأشبه خلق الله به فى وجهه ولد للنصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة فحنكه رسول الله بريقه وسماه حسنا وهو أكبر ولد أبويه.
الحسين بن على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو عبد الله القرشى الهاشمى السبط الشهيد بكربلاء ابن بنت رسول الله ص فاطمة الزهراء وريحانته من الدنيا ولد بعد أخيه الحسن وقال بعضهم إنما كان بينهما طهر واحد ومدة الحمل وولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة
(2) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي



د. الطيب عبد الخالق
اختصاصي امراض النساء و التوليد
دكتوراة امراض النساء و التوليد - جامعة الخرطوم
سلام..

كاسب العز
21-02-2010, 05:23 PM
نعم رحم الله من كتب لنا هذا التاريخ ووثقة

الله يعيطك العافية

حنونه
21-08-2010, 01:08 AM
سلمت هذه الأنامل

الطيبة للخير

وللعطاء المثمر دوما

ربي يعطيكـ ألف عاآآآآفية طرح راآآآآآآئع

شكـرا لكـ

~عبدالله العنزي~
22-08-2010, 05:18 AM
باركـ الله فيكـ


تحيتيـ لكـ

وديـ ورديـ


( :

فهده
25-08-2010, 11:34 PM
كاسب

حنونه

عبد الله

منورررين

حياكم ..

سابحه ضد التيار
01-09-2010, 07:25 AM
فهده سلمت أناملك
ودام عطائك المميز ...

دلوعتها

عطر طيبه
20-10-2010, 04:20 PM
الله يعطيك العافية
بانتظار جديدك