المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق أبلج ......



إعصار نار
26-02-2003, 08:24 AM
.
.

..... حينما تكون النفس مجبولة على حب الحياة ... والأمن .. والسلامة.. والإستقرار ... فإنها مجبولة أيضا على حب النصرة لها ... والأخذ بثارها ... والإنتقام لها ... وهذه صفة متأصلة في النفوس البشرية ... الا من رحم الله ... وقليل ماهم ..

ويرى الكثير أحقيته في إختيار نوع وشكل الحياة التي يريدها ... ويرغب مسالكها .. حسب ما يوافق الأهواء غالبا ... والعقل نادرا ...

واذا ماتعرض أيا منٌا لموقف " ما " فإنه يبحث بكل وسيلة ممكنة عن مخرج آمن .. يؤدي به الى شاطئ الآمان .. وغالبا مايكون للخروج من المواقف الحرجة ضحايا يكونون بمثابة جسور تمتد بالناجين الى مأمن من الخطر المحدق بهم .. وتتفاوت درجات الأذى بالضحية أو الضحايا على قدر المشكلة ... وكيفية الخروج منها ....

عندها يقبع الضحية المتضرر من مأزق خروج الناجين " أو من يقوم مقامه " تحت وطأت تأثيرات نفسية .. عدوانية .. ذاتية .. إنتقامية .. ثأرية .. هجومية ... تدميرية .. تستخدم في سطوتها على الخصم كل ما أوتيت من قوة لسحقه ... بغض النظر عن شرعية تلك القوة ... مباحة ... محرمة ... لايهم ... الإنتصار ... والإنتصار فقط .. هو الذي يحدد نوعية القوة المستخدمة .. وكيفية الهجوم ... وقد يكون له الأحقية في ذلك على قدر المظلمة فقط .. كما أجاز له الله بذلك ...
إلا أن الإنتقام يكون أشد وطأة بكثير من المظلمة في أغلب الأحيان ... معتدلا نوعا ما أحيانا أخرى ... مفتقدا العفو والصفح ابدا .. واذا ما حصل ذلك فإنه يكون نادرا جدا .... هذا في حال وقوع الظلم .. أو اذا كان هناك ظلما فعلا...

..... أما الإنتصار للنفس عند إختلاف وجهات النظر ... أو إختلاق سببا وهميا مفتعلا .. أو إبراز للذات ... أو حسدا من عند أنفسهم ... فإنه يكون جائرا جدا ... خسيسا .. لئيما .. سيئ المقصد ... يعكس الصورة الخفية .. والنوايا الدنيئة ... والإبتسامات المبطنة ... التي مايلبث وجه صاحبها المبتسم عند ما تسنح له الفرصة .. حتى ينقلب وجها شاحبا مخيفا ... مروعا ... إن نظر اليك .. فإنك ترى الغدر في نظراته ... وإن مد يدا ... فإنك تلامس الخيانة ... وإن شافهك ... فإنك تسمع المقت ... وإن عاملك ... فإنك ترى المكر والخداع ... وإن إبتعد عنك ... فإنه يشعرك بالخوف وعدم الآمان ...


إذا ... ما هو السبيل ؟؟
هذا شر لابد منه .. ولايمكن أن يزول يوما من الأيام ... لأن الظلم واقعا لامحالة ... وحب الإنتصار متأصل في النفوس ...

لذا ... فإنني أوجه رسالة الى إخواني ... الأجلاء ... وأخواتي ... الفاضلات العفيفات ... أعضاءا وقراءا ... أن يتقوى الله عزوجل ... عندما يجدون أنفسهم في مثل هذه المواقف .. وأن يتذكورا قول الله عزوجل ( ما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد ).....

اللهم إننا نسألك سدادا في الكلم ... وقواما في المنهج ... وصلاحا في الرأي ...

وتقبلوا تحيات وتقدير أخوكم ... محبكم ....... عسيب .......

قول فصل
26-02-2003, 11:40 AM
ولكن .. هناك نيات طاهرة لهذا الحق .. وأقوال متبوعة له .. وأفعال صالحة تقطف الثمار اليانعة ...
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريءِ مانوى ) !؟

وإن الله لا ينظر لصورنا ولا إلى أجسامنا ..
وإنما إلى نياتنا وأعمالنا ...

فلنري الله من أنفسنا خيراً ..
وسوف نحمد السرى ونفوز ونفلح ...

أيما فوز .. وأيما نجاح ...

فمن أرضى الناس بسخط الله .. سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ...
ومن أرضى الله بسخط الناس .. رضي الله عنه وأرضى عليه الناس ...

فقلوب البشر بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء !!!

فالمسالة برمتها وكامل هيئتها ومكنونها ...!!!

تعامل مع الله بإخلاص التوجه وتقواه فيها ..
وذلك بمحبته ورجاء مرضاته وخوف نيران عقابه الشديد ...

والبحث عن الصواب والإلتزام به وتبنيه والإستقامة عليه ...

وأم القضايا لدينا والرزايا .. والبلايا .. إلغاء فكر الآخر ونبذه بالكلية ؟!

( قلباً وقالباً ؟! ) وكأنه غير موجود ولم يخلق كما خلقنا .. وأوجد كما وجدنا !؟..

أو احتوائه بدون إرادة منه ولا تصرف أو تفكير كذلك بالكلية .. إمعة يكون وشرابة خرج !؟..

نريده كالأجهزة الكهربائية .. ينطق بما ننطق .. وينقل ويتفوه بما نقول ..

كالطبلة الجوفاء مطبلاً .. وكالببغاء مردداً ..

كالراديو والمسجل ناطقاً .. وكالتلفزيون مصوراً وناعقاً !؟

وكالغسالة مغسلاً من نريد .. وكالثلاجة مثلجاً .. وكالفرن والبوتغاز طابخاً ومنضجاً !؟

ولا نتعامل معه إذا كان معارضاً بما يتناسب مع قوله واعتقاده ...
وسوء فهمه وتصوره وافتراضه وحكمه ...( فالحكم على الشيء فرع من تصوره ) ..

ولنكن مع الإخوان والأخوات .. كالنحلة التي تقع على الزهرة وتشم الرحيق وتنتج العسل فيه شفاء للناس .. أو كالشجرة المثمرة نأخذ منها الثمرة ونجعل العود للنار نتدفى به وقت الشتاء فنتقي به في وقته زمهرير البرد ...

وهناك من يرضى لنفسه أن يكون ببغاءً .. وتابعاً .. ورويبظة .. لضغط منافع ومصالح ومكتسبات وجاهة حياتية ومال .. أو خوف بطش وتنكيل ووبال متجبر ظالم جائر ...

وهناك من هو حر ولد أحرار .. لا يرضى بالإستعباد له طريقاً إلى نفسه .. ومن هم حوله .. وإنما يرضى التفاهم والتجاوب والتعاون .. والسير على منهاج يرضاه الله له وترتضيه له نفسه ( منهاج النبوة ) بعد القناعة والإقتناع المدعومة بالدليل الواضح والحجة والبرهان الناصع ...

وإذا كان الرفض والرد سبيلاً لماكان ليس موافقاً ..
فلا يفسد للود قضية معه ....
( كل أمر ليس عليه أمر الله ورسوله .. فهو رد ) ....

مردود على صاحبه ياأخي مردود ...

فلماذا لانكون إخوة ولو اختلفنا .. ولنتعاون على مااتفقنا عليه .. وليعذر بعضنا بعضاً على مااختلفنا عليه .. بعد الحوار الهادف الهاديء ....

فلماذا لا نتناصح ونصفح ونتصافح .. وماالمانع ؟

بالرغم من الإختلاف الذي ليس مخرجاً من الملة ...
بل لا زال الجميع تحت سقف ومظلة الدين الحنيف .. دين الإسلام ..

دين السلام .. إنه بحق .. دين السلام ...

وختاً لكم مني السلام ......

أمل عبدالعزيز
26-02-2003, 03:25 PM
أخي الفاضل عسيب00

قلت في معرض حديثك وطرحك الرائع مايلي:

..... أما الإنتصار للنفس عند إختلاف وجهات النظر ... أو إختلاق سببا وهميا مفتعلا .. أو إبراز للذات ... أو حسدا من عند أنفسهم ... فإنه يكون جائرا جدا ... خسيسا .. لئيما .. سيئ المقصد ... يعكس الصورة الخفية .. والنوايا الدنيئة ... والإبتسامات المبطنة ... التي مايلبث وجه صاحبها المبتسم عند ما تسنح له الفرصة .. حتى ينقلب وجها شاحبا مخيفا ... مروعا ... إن نظر اليك .. فإنك ترى الغدر في نظراته ... وإن مد يدا ... فإنك تلامس الخيانة ... وإن شافهك ... فإنك تسمع المقت ... وإن عاملك ... فإنك ترى المكر والخداع ... وإن إبتعد عنك ... فإنه يشعرك بالخوف وعدم الآمان ...

ولو لم تكتب مما سبق إلا هذا لوفى وكفى فكيف وأنت أعطيت وأدليت بما في جعبتك من حديث يثير الشجون؟

أعلمُ أخي العزيز أن المنتديات ماهي سوى ملتقى فكرى تلتقي فيه أرواح الأخوة والصفاء والنقاء00

أرواح قد أشقاها العناء فتدخل لتزيل عن كاهل عقلها جهل السنين ووطأة الحنين لماضي تليد قد اصبح يوماً ما أغنية ننشدها

وقصيدة ننثرها بين أيدى غيرنا فنقول ( كنّا وكتّا يوما ما مالكي للدنيا ولكن!!!


لن يجدي ذلك نفعاً ولن يرفع لنا علماً مادمنا منحصرين في شيء أتعلم ماهو؟

هو بوتقة :

"إن لم تكن معي فأنت ضدى "

وأخرى ليست بأقل منها:

" أصبحنا شيعاً كلُ حزبٍ بمالديهم فرحون"

فحينما تحولت المنتديات للرشق والسحب والطرق , أصبح المرء يدخلها مكبلاً بهمومه فيخرج وقد زادت أحزانه وغمومه00

وهذا مااااااالانريده هنا فى منتدياتنا 00

نريد مصداقية ووفاء لأنفسنا قبل غيرنا000

لانريد تهم ولا لمز ولاغمر ولاهمز 00

وإلا فلن ترتقي أقلامنا ولن تقوم لنا قائمة مادمنا نُرخي السمع , ونكذب على الغير ونؤصل الباطل بعد أن نلبسه حلية الحق وهي ليست له00

إلا فلنتق الله وهو حسبنا ونعم الوكيل وكفى بالله شهيداً

أختك فى الله الرهيبة :):rolleyes:

إعصار نار
01-03-2003, 07:41 AM
.
.

أخي العزيز ..... قول فصل ..... سلمكم الله

تحية طيبة مباركة .. عبقها المحبة في الله ... ثم أما بعد ...

شكرا الله لك ... أخي ... على مداخلتك المباركة الشيقة ... والذي كانت بمثابة تتممة للموضوع .. فكما تفضلت ... أخي ... إن من مقاصد الإنتصار للنفس .. السيئة هو ( الغاء الغير ... وتجاهله ) ....

تحياتي وتقديري لأخي ....

أخوك .. محبك .... عسيب ....

إعصار نار
01-03-2003, 08:04 AM
.
.
.

أخي الغالية ... أختي في الله ... الرهيبة ........ سلمك الله ورعاك ..

أسعد الله أوقاتك بكل خير وسرور ... ثم أما بعد

لافض فوك أختي العزيزه ... على مداخلتك الرائعة ... فكما أسلفتي آنفا ... أن من الجراحات التي كان الإنتصار للنفس سببا في حدوثها .... كنٌا....

إن المتأمل في واقع الأمة سابقا ... وواقعها حاضرا ... يجد أن الأباء والأجداد عزفوا على أوتار الفضيلة أعذب الحان الإنتصارات .. وسطروا أروع البطولات ... وكتبوا بمداد من ذهب قواعد الحضارات ... ونقشوا على الصخور ... التاريخ الذي سيبقى دافعا للتواقين الى الأمجاد مابقي الدهر ...

أما واقع الأمة حاضر فإنه واقعا مؤلما ... مخزيا ... عزفوا قادته على أوتار الذل والهوان أسواء الهزائم ... والدونية ... والتبعية ... دون حياء أو خجل ... وكتبوا بمداد من دم قواعد الخيانة ... ونقشوا على الطين الجبن ليندثر بإذن الله مع قدوم التواقين آنفا ....

وماذاك إلا لأنهم عظموا الذات .. والإنتصار للنفس من بني جلدتهم بحق أو بغيره ... ولعل واحدة من صوره .. مايحدث في النت بين شباب الأمة .. كما أسلفتي آنفا ... وماذاك إلا إمتدادا لما يحدث في غرف الإجتماعات لمن أسموا أنفسهم بصناع القرار وهم في الواقع صناع الفرار...

اللهم طهر قلوبنا من النفاق ... وأعمالنا من الرياء ... وألسنتنا من الكذب ... وعيوننا من الخيانة .... آمين

تحية لأختي في الله الغالية .... الرهيبة ....

أخوك .... عسيب .....