المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاثير التدريب الرياضي علي الدم



shikon_85
27-05-2008, 12:56 PM
ثالثا : الــــــدم : The Blood
يبداء تكوين الدم في الجنين وهو مازال داخل الرحم ويعتبر الدم مكونا أساسيا في تشكيل بيئة الجسم الداخلية إلي جانب سائل ما بين الأنسجة والليمف وهو المسئول عن توفير البيئة الداخلية الملائمة لحياة أنسجة الجسم بفضل عمليات التبادل التي تتم بينه وبين سائل مابين الأنسجة حتى تبقي الخلايا في وسط كيميائي ثابت نسبيا ويقوم الدم بكثير من الوظائف الحيوية
الهامة ويساعده علي ذلك طبيعة تكوينه وخصائصه المميزة كما تساعد عملية انتقاله من مكان
إلي أخر في الجسم علي القيام بدور التوصيل والنقل بين خلايا الجسم المختلفة . والدم هو ساءل أحمر لزج يقوم بنقل المواد الغذائية المهضومة إلي خلايا الجيم ويقوم أيضا بتخليص الخلايا من نفايات عمليات الاحتراق والأكسدة ويقدر حجم الدم في الشخص البالغ حوالي ست لترات وفي المرآة حوالي خمس لترات وينتشر الدم غي كل أجزاء سواء في الأوعية الدموية أو في القلب أو في الرئتين وكذلك في الكلي ويبلغ حجم ادم إلي وزن الجسم حوالي 8/100 من وزن الجسم وتجدر الإشارة إلي إن مزاولة التدريب الرياضي بصورة منتظمة تساعد علي زيادة حجم الدم .
مكونات الــدم :_ يتركب الدم من
أ_ خلايا الدم الحمراء. ب_ خلايا الدم البيضاء .
ج _ الصفائح الدموية. د _ بلازما الدم .
1_ خلايا الدم الحمراء :
هي عبارة عن كرات مقعرة ومستديرة وليس لها نواة وتحتوي علي 34% من الهيموجلوبين وحوالي 64% ماء 5% دهون 7% سكريات وحوالي 6% أملاح وحوالي 1.5% مواد بروتينية و عمرها في جسم الإنسان حوالي 120 يوم وتتجدد بنفس سرعة فقدها ويتولى عملية تنظيم تجديد هذه الخلايا هرمون أرثربوتن ويفرز من الكليتين ومهمة خلايا الدم الحمراء هي حمل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ويجب أن يحرص الفرد علي تناول مركبات فيتامين B12 في الغذاء نظرا لأهميتها في المساعدة علي تكوين كرات الدم الحمراء .
2_ خلايا الدم البيضاء :
وهي عبارة كرات شفافة تقوم بوظيفة حماية الجسم من الجراثيم حيث تهاجم الميكروبات و المواد الضارة عند دخولها إلي الجسم وعمرها في جسم الإنسان لا يستغرق إلا أيام قليلة وأحيانا عدة ساعات ومن خواص الخلايا الدم البيضاء أنها تهاجم الميكروبات داخل خلايا الجسم وهذا يعني أنها تخرج من الأوعية الدموية إلي الخلايا وتكون علي خمس صور هي :
الأولي: تعتبر خط الدفاع الأول ضد العدوى وتسمي " نيوتروفيل " .
الثانية : تتزايد وتتكاثر عند ارتفاع درجة حرارة الجسم وتسمي" أسينوفيل" الثالثة: تفرز مادة " الهيبارين " و" الهتامين " لقتل الجراثيم وتسمي"باسوفيل" .
الرابعة:خاصة بالعدوى طويلة المدى مثل ميكروب الدرن وتسمي" ليمفوسيت" .
الخامسة : وهي تأكل وتلتهم الميكروب وتسمي " مونوسيت " .
3_ الصفـائح الدموية :
وهي تعمل علي وقف انسكاب الدم إذا ما جرح الإنسان حيث تساعد في تكوين الجلطة الدموية والتئام الجروح مما يعمل علي وقف النزيف وعدده حوالي ربع مليون في كل ملي لتر دم وتعتمد عملية تجلط الدم علي عوامل كثيرة من أهمها تلك الصفائح الدموية .
4- بلازما الدم :
هي الجز السائل من الدم وتبلغ في الشخص البالغ الطبيعي 55% من حجم الدم وتكون كرات الدم حوالي 45% من حجم الدم والبلازما سائل اصفر اللون تحتوي علي 90% من وزنها ماء والباقي مود مذابة .
فصائل الدم : _
لقد استفادت البشرية استفادة كبيرة بعد اكتشاف فصائل الدم منذ الحرب العالمية الأولي علي يد العالم " لاند ستير " مما أدي إلي إنقاذ حياة الملايين حيث تنقسم فصائل الدم إلي أربعة أنواع ويرجع السبب في هذا التقسيم إلي المادة اللاصقة التي تغطي كرات الدم الحمراء وهي مادة A,B لذلك فأن جميع الأفراد الذين تغطي كرات دمهم بالمادة B تعتبر فصيلة دمهم من النوع B أما إذا كانت كرات الدم الحمراء مغطاة بالمادة A تعتبر فصيلة دمهم من النوع A أما إذا كانت كرات الدم الحمراء مغطاة بالمادتين A , B تعتبر فصيلة دمهم BA والذين لا تغطي دمهم مادة BA فأن فصيلة دمهم من النوع O .
لزوجة الــدم : _
تقدر لزوجة الدم بخمس أمثال لزوجة الماء في الرجل العادي وتزداد نسبة اللزوجة في الدم عند انفجار الكرات الحمراء ويسال الهيموجلوبين ويمتزج بالبلازما وفي حالات النزيف والإسهال والقيء والعطش الشديد .
ضغط الدم : _
هو عبارة عن قوة ضغط من الدم ضد جدار الشرايين ويحددها مقدار الدم الذي يدفعه القلب ومدي مقاومة سريان الدم وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر عليه وهي كالأتي :
1_ الطول والوزن والجنس : إذ يزيد الضغط لدي الرجل حوالي 10 مم زئبق عن المرآة .
2_ المرحلة العمرية : إذ يزيد ضغط الدم بتقدم الإنسان في العمر .
3_ الحالة الانفعالية : إذ يرتفع ضغط الدم في حالة الانفعال .
4_ الحالة التدريبية : والعمر التدريبي : يقل لدي المدرب عنه لدي غير المدرب .
5_ نوع النشاط المهني الممارس : إذ يقل لدي المهنيين ويزيد لدي المكتبين .
6_ سعة القلب : إذ يتناسب حج الدم المدفوع في الدقيقة طرديا مع ضغط الدم .
7_ سرعة التنبيه العصبي القادم من قشرة المخ إلي القلب .
8_ سرعة التنبيه العصبي القادم من النخاع الشوكي إلي مراكز انقباض الأوعية الدموية .
9_ مدي الاستجابة للمنبهات اللاإرادية بمحرك الأوعية الدموية التي تنبهه إلي قبض أو بسط الوعاء الدموي وفقا للحالة .
10_ حجم المقاومة التي يتعرض لها الدم أثناء تدفقه بالوعاء الدموي .
وظائف الدم : _
1_ نقل الأكسجين إلي خلايا الجسم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون .
2_ نقل الهرمونات المختلفة من الغدد إلي الأعضاء وأجهزة الجسم .
3_ حماية الجسم من الميكروبات والأمراض وكسب المناعة اللازمة ضد بعض الأمراض بواسطة كرات الدم البيضاء .
4_ حماية الجسم من النزيف وذلك بواسطة الصفائح الدموية .
5_ نقل المواد الغذائية بعد هضمها إلي جميع خلايا الجسم .
6_ عن طريقه يمكننا التعرف علي كثير من الأمراض التي يصاب بها الفرد بواسطة تحليله للتعرف علي نسبه ومكوناته .
تأثير التدريب الرياضي علي الدم :
يؤدي التدريب الرياضي إلي حدوث تغيرات في الدم كما يحدث بالنسبة لأي جهاز من أجهزة الجسم الأخرى و تشمل هذه التغيرات زيادة حجم الدم وحجم الهيموجلوبين والكرات الحمراء وفي ضوء الدراسات التي أجرها كلا من " أستراند " و" روداهل " أتضح أن حجم الدم والكرات الحمراء تزيد من الأشخاص المدربين بالمقارنة بالأشخاص غير المدربين وقد دلت العديد من الدراسات علي أن نقص الهيموجلوبين في الدم عن مستواه الطبيعي يؤدي إلي نقص استهلاك الأكسيجين إلا إن زياد الهيموجلوبين علي المستوي الطبيعي مازالت موضع خلاف من حيث تأثيرها علي زيادة الأكسجين . وقد ركزت معظم الدراسات علي تأثير التدريب الرياضي علي كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين نظرا لأهميتها بالنسبة للتحمل بينما لا يتم التركيز علي الكرات البيضاء وقد يرجع ذلك إلي ارتباط الكرات الحمراء والهيموجلوبين بعنصر التحمل نظرا لدورهم في نقل الأكسجين إلي العضلات العاملة إلا إن دور الكرات البيضاء لا يقل أهمية بالنسبة للرياضي نظرا لما تقوم به من دور هام في مقاومة الإمراض والتي كثيرا ما يصاب بها اللاعب في موسم المنافسة وبذلك يفقد لياقته وينخفض مستواه الرياضي وقد اهتمت دراسات قليلة بتأثير التدريب الرياضي المنتظم علي الكرات البيضاء وعلي المناعة حيث قام " ماتفينكو " عام 1979 بدراسة تتبعية
متغيرات مكونات الدم لدى أفراد المنتخب القومي السوفيتي في الفترة من 1969 _ 1979 ودلت نتائج الدراسات علي زيادة الكرات الحمراء والهيموجلوبين خلال سنوات الأعداد الأولي ثم عدم تغيرها بعد ذلك بينما استمرت الزيادة بعد ذلك للسنوات التالية بالنسبة لكرات الدم البيضاء لدي اللاعبين المتفوقين بينما حدث عكس ذلك لغير المتفوقين إلا أن الزيادة أو النقص كانت دائما فيد حدود العدد الطبيعي . وما زالت نتائج الدراسات متضاربة حول تأثير التدريب البدني المنتظم علي عدد كرات الدم البيضاء وقد ذكر " بوكر " " و" بوفتش " بناء على نتائج دراسة قام بها " هاوكيثس " 1937 عن عدم تغير عدد كرات الدم البيضاء إلا أنه حدثت زيادة في عدد الكرات الصغيرة من نوع " النتروفيل و الليمفوسايت" كما ذكر ابوالعلا وآخرون 1948 في نتائج الدراسة التي قاموا بها علي المنتخب المصري للمصارعة بهدف تأثير فترة الأعداد للمنافسة علي تغيرات مكونات الدم حيث لم يلاحظ تغيرات في تركيز الهيموجلوبين أو الكرات الحمراء بينما لوحظ زيادة في عدد الكرات البيضاء لدي اللاعبين الذين فازو بمراكز متقدمة في دورة البحر الأبيض المتوسط بينما لوحظ انخفاض في الكرات البيضاء لدي اللاعبين الذين لم يحققوا نتائج في نفس الدورة .
التغيرات و التكيفات الفسيولوجية للدم المصاحبة للجهد البدني :
في ضوء ما تقدم نجد أن هناك العديد من التغيرات والتكيفات التي الفسيولوجية المصاحبة للجهد البدني واتي تترك أثرها علي الدم , وفيما يلي نعرض لهذه التغيرات والتكيفات الناجمة عن هذا الجهد .
أولا : التغيرات الفسيولوجية للدم :_
1_ زيادة كثافة وانتشار الشبكة الوعائية للدورة الدموية بالجسم عموما .
2_ نقل كمية أكبر من الوقود اللازم لعملية التمثيل الغذائي .
3_ ارتفاع معدل اتحاد هيموجلوبين الدم بالأكسجين في الرئتين وبثاني أكسيد الكربون بالأنسجة العضلية .
4_ التنبيه إلي زيادة سرعة وعم التنفس بفعل منعكس كنتيجة لزيادة كمية الدم المدفوعة في الأوعية الدموية .
5_ زيادة كمية الدم المدفوعة إلي الشعيرات المحيطة بالحويصلات .
6_ زيادة كمية الدم الشرياني المغذية للأنسجة العضلية .
7_ زيادة تركيز الهيموجلوبين كنتيجة لإفراز العرق مما يؤدي إلي زيادة القدرة علي أتمام عملية التبادل الغازي .
8_ زيادة الدورة الشعرية بالأنسجة العضلية عن طريق تفتح الشعيرات الخاملة وتكوين شعيرات دموية جديدة .

ثانيا : التكيفات الفسيولوجية للدم :
1_ زيادة عدد خلايا الدم الحمراء وبالتالي زيادة الهيموجلوبين بالدورة الوعائية .
2_ التناسب الطردى فيما بين زيادة عدد كرات الدم الحمراء وبين حجم الجهد البدني المبذول في النشاط الرياضي التخصصي .
3_ الزيادة المؤقتة والمحدد لعدد خلايا الدم البيضاء خلال التدريب ثم العودة إلي العدد الطبيعي بعده .
4_ سرعة التبادل الغازي والغذائي بين الجهاز الدوري والأنسجة العضلية العاملة أثناء الجهد البدني .
5_ إعادة توزيع الدم بزيادة المدفوع بالأنسجة العاملة أثناء المجهود وخفضه بالمناطق البطنية الغير عاملة .
6_ انخفاض حموضة الدم والحفاظ علي قلويته .
7_ انخفاض حجم المقاومة التي يتعرض لها الدم بالأوعية الدموية .
8_ ارتفاع ضغط الدم الوريدي وتحسن الدورة الوريدية بأطراف الجسم.
9_ خفض الأكسجين إلي حده الأدنى في الأنشطة المرتفعة الشدة .

تاثير التدريب الرياضي علي الدم :-

يؤدى التدريب الرياضى إلى حدوث تغيرات فى الدم كما يحدث بالنسبة لأى جهاز من أجهزة الجسم الأخرى ، وهذه التغيرات نوعان ، منها ما هو مؤقت ، أى تغيرات تحدث بصفة مؤقتة كإستجابة لأداء النشاط البدنى ثم يعود الدم إلى حالته فى وقت الراحة ، ومنها ما يتميز بالاستمرارية نسبياً ، وهى تغيرات تحدث فى الدم نتيجة للانتظام فى ممارسة التدريب الرياضى لفترة معينة مما يؤدى إلى تكيف الدم لأداء التدريب البدنى وتشمل هذه التغيرات زيادة حجم الدم وحجم الهيموجلوبين والكرات الحمراء .
ويوضح الجدول التالى بعض مكونات الدم أثناء الراحة ، وكذلك بعد أداء الحمل البدنى الأقصى ، ويلاحظ الفرق بين الإناث والذكور والأشخاص المدربين وغير المدربين .
بعض تغيرات الدم الناتجة عن الحمل البدنى والتدريب

خصائص الدم
الحالـة
غير المدربين
المدربيـن
ذكور
إنـاث
ذكور
إنـاث
حجم الــدم (لتر)

حجم الهيموجلوبين
(جرام/ كجم)
الكرات الحمـراء
(مليون / مم3)
الكرات البيضاء
(ألـف / مم3)
المجموع الكلى للكرات الحمراء (تريليون)
تركيز الهيموجلوبين
(جرام %)
الراسـب الدمـوى
(%)
اللاكتيك فى الشرايين
والأوردة ملجم%)
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
الراحــة
الحمل الأقصى
من الأقصـى
الحمل الأقصى
5.7
5.50
10.5
بدون
5.4
5.7
7.0
15.0
30.8
بدون
16
17.6
47
50
12

50
12
4.3
4.2
9.4
تغيير
4.6
4.8
7.0
15
19.8
تغيير
14
15.4
42
45
12

50
120
6.4
6.1
11
بدون
بدون
بدون
بدون
بدون
34.6
بدون
بدون
بدون
بدون
بدون
بدون

18
140
4.8
4.7
10
تغيير
تغيير
تغيير
تغيير
تغيير
22.1
تغيير
تغيير
تغيير
تغيير
تغيير
تغيير

18
140

ر بصفة مستمرة وتزيد كفاءة عمل هذه المنظمات لدى الرياضيين ، وفى بعض الأحيان يمكن أن تصل قيمة pH الدم إلى (6.95) ويرجع السبب فى ذلك إلى زيادة نسبة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم من حوالى 9ـ12 ملجم% تقريباً أثناء الراحة إلى حوالى 250 ملجم% فى حالة أداء الحمل البدنى المرتفع الشدة .
ويدل الفارق بين محتوى الأكسجين فى الدم الشريانى والدم الوريدى على كمية الأكسوجين التى خرجت من الدم واستخدمتها الأنسجة ، ويزيد هذا الفرق بالتالى فى حالة نشاط العضلة ، وزيادة استهلاكها للأكسوجين ، وعلى العكس من ذلك يزيد ثانى أكسيد الكربون فى الدم الوريدى عنه فى الدم الشريانى نتيجة لزيادة استهلاك الأكسوجين اثناء النشاط البدنى .
وفيما يلى نعرض تأثيرات التدريب الرياضي المختلفة على الدم سواء كانت هذه التأثيرات عبارة عن استجابات مؤقتة أو تأثيرات تتميز بنوع من الثبات وهى ما يطلق عليها تكيف الدم تحت تأثير التدريب الرياضي.


تكيف الدم نتيجة التدريب الرياضى المنتظم :


فى ضوء الدراسات التى أجراها كل من استراند وروداهل ، أتضح أن حجم الدم والكرات الحمراء تزيد لدى الأشخاص المدربين بالمقارنة بالأشخاص غير المدربين ، وقد دلت العديد من الدراسات على أن نقص الهيموجلوبين فى الدم عن مستواه الطبيعى (12ـ18جرام% للرجال ، 11ـ16جرام % للسيدات) يؤدى إلى نقص استهلاك الأكسوجين إلا أن زيادة الهيموجلوبين عن المستوى الطبيعى ما زالت موضع خلاف من حيث تأثيرها على زيادة استهلاك الأكسوجين .
وقد دلت الدراسات التى أجريت عند مستوى سطح البحر أن مستوى الهيموجلوبين العادى يكفى لإمداد العضلات بما تحتاج إليه من أكسوجين اثناء النشاط البدنى ، ويرجع فى ذلك إلى أن زيادة الهيموجلوبين لا تؤدى إلى زيادة الإمداد بالأكسوجين نظراً لأن العضلات هى المسئولة الأساسية عن مقدار الأكسوجين المستهلك ويرتبط ذلك بقدرة العضلات على استخلاص الأكسوجين الوارد إليها مع الدم وبذا فإن زيادة قدرة العضلات على استخلاص كمية اكبر من الأكسوجين أكثر فاعلية من زيادة حجم الهيموجلوبين الذى يحمل إليها الأكسوجين ، حيث يمكن للعضلات أن تعوض نقص الهيموجلوبين بزيادة استخلاص الأكسوجين. وقد دلت الدراسات على أن زيادة الهيموجلوبين والكرات الحمراء عن المستوى العادى عند التدريب فى المرتفعات تكون لتعويض نقص الضغط الجزئى للأكسوجين فى الهواء الجوى ، وهذه الزيادة لها تأثيرها على مستوى الأداء ، إلا أن تأثير ذلك عند التدريب فى مستوى سطح البحر على مستوى الأداء ما زال موضع البحث . وقد دلت نتائج دراسة أكبلوم (1968)على انخفاض نسبة تركيز الهيموجلوبين لدى لاعبى الجرى مسافات طويلة حيث بلغت 14.3جرام ، بينما بلغت لغير الرياضيين 15جرام% ، إلا أننا يجب أن نفرق دائماً بين مقدار الهيموجلوبين الكلى فى الدم وبين نسبة تركيز الهيموجلوبين فى 100 ملليلتر نم الدم حيث أن زيادة أو نقص مقدار الهيموجلوبين الكلى هى العامل الهام ، وقد تحدث هذه الزيادة أو النقص دون أن تعطى الصورة الحقيقية من خلال نسبة تركيز الهيموجلوبين لأن هذه النسبة ترتبط بعامل زيادة حجم الدم الكلى والذى يتم عن طريق زيادة حجم الكرات الحمراء والبلازما ، فإذا ما تمت هذه الزيادة بصورة متوازية فإن نسبة تركيز الهيموجلوبين تبقى كما هى لا تتغير فى الوقت الذى حدثت فيه زيادة فعلية فى حجم الهيموجلوبين الكلى بالدم ، وقد لاحظ أكبلوم وآخرون 1972 زيادة فى حجم البلازما بدرجة أزيد نسبياً من الكرات الحمراء تحت تأثير التدريب الرياضى ونتيجة لذلك تنخفض نسبة تركيز الهيموجلوبين فى الدم نتيجة زيادة حجم البلازما بالنسبة للهيموجلوبين وليس نتيجة لنقص الهموجلوبين ، وبناء عليه فقد تظهر حالة تسمى الأنيما الكاذبة أو يطلق عليها أحياناً الأنيميا الرياضية ، إلا أنه يجب عدم التسرع فى تشخيص هذه الحالة قبل التأكد من حدوث الزيادة الوظيفية لبلازما الدم بالنسبة للكرات الحمراء .
وقد ركزت معظم الدراسات على تأثير التدريب الرياضى على كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين نظرا لأهميتها بالنسبة للتحمل بينما لم يتم التركيز على تأثير التدريب الرياضى المنتظم على الكرات البيضاء ، وقد يرجع ذلك لارتباط الكرات الحمراء والهيموجلوبين بعنصر التحمل نظرا لدورهما فى نقل الأكسجين إلى العضلات العاملة ، إلا أن دور الكرات البيضاء لا يقل أهمية بالنسبة للرياضى نظرا لما تقوم به من دور هام فى مقاومة الأمراض والتى كثيرا ما يصاب بها اللاعب فى موسم المنافسة وبذا يفقد لياقته وينخفض مستواه الرياضى ، وقد اهتمت دراسات قليلة بتأثير التدريب الرياضى المنتظم على الكرات البيضاء وعلى المناعة حيث قام ماتفينكو Matvinko 1979 بدراسة تتبعية لمتغيرات مكونات الدم لدى أفراد المنتخب القومى السويفيتى فى الفترة من 1962 إلى 1974 ودلت نتائج الدراسات على زيادة الكرات الحمراء والهيموجلوبين خلال سنوات الإعداد الأولى ، ثم عدم تغيرها بعد ذلك ، بينما استمرت الزيادة بعد ذلك فى السنوات التالية بالنسبة لكرات الدم البيضاء لدى اللاعبين المتفوقين بينما حدث عكس ذلك بالنسبة لغير المتفوقين ، إلا أن الزيادة أو النقص كانت دائما فى حدود العدد الطبيعى ، وقد لوحظت هذه الظاهرة فى دراسة فى البيئة المصرية قام بها أبو العلا وآخرون 1984 على المنتخب القومى المصرى للمصارعة بهدف دراسة تأثير فترة الإعداد للمنافسة (7 أسابيع) على تغيرات مكونات الدم حيث لم يلاحظ تغيرات فى تركيز الهيموجلوبين أو الكرات الحمراء بينما لوحظ زيادة فى عدد الكرات البيضاء لدى اللاعبين الذين فازوا بمراكز متقدمة فى دورة البحر الأبيض المتوسط 1983 بينما لوحظ انخفاض فى كرات الدم البيضاء لدى اللاعبين الذين لم يحققوا نتائج فى نفس هذه الدورة .
وما زالت نتائج الدراسات متضاربة حول تأثير التدريب البدنى المنتظم على عدد الكرات البيضاء فقد ذكر كربوفتش بناء على نتائج دراسة قام بها هاوكينس 1937 Hawkins عن عدم تغير عدد الكرات البيضاء إلا أنه حدثت زيادة فى عدد الكرات الصغيرة من نوع النتروفيل والليمفوسايت .
ولا تقتصر تكيفات الدم على تلك التغيرات المرتبطة فقط بخلايا الدم ولكن يشمل ذلك أيضا تغيرات ترتبط بخصائص الدم الأخرى ويعتبر حامض اللاكتيك من أهمها لارتباطه بالتعب العضلى حيث يتأثر مستوى حامض اللاكتيك فى الدم أثناء أداء النشاط البدنى بعاملين أحدهما هو معدل انتاج حامض اللاكتيك فى العضلات ، والعامل الآخر هو معدل التخلص منه وأى زيادة أو نقص فى ذلك لها تأثيرها على نسبة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم ، وعندما تبلغ هذه النسبة درجة معينة من التركيز تحدث حالة "الحمضية" Asidosis وينخفض معدل إنتاج الطاقة اللاهوائية وبالتالى تنخفض سرعة الأداء الحركى وقوته ويزداد الشعور بالألم ، ولذا فإن التدريب الرياضى يؤدى على تقليل معدل إنتاج حامض اللاكتيك فى العضلات عند أداء نفس الحمل البدنى كما يزيد سرعة التخلص من حامض اللاكتيك بالإضافة إلى زيادة تحمل اللاعب الألم الناتج عن زيادة حامض اللاكتيك .

استجابات خلايا الدم لأداء التدريب الرياضي :

تحدث بعض التغيرات المؤقتة كإستجابة لأداء التدريب الرياضى وتختفى هذه التغيرات خلال فترة الراحة وهذه التغيرات تحدث فى مكونات الدم المختلفة مثل الكرات البيضاء والكرات الحمراء وكذلك محتويات البلازما المختلفة مثل سكر الجلوكوز فى الدم ومستوى درجة pH الدم وبالتالى نسبة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم بالإضافة إلى نسبة تركيز الهيموجلوبين وكذلك حجم الدم السارى فى الدورة الدموية ، مع العلم أن جميع هذه التغيرات تعتبر تغيرات وقتية سرعان ما تختفى خلال فترة الراحة .

وفيما يلى أهم هذه التغيرات :

1 ـ تغيرات كرات الدم البيضاء :
يؤدى النشاط الرياضى إلى حدوث بعض التغيرات الكمية فى كرات الدم البيضاء وكذلك فى أنواعها المختلفة وقد تبدو هذه التغيرات المؤقتة بشكل يشبه ما يحدث فى الحالات المرضية ، وتختلف درجة هذه التغيرات تبعا لنوعية الحمل البدنى من حيث الحجم والشدة ، وسبب هذه الزيادة الكلية لكرات الدم البيضاء يرجع إلى خروج الدم أثناء النشاط البدنى من أعضاء تكوين الدم ومن أعضاء الجسم الداخلية التى يزيد فيها محتوى الدم عن الخلايا بالمقارنة بالدم الطرفى وتمر تغيرات زيادة نوعيات الكرات البيضاء بثلاثة مراحل هى :
أ ـ المرحلة الليمفوسايتية Lymphocytic Phase .
ب ـ المرحلة النتروفيلية Neutrophilic Phase .
جـ ـ مرحلة التسمم Intoxication Phase .
وترتبط هذه التغيرات الكمية بدرجة شدة الحمل البدنى ومستوى اللياقة البدنية للاعب .
أ ـ المرحلة الأولى : المرحلة الليمفوسايتية :
تتميز هذه المرحلة بزيادة غير كبيرة للكرات البيضاء (من 1 آلاف إلى 12 ألف فى مم2) وتلاحظ هذه الزيادة نتيجة زيادة الكرات البيضاء من نوع الليمفوسايت ، وهى تلاحظ بعد مرور 10 دقائق من بداية النشاط البدنى .
ب ـ المرحلة الثانية : النتروفيليـة :
وتتميز بزيادة عدد الكرات البيضاء حتى تصل إلى 16ـ1 ألف م مم3 ، وذلك نتيجة زيادة الخلايا النتروفيليـة والتى يظهر من بينها خلايا ما زالت صغيرة , وفى نفس الوقت تقل الخلايا الأيزونوفيل والليمفوسايت . وتظهر هذه المرحلة بوضوح بعد ابتداء العمل العضلى ذو الشدة المرتفعة بساعة إلى ساعتين .
ج ـ المرحلة الثالثة : مرحلة التسمم :
تتميز هذه المرحلة بزيادة كبيرة جداً فى عدد كرات الدم البيضاء حتى تصل إلى 30ـ 50 ألف فى1مم3 وتزيد كمية الكرات الصغيرة ويقل عدد الخلايا الليمفوسايت ، وتختفى الخلايا الأيزونوفيل وتظهر هذه المرحلة بعد النشاط العضلى ذو الشدة المرتفعة لفترة طويلة ، وظهور هذه المرحلة الثالثة يدل على وصول اللاعب إلى الإجهاد .

تغيرات كرات الدم الحمراء :

وهناك ثلاثة أنواع لتغيرات كرات الدم الحمراء تظهر استجابة لأداء الحمل البدنى كما يلى :
النوع الأول :
يلاحظ فى هذا النوع زيادة كرات الدم الحمراء نتيجة النشاط العضلى بحيث تصبح 5.50 ـ 6 مليون فى1مم3 , وفى نفس الوقت لا تتغير النسبة المئوية للهيموجلوبين وبدون تغيير "دليل اللون" ولا يزيد عند ذلك نشاط أنزيمات الدم أو كمية الكرات الدموية الشبكية وهذه المؤشرات تحتاج :
C.I دليل اللون





وتقترب دائما نتيجة دليل اللون للأصحاء من الواحد الصحيح وذلك فى حالة الراحة لعدة ساعات حتى نعود إلى المستوى الذى كانت عليه قبل الحمل البدنى ، وهذا النوع من تغيرات الدم يلاحظ بعد النشاط البدنى ذو الشدة العالية فى فترة زمنية قصيرة .
النوع الثانى :
يتميز هذا النوع بزيادة نشاط الأعضاء المسئولة عن تكوين خلايا الدم ويدل على ذلك زيادة تركيز كرات الدم الحمراء من النوع الشبكى فى الدم وفى نفس الوقت تقل بدرجة بسيطة كرات الدم الحمراء مع زيادة كبيرة فى انخفاض نسبة الهيموجلوبين ، وتقل "المؤشرات الملونة" كما يزيد نشاط أنزيمات الدم ويمكن أن يعود الدم لحالته الطبيعية بعد هذا النوع من التغيرات خلال يومين ويلاحظ هذا النوع من التغيرات عادة بعد العمل العضلى المرتفع الشدة ولفترة طويلة .
النوع الثالث :
يحدث هذا النوع من التغيرات مصاحبا لبعض الأنشطة البدنية ذات الحمل المرتفع جدا لفترة طويلة (سباقات الدراجات التى تستمر عدة أيام) حيث تهبط وظائف أعضاء تكوين الدم ، وبناء على ذلك يقل عدد كرات الدم الحمراء بدرجة كبيرة ، وكذلك يقل محتوى الدم من الهيموجلوبين وتنخفض المؤشرات الملونة للدم ، ويلاحظ انخفاض أنشطة أنزيمات
الأكسدة للاستشفاء ، ويمكن أن تستمر الاستشفاء إلى 6 أيام ، وهذا النوع من التغيرات يدل على زيادة حالة التعب .


تغيرات الصفائح الدموية :

ويلاحظ كذلك عند العمل العضلى زيادة فى عدد الصفائح الدموية حتى تبلغ ضعفها وقت الراحة خلال عدة ساعات بعد أداء الحمل البدنى وهذه الزيادة فى الصفائح الدموية المرتبطة بالنشاط البدنى تقوى من قابلية الدم للتجلط والتى تعتبر إلى جانب زيادة الكرات البيضاء رد فعل دفاعى للجسم وتزداد أهمية زيادة الصفائح الدموية خلال النشاط البدنى لارتباطها بخطورة النزيف .

استجابات بعض خصائص الدم للتدريب الرياضى :

يؤدى التدريب الرياضى إلى حدوث بعض التغيرات المؤقتة لخصائص الدم حيث تقل درجة لزوجة الدم أثناء الإحماء نتيجة زيادة الحرارة ويزيد حجم الدم السارى فى الدورة الدموية نتيجة خروج الدم المخزون فى الكبد والطحال ، وعند التدريب فى الجو الحار ومع زيادة إفراز العرق يقل حجم الدم نتيجة خروج ماء البلازما مع العرق وبالتالى تزداد كثافة الدم ولزوجته وتركيزه ، كما تتغير درجة التوازن الحمضى القلوى تغيرات طفيفة سرعان ما تعود إلى مستواها مرة أخرى ويزيد تركيز حامض اللاكتيك نتيجة مخلفات التمثيل الغذائى اللاهوائى للجليكوجين ، ومن الطبيعى أن عمليات التدريب الرياضى تحسن من استجابات الجسم وبالتالى استجابات الدم ويظهر ذلك فى اتجاهين أحدهما الاقتصاد فى حدوث هذه التغيرات ، وثانيهما تحمل الأداء الرياضى بالرغم من حدوث تلك التغيرات وفيما يلى بعض هذه التغيرات المصاحبة للتدريب الرياضى وأداء الحمل البدنى .


تأثير النشاط البدنى على مستوى سكر الدم :

تعتبر إحدى خصائص الدم الهامة هى المحافظة على مستوى سكر الجلوكوز ثابتا بقدر الإمكان (80 ـ 120 ملليجرام %) وهذا له أهمية بالنسبة لحاجة الجهاز العصبى الأساسية لسكر الجلوكوز وحساسيته لأى نقص فيه عن المستوى الطبيعى ، ومن المعروف أن النشاط الرياضى لفترة طويلة يتطلب قدرا كبيرا من السعرات الحرارية اللازمة لإنتاج الطاقة اعتمادا على الكربوهيدرات كمصدر أساسى لها حيث يتحول الجليكوجين فى العضلات إلى سكر الجلوكوز ثم يمد العضلات بالطاقة المطلوبة إلى أن تنقص كميته بالعضلات ، وعند ذلك يقوم الكبد بإمداد العضلات بالجلوكوز عن طريق الدم ولكن عندما يقل إنتاج الكبد للجلوكوز فإن نسبة الاعتماد على الدهون تزداد تدريجيا وهذا يساعد فى حماية مستوى السكر فى الدم ، إلا أنه فى بعض الأحيان تحدث تغيرات فى مستوى السكر فى الدم ترجع إلى نوعية النشاط البدنى نفسه وشدته وفترة استمراره فمثلا لا تؤدى الأنشطة البدنية ذات الشدة المتوسطة إلى حدوث تغيرات ملاحظة زيادة فى سكر الدم ، وإذا ما استمر العمل العضلى بشدته العالية ملحوظة فى سكر الدم ولكن عندما تزداد شدة الحمل البدنى فإنه يمكن لفترة من 30 ـ 40 دقيقة ، وفى حالة أداء النشاط البدنى تحت الضغط النفسى فإن نسبة السكر فى الدم تزيد أيضا ولذا يلاحظ زيادة السكر فى الدم بعد المنافسة عنه بعد التدريب،وقد تصل زيادة السكر فى الدم إلى 220 ملليجرام% .
وقد يحدث نقص فى مستوى سكر الدم فى بعض الحالات عند الاستمرار فى العمل العضلى لفترة طويلة (ثلاث ساعات) وهنا تزداد نسبة الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة ، وفى دراسة أجريبت على متسابقى المسافات الطويلة لوحظ عدم تغير مستوى السكر لدى الفائز الأول بينما سجلت أربع حالات انخفض فيها مستوى السكر بدرجة كبيرة منها ثلاثة أفراد أصيبوا بالإجهاد الشديد حيث بلغ مستوى السكر لديهم 50 ـ 49 ـ 47 ملليجرام % ، بينما أصيب اللاعب الرابع بحالة إغماء من شدة الإجهاد وبلغ مستوى السكر فى الدم لديه 45 ملليجرام % Hypoglycaemia ، وفى العام التالى تم إمداد هؤلاء اللاعبين ، بوجبات غذائية غنية بالكربوهيدرات مع تناولهم للشاى المزود بكمية كبيرة كبيرة من السكر
قبل الاشتراك فى المنافسة وقد أدى ذلك إلى المحافظة على مستوى الدم بعد المنافسة .
وتشترك فى عملية الحفاظ على مستوى السكر فى الدم بعض أعضاء الجسم الأخرى كالكبد وكذلك بعض الغدد الصماء مثل البنكرياس والغدة فوق الكلية ، وعندما يبدأ العمل العضلى تفرز الغدة فوق الكلية كمية كبيرة من هرمون الإدرينالين وتحت تأثير ينشطر جليكوجين الكبد ليتحول إلى جلوكوز ويخرج إلى الدم ولذلك يزيد محتوى الجلوكوز فى الدم أثناء النشاط الرياضى أكثر منه فى الراحة إلا أن ذلك يحدث عندما يكون النشاط البدنى لفترة قصيرة ، ولكن عند النشاط البدنى لفترة طويلة وعدم كفاية الغذاء فإن محتوى الجلوكوز فى الدم يمكن أن يقل بدرجة كبيرة ويصبح مستواه فى الدم أقل من المستوى الفسيولوجى العادى وعند ذلك تهبط كفاءة الرياضى عادة ينتهى الأداء ويشعر اللاعب بالجوع الشديد ، ولتجنب حدوث ذلك خلال المنافسات لفترة طويلة يتناول اللاعبون غذاءهم على شكل سوائل ، ويحذر تناول الجلوكوز النقى حيث أن تأثير ذلك ليس حميدا بالنسبة لنشاط القلب ويفضل أن يؤخذ الجلوكوز بعد مزجه بأملاح الصوديوم فى شكل محلول ، ويستعيد الجسم مخزونه من الجليكوجين والجلوكوز بتناول المواد الكربوهيدراتية بعد النشاط البدنى حيث يقوم هرمون الأنسولين بتحويل سكر الجلوكوز إلى جليكوجين لتخزينه فى العضلات والكبد وبذلك فإن التمثيل الغذائى للكربوهيدرات يتم بمساعدة هرمونى الإدرينالين والأنسولين حيث يقوم الإدرينالين بإستدعاء إنشطار الجليكوجين فى الكبد لتحويله إلى جلوكوز ويخرج الجلوكوز ليسرى فى الدم أثناء النشاط البدنى وكذلك قبل المنافسة فى حالة الاستثارة الانفعالية ، ويقوم الأنسولين بتكوين الجليكوجين فى الكبد خلال الراحة وبعد وجبة غذائية غنية بالكربوهيدرات .

تأثير النشاط البدنى على توازن الدم الحمضى القلوى :

يعتبر حامض اللاكتيك هو الصورة النهائية لاستهلاك الجليكوجين اللاهوائى (بدون الأكسوجين) وهو يوجد فى الدم فى حالة الراحة بنسبة لا تزيد عن 10 ملليجرام % (حوالى 1 مللى مول / لتر) إلا أن هذه النسبة تزيد عند أداء الأنشطة الرياضية ذات الشدة العالية وهى الزيادة بدورها لها تأثيرها على درجة توازن الدم بين الحمضية والقلوية (PH الدم) وحيث أن من خصائص الدم الهامة هو الحفاظ على مستوى pH ثابتا بقدر الإمكان لذا فإن نسبة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم تتأثر بعاملين أولهما سرعة خروج اللاكتيك من العضلات إلى الدم أى كمية حامض اللاكتيك التى تتجمع فى الدم خلال وحدة قياس زمنية ، والعامل الثانى هو سرعة إزالة حامض اللاكتيك من الدم ، وبصفة عامة فإن سرعة خروج اللاكتيك إلى الدم ترتبط بمقدار تكوين اللاكتيك فى جميع خلايا الجسم خلال وحدة زمنية معينة وكذا سرعة انتشاره من داخل الخلايا إلى الدم وبالنسبة لإزالة حامض اللاكتيك فإن الكبد والقلب والعضلات تساهم فى ذلك حيث يقوم الكبد بتحويله إلى جليكوكين عن طريق عمليات الأكسدة بينما يقوم القلب والعضلات الأخرى باستهلاكه كمصدر للطاقة الهوائية .
ويزيد إنتاج اللاكتيك فى بداية أى نشاط بدنى بصرف النظر عن شدة هذا النشاط فى العضلات العاملة ، ويرجع سبب ذلك إلى بطء عمليات إنتاج الطاقة الهوائية وعدم كفاية توصيل الأكسوجين إلى العضلات العاملة بالقدر الذى تتطلبه وبذلك تقوم هذه العضلات باستهلاك الجليكوجين بدون وجود الأكسوجين مما يتسبب فى زيادة تكوين حامض اللاكتيك وعند زيادته فى العضلات يخرج إلى الدم وهذا يؤدى إلى انخفاض مقدار PH الدم ، حيث توجد علاقة سالبة بين زيادة حامض اللاكتيك وانخفاض مستوى PH الدم ، وتتوقف كمية اللاكتيك التى تنتجها العضلات على ثلاثة عوامل هى :
أ ـ شدة الحمل البدنى .
ب ـ حجم الحمل البدنى .
جـ ـ حجم العضلات العاملة .
فإذا كانت شدة الحمل البدنى متوسطة تبلغ حوالى 50 ـ 60% من القدرة الهوائية القصوى فإن تركيز حامض اللاكتيك ينخفض بعد زيادته الأولى فى بداية النشاط أثناء فترة التهيئة الفسيولوجية للحمل البدنى وإذا استمر العمل العضلى لفترة طويلة بهذه الشدة المتوسطة فإن زيادة تركيز اللاكتيك تظل فى الانخفاض حتى تصل إلى المستوى الذى كانت عليه وقت الراحة ، ويدل انخفاض تركيز اللاكتيك أثناء استمرار العمل العضلى على أن سرعة إنتاج اللاكتيك أقل من سرعة التخلص منه عن طريق الكبد والقلب والعضلات الأخرى .
وعندما تكون شدة الحمل مرتفعة فإن مستوى تركيز حامض اللاكتيك فى الدم يزيد عن مستواه أثناء الراحة وتستمر هذه الزيادة كلما زادت شدة الحمل البدنى ويبلغ تركيز اللاكتيك أقصى مستوى له عند استمرار الحمل البدنى الأقصى لفترة تتراوح ما بين 1 ـ 3 دقائق ، وتبلغ أقصى كمية لتركيز حامض اللاكتيك فى الدم الشريانى لدى الذكور غير المدربين ولدى السيدات 100 ـ 150 ملليجرام % (15 مللى مول / لتر) وبناء على ذلك فإن درجة PH الدم الشريانى تنخفض من 7.4 إلى 7.2 إلا أنها لا تبلغ هذا المستوى لدى الأطفال أو كبار السن ومن الطبيعى ثم بعد ذلك يزيد فى الدم ولهذا فإن أقصى مستوى لتركيز اللاكتيك لا يظهر فى الدم أثناء العمل خاصة إذا كانت فترة استمرار العمل قصيرة (1 ـ 6) دقائق حيث يتطلب الوصول إلى أقصى مستوى لتركيزه فى الدم بضعة دقائق بعد انتهاء العمل ، وبالتالى فإن أقصى درجة انخفاض لمستوى PH الدم تسجل بعد عدة دقائق من انتهاء العمل ، ويتطلب تساوى مستوى تركي اللاكتيك فى العضلات والدم فترة زمنية لا تقل عن 5 ـ 10 دقائق .
ومن المعروف أن تركيز اللاكتيك فى الدم لدى الأشخاص المدربين يكون أقل منه لدى غير المدربين عند قيامهما بنفس الحمل البدنى ويرجع هذا إلى زيادة اعتماد اللاعبين المدربين على العمليات اللاهوائية فى إنتاج الطاقة وزيادة كفاءة التخلص من زيادة اللاكتيك لديهم ، وتتأثر زيادة حامض اللاكتيك بدرجة حرارة البيئة حيث يزيد محتوى اللاكتيك عند أداء الحمل البدنى الأقل من الأقصى فى درجة حرارة 36o عنه فى درجة حرارة 20o ، وقد سجل فالكوف 1969 بلوغ نسبة تركيز حامض اللاكتيك بعد 200 متر عدو 198 ملليجرام % ، وبعد 400 متر 227 ملليجرام% وبعد 800 متر 211 ملليجرام % ، وبعد 1500 متر 163 ملليجرام % .

التخلص من زيادة حامض اللاكتيك فى الدم :

تؤدى زيادة حامض اللاكتيك فى الدم إلى سرعة شعور اللاعب بالتعب والإجهاد ، وتقع نسبة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم تحت تأثير عاملين أولهما هو معدل إنتاج حامض اللاكتيك فى العضلات نتيجة التمثيل الغذائى اللاهوائى للجليكوجين ، وثانيهما هو معدل التخلص من حامض اللاكتيك الزائد فى الدم ، وقد تناولنا كيفية تأثير العامل الأول ويتم خلال هذا الجزاء التعرف على كيفية مواجهة الجسم لزيادة حامض اللاكتيك بالدم والتخلص منه حيث تعتبر هذه العملية الفسيولوجية من العمليات الهامة لتأثير حمل التدريب على وظائف الجسم ، ويشترك فى هذه العملية ما يطلق عليه المنظمات الحيوية بالدم حيث تعتبر الخط الدفاعى الأول ضد أى تغيرات تحدث فى مستوى التوازن الحمضى القلوى بالإضافة إلى دور الرئتين والكلى فى ذلك .

دور المنظمات الحيوية فى الدم أثناء النشاط البدنى :

تقوم المنظمات الحيوية بالدم Buffers بدورها فى الحفاظ على مستوى PH وتنظيم نسبة تركيز أيون الهيدروجين إلى نسبة تركيز أيون الهيدروكسيل ، وتوجد من هذه المنظمات أربعة أنواع فى الدم هى نظام البيكربونات (H2 Co3 – NaHCo3 ) ونظام الهيموجلوبين ونظام البروتين بالبلازما ونظام الفوسفات (Na H4 Po4 - Na Hpo4) ، وهذه المنظمات معا تشكل ما يسمى "بالمنظمات الحيوية الأساسية" وتقدر كميتها مللى مكافئ / لتر (0.001 مكافئ فى اللتر) .
وفى حالة الراحة فإن محتوى المنظمات الحيوية الأساسية فى الدم يبلغ مقداره 45 مللى مكافئ / لتر تقريبا وفيما عدا الهيموجلوبين فإن باقى المنظمات الأخرى توجد فى بلازما الدم ويعتبر أهمها نظام البيكربونات ونظام البروتين وتقوم هذه المنظمات الحيوية بالمحافظة على مستوى PH الدم بالتفاعل مع أى أحماض أو قلويات تؤثر على توازن الدم حيث يتكون المنظم الحيوى من جزئين أحدهما حامض ضعيف ، والجزء الآخر ملح هذا الحامض فمثلا يتكون نظام البيكربونات مما يلى
حامض الكربونيك (H3 Co3)
بيكربونات الصوديوم (ملح) (Na Hco3)

فإذا ما زاد تركيز حامض اللاكتيك فى الدم (Hla) يقوم نظام البيكربونات بالاتحاد معه ليتم تشكيل ملح حامض اللاكتيك (Na La) وحامض الكربونيك (H2 Co3) وتتم هذه العملية بالشكل التالى :
Hla + Ha HCO3 Na La + H3 Co3

حامض كربونيك (ضعيف) حامض اللاكتيـــك بيكربونات الصوديوم حامض اللاكتيك (قوى)

وبهذا فإن حامض الكربوني الذى نتج عن العملية السابقة هو حامض ضعيف وأقل منه قوة من حامض اللاكتيك ، وبذا يتم تحليله إلى ماء وثانى أكسيد الكربون ويتم التخلص من ثانى أكسيد الكربون عن طريق الرئتين أثناء عملية التنفس .
Co3) وتتم هذه العملية بالشكل التالى :
H2Co3 H2O + Co2

ثاني أكسيـد الكربـون مـاء حامض الكربونيــــــك

وتساعد المنظمات الحيوية الأساسية فى تقليل مستوى تركيز أيون الهيدروجين فى الدم ، فمثلا عند زيادة تركيز حامض اللاكتيك فى الدم بدرجة تبلغ 10 مرات فإن المنظمات الحيوية توجه هذه الزيادة مما لا يؤدى إلى زيادة تركيز أيون الهيدروجين بنفس هذه الدرجة ، ولكن تقل هذه الدرجة بصورة ملحوظة جدا حيث يزيد فى هذا المقابل تركيز أيون الهيدروجين ليس 10 مرات ولكن فقط 1.42 مرة. الاحتياطى القلوى Alkali Reserve :
يطلق هذا المصطلح على كمية البيكربونات فى الدم فى الظروف العادية (عند اكتمال اتحاد الأكسوجين مع الهيموجلوبين وعندما تكون درجة حرارة الدم 38o وتوتر ثانى أكسيد الكربون 40 مم زئبق) وكان يطلق عليه قديما مصطلح (البيكربونات المعيارى) Standart Bicarbonate ، وهذه الكمية من البيكربونات تدل على كمية الحامض الذى يمكن الاتحاد معها فى الدم ويبلغ مستوى "الاحتياطى القلوى" فى الدم فى الظروف العادية 25 مللى مكافئ / لتر أى أنه يشكل حوالى 60% من جميع المنظمات الحيوية ، وتنخفض نسبة الاحتياطى القلوى عند العمل العضلى حوالى 95% بناء على زيادة تركيز حامض اللاكتيك بينما تبقى نسبة 5% لارتباطها بزيادة الأحماض الدهنية الحرة فى بلازما الدم ، وتوجد علاقة عكسية عالية بين تركيز اللاكتيك فى الدم ومستوى البيكربونات ، فعند العمل العضلى ذو الشدة المنخفضة لا يتغير مستوى البيكربونات أو كما يسمى الاحتياطي القلوى ، ويقابل ذلك مقاومة اتجاه pH الدم إلى الجانب الحمضى وجعلها معتدلة بقدر الإمكان وهذا التفاعل يسمى "الحمضية" Asidosis وإذا انخفض مستوى المنظمات الحيوية ولم تنخفض قيمة pH الدم الشريانى عن 7.35 لهذه الحالة تسمى "التعويض" وعند عدم حدوث حالة التعويض هذه تنخفض pH الدم عن 7.35 .
وفى حالة زيادة المواد القلوية فى الدم (تناول وجبة غذائية تحتوى على القلويات أو غيرها) فإن مستوى المنظمات الحيوية يزيد وكذا مستوى pH الدم .


متوسطات التوازن الحمضى القلوى فى الدم الشريانى قبل وبعد
120 دقيقة من تناول 20 جرام صودا غذائية (عن كوتس وآخرون 1980)
بعد تناول الصودا
قبل تناول الصودا
المتغيرات
7.47
33.0
57.0
49.0
+ 9.5
7.4
25.0
45.0
40.0
+ 1.5
PH
الاحتياطي القلوى (مللى مكافئ / لتر)
المنظمات الحيوية الأساسية
توتر ثانى أكسيد الكربون Pco2
تفاعل المنظمات الحيوية
وعند زيادة التنفس بطريقة ارادية وبدون أداء عمل عضلى فإن هذا يؤدى إلى زيادة التخلص من ثانى أكسيد الكربون عن طريق الرئتين ونتيجة لذلك يقل حامض الكربونيك فى الدم وتزيد درجة pH الدم وقد تصل إلى أقصى مستوى لها 7.6 ـ 7.8 وهذه الحالة يطلق عليها "القلوية" Alkalosis .

shikon_85
27-05-2008, 12:58 PM
الاخوة الاعضاء وهذا هو
الجزء الثالث والاخير من الموضوع
ارجو ان يعجبكم ويفيدكم
تحياتي للجميع

دودو الجزائري
27-05-2008, 12:59 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
موضوع علمي ومهم كثيرا
كما عودتنا دائما
جزاك الله كل الخير

لمياء الديوان
27-05-2008, 02:14 PM
يؤدي التدريب الرياضي إلي حدوث تغيرات في الدم كما يحدث بالنسبة لأي جهاز من أجهزة الجسم الأخرى و تشمل هذه التغيرات زيادة حجم الدم وحجم الهيموجلوبين والكرات الحمراء وفي ضوء الدراسات التي أجرها كلا من " أستراند " و" روداهل " أتضح أن حجم الدم والكرات الحمراء تزيد من الأشخاص المدربين بالمقارنة بالأشخاص غير المدربين وقد دلت العديد من الدراسات علي أن نقص الهيموجلوبين في الدم عن مستواه الطبيعي يؤدي إلي نقص استهلاك الأكسيجين إلا إن زياد الهيموجلوبين علي المستوي الطبيعي مازالت موضع خلاف من حيث تأثيرها علي زيادة الأكسجين . وقد ركزت معظم الدراسات علي تأثير التدريب الرياضي علي كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين نظرا لأهميتها بالنسبة للتحمل بينما لا يتم التركيز علي الكرات البيضاء وقد يرجع ذلك إلي ارتباط الكرات الحمراء والهيموجلوبين بعنصر التحمل نظرا لدورهم في نقل الأكسجين إلي العضلات العاملة إلا إن دور الكرات البيضاء لا يقل أهمية بالنسبة للرياضي نظرا لما تقوم به من دور هام في مقاومة الإمراض والتي كثيرا ما يصاب بها اللاعب في موسم المنافسة وبذلك يفقد لياقته وينخفض مستواه الرياضي وقد اهتمت دراسات قليلة بتأثير التدريب الرياضي المنتظم علي الكرات البيضاء وعلي المناعة

بارك الله فيك

معلومات وافية وكافية

طيبه عجام
27-05-2008, 03:01 PM
shikon_85


جزاك الله خير

تحيتي

أ- منصور
27-05-2008, 09:12 PM
بارك الله فيك ويعطيك العافية

وجزاك الله كل الخير يارب

shikon_85
28-05-2008, 11:53 AM
دودو
شكرا للك
مرورك اسعدني كثيرا
وصار اساسيا لي
تحياتي

shikon_85
28-05-2008, 12:01 PM
د لمياء
شكرا لكي
مرورك اسعدني ويسعدني كثيرا
اتمني ان اكون قمت بتوصيل
جزء من الاسنفادة للجميع
تحياتي

shikon_85
28-05-2008, 12:02 PM
طيبة
شكرا لكي
مرورك اسعدني كثيرا
تحياتي لكي

shikon_85
28-05-2008, 12:03 PM
ا منصور
بارك الله فيك
وجزاك خيرا
شكرا لك علي مرورك
تحياتي

cupping therapy
28-05-2008, 05:56 PM
جزاكم الله خير

شكرا لكم

shikon_85
05-06-2008, 10:31 AM
الاخ الكريم
شكرا لك علي مرورك
جزاك الله خير
تحياتي

اذكر الله
05-06-2008, 11:08 AM
موضوع رائع ومفيد جداً

ومعلومات قيَمة


بارك الله فيك


وجزاك الله كل الخير


تقديري

ali67
31-03-2009, 10:35 PM
شكرا لك اخي العزيز موضوع رائع تسلم

همس الرووح
10-04-2009, 01:09 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/50/DAA%20(5).gif (http://www.yesmeenah.com/)

كاسب العز
06-08-2010, 03:14 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز