لماذا تزامن الصفح مع نقل نزال العميد إلى الرياض؟
نور .. قضايا شائكة وعفو دائم وعنترياته لن تنتهي بالتسامح
حسين مطر من الرياض - 26/01/1428هـ
الغاية من العقوبة التأديب والتهذيب، لأن آفة التربية الأمن من العقاب لأنه سيفضي إلى إساءة الأدب واجتياز حدود الذوق وتكرار الأفعال المشينة، لا سيما إن كان المعاقب قد اعتاد على تكرار الأخطاء واعتاد على العفو والصفح بعد انقضاء نصف المدة أو ثلثها أو ربعها أو حتى لو لم تمر عليها أيام معدودة.
ساقني إلى ما مضى قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم برفع الإيقاف عن اللاعبين الذين صدر بحقهم إيقاف بعد انقضاء نصف مدة العقوبة المقررة عليهم اعتبارا من تاريخه وتسجل سابقة ستؤدي إلى مضاعفة العقوبة في حال تكرارها، طبعا دون مناسبة.
وكان قرار اتحاد القدم قد تسرب خبره من هنا وهناك وعبر المواقع الإلكترونية والمنتديات الرياضية منذ أربعة أيام لامتصاص صدمة رفع الإيقاف عن لاعب طالما أخطأ والمكافأة كالعادة "اعفوا واصفحوا".
والأشد غرابة نص القرار الصادر عن اتحاد القدم وعدم ورود اسم محمد نور لاعب الاتحاد الموقوف منذ ستة أشهر، وهو المعني بالقرار، لذا يقول علماء الإدارة (إنه من أكبر العيوب الإدارية إصدار قرار عام والمقصود به خاص).
والسؤال الملح الذي يحتاج إلى إجابة، أنه عندما تم اعتماد إيقاف نور في 13 آب أغسطس 2006 (19/7/1427 هـ) بعد تقديم شقيقه عبد القادر شكوى ضد إدارة نادي الاتحاد يتهمها بتزوير عقد محمد نور والتلاعب في تاريخ مدة العقد، لمدة سنة كاملة دون أن (يشمله العفو) أي استيفائه مدة العقوبة لمدة 12 شهرا!!
وما أذهل المتابعين أكثر في يوم القرارات الرياضية الغريبة (أمس)، تزامن صدور رفع الإيقاف عن نور مع نقل مباراة الهلال والاتحاد إلى الرياض وإيقاف البرازيلي فاجنر مباراتين مع مساعد مدرب الاتحاد، وكأن لجنة الانضباط توزع القرارات (بالترضية وبالتساوي) فيما بين القطبين الهلال والاتحاد حتى تكسب كل الأطراف، مع أنها إن كانت تفكر هكذا فهي قد خسرت كل الأطراف!
نحن لا نريد أن نتهم لجنة الانضباط وإقحامها في كل صغيرة وكبيرة، ولكن السؤال الأكثر عجبا: لماذا صدر قرار نقل مباراة الهلال والاتحاد الدورية التي كان مقررا أن تقام في جدة إلى الرياض، مع خبر رفع الإيقاف عن نور من دون ذكر اسمه في الخبر؟ وكأن اتحاد القدم يريد أن يعمم القرار وهو القرار الأكثر خصوصية، لأن نور والاتحاد هما الوحيدان المستفيدان من القرار!
والحقيقة أن الرياضيين لم يستغربوا رفع الإيقاف عن نور لأنه اعتاد عليه بل يبدو أنه استبطأه نوعا ما هذه المرة، والدليل أنه يتدرب مع الاتحاد لاستعادة لياقته منذ فترة تأهبا لصدور القرار متى ما كان جاهزا!
لسنا ضد محمد نور أو الاتحاد بل على العكس نور نجم ساطع والاتحاد عميد كبير، لكننا نرفض تمييز نور عن غيره بالعفو كأكثر لاعب في تاريخ الرياضة السعودية يوقف ويرفع عنه الإيقاف في قضايا خطيرة كان آخرها قضية تزوير العقد.
أخيرا، نرجو أن يستفيد النجم في الملعب محمد نور من حلم اتحاد كرة القدم عليه، من قضية إلى أخرى ومن إيقاف إلى آخر، ويعود أكثر أدبا وأرفع قدرا واتزانا، كي لا يحرج المسؤولين كعادته التي قد لا تنتهي بالتسامح المتكرر.
لاعبو الاتحاد تفننوا في الإيقافات حتى احترفوها - فعلى سبيل المثال لا الحصر- فقد أوقف هادي الدوسري لتعاطيه المنشطات ومناف أبو شقير - غير مرة - لمحاولته الاعتداء على الحكم السويسري ماسيمو بوسكا واتهامه بالرشوة، ولبصقه على احد لاعبي الوحدة، وأسامة المولد لاعتدائه على مصور مغربي في دوري أبطال العرب، ومرزوق العتيبي لاعتدائه بالضرب على حسين عبد الغني، كما أوقف غيرهم من اللاعبين وتفاوتت مدد إيقافهم كالودعاني وكذلك الدوخي الذي بات صديقا للإيقافات، ولم يقتصر الأمر على اللاعبين المحليين بل تعداه إلى أجانب النادي فمن البرازيلي سيرجو إلى ابن جلدته فاقنر ومازال الحبل على الجرار.
أخشى ما أخشاه أن يسعى المتمصلحون في الاتحاد لمحاولة طمس هذا الواقع الذي يسوءنا وجوده في ناد من أهم أنديتنا وذلك برمي التهمة على أندية أخرى هربا من مواجهة الحقيقة على طريقة " رمتني بدائها وانسلت "وهو ما سيقوض أي جهود يمكن ان تبذل لحلحلة هذه الظاهرة الاتحادية.
أما وقد رفع الإيقاف عن نور، فالمهم لدينا ليس القرار بقدر ما هو استفادة محمد نور من العفو نفسه وإن كنت أشك في ذلك بل أكاد أجزم أنه لن يستفيد وكيف له أن يستفيد وقد شبع من الإيقافات ومن ثم العفو حدة التخمة