السلام عليكم :صباح الخير جميعا .
مشيرة إلى خجل بعض فتيات المدارس من أسمائهن
دراسة تؤكد أن تسمية الأبناء بأسماء الصحابة والتابعين ليس ضرورة =/جريدة
سلمان العمري
أكدت الدراسة التي قامت بها الباحثة السعودية شريفة بنت عبدالكريم المشيقيح بالتعاون مع زوجها الإعلامي سلمان بن محمد العمري والتي جاءت تحت عنوان "الكنز الثمين في معاني أسماء البنات والبنين"، أكدت أنه ليس بالضرورة تسمية الأبناء بأسماء الصحابة والتابعين، مشيرة إلى أنه قد يكون من بين هذه الأسماء أسماء صعبة أو قاسية، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر بعض الأسماء وأرشد آخرين لتغيير أسمائهم.
وجاء في الدراسة: إن بعض الفتيات السعوديات يخجلن من أسمائهن عند المناداة عليهن بها, وقد تسبب الأسماء التي يحملنها السخرية، ولذلك تقوم الكثيرات بتغيير أسمائهن عندما تستطيع ذلك ويوافق والداها على الأمر.
وأضاف المؤلفان: إن قضية تسمية المولود الجديد واختيار الاسم المتميز والجميل له قد شغلت الناس في المجتمعات الإسلامية عموماً ومجتمعنا الخليجي بصفة خاصة. فالأب والأم يبحثان عن اسم جديد لمولودهما, وكل طبقة من الناس تسمي مولودها باسم يناسبها ويناسب مجتمعها وثقافتها, فهناك الطبقات المثقفة والتجار وأصحاب الصناعات والمهن والمتدينون وغير المتدينين، ومنهم من يسمي أبناءه بأسماء حسنة ومنهم من يسمي بغير ذلك, وبعض الناس يسمي باسم والده أو والدته, حتى لو لم يكن اسمهما حسناً بدعوى البر بهما أو إحياء ذكرهما.
ووصف المؤلفان هذا الأمر بالجمود العقلي, مشيرين إلى أن لدينا في لغتنا آلاف الأسماء الحسنة, بالإضافة إلى أن هناك من يقلد غيره بالتسمية, لأن صديقه سمى مولوده بهذا الاسم أو ذاك، فهو يريد أن يكون مثله, دون النظر في حسن الاسم أو معناه, أو في شرعيته, فهو مجرد تقليد أعمى للغير, كما أن هناك الزوجة التي تريد أن تسمي باسم صديقتها أو ابنة صديقتها, ولا تنظر في جمال الاسم المعنوي أو حكمه الشرعي, وهذا أمر شائع بين الناس, وهناك من يسمي بأسماء السالفين من الصحابة أو التابعين ومن بعدهم, حتى وإن كان الاسم قاسياً أو غير جميل.
وعن الأسباب التي دفعتها للبحث في أسماء البنين والبنات قالت المشيقيح: إنها لاحظت بعض الفتيات السعوديات تحمل أسماء غريبة جداً لدرجة أن الطالبة بالمدرسة تخجل من أن تنطق باسمها, لأن الكثيرات يسخرن من الاسم أو أنه صعب النطق, أو أن يكون له دلالات غير سوية.
أما عن الأسماء الحديثة وسعي بعض الأسر خلف الأسماء الخفيفة وسهلة النطق أو الغريبة وغير المألوفة, قالت المشيقيح: إن بعض الأسر تسعى إلى ذلك لدرجة أن بعض هذه الأسماء يحمل معاني غير جيدة, أو هي أسماء أجنبية, زعماً منهم أن ذلك من مقتضيات التقدم أو التحضر على حسب ما يظنون, وهذا التقليد الأعمى للغير انطلق من مفاهيم مغلوطة, وفيه ضرر كبير على مجتمعاتنا الإسلامية وعلى قيمنا وحضارتنا, فالاسم رمز للإنسان ودليل على شخصيته وسيحمله طيلة حياته وأحيانا قد يناسب الاسم الطفل وهو صغير, أما إن كبر وأصبح ذا مكانة مرموقة في مجتمعه فإن الاسم سيصبح غير لائق به, ولذلك تشهد الأحوال المدنية مراجعات كثيرة من الذكور والإناث الذين يتقدمون لتغيير أسمائهم وهذا يكلف الشخص جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً ويشغل الجهات المسؤولة كثيراً.
ومن الظواهر السائدة في المجتمع أن بعض الناس يتفق مع زوجته على أن يسمي الذكر وهي تسمي الأنثى دون تدخل الآخرين, ومن دون تعاون بينهما أو تفكير فيأتي أحدهما باسم غير لائق فيجبر الآخر على قبوله والرضا به، والبعض يرفض اسماً حسناً بسبب انتشاره ثم يسمي ابنه أو ابنته باسم قبيح, أو له معان غير لائقة.
ويشير المؤلفان في مقدمة كتابهما إلى أن الاسم هو رمز للإنسان وعنوان شخصيته الذي يحمله طيلة حياته، لذا كان من الأهمية بمكان التأني والتفكير عند اختيار أسماء الأبناء، والوقوف عند معانيها ودلالاتها.
ورغبة في تنمية هذه المعرفة يعرض المؤلفان لأكثر من ألفي اسم من الأسماء المتداولة في مجتمعاتنا العربية وبيان أصلها ومعناها في اللغة.
ويقدم الكتاب الذي يتكون من خمسة فصول رؤية شاملة للضوابط والمعايير الدينية والاجتماعية التي ينصح بمراعاتها عند اختيار الأسماء، ففي الفصل الأول منه "الأسماء وأحكامها" يعرض المؤلفان لتعريف (الاسم) ومعناه في اللغة وأحكام التسمية في الإسلام وأفضل وقت لتسمية المولود وما يستحب من الأسماء وما يكره أو يحرم منها، على ضوء ما ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تغييره لأسماء وكنى عدد من الصحابة، ونصيحته لعدد آخر منهم بتغيير أسمائهم.
وفي الفصل الثاني يقدم المؤلفان رؤية عن تربية الطفل في الإسلام وحقوق الأبناء على الآباء في جميع مراحل حياتهم، بينما يتناول الكتاب في فصله الثالث وسائل العناية الصحية الطبية بالطفل، أما في الفصلين الرابع والخامس فقد قام المؤلفان بالعرض الدقيق والموثق لغوياً لأسماء الذكور والإناث ومعانيها.