النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: توبة فتاة مصابه بالايدز..للعظه والعبره!!!!؟؟؟

  1. #1

    مشرف سابق

    الصورة الرمزية TαlαL
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    مدرجات النصر
    المشاركات
    17,905

    توبة فتاة مصابه بالايدز..للعظه والعبره!!!!؟؟؟

    أن وقعت في المصيدة
    أكتب قصتي بدموعي التي صارت أنهاراً من دم، بعد ما غرق قلبي في الحزن والبكاء والندم، ولكن هل يجدي الندم نفعا ً؟ وهل تخضر الأوراق بعد اصفرارها وذبولها، وهل تعود الأيام واللحظات بعد رحيلها؟!

    أما قصتي فهي ليست من نسج الخيال ولا أحاديث جدات ترويها لأحفادها ليناموا عليها، ولا هي مشهد من فيلم تنتهي أحداثه بكلمة النهاية ولا يبقى منه إلا الأثر، قصتي مأساة رهيبة أحالت حياتي إلى أشباح وكوابيس مخيفة تحيط بي أينما اتجهت، فما هي مأساتي وقصتي؟.

    أرويها فقط لعلّ من تسمعها تأخذ منها عبرة وعظة، أو لعلَّ تلك الشاردة عن طريق الصواب تستيقظ قبل فوات الأوان، أرويها لتلك الفتاة التي أينعت أوراقها وأزهر شبابها، وتفتحت أيامها وهي في ريعان الصبا، قد أنستها الغفلة سياج التقوى فسبحت في بحيرة الرغبة لا تدري ماذا سيحلُّ بها..

    تأملي قصتي باختصار..

    لمَّا بلغت عامي الثامن عشر أحسست أني أستقبل الحياة بكل حرية، لا قيود ولا مراقبة، وسياج الثقة من الأهل قد دفعني لاكتشاف المجهول، تعرَّفت على مجموعة من الصديقات في أول سنة في الكلية، وبما أني أزعم أني متطورة و(مودرن)؛ فقد وافقت على أن أتخذ ما يسمى (بوي فرند)، أي صديق، فاختارت صديقتي أخ صديقها، ودون تردد وافقت، وتمَّ التعارف دون تقدير للعواقب، فقد ضرب الشيطان على سياج الحرية والثقة بالنفس، وأنَّ هذا الأمر طبيعي، فاندفعت إليه بكل عفوية وبراءة طفولية، وبعدها بدأ مسلسل اللقاءات والزيارات والمكالمات، فكنت أذهب إليه ونذهب إلى حيث نريد، كل ذلك وأمي لا تعلم شيئاً، فقد كنت أكذب عليها، وليتني أخبرتها، ولكن ما أصعب الندم.

    أحسست أني متعلقة به جداً ولا أقوى على فراقه، وفجأة نزل عليَّ خبر كالصاعقة، فلم أصدق أول الأمر، ولكن دائماً نحن هكذا، لا نصدق الأخبار المهمة إلا بعد هدوء النفس، نعم إنه الرحيل الحتمي، فقد توفي صديقي متأثراً بمرض تليف الكبد، واكتشفت أنه كان بسبب المخدرات؛ لأنه كان مدمناً ولم أكن أعلم، وخيَّم الحزن عليَّ، وضاقت نفسي، ولكن هل يفيد الحزن؟

    وبينما أنا أتجرَّع مرارة الحزن، وإذا بالذي غيَّر مجرى حياتي، وقلب كياني وأطار صوابي وبعثر أوراقي، فأفقت من صدمتي وأنا كالمجنونة، وراح لساني يلعنه دون إرادة مني، فقد همست صديقة لي تعرفه قائلة: إنه كان مصاباً بمرض خطير جداً قبل وفاته مع مرض تليف الكبد، قالت: إنه كان مصاباً بالإيدز!! نعم كان مصاباً بالإيدز.. فتلعثمت عن الكلام وتوقف قلبي عن الخفقان ويبس الكلام وانشل تفكيري، فأيقنت بالرحيل.. أغلقت على نفسي باب غرفتي، أضربت عن الطعام، ولكن هل أقول فات الأوان؟.. رحمتك يا ربي.. تراقصت تلك الليالي وتلك اللقاءات أمام عيني.. فمزقتُ كفي وأصابعي من الندم، ولكن ندمي لو وزع على فتيات العالم لكفاهن، فأحاطت بي الحيرة ماذا أفعل؟

    .. التحليل.. ولكن ماذا أقول لأمي، وأبي المريض بالقلب، تفهمت أمي بعد ما بكت طويلاً وأشفقت عليَّ أن أموت من الحزن بين يديها، اتجهنا للمستشفى، وأخذوا مني عينة من الدم.

    الموعد بعد أسبوع لمعرفة نتيجة التحليل، فصار هذا الأسبوع كأنه الزمان كله، صار عليَّ أطول من القرن، لم أذق فيه طعماً للنوم، أو مذاقاً للأكل.. كلما اقترب الموعد زاد خوفي وهلعي ووجلي وترقبي، سقطتُ من الإعياء والإجهاد..

    بخطى متثاقلة دخلت أنا وأمي المستشفى بعد أن شحب لوني وابيضت شفتاي واحمرت عيناي من البكاء وطول السهر، جلست في غرفة الانتظار.. المكان مزدحم بالنساء، فتيات في مثل سني يضحكن وهنَّ في منتهى الأناقة، هذه معها طفلها الأول، والأخرى قد تعينت حديثاً هنا، والأخرى مع أمها يظهر أنها حديثة عهد بعرس، والقاسم المشترك بين الحضور هو الفرح، أما أنا لو يعلمن ما على قلبي من الحزن والوجل وأنا أنتظر نتيجة التحليل، وهل سأكون مع الأموات وأنا في عداد الأحياء؛ أم أكون قد نجوت من الغرق، وأتشبث بالحياة من جديد وأحيط نفسي بسياج العفاف والتقوى؟! ولكن ما أصعب أن ينتظر الإنسانُ الموت في أية لحظة ولا يدري من أين يأتيه، ما أبشع الخوف من شيء لا تراه .

    خرجت الممرضة: تنظر في الوجوه، كأنها تبحث عني، تسارعت ضربات قلبي، تردَدَ نفسي، يبس ريقي، ما لها هكذا، نادت أمي، قامت أمي إليها، كم أتمنى أن أعرف ما هي النتيجة، كم أتمنى أن تكون النتيجة أني قد نجوت من المصيدة، ما أرخص الأحلام وما أبشع الواقع!

    قالت الممرضة لأمي: لا بد من حضور رجل! ترى ما الأمر، قالت: لا لن أخبرك.. ولكن لا بدَّ من حضور رجل، أمي تذرف الدموع، ما الأمر يا أمي؟ الصمت يلف أمي بوشاحه، ودموعها أنهار تجري على خديها، أخذت أمي الورقة من يديها، نظرت إليها، مزقتها، ألقت بها على الأرض وهي لا تدري، أخذت قصاصة منها، فتحتها، ألقيت نظرة على ما بها، فكانت الطامة.. رأيت النتيجة.. رأيت ثمن الانحراف عن طريق العفاف، شاهدت بأم عينيّ نتيجة العبث واللهو، فكان في أول الأمر طيش، وإذا به ينتهي إلى مأساة لا يمكن أن يستوعبها عقل.

    أنا في ريعان الصبا، ذات الثمانية عشرة عاماً، هل تصدقون، هل تستوعبون، هل تسمعون؟ أنا.. نعم أنا أحمل الطاعون.. أحمل ثمن الانحراف، أحمل فيروس الإيدز!!

    أفقت، ولكن بعد فوات الأوان، ندمت ولم يفد الندم.. بكيت فجفَّت دموعي، سهرت لأطرد شبح الموت، فأنهكني التعب، أبحث في طرق الحياة عن ملاذ فلم أجد إلا طريق الإيمان والندم، وأنا الآن أقف في مهب الريح أنتظر قدري مع كل إحساس بألم.


    أسوق قصتي لك ولها لعلّ الغافلة تفيق من غفلتها، ولعلّ الشاردة تعود أدراجها، ولعل العابثة تنتبه قبل أن تحترق أيامها، فمعاناتي لا توصف، وألمي لا حدَّ له، ألم أشدّ من فتك الأمراض، وألم الحرمان بحياة آمنة، وألم الخوف من الموت الذي أراه في كل لحظة وفي كل زاوية من أيام حياتي..

    فيا ربي رحمتك وعفوك وغفرانك.

    قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}

    {إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}.

  2. #2

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059

    كثيرا ما نسمع هذه القصص


    واعتقد ان اقضية ليس قضية مرض الايدز

    وبكائها وحيرة أمها

    بل انحرافها وخطائها


    لمياء الديوان

  3. #3

    غريب الدار

    الصورة الرمزية 乂 مـحـمـد 乂
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    فــي وحــدتــي
    المشاركات
    7,043

    مشكوووور اخي الغالي

    قصه فعلاً معبره

    اخوك

    اسير^المحبه



  4. #4
    ~ [ المديـــر العـــام ] ~
    الصورة الرمزية خــــالـــــد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    الريـاض
    المشاركات
    57,989
    [align=center]
    العالمي mmm

    الله يعطيك العافية على هذه القصة المبكية ..

    من يتّعض ؟

    ومن يتعلم ؟

    لا إله إلا الله سبحـــانه ...

    الناس غافلون .. عن هذه المصائب

    كل يوم نرى ونسمع ونقرأ .. المصابين " الجدد " !

    بهذه الأمراض من الأوبئة التي غرقوا بها ..

    ومع ذلك لا يزال الكثير متعلّق .. أسفي أسفي

    شكراً لك يالغالي

    [/align]

  5. #5

    أبو حامد

    الصورة الرمزية إبراهيم الحارثي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الهيئة الملكية بينبع
    المشاركات
    2,690
    أخوي العالمي
    كتبت وأفدت
    لافض فوك
    بارك الله فيك
    الله لايحرمنا من جديدك

  6. #6

    ][§][ أبـــو أنـــس ][§][

    الصورة الرمزية سعد النخيش
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    رياض الخير
    المشاركات
    4,086
    الله يعطيك العافية على هذه القصة المبكية ..

    من يتّعض ؟

    ومن يتعلم ؟

    لا إله إلا الله سبحـــانه


    لمراسلتي اظغط هنا http://alasar.arabform.com/

  7. #7

    ¤©§] شمـوخ العـز [§©¤

    الصورة الرمزية ناصر الراشد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    !
    المشاركات
    10,050
    جزاك الله خير


    هذه قصه محزنه وفيها العبره لمن يعتبر



    ونسال الحي القيوم ان يهدي جميع المسلمين

    وان يكفينا شر هذه الامراض
    يحسبون الصمت مثل أول علآمة للرضا
    يعلم الله ما سكت لهالزمن الا قهر !


    [/CENTER]

  8. #8
    رياضي راقـي الصورة الرمزية أهلاوي أصيل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    في القلب
    المشاركات
    2,053
    يعطيك العافية أخي العالمي :

    نتمنى أن يتعظ الجميع من مثل هذه القصص المؤثرة إلى درجة البكاء .

    اللهم يارب لا تجعلنا عبرة ... اللهم أرزقنا الإيمان الخالص والتوبة النصوح والخاتمة الطيبة .

    تقبل تحياتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 14-12-2008, 03:47 PM
  2. منار فتاة سعوديه مصابه بالأيدز تكتب وصيتها بيديها
    بواسطة toota2005 في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-02-2006, 08:42 AM
  3. توبة فتاة فى السكن الجامعي
    بواسطة smaill في المنتدى منتدى الخواطر والشعر الفصيح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2004, 06:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •