لو كشف لك من علم الغيب عن خفي أجلك , فأخبرت أن ما تدركه من رمضان هذه السنة هو آخر رمضان لك في الحياة .. ثم أنت لا تدري أتتمه أم تنقطع بالموت دونه , لو قيل لك ذلك ... كم سيكون الخير فيك ؟!
وكم ستجهد في استغلال أيامه ولياليه , وتحقيق الإخلاص والصدق فيه ؟!
وكم هي أعمال البر التي سنقوم بها ؟!
إن الشعور بالوداع وتضايق الفرص يبعث في النفس من الاهتمام والجد والتوجه شيئاً لا يبعثه التسويف وطول الأمل
تصور أنك تصلي صلاة تنتظر بعدها الموت ,كم ستخشع فيها ويحضر قلبك ؟!
وكم ستتمها وتحقق الإخلاص فيها ؟! . لماذا لا نستحضر روح الوداع في عباداتنا كلها ؟! ونستشعر أننا نصوم رمضان هذه السنة صوم مودع ؟
كم كنت تعرف ممن صام في// سلف من بين أهل وجيران وأخـوان
أفناه الموت واستقباك بعدهــم //حياً فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطــعها// فأصبحت في غدٍ أثواب أكفان
فكم من مستقبل يوماً لا يكمله , ومؤملاً لغدٍ لا يدركه
فتعالوا نستحضر أحاسيس الوداع , ولوعة الفراق , علَّنا نودع بها دعة أتلفت أيامنا , وكسلاً أذهب أعوامنا , وأمانٍ أضعت أيماننا .. تعال معي : نخص هذا الشهر الكريم بمزيد عناية وكأنا نصومه صوم مودع , دعنا نخرجه من إلف العادة المستحكمة , إلى روح العبادة المشرقة ،نصوم رمضان في كل عام وهم أكثرنا أن يبرئ الذمة ويؤدي الفريضة ...فليكن همنا هذا العام تحقيق معنى الصيام ( إيماناً واحتساباً )) ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا ..وكم هي كثيرة
أختكم/أرين