أيها المسلمون المفكّرون ، أنتم تريدون أن تطبّقوا الإسلام في الحياة والمجتمع ، فكيف ذلك وأنتم لا تفهمون القرآن ؟ وإن لم يكن كل القرآن فكثير منه لا تفهمونه ، فكيف يمكنكم تطبيق شيء أنتم لا تفهمونه ؟


وأنا أقول لكم أنتم سنةً وشيعةً : خذ مثلاً تفسير إبن كثير من أهل السنة ، وتفسير مجمع البيان للطبرسي من الشيعة : يعطيك احتمالات : قيل تفسيرها كذا وقيل كذا ، فأيّ كذا تأخذون ؟


ثمّ إذا جاءكم من يفسّر لكم القرآن بشكل معقول ومفهوم وقد هداه الله تعالى إلى فهم آيات كتابه المجيد فكثير من الجامدين فكرياً فهؤلاء يعترضون عليه !


ثمّ إنّ(محمّد علي حسن الحلّي) هذا المفسّر (رحمه الله) الملهَم من الله بمعاني القرآن العظيم مِمّا هو غير موجود في التفاسير المتداولة وهو دعا الناس إلى توحيد الله تعالى ونبذ المغالاة في محبة الأئمة والمشايخ وأن يجعلوا حبّهم لله أشدّ كما قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (165) سورة البقرة ،


فلماذا هذا التحزّب ضدّه , وقد أمر الله تعالى باتّباع سبيل من ينيب إلى الله ، كما قال تعالى {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (15) سورة لقمان


ثمّ للعلم لم ينزل الله مذاهب بل أنزل قرآناً ، فأصبح المسلمون يكيل بعضهم لبعض الشتائم فهذا رافضي وهذا ناصبي .. إلخ ، فأصبحوا يقلّدون في ذلك الأمم الماضية من اليهود والنصارى ، كما قال تعالى :

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (113) سورة البقرة

قال رحمه الله : "وكذلك أصبح أكثر المسلمين في هذا العصر يعبدون قبور المشايخ والأئمة ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله "