أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
يشنع البعض على كلام الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطة حيث قال رحمه الله :
"إن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة" ا.هـ
ويركزون على كلمة : "فهناك شيء من الشبه" وهذا دأبهم في التعامل مع كلام أهل العلم من المخالفين لهم يبترونه من سياقه ويخفون ما يبين مشكله ليبدو للناظر غير المحقق أنه صريح في إثبات الباطل ،فهم ليسوا أمناء في النقل ولا حريصين على تحقيق أقوال مخالفيهم والوقوف على حقيقة أرائهم ...
وهذه العبارة تفسيرها سهل ويسير جداً وهو ان هذا الشبه هو في الاشتراك في مسمى الصفات الذهني بين الخالق والمخلوق ،كوصفه سبحانه بالعلم والقدرة واليد والوجه والسمع والبصر ووصف المخلوق بهذه الصفات ، فالاشتراك العلمي الذهني الحاصل في مسمى هذه الصفات هو ما يقصده ابن عثيمين بالشبه ، وهذا لا يوجب أي تشابه أو تماثل في الخارج بين الخالق والمخلوق ، فالخالق سبحانه موصوف بصفات الكمال والجلال ،فكل ما يتصف به سبحانه لا يشاركه في غيره ، وكل ما يتصف به المخلوق في الخارج فهو مخصوص به كذلك لا يشاركه فيه غيره ، وهذا ما ذكره ابن عثيمين في نفس السياق ولكن الناقل حريص على إخفاءه،أو تحريفه على وجه يبرز فيه قول الشيخ أن هناك شبه بين الخالق والمخلوق !!!

علما بأن هذا الاشتراك ليس هو الاشتراك اللفظي الذي يقول به بعض الأشاعرة ،فهذا القول من أبطل الباطل ومؤدي إلى الجهل التام بنصوص الكتاب والسنة المتعلقة بأسماء الله وصفاته وما يتعلق بهما من اعتقاد وعمل ،وقد أبطله كبار علماء الأشاعرة كالرازي وغيره قبل أهل وبينوا فساده وبطلانه من أكثر من عشرة أوجه ، فالرازي وهو إمام أشعري يقول بهذا الاشتراك الذي قال به ابن عثيمين وجميع أهل السنة فإن كان من إنكار وتشنيع فهو لازم للرازي لا محالة !!!