هناك....
في بيتٍ صغير في حي الوريد
في مدينه قلب ذات الأسوار الجميلة
كنت أعيش وإياك !!
أنا وأنت والحب
لم نكن لوحدنا بذاك الصغير
فقد كانت الأشواق من حولنا
والمشاعر تسهرنا وتسهر معنا
أمسنا ذكريات والغد ملئ بالأمل !!
وشيخ كبير هو رب البيت وعقله !!
وفي ليلةٍ ما ...ليلة لم يظهر فيها القمر
وبينما الجميع نيام
تتسلل أنت وبالكثير من الخسةِ
والدناءة وخنجر مسموم
لتطعن الحب في ظهره كجبان لا يقوى المواجهة
تعلم لو أنك فعلت
لقُــــــتلت حتماً !!
يسقط ذاك الأخير على الأرض ساكناً بلا حراك
وتهرب أنت من الباب الخلفي ناسياً خنجرك
في ظهر صغيري المسكين !!
نعم كانت نجمتي ترقبك من الشباك فيصيبها البكم
وتلمع دمعةُ في عينيها ليعكس خنجرك
الهلالي نور الدمعة فتشرق الشمس في أرجاء المدينة
ليستيقظ الجميع ويرون جرمك المشهود
وينادي منادي :
أن قتل الحب مغدوراً واليوم تقام التعازي !!!
ياااااااااااااااااااآلهي
ساعدني ما عساي فاعله والى متى سأصمد أنا ...
(وذكريات)
جعل منها الجنون خنساء عصرٍ جديد بمعجزة النابغة
لطالما كان حديثها نثراُ واليوم هي شاعرة
ولكن:
شاعرة مجنونة !!
تسير بشعرها الأشعث تردد تلك الأبيات
في ابتسامة حمقاء وما إن تنتهي حتى تعود لتعانق
الأرض وتنوح ناثرة حولها حبات الرمل كأنها البرد !!
(وأشواق)
تفجرت من صدري المفلوج مثل حليب أم
مات طفلها عندما حان وقت الرضاع !!
نعم مات الطفل ...مات طفل من كانت بالأمس عقيم
واليوم أم رحم الله طفلها !!!!!!!!
(وآمــــــــال )
كافرة راحت تنوح وتشق الجيوب وتلطم
ساخطةً معترضةُ على حكم رب السماء
فما كان من الله إلا أن انتقم منه
ا فشُـــــــلت وباتت بلا حراااااااااك !!
(ومشاعر)
تقف هناك خلف ذاك الباب
مفجوعةً مكروبة من هول الخبر
مشاعر لم تعد شيئاً سوى أنها
مشاعر فقدت عذريتها وغداً يفضح أمرها
ويضيع صيت عذراء تحمل في أحشاءها طفل !!
(وعقل عجوز مسكين )
يتنقل مابين هذه وتلك في محاولةٍ ساذجة
لتهدأت الجميع وليس هناك من يهداً روعه !!
وأنا!!!!
أجلس هنا ..ألبس خماري الأسود وأتلقى التعازي
تعددت الوجوه من حولي مابين
حزين
ومشفق
ومجامل
ومؤدي لواجب
وباغي أجر !!!
إلا أن العيون أبت أن تسكت وترحم ضعفي أو
تحترم حزني والآيات !!
وفي هدوووء هربت من الجميع وتركتهم هناك
في ذات البيت وخرجت في الفناء محاولةً
البحث عن ما يسليني
لأراك تدخل أسوار المدينة وكأنك مجهول في زيارته الأولى !!
تقترب أنت وأحدهم ...حاملاً بيدك زهور البنفسج
تمدها لي في أسى معبراً عن أسفك
عارضاً خدماتك والمساعدة ...كشرقي نبيل
لا ينسى واجباته مطلقاً
كم أنت شهم لم تنسى أن تعزيني بيد
وتمسك عزاؤك باليد الأخرى ...سمرائك الجميلة!!
أنا ايضاً لم أنسى بدوري أن أهنئك بها وأُلحق :
شكر الله سعيكم !!!!
تدير ظهرك وترحل مع فاتنتك الجديدة
يحين وقت صلاة المغرب وينتهي العزاء
يخرج الجميع في سكينه مزعجه وخطوات
كأنها الجيش !!
فيحل الهدوووووء:
صغيراتي بالداخل
أنا بالخارج
الأرض من تحتي والسماء من فوقي
أرفع ناظري في انكسار وأبدأ بالحديث !!
نعم أنا بحاجة لذلك ...أتحدث وأتحدث
بكل ماكان وما هو كائن وما عله يكون
أناجي من هو أعلم بحالي
يطول الحديث فأجهش بالبكاء
ويرتفع صوت عبراتي وأغرق في
دموعي حتى أني لم ألحظ وجود
الخمسة
صرعى من حر دمعاتي!!!!
يسكت الجميع حتى قلبي
بالكاد اسمع دقاته
وحده صوتي ماكان يحتل
المكان والكل منصت !!
احمرت أوداج السماء
فصرخت صرخةً أعلى حتى من صراخي
وتبع رعدها برق وبكت الغيوم
وكأنها المطر
و الأرض مفلوجة الصدر
ولكن بكائي هو الأمر !!
وفي إطار من خيانة
تكونت اللوحة:
أبطالها أنا وماضي خمسة من حولي :
ذكريات مجنونة
أمال مشلولة
أشواق مبعثرة
عقل منهك
ومشاعر حُـــــــــبلى !!!
تحت سماء باكية
في ليلة كل مافيها أسود
ماعدا عيوننا وعين
السماء الدامية
نرثي حباً كان
بالأمس موجود واليوم:
كتب له الخلود ولكن :
تحت الأرض
وغداً نزور قبره !!!!!