فى مقال للكاتب الرياضى الأستاذ إبراهيم عسيرى فى صحيفة عكاظ اليوم قال أنه يفتخر أن يعلن عن ميوله بتشجيع نادى النصر على الرغم من تحذير البعض له بعد إعلانه لميوله وخاصة إن كان نصراوى الميول حيث قال فى مقالته :

في الإعلام الرياضي تحديدا يكثر المنظرون والمتفلسفون الذين يدافعون عن المهنية والموضوعية ويقدمون دروسا يومية للجميع بأن الإعلام هو بوابة بدون حارس مفتوحة للجميع في أي وقت، مؤكدين في فلسفتهم أن إعلان الإعلامي عن ميوله هو ضرب من الخروج عن آداب المهنية وشرخ في جبين العمل الصحفي وأغلب هؤلاء المنظرين هم من أصطحاب المدرسة القديمة في الصحافة التي فكرت بخلق هوية موحدة للإعلاميين وهذه المدرسة تخرج منها القلة الذين بالفعل استطاعوا أن يطبقوا نظريات فلسفة إخفاء الميول وإعطاء كل ذي حق حقه لكن الغالبية للأسف، وهم المجددون لتلك المدرسة، انقلبوا على أفكار من سبقهم وعدلوا الفلسفة بحيث يخلقون توازنا بين تطبيق النظرية وإشباع الأهواء والرغبات؛ بمعنى الاستمرار على نفس نهج إخفاء الميول في العلن «رغم انكشافها» وتقديم صورة عن الالتزام المهني بينما ما يتم في الخفاء هو تصريح فاضح للميول وتعصب مقيت وشللية تمارس أنواعا متعددة من التزييف الإعلامي!

المدرسة الأخرى في الإعلام الرياضي والتي لا يفضلها الكثير؛ لأنها تحتاج لتوازن في شخصية معتنقها وقدرة على الإقناع، هي التي يعلن فيها الإعلامي عن ميوله ويصرح بها في حال طلب منه ذلك أو تطلب الموقف دون طبعا أن يمشي ويغرد بها، وهذا النوع هو الذي في وجه المدفع ويحسب عليه كل ما يخرج منه من حديث أو مقال وأعتقد أن اعتناق هذا المذهب الإعلامي صعب على من لا يملك المؤهلات لاعتناقه من تعليم أكاديمي ومن خبرة ميدانية تؤهله كما ذكرت لخلق توازن في الطرح وقدرة على الإقناع التي تحتاج لأدوات تعتمد على الثقافة والموضوعية وتغييب العاطفة كونه منح الآخرين فرصة التدقيق بإعلان ميوله.. وهذا النوع عادة غير مرغوب إلا عند أنصار ناديه المفضل لذلك أتذكر جيدا أن طوال مشواري الصحفي كان الجميع يحذرني من إعلان ميولي ويقولون لي بالحرف «انتبه لا تقل إنك نصراوي»، وكنت أرى في هذه الجملة استفزازا وتقزيما وتعديا على الحريات لذلك اعتنقت مبدأ الإعلان عن الميول وآمنت بأنه هو الاختبار الحقيقي لموضوعية الصحفي وترمومتر لمهنيته مهما حاول الآخرون استغلال هذا الإعلان للتجريح والتشكيك، وكان الأولى بالناصحين أن يقولوا انتبه لا تكن متعصبا أو لا تكن مجحفا بحق الآخرين ولكن للأسف الثقافة التي تكرست عن سيطرة حزب واحد على الصحافة هي من دفعت المحبين لتخويفي من إظهار ميولي حتى لا أجد نفسي خارج حسابات الإعلام والصحافة وكأن تشجيع النصر يتعارض مع متطلبات العصر الإعلامية، ولكنها وان قيلت لي فلن أقولها لغيري وسأحفظ له حقوقه بالإعلان عن ما يحب ويهوى وسأظل أنافح من أجل إلغاء مقولة «انتبه لا تقل إنك نصراوي أو اتحادي أو أهلاوي ... أو غيرهم» لكني بالمقابل سأقول بقوة «انتبه لا تكن متعصبا، انتبه لا تكن مضللا، انتبه لا تكن مجحفا، انتبه لا تكن ....... !! « ولا بلاش»

وللناس فيما يكتبون مذاهب.