د/عبدالحميد الحبيب
طبيب استشاري سعودي (مدير عام الصحة النفسية والإجتماعية بوزارة الصحة)


العله النفسية في سوق الأسهم !!
لأ أظن انني أضيف جديداً عندما اتحدث عن الأمراض والإضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض من أصيبوا في سوق الأسهم ذلك أن هذه الاضطرابات لن تختلف عن غيرها من الاضطرابات التي تحدث بعد الكرب والمصيبة إياً كان نوعها وعلى الرغم من تحفظي على بعض المبالغات والرغبة في تضخيم الأمور التي يمارسها البعض او الرقص على الجراح عند الآخرين.
ما يهمني هنا هو التعمق في الظواهر النفسية التي يمكن ان تكون خلف هذه المأساة وغيرها من القضايا التي تمر بنا .
إن السلوك الإندفاعي المتهور الذي لا يمكن صاحبة من رؤية الصورة مكتملة تعميمه اللذه عن تآمل المخاطر المحيطة وحساب الأمور بدقة وتكون الطامة أكبر والإغراء أعظم عندما يكون هناك مكسب بسيط وسهل يدعو لمزيد من المغامرة والإندفاع وهو ما يسمى في علم النفس بالتعزيز الذي يدفع للإستمرار ومزيد من ممارسة السلوك إيجابياً كان أو سلبياً.
إن أصحاب مثل هذا السلوك المندفع لايحملون في اذهانهم إلا تلك الاحلام العريضة وبالثراء والكسب وأن يصبح من افراد الطبقة المخملية في نفس الوقت يتم قمع وإزالة وحذف كل الصور والمشاهد التي يمكن أن تؤثر على هذه الصورة مهما كان حجم ووضوح تلك المشاهد والحقائق البسيطة والمهمة مثل وعلى رأسها أنه لايمكن أن يكون كل الناس رابحين وأن اليوم الذي يصبح الجميع فيه من الأغنياء لم يسبق أن حصل في تاريخ البشر ......
وأن المكاسب والانجازات تتناسب طردياً مع حجم العمل والجهد المبذول وأن الكسب السريع إن حدث فهو إستثناء لا قاعده إضافة إلى حقائق أخرى كبيرة وبدهيه لكن السلوك الاندفاعي المتهور يجبن عن النظر وتعمى بصيرة صاحبها فلا يستطيع سماع أجراس الأنذار ولا يتعض بكثرة المكلومين حتى يصبح واحداً منهم وتسمر المعاناة وغالب هؤلاء الاشخاص يصعب عليهم التوقف بل يسعون للخروج من المأزق الذي وقعوا فيه بإنتهاج سلوكيات أندفاعية أخرى وذلك بالاستدانة وزيادة المبالغ ليجد المرء نفسه غارقاً في بحر من الديون والادهى أنه يقوم بهذه الاعمال وهو يحتفظ بصورة ذهنية لعالم الثراء والغنى دون أن يقع في حسابه أن الهدف المنطقي والمعقول ربما يكون فقط هو وقف مسلسل الخسائر!!
الظاهرة الأخرى والتي يمكن من خلالها فهم الوضع النفسي للمتعاملين في سوق الأسهم وفهم التصرفات التي يقومون بها هو ما يمكن أن يطلق عليها ضعف التوكيد حيث أن الكثير من التصرفات التي يقوم بها هؤلاء ليست عن قناعة وفهم أو أنها تعكس خياره الشخصي المستقبلي بدءاً من القرار الأول للدخول في عالم الأسهم والذي جاء كنتيجة التقليد والتأثر بالآخرين دون أن يكلف نفسه أو يسألها عن ما يميز شخصيته وخبرته وقدرته مروراً بالقرارات اليومية لتصرفاته في السوق فهو يشترى ويبيع مقلداً للآخرين وتأثراً بهم وانتهاء بالوضع العام لإغلب المساهمين وحالة الانتظار والقلق التي يعيشونها دون أن يبادر إلى اتخاذ القرار الشخصي المناسب سواء بالاستمرار والخروج او أي قرار آخر يكون عن قناعة واختيار
إن ظاهرة ضعف التوكيد هي التي تهياً لأجواء الاشاعات والتوصيات والتقليد أن تسود وتصبح هي المتحكم الأكبر في السوق وهذا الضعف هو جزء من التركيبة النفسية للكثيرين في مجتمعنا الذين يخضعون للضغوط ويعيشون الموجه دون أن يكون لذلك أي انعكاس لما بدواخلهم من فناعات وقدرة هولاء على المقاومة او والثبات والرفض واظهار اختيارهم الخاصة تبدوا ضعيفة جداً او معدومة كثيرة هي الحورات التي يخبرك اصحابي بأن مافعلوه لم يكن قناعة لهم أو أن ما اهتدوا إليه بعد الدراسة والتفكير بل انهم باعو أو اشتروا تقليداً ومتابعة للآخرين ليستمر مسلسل الخسائر وتكرار الأخطاء .
هذه الظاهرة وغيرها تشكل جزء من محاولة الفهم .
آمل أن يستفيد القارئ الكريم وعسى أن تتاح فرصة لمزيد من الايضاح والبحث في هذه الظاهرة.


تحياتي

أخوكم : د/عبدالحميد بن عبدالله الحبيب
__________________
د/عبدالحميد بن عبدالله الحبيب
( استشاري الطب النفسي )
- الزمالة العربية في الطب النفسي.
- البورد السعودي للطب النفسي.
- مدير عام الصحة النفسية والإجتماعية بوزارة الصحة

hgugi hgktsdm td s,r hgHsil !! ( lkr,g)