أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هدية العيد : بيني وبين شيخي الفقيه الحافظ الأديب محمد الفراج ،

أبياتٌ متبادلةٌ عن العيد ، وأخرى في موضوعات شتى

( بقلم : محمد المهنا )






( الحلقة الأولى )


حججتُ عام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين وأقمتُ في خيمة واحدة مع شيخي الشيخ الفقيه الأديب محمد بن أحمد الفراج ( تتلمذتُ عليه في كلية الشريعة ) ، فلما انقضى الحج ورجع الحُجاج راسلتُ أصحابي مهنئاً بالسلامة إلا الشيخ فإني لم أشرف بتهنئته ، ثم كتبت إليه هذا الأبيات



هنأتُ كل أحبتي ** إلاك يا شيخي الجليلْ

ما ذاك إلا هيبةً ** وتردداً ماذا أقولْ ؟

فاقبل من الصب الـ ** محب تحية كالسلسبيلْ

إني دعوت الله ربي ** إنّه نعم الوكيلْ

ورجوتُه أن يكتب الأجر الجزيل لذي الجميلْ

في القلب حبٌ كامنٌ ** ودعاؤُنا لكم الدليلْ



صاحبك بالجنب : محمد بن سليمان المهنا ( الصاحب بالجنب : هو رفيق السفر )







وبعد بلوغ أبياتي إليه (عبر رسالة جوال ) جاءني جوابه بعد دقائق معدودة فتبارك الله أحسن الخالقين



يا صاحبي بالجنب أهلاً ** مرحباً يا ذا الخليل

ترحيبة الأرض الجديبة بالبكور من السيول

لك في فؤاد الخِلّ حبٌ ** يعلم الله الجليل

ما قلت ذاك تصنعاً ** كلا ولا رد الجميل

كلا ، ولا قصدي الحمية والتحيز للقبيلْ (*)

لكنها الأرواح جندٌ ** حيث تعصفنا نميل

فاهنأ بها يا ابن المهنا ** لا تقل ماذا أقول ؟

قل ما أردتَ وإن أردتَ فخلني عنك الوكيل

أنت المودة كلها ** فاقسم لنا السهم الجزيل



(*) المقصود أن عائلة الفراج وعائلة المهنا من قبيلة واحدة هي : قبيلة شمر










( الحلقة الثانية )



في شوال من عام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين كنت مع بعض أصحابي في رحلة دعوية إلى بلاد شرقية ، فوردتْنا من شيخنا الشيخ محمد الفراج أبياتٌ قام بعض الأصحاب ( منهم الشيخ محمد العريفي ) بمعارضتها بقصائد وأبيات متفاوتة ( والمعارضة هي محاكاة قصيدة أخرى وزناً ومعنى) ثم إن شيخنا الفراج أرسل أبياتاً هي أصعب منها قافية (ضادية) وطلب معارضتها (وفي ذلك نوع تحدٍ) فكتبتُ في ذلك عشرين بيتاً حظّها من الحُسن القافية والوزن ! فأرسل الشيخ قصيدة ثالثة بقافية ثالثة ورابعة بقافية رابعة وخامسة بخامسة وسادسة بسادسة حتى رفعنا جميعاً راية الاستسلاااام


وهذه (بعض) أبيات قصيدة الشيخ الضادية ويليها معارضتي لها :


أراني إذا هب الصبا وتعرضا .. له بالهوى قلبي انتشى وتهيضا

تُرى ألِأن الشرق فيه أحبة .. لنا زايلوا دار الحمى فتقوضا ؟

أبا ثابت (*) بنتم فبان سرورنا .. وعاث الأسى في القلب حتى تمرضا

وكل حبيب قد ترى منه عوضة .. سوى توأم الروح الذي لن يعوضا

لأنتم وأحباب لنا في جواركم .. عزيز علينا بُعدُكُم إنه القضا

عليكم سلام الله ما ذر شارق .. وماناح قمري على أفرع الغضا

كتبتُ لكم -أحباب قلبي- محاكيا .. جريرا وغيلانا وكعبا ومرتضى

أجيزوا روي الضاد بالضاد أرسلوا .. جوابا له عبر الأثير مُقرَّضا

ومعنى أجيزوا : أي أكملوا الأبيات التي ابتدأتها


(*) أبو ثابت : هو الشيخ عبدالله المقحم صاحبنا في الرحلة وهو أقربنا إلى الشيخ محمد الفراج


==== ====



وهذه أبيات محبكم : محمد المهنا



إلى شيخنا الفراج أهدي تحية .. مصبّحة بالخير والسعد والرضا

مكللة بالحب صرفاً مزاجه .. مجللة بالنور كالبرق أومضا

مبللة بالوصل للشجنة التي .. قضاها لنا الرحمن أنعم به قضا

إلى العالم المعطاء أبعث أحرفي .. وأرسل شكري يذرع الأرض والفضا

أقول له لما قرأت قريضه .. فأزهر قلبي بالسرور وأبرضا

لقد سعد القلب المعنّى بشعركم .. وزايله الهم المقيم وبضبضا

وقد أطربتني يا إمام حروفكم .. وهيّضت الإحساس حتى تهيّضا

فأجمعت أمري ثم أعددت عدتي .. وجرّدتُ سيفاً كلما أُغمد انتضى

وقلّبت رأيي ثم حلّبت فكرتي .. وخضت بحور النظم وهماً لأقرضا

ظننت بأني شاعر ملءُ ثوبه .. وأني رُضتُ الشعر حتى تروضا

وأني حاذيت الفرزدق والذي .. ينادى جريرا والرضي ومرتضى

وأني جدير أن أجيز لشيخنا .. وذلك إذ نادى فقال محرّضا

( أجيزوا روي الضاد بالضاد أرسلوا .. جوابا له عبر الأثير مُقرَّضا )

فلما تبينت الصواب وجدتُني .. كليلا حسير الطرف أعشى مغمِّضا

وأني لبون صاول البزل عابثا .. فعاد كسيرا مُسبَطِّرا مرضرَضا

وأن خيالي مثل فسطاط حالم .. بناها فلما أن أفاق تقوّضا

فأعلنت إفلاسي وأطرقت جبهتي .. وأبديت إبلاسي وسلّمت بالقضا

وأزمعت أني لن يجول بخاطري .. معارضة الفراج حاشا الذي مضى

فشيخي إمام جهبذ ذو بديهة .. وليس يجارى ناثرا ومقرِّضا

ألان له الله الحديث فنظمه .. ومنثوره كالدر في البحر أبيضا

وأما أنا فالضعف والعجز شيمتي .. عرفتُ مقامي فاشمخرّيتُ بالرضا

فلا تعذلوني واعذروني وسددوا .. وهذا أواني فالذي عندي انقضى






( الحلقة الثالثة )



وفيها أذكر واحدة من قصائد الشيخ الأربع التي انقطعنا عن معارضتها



القصيدة الزائية



أتاه الشعر يرتجز ارتجازا

فهب له وهز له اهتزازا

معنّى يسكب العبرات لحنا

إذا بعثت كوامنه استفازا

إذا ما راعبيٌ فوق بان

ينوح أقض مضجعه أجازا

يسجّع كالحمامة سجع شدوٍ

يسجله ويمتحن الجهازا

ويرسله إلى الآفاق شعرا

كلمح الطرف يجتاز اجتيازا

إلى ملأ من الأحباب حلوا

ربوع الشرق أحسبهم عزازا

إذا ما أقبلتْ منهم تهادى

قواف الشعر تلتمس الإجازا

فزعتُ إلى رصيد من قريض

-بحمد الله- يكتنز اكتنازا

وقلدتُ المعاني رائعات

من العقيان تفترز افترازا

فتصبح كالعروس إذا اسبكرت

لها العشاق تنتخب الجٓهازا

ولا أرتاد مبتذلا هزيلا

ولكن من بنات الفكر طازا !

ولولا المزعجات من الليالي

لأطربتُ المجنة والمجازا

وأخرستُ الفطاحل في عكاظ

فلا يختار واحدهم برازا

أردتُ بذا أحبائي مزاحا

فخلوا الغمز واجتنبوا الطنازا

ولا ترموا بكبر أوغرور

أَخيّاً حز خاطره احتزازا

تغربكم عن الأوطان حتى

من الأسفار أعوزتم عوازا

وخالطتم أعاجم فاعتجمتم

وأوشك للإشارة قول (هازا )

وأوشك إن دعوتم في أذان

إلى الصلوات حي على ( نمازا )

أحبائي عيوني إذ رحلتم

كأن بها من الأشجان غازا

مسيلا للدموع فكيف أسلو

وكيف بعيدنا أرجوا مفازا