يامبدع الخلق يامن لاشريك له

طوبى لمن عاش بين الخلقِ يهواك

إنّي لأعجب ممن قد رأى طرفاً

من فيض جودك ربي كيف ينساك


الحياة تسير بنا ونحن فيها كمثل الراكب فلكاً يمخر عباب البحر ..

فتارة ً يحمله الموج اللطيف ، وتسيره ريحٌ رخاءٌ...فتطيب برحلته الأيام ويفرح ويطمئن لها قلبه...

حتى إذا ظنّ أن البحر قد صفى له .. وصافاه... انقلب الموج وعصفت بفلكه الرياح .. واشتد به الكرب .. واظلمّت حوله

الأقدار .. وضاقت عليه الدنيا بما رحبت .. ... فنادى في الظلمات ان لاإله إلا أنت ... سبحانك !! أنقذني ..

ألطف بي !

يالطيف...!!

هناك تمتد يد الرحمن ... للمستجير .. الخائف ... المكروب .. الذي رفع أكف الضراعة .. وتهدج صدره بعبرات التوسل

وانقطعت به السبل .. والتفت حوله ... وقد سد باب الأمل ... فلا مجير .. ولا معين ....لتنتشله من غياهب الموج!!!

فإذا ... بالبحر الغاضب .. يتنفس رخاءً .. ويعود أليفاً رفيقاً .. بالفلك التي يحملها في أحضانه .. ويسري الموج

حانياً .. ويشق الضياء مسالك الظلمات .. وتبتسم الآفاق ... وتلتقي زرقة الأرض بزرقة السماء !!

الله تعالى قدّر ... ولطف !!

فله الحمد .. على ما قدر..!

وله الحمد على أن لطف..!!

ولطف الله لعباده غير معنى اللطف بين البشر .. فهو تعالى ( اللطيف) الذي يريد بعباده الخير واليسر ، ويفيض عليهم

أسباب الصلاح والبر... ويشمل لطف الله الناس من حيث لا يعلمون ، ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون...

( الله لطيف ٌ بعباده يرزق من يشاء ).

قد تعرضنا الحياة لشتى المحن .. وهذه ابتلاءات .. وجهها الظاهر معاناة .. ووجهها الباطن خير ورحمة ..

وفي كل محنة .. وعند كل ابتلاء .. حين يشتد الكرب .. وتتظافر الهموم .. يدركنا لطف الله ... فيقول لسان حالنا :

( الحمد لله ... قدّر .. ولطف!)....

الله يوصلنا الى بر أماننا دائماً في رفق وهذاما يعني القول لطف الله بك!!...

الله تعالى لطيف بنا ... فلا ننسى في غمرة حزننا .. وفي عتمة محنتنا .. وحين تتظافر هموم الدنيا علينا لطف الله

فتطمئن نفوسنا الى أن لطفه تعالى سيدركنا .. وسيمسح على جراحنا وان الحياة بلطفه ستستقيم لنا...

هذا الإيمان سيجعلنا نتقبل مرارة القدر برجاء أيامٍ أُخر تحمل لنا نكهة طيبة .. وطعماً آخر تستمرؤه حياتنا...

( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)...

بلى يعلم من خلق .. سبحانه!! .. خبير بأحوال عباده..!! لطيف بهم .. فلك الحمد .. ونسألك اللطف.