[ALIGN=CENTER]السلام عليكم ورحمة الله
أخواني الافاضل هذه أول مشاركه لي وإن شاء الله تنال أعجابكم ولا يخفى عليكم أن هذه المؤلف من السلف الصالح وعضو هيئة كبار العلماء ( د/ العلامه
بكر بن عبد الله أبو زيد حفضه الله ) وله مصنفات كثيره
تَصْنِيفُ النَّاسِ
بَيْنَ الظَّنَّ وَ الْيَقِينِ
قال الله تعالى :
(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما
ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند
الله عظيم ) .
[ النور / 15 ]
دار العاصمة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين : اللهم إياك نعبد , وإياك نستعين , وعليك نتوكل , وإليك نسعى ونحفد . ونصلي , ونسلم على خاتم أنبيائك ورسلك .
أما بعد :
فأنتخب من مزدحم الحياة : العلماء الهداة في مثالهم : العالم العامل بعلمه في خاصة نفسه , ونصحه لله , ولرسوله , ولإمامه , ولعموم أهل الإسلام , فما أن يذكر اسم ذلك العالم إلا ويرفع في العلماء العاملين , فعلمه وعمله متلازمان أبدا , كالشاخص والظل سواء , والله يمن على من يشاء .
فأنتصر له حسبة لله , لا دفاعا عن شخصه فحسب , بل وعن حرمات علماء المسلمين ومنهم دعاتهم , ورجال الحسبة فيهم ؛ إذ بدا لقاء ما يحملونه من الهدى والخير والبيان :
اختراق:(( ظاهرة التجريح )) لأعراضهم بالوقيعة فيهم, وفري الجراحين في أعراضهم ,وفي دعوتهم ,ولما صنعه (سعادة الفتنة) من وقائع الافتراء, وإلصاق التهم,وألوان الأذى, ورمي الفتيل هنا وهناك , مما لا يخفي في كل مكان وصلته أصواتهم البغيضة .
ولعظم الجنابة على العلماء , صار من المعقود في أصول الاعتقاد : (( ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل )) .
وعلى نحوه كلمات حسان لعدد من علماء الأمة الهداة في العلم والدين1 .
لذلك , ولما لهم على العامة والخاصة من فضل في تعليم الناس الخير , ونشر السنن , وإماتة الأهواء والبدع , فهم قد أوتوا الحكمة يقضون بها , ويعلمونها الناس , ولم يتخلفوا في كهوف (( القعدة )) الذين صرفوا وجوههم عن آلام أمتهم وقالوا((هذا مغتسل بارد وشراب)),وكأنما عناهم شوقي بقوله:
وقد يموت كثيرا لا تحسهم
كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا
بل نزلوا ميدان الكفاح , وساحة التبصير بالدين , وهم الذين يُنبؤن عن مقياس العظمة (( العصامية )) التاريخية في أشباحهم المغمورة , لا العظمة (( العظامية )) الموهومة , كما لبعض أصحاب الرتب , والشارات , المفرغين لأنفسهم عن
قرن العلم بالعمل .
* إن القيم , والأقدار , وآثارها الحسان , الممتدة على مسارب الزمن لا تقوم بالجاه , والمنصب , والمال , والشهرة , وكيل المدائح , والألقاب , وإنما قوامها وتقويمها بالفضل , والجهاد , وربط العلم بالعمل , مع نبل نفس , وأدب جم , وحسن سمت , فهذه , وأمثالها هي التي توزن بها الرجال والأعمال .
وإلى هذا الطراز المبارك تشخص أبصار العالم , ولكل نبأ مستقر .
لهذا كله , صار من الواجب على إخوانهم , الذب عن حرماتهم وأعراضهم بكلمات تجلو صدأ ما ألصقه (المنشقون) بهم من الثرثرة , وتكتم صدى صياحهم في وجه الحق .
وإيضاح السبيل الآمن الرشد , العدل الوسط .
فالآن علينا البيان بألفاظ مقدودة على قدودها بلا طول , ولا قصر , وعلينا وعليك الإنصاف بلا وكس ولا شطط .
فها أنا2 أقول عن هذه الظاهرة (( تصنيف الناس )) في
واقعها, وطرقها, ودوافعها, وآثارها, وسبل علاجها, والقضاء عليها بما لاح لي :
* إن كشف الأهواء , والبدع المضلة , ونقد المقالات المخالفة للكتاب , والسنة , وتعرية الدعاة إليها , وهجرهم وتحذير الناس منهم , وإقصائهم , والبراءة من فعلاتهم , سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة , معتمدين شرطي النقد : العلم , وسلامة القصد .
* العلم بثبوت البينة الشرعية , والأدلة اليقينية على المدعى به في مواجهة أهل الهوى والبدعة , ودعاة الضلالة والفتنة , وإلا كان الناقد ممن يقفو ما ليس له به علم . وهذا عين البهت والإثم .
* ويرون بالاتفاق أن هذا الواجب من تمام النصح لله ولرسوله - r- ولأئمة المسلمين , وعامتهم . وهذا شرط القصد لوجه الله تعالى , وغلا كان الناقد بمنزلة من يقاتل حمية ورياء . وهو من مدرك الشرك في القصد .
وهذا من الوضوح بمكان مكين لمن نظر في نصوص الوحيين الشريفين , وسبر الأئمة الهداة في العلم والدين .
يتبع أن شاء الله[/ALIGN]