اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الذويخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اجمل التفاؤل وأقبح التشاؤم !
المتنبي قال بيتا :
ومن يك ذا فمٍ مرٍ مريضٍ ::::: يكن مراً به الماءُ الزلال !
وابو ماضي ( قصدت إيليا )
قال في قصيدته المشهورة :
أيّهذا الشّاكي وما بك داء = كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس= تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى= أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل =من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال= لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا= ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس= عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه= لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ =قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي= فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها= تخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجـ=ـــوّ عليها ، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخــ=ذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام= أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو= سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات =تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون =صفّقت الغصون حتى تميلا
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي= وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب العيش مثلما تطلب الأطيــ=ـار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها =واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى =كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا= كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ= فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأفول ولكنّ= آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول= كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ =فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت= مطرا عاجلا ليحيي السهولا
قل لقوم يستنزفون المآقي =هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى= فأريحوا ، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه= أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى= ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأر=ض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض= رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى =كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى= تستحيل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع =الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي= تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابـ=ـات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس= فيلقي على الجميع سدولا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء= كن جميلا تر الوجود جميلا
موضوع قيم يستحق التقييم
بارك الله فيك و وفقك
---------------------------
عزيزي سليمان الذويخ
صاحب الحرف المتألق و ملك القلم الذهبي الرائع
مأروع قلمك و مرورك
انك تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها
سلمت يمناك على ماحملته لنامن قصائد رائعه
شرف عظيم مرورك الرائع
دمت بخير وصحه وسعاده