النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التوسل بالنبي الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    3

    التوسل بالنبي الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم

    مفهوم التوسل
    يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة التوسل ولذا فإننا سنبين مفهوم التوسل الصحيح في نظرنا وقبل ذلك لابد أنا نبين هذه الحقائق :
    أولاً:
    أنا التوسل هو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى والمتوسَّل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك .
    ثانياً:
    أنا المتوسل ما توسل بهذه الواسطة إلا لمحبته لها واعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد الناس عنها وأشد الناس كراهة لها.
    ثالثاً:
    أن المتوسل لو اعتقد أن من توسل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله أو دونه فقد أشرك.
    رابعاً:
    أن التوسل ليس أمراً لازماً أو ضروريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقاً كما قال تعالى ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى).


    المتفق عليه من التوسل
    لم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة فمن صام أو قرأ القرآن أو تصدق فإنه يتوسل بصيامه وصلاته وصدقته بل هو أرجى في القبول وأعظم في نيل المطلوب لا يختلف في ذلك اثنان . والدليل على هذا الحديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسل أحدهم إلى الله ببره لوالديه وتوسل الثاني بابتعاده عن الفاحشة بعد تمكنه من أسبابها وتوسل الثالث بأمانته وحفظه لمال غيره وأدائه له كاملا وفرج الله عنهم ما هم فيه وهذا النوع من التوسل قد فصله وبين أدلته وحقق مسائله الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتبه وخصوصاً في رسالته
    ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ).
    محل الخلاف:
    ومحل الخلاف في مسألة التوسل هو التوسل بغير عمل المتوسل .
    كالتوسل بالذوات والأشخاص بأن يقول : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أو أتوسل إليك بأبي بكر الصديق أو بعمر ابن الخطاب أو بعثمان أو بعلي رضي الله عنهم . فهذا هو الممنوع عند بعضهم.
    ونحن نرى أن الخلاف شكلي وليس بجوهري. لأن التوسل بالذات يرجع في الحقيقة إلى توسل الإنسان بعمله وهو المتفق على جوازه
    ولو نظر المانع المتعنت في المسألة بعين البصيرة لانجلى له الأمر وانحل الإشكال وزالت الفتنة التي وقع بسببها من وقع فحكم على المسلمين بالشرك والضلال.
    وسأبين كيف أن المتوسل بغيره هو في الحقيقة متوسل بعمله المنسوب إليه والذي هو من كسبه .
    فأقول : اعلم أن من توسل بشخص ما فهو لأنه يحبه إذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسيناً للظن به أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى يجاهد في سبيله أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال تعالى ( يحبهم ويحبونه) أو لاعتقاد هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به .
    وإذا تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسئول عنه ومثاب عليه وكأنه يقول : يارب إني أحب فلانا وأعتقد أنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك وأعتقد أنك تحبه وأنت راض عنه فأتوسل إليك بمحبتي له وباعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا . ولكن أكثر المتوسلين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر مكتفين بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فمن قال : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك هو ومن قال: اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي لنبيك (سواء) لأن الأول ما أقدم على هذه إلا لمحبته وإيمانه بنبيه.ولولا المحبة له والإيمان به ما توسل به . وهكذا يقال في حق غيره من أولياء الأمة. وبهذا ظهر أن الخلاف في الحقيقة شكلي ولا يقتضي هذا التفرق والعداء بالحكم بالكفر على المتوسلين وإخراجهم عن دائرة الإسلام ( سبحانك هذا بهتان عظيم ).


    أدلة ما عليه المسلمون من التوسل
    قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )
    والوسيلة : كل ما يجعله الله سببا في الزلفى عنده ووصلة إلى قضاء الحوائج منه والمدار فيها على أن يكون للوسيلة قدر وحرمة عند المتوسل إليه. ولفظ الوسيلة عام في الآية كما ترى فهم شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالإتيان بالأعمال الصالحة على الوجه المأمور به وللتوسل بها بعد وقوعها. وفيما ستسمع من الأحاديث والآثار ما يجلي لك هذا العموم واضحاً فأق السمع وأنت شهيد لترى أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وبعد وجوده في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة .


    التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل وجوده

    1- توسل سيدنا آدم ( عليه السلام ) بالنبي صلى الله عليه وسلم:
    وقد جاء في الحديث أن آدم عليه السلام توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم . قال الحاكم في المستدرك : حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن جده عن عمر - رضي الله عنه - قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يارب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا اله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله : ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ).
    أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ( ج2 ص 651) ورواه الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وصححه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي الموضوعات كما صرح بذلك في مقدمة كتابه وصححه أيضاً القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية (ج2 ص62) والسبكي في شفاء السقام قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم(مجمع الزوائدج8ص253)
    وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ: فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار.
    رواه الحاكم في المستدرك(ج2ص651) وقال :صحيح الإسناد .
    وصححه شيخ الإسلام البلقيني في فتاويه . ورواه أيضا الشيخ ابن الجوزي في الوفا في أول كتابه ونقله ابن كثير في البداية (ج1ص180) .
    وقد خالف في ذلك بعض العلماء فتكلم في درجة الحديث ورد وحكم بوضعه كالذهبي وغيره وبغضهم حكم بضعفه وبعضهم حكم بنكارته وبهذا يظهر أنه لم تتفق كلمتهم على حكم واحد وعليه فالمسألة يدور البحث فيها بين الإثبات والنفي والرد والقبول والتوقف بناء على اختلافهم في درجة الحديث وهذا من ناحية السند والثبوت . أما من ناحية المعنى فالنترك المجال لشيخ الإسلام بن تيمية ليحدثنا عنه .

    رأي ابن تيمية في الحديث :
    روى ابن تيمية حديثين في هذا الموضوع وأوردهما مستشهداً بهما فقال : روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده إلى ميسرة قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبياً ؟ قال ( لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غراهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه )
    روى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ ابن فرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال : يا رب بحق محمد ألا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد ؟ ومن محمد ؟ فقال : يا رب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال نعم قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك ولولاه ما خلقتك )
    فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة ( اهـ من الفتاوى ج2 ص150)
    قلت : فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير.

    تصحيح ابن تيمية لمعنى هذه الخصوصية :
    تكلم الشيخ ابن تيمية عن هذه المسألة كلاماً جيدا نفيسا يدل على عقل وبصيرة واتزان كبير فهو وإن كان قد نفى وجود حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى (وهذا حسب عليه في ذاك الوقت )
    إلا أنه رجع فأيد المعنى وفسره تفسيرا معقولا وأثبت فيه صحة القول وهو بهذا يرد ردا واضحاً على من زعم أن ذلك شرك أو كفر وعلى من زعم أن المعنى فاسد وباطل وعلى من زعم أن فيه قدحا في مقام التوحيد والتنزيه وما هو إلا الهوى والعمى وسوء الفهم وضيق العقل فالله ينور بصائرنا ويرشدنا إلى الحق والصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل .
    قال الشيخ الإمام ابن تيمية في الفتاوى (ج11ص96)
    ومحمد سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكرمهم عليه ومن هنا قال من قال : إن الله خلق من أجله العالم أو أنه لولا هو لما خلق عرشا ولا كرسيا ولا سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا، ولكن ليس هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيحا ولا ضعيفا ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا يعرف عن الصحابة بل هو كلام لا يدرى قائله ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله تعالى ((سخر لكم ما في السموات وما في الأرض )) وقوله تعالى ((وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وآتاكم من كل ما سألتم وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها أنه خلق المخلوقات لبني آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم من النعمة.
    فإذا قيل :فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل لولا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة , بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بني آدم محمد وكانت خلقته غاية مطلوبة وحكمة بالغة مقصودة (أعظم) من غيره صار تمام الخلق ونهاية الكمال حصل بمحمد صلى الله عليه وسلم (1هـ من الفتاوى)

    حاصل البحث في درجة الحديث:
    والحاصل أن هذا الحديث صححه ونقله جماعة من فحول العلماء وأئمة الحديث وحفاظه الذين لهم مقامهم المعروف ومكانتهم العالية وهم الأمناء عل السنة النبوية فنهم الحاكم والسيوطي والسبكي والبلقني .
    ونقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه أن لا يخرج الموضوعات والذي قال فيه الذهبي : عليك به فإنه كله هدى ونور .( كذا في شرح المواهب وغيره)
    وذكره ابن كثير في البداية واستشهد به ابن تيمية في الفتاوى وكون العلماء اختلفوا فيه فرده بعضهم وقبله البعض ليس بغريب لأن كثيرا من الأحاديث النبوية جرى فيها الخلاف بأكثر من هذا وانتقدها النقاد بأعظم من هذا .
    وبسبب ذلك ظهرت هذه المؤلفات العظيمة وفيها الاستدلالات والتعقبات والمراجعات والمؤاخذات ولم يصل ذلك إلى الرمي بالشرك والكفر والضلال والخروج عن دائرة الإيمان لأجل الاختلافات في درجة حديث من الأحاديث وهذا الحديث من جملة تلك الأحاديث.

    فوائد مهمة في الحديث :
    قبل أن يتشرف العالم بوجوده صلى الله عليه وسلم وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند الله عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا ، ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله .



    2- الحديث الذي رواه الترمذي وصححه ( إن النبي صلى الله عليه وسلم علم شخصاً أن يقول ( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي فشفعه في ) ...




    يتبع

  2. #2
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    3
    3- عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال : يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ائت الميضاة فتوضأ ثم صلي ركعتين ثم قل الله إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)...
    قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
    وقال الذهبي عن الحديث أنه صحيح ( ج1 ص 519 ) .
    وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
    من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمى .
    ذكره في آخر السنن في أبواب الدعوات .
    قال المنذرى ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة وابن خزيمة في تصحيحه ( كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة ( ج1 ص438)
    وليس هذا خاصاً بحياة النبي صلى الله عليه وسلم بل قد استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضاة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : الله إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك...
    فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال ما كانت لك حاجة فائتنا ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان ابن حنيف وقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وقال الشيخ ابن تيمية قال الطبراني روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر واسمه عمر بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر عن شعبة قال أبو عبد الله المقدسي والحديث صحيح .




    4- أخرج البخاري في صحيحه عن أنس أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –
    كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)
    وأخرج الزبير بن بكار في الأنساب من طريق غيره هذه القصة بأبسط من هذا وتلخيصها – عن عبد الله بن عمر قال استقى عمر بن الخطاب عام الرمادة ( بفتح الراء وتخفيف الميم ) سميت بذلك لكثرة تطاير الرماد لاحتباس المطر بالعباس بن عبد المطلب فخطب بالناس فقال : يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فافتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله : ادع يا عباس فكان من دعائه رضي الله عنه اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة – وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث واحفظ اللهم نبيك في عمه . فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس وأقبل الناس على العباس يتمسحون به ويقولون له هنيئاً لك يا ساقي الحرمين .
    وقد قدم العباس للاستسقاء تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتفخيماً لأهله وتقديماً لعمه صلى الله عليه وآله وسلم على نفسه ومبالغة في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع .


    5- بيان أسماء المتوسلين من أئمة المسلمين :
    أ- الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه ( المستدرك ) على الصحيحين . فقد ذكر حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم وصححه.
    ب- الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه (دلائل النبوة ) فقد ذكر حديث آدم وغيره . وقد التزم أن لا يخرج الموضوعات.
    ج- الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه ( الخصائص الكبرى ) فقد ذكر حديث توسل آدم عليه السلام .
    د- الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه ( الوفاء ) فقد ذكر الحديث وغيره.
    هـ - الإمام الحافظ القاضي عياض في كتابه ( الشفا في التعرف بحقوق المصطفى ) فقد ذكر في باب الزيارة وباب فضل النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من ذلك
    و- الإمام شيخ الإسلام أبو زكريا يحيى النووي في كتابه ( الإيضاح – الباب السادس ص 498-)
    ز- الإمام العلامة ابن حجر الهيثمي في حاشيته على الإيضاح ص499 وله رسالة خاصة في هذا الباب تسمى بـ ( الجوهر المنظم ) .
    ح- الحافظ شهاب الدين محمد بن محمد بن الجوزي الدمشقي في كتابه ( عدة الحصن الحصين ) في فضل آداب الدعاء .
    ط- العلامة الإمام محمد بن علي الشوكاني في كتابه ( تحفة الذاكرين ) ص161
    ي- العلامة الإمام المحدث علي بن عبد الكافي السبكي في كتابه ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام ).
    ك- الحافظ عماد الدين ابن كثير في تفسير قوله تعالى( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) فقد ذكر قصة العتبى مع الأعرابي الذي جاء زائرا قاصدا مستشفعا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترض عليها بشيء وذكر قصة توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم في (البداية والنهاية) ولم يحكم بوضعها (ج1 ص180).
    وذكرقصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوسل به وقال إن إسنادها صحيح(ج1 ص91)
    وذكر أن شعار المسلمين يا محمداه (ج6 ص324 )
    ل- الإمام الحافظ ابن حجر الذي ذكر قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوسل به وصحح سندها في فتح الباري (ج2 ص495 ) .
    م- الإمام المفسر أبو عبد الله القرطبي في تفسير قوله تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) (ج5 ص265 ).




    6- مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة عند الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية:
    على أن الشيخ بن تيمية في بعض المواضع من كتبه أثبت جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم دون تفريق أو تفصيل بين حياته وموته وحضوره وغيابه . ونقل عن الإمام أحمد والعز بن عبد السلام جواز ذلك في الفتاوى الكبرى .
    وقال : يشرع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء .
    وقال أيضاً: التوسل إلى الله بغير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سواء سمي استغاثة أو لم يسم لا نعلم أحداً من السلف فعله ولا روى فيه أثراً ولا نعلم فيه إلا ما أفتى به الشيخ من المنع.
    وقال الشيخ ابن تيمية : ولذلك قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزى صاحبه : أنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ولكن غير أحمد قال : إن هذا إقسام على الله به ولا يقسم على الله بمخلوق وأحمد في إحدى الروايتين قد جوز القسم به . فلذلك جوز التوسل به.




    7- الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب لاينكر التوسل:
    سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : لا بأس بالتوسل بالصالحين وقول أحمد ( يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ) مع قولهم ( لا يستغاث بمخلوق ) فقال: فالفرق ظاهر جداً وليس الكلام مما نحن فيه فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه فهذه المسألة من مسائل الفقه وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه فلا ننكر على من فعله ولا إنكار في مسائل الاجتهاد .



    شبهة مردودة:
    يقول بعض الناس أن بعض هذه الأدلة والأحاديث كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    الجواب: أن الأصل في الإحساس والشعور هو الروح وروح سيد الأنبياء حية وباقية لأن مذهب أهل السنة والجماعة يقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع ويفرح ويحزن ويرد على من صلى عليه وسلم ويستغفر لخطايا أمته.


    الخلاصة :
    1- نتوسل أحياناً إلى الله عز وجل بأعمالنا ( قصة الثلاثة الذين كانوا في الغار فتوسلوا إلى الله عز وجل بأعمالهم الصالحة ...) وأحياناً نتوسل إلى الله عز وجل بمن له مكانة عظيمة وكبيرة عند الله عز وجل ( النبي صلى الله عليه وسلم ) .
    2- الاعتقاد أن المُتوسَل به لا ينفع ولا يضر .
    3- عدم طلب من المُتوسَل به وإنما الطلب من الله عز وجل ( أي الدعاء والاستغاثة والاستعاذة وغيرها ) .
    4- أن التوسل ليس شرطاً لقبول الدعاء وإنما أضمن وأكثر لقبول الدعاء.



    منقول من كتاب ( مفاهيم يجب أن تصحح) للسيد محمد علوي المالكي المكي الحسني .
    والذي قرظه ( مدحه ) كل من :
    أ?- وقد ظهر من مباحث هذا الكتاب أنه حجه وبرهان وقول صادق وبيان .
    حسنين محمد مخلوف
    مفتي مصر سابقاً وعضو هيئة كبار العلماء وعضو الرابطة الإسلامية بمكة المكرمة
    .

    ب?- وشكرا للسيد السند محمد علوي لتحريره هذه المباحث وتحقيقه لمفاهيمها وأعتقد أنه قد بلغ بها المنتهى .
    عبد الله كنون الحسني
    رئيس رابطة العلماء بالمغرب وعضو الرابطة الإسلامية بمكة المكرمة.

    ج- ففي كتابه هذا وضع الأمور في مجاريها وحاد عن الشطط في مراميها وجنبها الإفراط والتفريط وصحح الأوهام والتخليط .
    محمد الخزرجي
    وزير الأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة.

    د- وقد حقق السيد محمد علوي الكثير من هذه المفاهيم التي أثيرت حولها الحملات وأبان فيها الوجه الصحيح فهو حري أن تتوقف عنده الأنظار .
    محمد الشاذلي النيفر
    عميد كلية الشريعة بتونس وعضو الرابطة الإسلامية بمكة المكرمة.

    هـ- وإن هذا الكتاب يوفر على المسلمين الخلافات التي تمزق وحدتهم.
    الحسيني عبد المجيد هاشم
    وكيل الأزهر الشريف والأمين العام لمجمع البحوث.

    و- وعندي والله أعلم أنه لم يبق للمعاندين في هذه المسائل بعد النظر في كتاب المفاهيم إلا التسليم لكل ما جاء فيه إذ أن ما جاء فيه كاد أن يكون مجمعا عليه .
    محمد فال البناني
    الأمين العام للرابطة الموريتانية وعضو الرابطة بمكة المكرمة.

    ز- صحت مفاهيم كان الناس قد هاموا
    فيها وزايلها لبس وإبهام
    بحث دقيق عميق لا يقوم له
    خبط وخلط وتدلي وإيهام
    محمد سالم بن عدود
    رئيس المحكمة العليا بموريتانيا وعضو المجمع الفقهي بمكة المكرمة.

    ح- اطلعت على كتاب مفاهيم فوجدته كتابا حاويا لمعان جليلة وأهداف سامية وأدلة واضحة.
    يوسف بن أحمد الصديق
    القاضي بمحكمة الاستئناف بالبحرين وعضو الرابطة بمكة المكرمة.

    نقله لكم أخوكم أبو حجز
    [email protected]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العثور على إنجيل يحوي نبوءة عيسى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أهــل الحـديث في المنتدى أهل الحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-02-2012, 12:10 AM
  2. صور عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة من علمني حرفا في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-01-2007, 10:37 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •