مساء الخير للجميع
أضع بين يديكم نصي المتواضع سجين الذكريات، اتمنى ان اكون وفقت بتصوير سجين ذكريات.
- من مذكرات طائر - قُبيل العاصفة
سجين الذكريات
[align=justify]
أبداً أعودُ إليكِ مرتعشاً دون إرادتي فأجدك دائما الأفعى القابعة بين أوراقيَ المهملة و أجدني كمن تتخبطه الشياطينُ من المس ، أنتفض بصمت، فأنفض غبار الليالي المظلمة، وعندما تهدأ لحظات الجنون، أقلب أحلامي بيديك الصفراء الباهتة، فأستنشق مرارة الذكريات و أتنسم بخيالي تباشير الصباح الذي لم يحضر بعد، و تلك عينك الساكنة تضمني إلى حجرها البارد القاسي، وعبثا تغمض لتغفو، ولا هي تستيقظ فلما تنسلخ عنها سحابات الأيام، وربما لا فكيف لخيالي الجامح أن يهدأ إن لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بصراعٍ عنيد مع أشلاء الأمل الميْت، وربما نعم فقد قرعت فيك ذكريات الماضي فسمعت نحيبك صدى، أو ربما غرقت فيك كلماتي البكماء تماما كما تختنق أنفاس الزهور العطرة عندما يغضب المطر، أو أنك تنتظرين عودتي بفارغ الصبر تماما كما ينتظر الموت الصامت رؤية العصافير المغردة تخرس مستلقية، لتفنى في عيونك اللحظات الحلوة وتتساقط تباعا روحا ميتة، وربما ماتت ذكرياتك التي لن تستيقظ غدا وتلك الرياح العاصفة تبكيك بأنين الأم الثكلى، دون التفاتة منك ودون أن تسيل على صفحات التراب صفحات حارّة من الدماء القانية، مخلفة الكأس التي سقطت على شظايا وجهها المهشم .[/align]
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تقفين عند موانئ القدرْ = ويداك من قيدٍ و من وطرْ
وخيالك المقهور عاد لي = يشكو من الإعياء و السهرْ
و الآن تعتصرين خمرتي = فتسيل من عينيك كالمطرْ
تبكين ما صنعت يداك بي = و بكت عيون الأمس ما حضرْ[/poem]