ماوراء الأفق البعيد
كان نبض الزمن يشهد
احتضار آخر شعاع للشمس
ويرقب انحداره شيئاً فشيئاً
وقد تضرج بحمرة الغروب
حتى الذوبان في قلب الظلام الزاحف
حين أسدل الليل جناحه الأدهم
ليصمت ضجيج الحياة..
وينطلق صوت آخر غير مسموع .

وقفت كعادتها من خلال النافذة
المطلة على أحضان السماء
تناجي الروح وتسامرها
وهي ترقب إطلالة النجوم
لتشاركها همس أشجانها
وتقطف من ضوءها الأمل .

اجتمعت في داخلها ذكريات
لزمن مضى
حين انصهر لب قلبها
وذاب في وجدان الشوق
وتلألأ العالم أمام عينها.

حين سكبت من رحيق وجدانها
عشقاً أسطورياً
فنسجت فوق وريقات التوت
أشواقها اليانعة
لترسلها مع نسمة حالمة
حين ظنت أنها الملاك الوحيد
في عالم أحلامه
وأنها شهد أيامه
وأريج عطرها.

لم تكن تعلم أن مخالب الدهر
لها بالمرصاد
لتشوه لوحة النقاء الابيض
بفرشاة الحبر الأسود
وأن كبريائها ستطعن
بخنجر مسموم
أسمه ( الخيانة)
فنزفت مشاعرها ببرودة الاموات
لتحيلها بقايا رماد.

تمزقت اسطورة الملاك الوحيد
واهدرت حكاية شهد الايام
وتساقطت وريقات التوت
على رصيف الحرمان
وها إن قلبها يحتضر عند كل غروب
مع إحتضار شعاع الشمس
خلف الأفق البعيد..