أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم .
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا الهادي الأمين و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
و بعد، فقد روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي بسنده قال قال علي بن المديني في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم»:«هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويذبون عن العلم . لولاهم، لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن» قال أبو بكر: فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين ؛ لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين. فشأنهم حفظ الآثار وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى. قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظا ونقلا حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها. وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها. والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها. فهم الحفاظ لأركانها والقوامون بأمرها وشأنها. إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون، {أُولَـٰۤـِٕكَ حِزْبُ ٱللَّهِۚ أَلا إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ} .
شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص10.
قلت : و كما قال الخطيب البغدادي عن أهل الحديث (فقد قطعوا المفاوز و القفار في اقتباس ما شرع المصطفى صلى الله عليه و سلم ) و لا شك أن الرحلة في طلب الحديث يصحبها التنقل و عدم الإستقرار و أيضا تحتاج إلى المال و النفقة ، و في فترة الطلب هذه لا شك أن المحدث لا تكون له مهنة ثابتة يقتات منها و لا تكون المهنة ثابتة إلا بالاستقرار أما من شأنه التنقل و التجوال فلا شك أنه يصادف المشقة حتى في تحصيل قوت يومه بل قد يفلس حتى و إن كان صاحب مال أو من أهل اليسار .
و فيما يلي أمثلة على ذلك :
(1) قال الخطيب البغدادي ذكر ابن عدي أن والد يحيى بن معين خلف له ثروة ضخمة ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم فأنفق ذلك كله على الحديث لما توسع في طلبه ورحلاته من أجله .
(2) وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر وكان في نفسي أن أقيم سنة فانقطع نفقتي فجعلت أبيع ثياب بدني شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع منهم إلى المساء فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال فجعلت أشرب الماء من الجوع .
(3)و قال ابن سعد سمعت موسى بن داود يقول أفلس الهيثم بن جميل في طلب الحديث مرتين .
الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي . ( 205 , 208 ) .
(4)وقد كان بعض المحدثين في رحلته يكسب قوت يومه بنسخ الكتب أو يكري نفسه .
فالحافظ العالم المكثر الجوال أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي المتوفي سنة 507 هـ ما كان على وجه الأرض له نظير قال السلفي سمعت ابن طاهر يقول كتبت الصحيحين وسنن أبي داود سبع مرات بالأجرة.
أما الإمام أحمد بن حنبل فإن في رحلته لليمن للسماع من الحافظ عبدالرزاق الصنعاني قل ماله وربما نسخ بأجرة، وأجر نفسه لجمال رحمة الله عليه كما قال الامام الذهبي .
أما من استقر بهم الحال في المدن و الأقاليم فقد كان لكثير منهم مهن يتكسبون منها و ينفقون من هذا الكسب على أنفسهم و أهليهم وربما أنفق بعضهم على طلبة العلم من أهل الحديث .
و فيما يلي جدول يوضح أسماء مجموعة من المحدثين و المهن التي كانوا يتكسبون منها ، و من روى عنهم من أصحاب الكتب الستة بالإضافة لبعض الملاحظات المتعلقه بكل محدث .
و لا زلت أجمع بعض المعلومات في هذا الموضوع و من المحتمل أن يكون هناك جدول آخر لمجموعة أخرى من المحدثين و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل .



الصور المرفقة مهن المحدثين1.png‏ (374.9 كيلوبايت)