..


يصطف الطلاب في الفناء ويُنادى على الناجحين أولاً ثم مكملي الدور الثاني وأخيراً الراسبون

شهادات « دواوير حمر » .. !

الدائرة الحمراء تظهر على شهادة طالب مكمل في عدد كبير من المواد

انتهت مراسم الاختبارات بشبحها المخيف، وتهافت الطلاب على باب المدرسة منذ الصباح الباكر لمعرفة نتائجهم، وحضر "فرّاش" المدرسة من أقصى القرية ذات المباني الطينية، وفتح الباب فدخل الطلاب مسرعين إلى الفناء، ثم تقاطر حضور المعلمين ومدير المدرسة، وما هي إلاّ لحظات حتى دوّت صيحة من أحد المعلمين طالبةً من التلاميذ الاصطفاف لتوزيع الشهادات على الناجحين وإشعارات الإكمال والرسوب.

يبدأ العد أولاً للناجحين الذين يستلمون نتائجهم ويطيرون من الفرح مسرعين إلى منازلهم ليسعدوا والديهم بهذه النتيجة المبهجة لينالوا هدية النجاح، بينما يُنادى على المكملين ويوضع في شهاداتهم "دائرة حمراء" حول الدرجة المتدنية التي لم تصل إلى الحد الأدنى للنجاح، ثم إعطائهم إشعارات الإكمال مرفقاً بها جدول اختبارات الدور الثاني للمواد التي أكملوا فيها؛ أي أنهم سيقضون الإجازة في الجد والمذاكرة والمراجعة المكثفة، مما سيفقدهم لذة التمتع بها كأقرانهم الناجحين، وأخيراً يأتي دور الطلبة الراسبين الذين أكملوا في أكثر من نصف المواد الدراسية فيعطون ورقة تفيد برسوبهم ودعوتهم للالتحاق بالصف نفسه في العام القادم مع بدء الدراسة.



سحنات الوجوه البريئة تبتسم قبل موعد الاختبار

تقدم المكملون واستلموا إشعاراتهم ومن بعدهم الراسبون، لكن الطالب "حويزي" في الصف الرابع لم يصدق أنه قد رسب، وأفهمه المدير أنه راسب وعليه أن يأتي العام المقبل ليعيد في الصف نفسه فلا مجال له للتقدم للدور الثاني.. ترجّى ببراءة الطفولة المدير بأن يسمح له بالحضور للاختبار في الدور الثاني: "تكفى يا استاذ خلني أجي أختبر دور ثاني، خلاص والله لأذاكر واجتهد وانجح"، فقال له المدير: "أنت خلاص راسب لا مجال للحضور لاختبار الدور الثاني"، لكن "حويزي" استمر في الترجي ودموعه تنهمر حتى رحمه كل من حضر من المدرسين، ولكن لا مجال فالنظام واضح، ومع ذلك استمر في محاولات مستميتة من أجل نيل الرحمة وإعطائه فرصة أخيرة، فهاهو يحاول تقبيل يد المدير ليصفح عنه ويغيّر رأيه بأن يعود مع أقرانه لأداء اختبارات الدور الثاني، ولما باءت محاولاته بالفشل خرج يحمل ورقته ودموعه تنهمر ووقف بالباب وقال بصوت مرتفع: "والله لأجي أختبر دور ثاني"!، فرّ هارباً إلى البيت والرحمة والشفقة من الجميع لم تنفعانه، موقف أثّر كثيراً في من حضره وعاصره وهو يبين مدى صدمة وقع الرسوب على نفوس الطلاب قديماً، فالاختبارات شبح مخيف ولكن لحظة انتظار النتيجة لحظة تخفق عندها القلوب، يمتزج فيها الخوف مع الرجاء والأمل، إنها لحظات عصيبة يعيشها كل طالب مع نهاية كل عام دراسي، صاحبها العديد من المواقف والقصص الجميلة والطرائف سواء في الدراسة أو المذاكرة أو الاختبار.


شهادة إتمام المرحلة الابتدائية بنجاح عام 1396ه


أيام الاختبارات
يقف طلاب المدرسة في اليوم الأول من الاختبارات في الطابور الصباحي ليستمعوا إلى كلمة مدير المدرسة التوجيهية، ومن بعدها يوزّع كل رائد صف من المعلمين الأقلام والمساطر التي أمّنتها المدرسة للطلاب كي تكون عهدة لديهم من أول أيام الاختبار إلى آخر يوم منه، حيث يتم التنبيه على الطلاب بالاحتفاظ بها في درج الطاولة ولا يسمح لهم بالخروج بها من المدرسة طيلة أيام الاختبارات، وذلك ضماناً لعدم نسيانها في المنزل، ويتم إدخال الطلاب وكل واحد منهم يحمل "تكاية"، وهي ذلك اللوح الذي يتكئ عليه الطالب عند الكتابة وفيه "دوسية" أو "ما سكة" الورق، حيث يعطى كل طالب ورقة مثنية تسمى "فرخ" مختومة بختم المدرسة ليُسجّل اجابته عليها، ليوجّه كل رائد صف من المعلمين طلاب فصله إلى أماكن جلوسهم كي تبدأ مراسم الاختبار، والتي يغلب عليها التنظيم والجدية، وكذلك الخوف والرهبة التي ترتسم على وجوه الطلاب وهم يقادون إلى قاعات الاختبار، حيث يتم تفتيشهم بدقة لاستخراج "براشيم" الغش إن وجدت، والويل كل الويل لمن ضبطت معه، فسيكون بانتظاره العقاب البدني الأليم والرسوب في المادة التي حاول الغش فيها.


القراء أمام الفصل لم تكن عقاباً جماعياً بل كانت اختباراً للقدرات قبل موعد الاختبار الشفوي

وتنقسم قاعات الاختبار إلى قسمين الأول لطلاب النقل أي طلبة الصف الأول إلى الخامس الابتدائي، أما الصف السادس الابتدائي فتكون له لجنة مستقلة فهو اختبار إتمام الشهادة الابتدائية، حيث يكون لكل طالب رقم جلوس خاص به يعبأ في نموذج معد لذلك فيه جميع معلوماته كاسمه والمدرسة التي ينتمي إليها، ويتولى معلمو المدرسة تصحيح فصول المدرسة كلها ما عدا الصف السادس الابتدائي حيث تبعث الأسئلة إلى إدارة التعليم ليتولى تصحيحها لجنة خاصة، تصحّح جميع أوراق المدارس التابعة للإدارة، ومن ثم تعلن النتائج في "الراديو" قديماً ثم تطور الحال فصارت تعلن في الصحف المحلية.

تقوية وضرب
لم يكن الطلاب يعرفون سابقاً الدروس الخصوصية، بل كان هناك ما يسمى بمجموعات التقوية في المدارس، حيث كان كل معلم يُدرّس مواد تقوية لطلابه الضعفاء بعد صلاة العصر، خاصةً معلمي المواد العلمية واللغة الانجليزية، بحيث يدفع كل طالب مبلغاً معيناً ومن ثم ينضم إلى فصول التقوية من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وكان معلمو مواد التقوية من المقيمين، وبما أن الضرب المبرح للطلاب كان منتشراً في المدارس فقد ظن أحد الطلاب الكسالى أن ذلك سيكون ممنوعاً في دروس التقوية، إذ كيف تدفع للمعلم مقابلاً مادياً ومن ثم يضربك، وهذا ما حصل في موقف طريف لأحد الطلبة الذي تلقى علقة ساخنة لم تكن في الحسبان، فبعد أن أقنع والده الذي كان ميسور الحال في ضرورة تسجيله في درس تقوية في مادة الرياضيات، أخذ المبلغ وسجل وحضر إلى المدرسة بعد العصر، ودخل الفصل فكان المعلم يشرح، وبعد أن أنهى الشرح طلب من أحد الطلاب أن يحل مسألة كتبها على السبورة، فتبرع صاحبنا وهو لا يعرف الحل ظناً منه أن المعلم لن يعاقبه في درس التقوية، فوقف بجانب السبورة وأخذ "الطباشيرة" وحل المسألة خطأ -كيفما اتفق-، فلم يشعر إلاّ ويد تلوح في الهواء وتصفعه ليرتطم وجهه بالسبورة من شدتها، فلما أفاق من سكرته ودهشته من ضرب المعلم له خرج من الفصل وهو يكيل للمعلم الشتائم ذاهباً إلى المدير طالباً إرجاع نقوده ورفضه للتقوية وهو يتمتم: "ضرب في الصباح، وضرب في المساء، ما صارت".


طلاب قبل أربعة عقود يؤدون الاختبار في فناء المدرسة ويظهر المراقبون عليها


نجاح بالغش
وكان الطلبة الكسالى والمهملون يحاولون بشتى الوسائل تخطي الاكمال في الاختبارات ولو عن طريق اقتراف الخطأ والمخالفة، مما جعل الكثيرين منهم يلجأون إلى الغش في الاختبارات وذلك بالدخول ب"البراشيم"، وهي أوراق صغيرة فيها كم هائل من معلومات المادة المهمة التي لا يستطيع الطالب الكسول والمهمل حفظها، فيدسها داخل الملابس في مكان لا يمكن للمفتشين على أبواب قاعات الاختبار كشفها، ومن ثم يستعين بها في حل الأسئلة ومنهم من يكتب على يديه بطريقة خفية أو على ملابسه الداخلية وغيرها من الطرق.

ومن الطرائف في عمليات الغش هو مساعدة فرّاش المدرسة الذي يحضر الماء في سطل ويدور على الطلاب فيزود العطشى منهم بالماء ب"طاسة" معدنية، حيث يستغل الطلاب طيبته لينقل المعلومات من طالب جيد إلى طالب كسول، كما يعمل على إيصال "براشيم" الغش بين الطلاب كمراسل فيعطيها للأول عند إعطائه الماء ليشرب، وبعد أن ينقل المعلومات يسلمها إليه ليذهب لنجدة طالب آخر يستنجد به، وكأنه قد أعياه العطش وهو في الحقيقة عطشان للمعلومات في "البرشامة" التي يحملها ليغش فينجح، ويظن الفراش بعفويته وبساطته أن ما يعمله يعتبر من الواجب والفزعة مع الطلاب الذين هم أبناء قريته، وبعد الخروج من قاعات الاختبار تنهال عليه كلمات الثناء والشكر وتقبيل الرأس والدعاء له على صنيعه الطيب.


حفلة التخرج على مسرح المدرسة تنتهي بابتسامة الجميع

أخ أكبر
كان للاختبارات هيبتها، وكانت تعلن حالة الطوارئ القصوى في البيت، فلا خروج لغير حاجة ملحة، ولم يكن الأب والأم متعلمين بالقدر الكافي، فقد كان يتولى المذاكرة والمراجعة للطالب أخوه الأكبر الذي يفوضه والداه في ذلك، فينصب من نفسه مدرساً خصوصياً بالمجان، وكأن هذا الأخ يعمل بمقابل وهو حرية العقاب لأخيه، ولعله اكتسبه من معلميه في المدرسة، فكان يطبقه على أخيه الأصغر وكأنه يفرغ شحناته من ضرب المعلمين له، فإذا لم يستجب أخوه أو لم يحفظ، فقد كان يتفنن في العقاب، لدرجة أن بعض الطلاب كان يعاقب أخاه ب"لي الغاز"، حيث يجلده حتى يكاد يغشى عليه، وبعضهم يضربه بعصى غليظه أو بضربه بعلبة الهندسة، وهكذا شهد ذلك الجيل وقوع العقاب عليه من معلمية ومن تسلط الأخ الأكبر، لكن رغم الجهل وتلك الشدة إلاّ أنها أثمرت وحالت دون رسوبهم وإعادتهم للسنة الدراسية ونجاحهم، وإن كانت تلك الطريقة قاسية.

دوائر حمراء
وعندما ينجح طالب فإنه يستلم شهادة النجاح وهي ذات لون أخضر أو أزرق غالباً ويكتب فيها عبارة "ناجح في الدور الأول وينقل إلى الصف الذي يليه"، وليس بها أي كتابة حمراء، أما الطالب المكمل فانه تكتب له شهادة ولكن توضع دائرة حمراء حول الدرجة المتدنية ولم تصل إلى الحد الأدنى للنجاح، ولا تسلم إليه إلاّ بعد انتهاء الدور الثاني، فإن نجح يكتب أمامها الدرجة الجديدة وتسلم له، أمّا اذا لم يحصل على درجة النجاح في الدور الثاني فتوضع دائرة أخرى حولها ولا يسلم الشهادة، بل يسلم إشعار رسوب وإعادة في الصف نفسه من العام القادم، وتحفظ في ملفه دون أن يتمتع برؤيتها، حيث أنه لم ينجح.


فرحة النجاح تظهر بين أبناء الحارة رغم تواضع النتائج

كان يسبق إعلان النتائج الكثير من الجهد الذي كان يثقل كاهل المعلم آنذاك، فبعد تصحيح الأوراق من قبل معلم المادة يراجع معلم آخر في نفس التخصص أو مقارب له أوراق الاجابة ومن ثم يعدل الدرجات عند وجود خطأ في التصحيح أمّا بالزيادة أو النقصان، ومن ثم ترصد الدرجات في كشوف مستقلة لكل مادة، بعد ذلك يجيء دور تسجيل جميع المواد لكل طالب في سجل آخر، ومن ثم يُسجّل ثلاثة من المعلمين درجات الطلاب لكل المواد في كراسة تسمى "مسودة" يملي أحدهم والآخر يكتب، وإذا انتهوا يراجع الثالث المسودة وتعديل ما يقع فيها من أخطاء، والتي تكون غالباً في جمع الدرجات، وأخيراً يأتي دور التسجيل في كراسة الرصد النهائية التي تسمى "مبيضة"، فتملى بدون أخطاء وعلى ضوئها يتم تسجيل شهادة لكل طالب ناجح وإشعار لكل طالب مكمل أو راسب، كانت تلك المهمة شاقة ومنهكة قبل أن يتم التعامل مع الحواسيب والبرامج التي اختصرت الوقت والجهد وصارت أكثر دقة، ولكن كانت تلك الطريقة القديمة قمة في الدقة رغم الصعوبة وقلة الإمكانات.

شهادة عليا
"عند الامتحان يكرم المرء أو يهان"، هذا ما يحصل للطلبة عند توزيع النتائج، فمن كان حليفه النجاح فإنه يكرم ويسلم شهادته، أمّا من كان مخفقاً فإنه يسلم ورقة إكماله أو رسوبه، فيأخذها ويتلقاها كصفعة إهانة على تفريطه في النجاح، فكأنه أهان نفسه بوضعها في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه، ومن أجل ذلك تجد الجميع في وقت تلقي النتائج في ترقب شديد بين الخوف من الرسوب والأمل في النجاح.

كان من يحصل على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية في بداية تطبيق التعليم النظامي كمن يحصل على شهادة عليا في وقتنا الحاضر، فقد كان من يحصل على الشهادة الابتدائية يستطيع أن يعمل على الفور معلماً وفي مدرسته التي تخرج منها، فيُدرّس زملاءه الذين كانوا بالأمس يدرسون معه بالصف الخامس مثلاً، ومن أجل ذلك كانت امتحاناتها مشددة، وأسئلتها تحيطها السرية ولا تفتح إلاّ أمام اللجنة وبمحضر من المدير وبعض المعلمين، وكانت المراقبة والتفتيش قبل الاختبار مشددة، أما التصحيح فكان في لجان خاصة بإدارات التعليم، أما النتائج فكانت تذاع عبر الإذاعة، وعند موعد إعلانها كان الطلاب يتسمرون أمام جهاز "الراديو" ويرهفون سمعهم لعلهم يسمعون أسماءهم ضمن الناجحين لتعمهم الفرحة الغامرة، وبعد فترة من الزمن توقف إعلان أسماء الطلبة الناجحين في إتمام المراحل الثلاث من التعليم العام وتم الاكتفاء بنشرها في الجرائد.


صورة جماعية للطلاب الناجحين أمام مدخل ابتدائية الخالدية في تبوك

تشابه أسماء
ومن الطرائف حول ذلك، أن ثلاثة طلاب من قرية واحدة كانت أسماؤهم الثلاثية متشابهة وبعد خروج النتيجة في الصحف ظهر اسم واحد منهم فقط، فصار كل واحد يظن أنه هو الذي نجح ويمني نفسه بذلك، ولم يتأكد نجاح أي أحد مهم إلاّ بعد أن وصلت الشهادات إلى المدرسة بعد أسبوع، فكان الذي نجح أحدهم حيث لم يتوقع أنه ناجح.

وكذلك الحال لشهادة إتمام الدراسة المتوسطة أو المعاهد، فقد كانت تعني التفوق والحصول على وظيفة مرموقة في مرافق الدولة وتضمن دخلاً عالياً إضافة إلى الوجاهة الاجتماعية التي يحظى بها من حصل على مثل هذه الشهادة.

ولم تسلم البنات من الإكمال في بعض المواد وإن كن قلة مقارنة بالبنين، وكان الطلاب يعرفون وقت تسليم الشهادات للبنات، فيجتمع المراهقون في القرى أمام مدارس البنات الابتدائية خاصةً، وينتظرون خروجهن بعد استلام النتيجة، ومن كانت تحمل شهادة النجاح كانوا يهتفون بعبارة "ناجحة ما سقطوها"، وكانت تجري من شدة الفرح، أمّا من خرجت وهي تحمل ورقة بيضاء تعني أنها مكملة أو راسبة، فقد كانوا يقولون بصوت جماعي عال "ساقطة ما نجحوها"، فتركض مسرعة باكية إلى منزل أهلها، ومن لم تبك فقد كانت العبرة تخنقها من شدة تأثرها بالنتيجة ومن سخرية الأولاد وهي أشد من تلقيها النتيجة المحزنة.

يسلمون عليك
من المواقف الطريفة في توزيع نتائج الاختبارات أن هناك طالباً كان متخوفاً من النتيجة لمعرفته بإخفاقه في عدد من المواد، حيث لم يستعد لها بالمذاكرة والاجتهاد، وعند موعد الذهاب إلى المدرسة لمعرفة نتيجة الاختبار، فقد أوصى جاره الذي هو زميله في الفصل أن يخبره عن نتيجته بعد أن يستلمها، ولكن قال له إذا كنت مكملاً في الرياضيات مثلاً فلا تصرح بذلك حتى لا يعلم والداي فيعاقباني ولكن قل كناية عن ذلك "رياض يسلم عليك"، وإذا كنت مكملاً في العلوم فقل: "عالم يسلم عليك" وهكذا، وبعد أن ذهب زميله إلى المدرسة فوجئ برسوبه في أكثر من نصف المواد وليس له فرصة إعادة اختبار (دور ثاني) وعليه أن يُعيد السنة، فلما وصل إلى صديقه سأله متحمساً: "ما الأخبار؟"، فقال: "الجماعة كلهم يسلمون عليك"، كناية إلى أنه قد رسب في جميع المواد.


في المدرسة نرقد وفي الليل سهرات

لا ما حسبنا للزمن وانعكاسه

الدراسة بطبيعتها متعبة، فالمتفوق في هم دائم للحفاظ على تفوقه، بينما الطالب الكسول يتلقى اللوم والتوبيخ والعقاب من المدرسة والبيت، ومما يصور ذلك قصيدة جميلة للشاعر "بدر العجالين" قال فيها:

العام قفا وابتدت الإمتحانات
والقلب ضايق من هموم الدراسة
هم الدراسة حاشر القلب بالذات
عزي لقلبٍ همه اليوم حاسه
كلٍّ توفق واعتلا بالدراسات
كلٍّ توظف واهتنى وسط ناسه
وحنّا نعيد العام مرة ومرات
نعيد درسٍ قد مضى من أساسه
الله يوفقهم من القلب دعوات
ما نحسد العالم سوات النجاسة
مير الخطا منّا والأيام نكبات
حنّا جنينا الذنب من صلب راسه
وقتٍ مضى نمشي بجهل ولقافات
ما همنا يا كود ضرب وشراسة
في المدرسة نرقد وفي الليل سهرات
لا ما حسبنا للزمن وانعكاسه
واليوم نندم لكن الوقت لا فات
الصوت ما ينفع تعلي قياسه
يكتم همومه داخل القلب بسكات
والهم باين ما يفيد انحباسه
الله يوفق ربعنا كل الأوقات
والله يزيل همومهم والتعاسة
وأنا لحالي صاملٍ وسط هيات
هيات ما بيني وبين الدراسة
ودي أنا أنجح وأرتقي بالشهادات
حسب الظروف الراهنة والسياسة
وأنا أحمد الله من نجاح لنجاحات
تبنا وشبنا عقب ذيك البلاسة
والله يوفقنا لخير ومسرات
نترك قراح المر ونكب كاسه