أين المسرات الصغيرة ؟؟

كنّا أطفالاً
وللشيكولاته عشقٌ يمتزج بالريق
ويذوب في الفم ..!
كنا نحصل عليه بتقنين
ونستقبل القطعة منه بحفاوة
تليق بالعائدين الأحباء من سفر ..!
ونتملاه وما يحويه من ألوان قبل أن
نحتفل بقطفه بتمهلٍ وتلذّذ ..
تلك إحدى مسرات الطفولة الصغيرة

وكبرنا .. واختفى السحر مع الطفولة
ولكن قطعة الشيكولاتة
لازال لها في مائدة المسرة طبق ..
ولها في الفم عشق
وإن اختفت هالة السحر

والآن .. !
والحياة تحرق قوادم جوانحنا المرفرفة
فنعجز عن التحليق
ونفتش عن الطفل الذي يئن بداخلنا
محاولين أن نعيد له بسمته
فنجده مدفوناً تحت ركامٍ هائلٍ من الهموم
فلم يعد ذلك البريء الذي تسكنه تهويدة
وربتة حنان ..!
وتسعده حكاية الشواطيء المسحورة
شاب ذلك القلب الصغير
وأصبحت أيامه منطفئات العود
تأكله آهات تطلق الحنين من مواجع أضلعه
وتعض بالشوك على قدميه
القلب يموت إن لم يسكنه أحد
كالبيت المهجور تعشش فيه عناكب السأم..!!