نبهت فينا أنفسا وعقولا *** وحللت للخير العميم رسولا
رمضان يا روض القلوب تحية *** خطرت تجر إلى حماك ذيولا
قد جئت مرجوا لأكرم نفخة *** تذر الفؤاد بسحرها متبولا
رمضان حسبك ما شرفت به فقد *** فضلت من رب السماء تفضيلا
أعاد الله علينا وعليكم الشهر ونحن بصحة وسلامة .....
بعيدا عن التخمة .... وعن الحموضه .... وعن تسوس الأسنان .... وعن ... وعن ... وعن
أخوتي الأعزاء ...
دخل علينا هذا الشهر الفضيل وانصرم ثلثه .... وتبقى لنا ثلثيه ... ونحن دأبنا منذ مطلع هذا الشهر الكريم ... على اعداد موائدنا بصورة تشبعك وأنت تنظر اليها ....
فمنذ بداية يومك الصباحي وأنت تشعر برغبة عارمة في الأكل ... فهذا يحدثك عن منتج ... وذاك يصحح لنا معلومه صحية .. والشوارع تمتلئ بالاعلانات التجارية لمنتج آخر ....
والاعلانات الرمضانية ... في القنوات الفضائية .. التي علمتنا أن رمضان شهر أكل لا شهر عبادة وتبتل .... تحاور عقلنا الباطن بأننا نلهث في رمضان ... وراء سفرة ... يمتزج فيها الحلو مع المالح مع الحامض ....
اعلان يظهر لك أن هذا المنتج هو الأفضل ... فتهب لشرائه ... وبعده بهنيهه ... يظهر لك منتج ينفي لك قراراتك التي ارتسخت بعقلك حول المنتج السابق ....
فمن بين الزيوت يظهر لنا أنها مطعمه بمواد تزيد من نسبة الكوريسترول بالدم ....
ومن بين المعجنات ... مواد تزيد من السمنه ....
ومن بين الحلويات .... مشاكل الفم واللثة من تسوس والتهاب .... الخ
الخير باد فيك والإحسان *** والذكر والقرآن يا رمضان
والصوم فيك عبادة *** تسموا بها الأرواح والأبدان
والشر فيك مكبل ومغلل *** والبر فيك مجلل هتان
والليل فيك نسائم هفهافة *** رقصت لطيب عبيرها الرهبان
والفجر فيك عبادة وتلاوة *** والصبح فيك سعاية وأمان
والروح فيك طليقة رفرافة ***أحلامها الغفران والرضوان
والجسم فيك حبيسة أطماعه ***لا يستريح إذا سما الوجدان
أحبتي ...
محور حديثنا يكمن في نقطة واحده ...
هل نحن في غير رمضان ... نستهلك اعلاميا وثقافيا .... مثل ما يحصل لنا في هذا الوقت ....
أحبائي ...
هل من المعقول أننا لم نتعرف على أنواع المأكولات والمشروبات الا في رمضان فقط ...
مع أن أيامنا كلها سواء ... والوقت والفراغ فيها أكبر من الوقت الموجود في شهر الصوم .... من اعداد لجميع أنواع المأكولات التي يمكن لأي أحد منا أكلها .... ؟؟؟؟
تقبلو صفو ودي وآسف على الاطاله عليكم ....
تحياتي لكم ...
همســـــة
أنا صائم .. ومضى يتيم .. وهو يرنو للسماء
والطهر وشحه .. وغطاه .. بأدرية الضياء
لم يصغ للكلم المسف .. ولا تطاول لاعتداء
بل سار في ألق القداسة .. تحت أجنحة الصفاء