أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سمعت قوله تعالى : { وجاءت سكرة الموت بالحق } . فسبحان الله !
لحظات خروج روح زوجتي الكريمة ، قمة ضعف الإنسان ، أترى بهذه السهولة أنها تترك فلذات أكبادها ، وتذهب إلى اللا عودة ، أو من السهولة أن أتركها هكذا تؤخذ مني بعد عشرة طيبة ، هل لنا قبل أن ندفع ما نزل ، كيف ، وملك الموت لا يُعصى بإذن الله تعالى .
ولكن هل هذا اللقاء يُهرب منه ، إنه أحب لقاء ، لقاء الحنان ، فقالت بسكينة : أنا هأموت يا مصطفى ، خلي بالك من الأولاد ، ثم تشهدَتْ ، وكَرَّرت التشهد ، ثم جاءها ما يجيء البشر ، وبدأت رحلتها .
والفقير لما أحس أنها عاينت ، ربت على كتفها ، وكأني أقول : إلى أرحم الراحمين .
وكانت تتمنى أن تموت يوم الاثنين أو الخميس ، فدخلت في غيبوبة الموت الدماغي ، يوم الاثنين ، وفاضت روحها يوم الخميس .
امرأة ، من طيب أخلاقها دعوت لها ، واستغفرت لها في السنة الأولى من وفاتها ( مليون ) دعاء واستغفار ، نعم مليون ، هذا ما أحصيته ، وما لم أحصه ، فلا يحصى . والسنة الثانية اقتربت من ذلك ، وفي بداية الثالثة إشفاقًا على نفسي أتحاشى أن أذكرها لما يعيد عليّ الحزن من جديد ، فكيف بالرابعة .
اللهم فارحم أم مريم ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد .